إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بالبنط العريض.. حرب بلا أهداف

 

لم تكن تصريحات قائد اللواء 12 لجيش الاحتلال، الذي يقاتل في رفح جنوب قطاع غزة، مفاجأة، رغم أنها كانت لأول مرة واضحة وتعبر عن عمق الأزمة و"الهوة" بين المستويين العسكري والسياسي لسلطة الاحتلال الإسرائيلي.

فهذا القائد أكد في تصريحاته، أن مهمة القضاء على حماس ليست سهلة والأمر يتطلب وقتا وضغطا عسكريا كبيرا، وأن تفكيك حماس في رفح سيستغرق عامين آخرين على الأقل، وكذلك "القتال في رفح يدور بشكل بطيء وأن مقاتلي المقاومة قاموا بدراسة أسلوب قتال الإسرائيليين جيدا".

ولم يغفل هذا القائد الميداني، أن يقول إنّ "من يعتقد أن صفارات الإنذار ستتوقف خلال العام المقبل فهو يذر الرمال على العيون"، مشيرا إلى أن "حماس تدير في رفح حرب عصابات مكونة من مجموعات مستقلة، مما يجعل مهمة التعامل معها أصعب".

في أقلّ من أربع جمل، لخص هذا العسكري المباشر لعمليات القتال الميدانية في رفح، الوضعين السياسي والعسكري للاحتلال، فهو يشير إلى أن ما يروج له المستوى السياسي ممثلة في رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو هو مجرد ترهات لا تمت لأرض الوقع بصلة عندما استعمل جملة "ذر الرماد على العيون" وكأنه يريد القول إن الساسة في تل أبيب يزيفون الحقائق عندما تحدثوا عن مسار الحرب وخاصة العملية ألأخيرة للاحتلال في رفح التي أكد وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت خلال زيارته لواشنطن، أنها تقترب من نهايتها و"إعلان النصر فيها والقضاء على كتائب حماس في رفح، وبداية "الخطة ج" من الحرب على غزة، اتساقا مع خارطة طريق التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن.

فلا حرب ستنتهي قريبا ولا إعلان نصر على حماس، مثلما قامت سابقا تل أبيب في مناطق أخرى قالت إنها "قضت" على وجود المقاومة فيها مثل حي الشجاعية شمال القطاع الذي اجتاحته القوات البرية لجيش الاحتلال للمرة الثالثة منذ بداية العملية البرية على قطاع غزة، بعد طوفان الأقصى.

كما أن كلام هذا القائد الميداني لجيش الاحتلال يدل على أن المقاومة تمكنت من استيعاب تكتيكات الجيش الإسرائيلي وهي تناور على أرض المعركة بما يمنحها الأفضلية الهجومية خلال الاشتباكات، من خلال حرب الكر والفر، وتوفير الامتدادات للوحدات العسكرية البرية للاحتلال، قبل أن تحاصره ويقع في كمائن معدة سلفا له بين أنقاض المنازل المهدمة جراء قصف سلاح الجو والمدفعية الإسرائيلية الذي يستهدف البنى التحتية المدنية، ولم يجن من خلالها الاحتلال إلا الخيبات وآخرها إدراجه على قائمات العار الأممية للجيش القاتلة للأطفال.

كلام قائد اللواء الـ12 لجيش الاحتلال أتى بعد تصريحات للمتحدث الرسمي لجيش الاحتلال دانيال هاغاري قبل أيام، أشار فيه إلى أن حماس كفكرة من الصعب القضاء عليها، ولتأتي التصريحات الأخيرة لتعطيها أكثر دقة وتشير إلى أن جيش الاحتلال أصبح يشعر أنه يقاتل دون هدف سياسي واضح، بعد أن فشل في تحقيق تلك التي حددها نتنياهو وعلى رأسها القضاء على حماس وعودة الرهائن الإسرائيليين لعائلاتهم، والتي تبدو أنها القضية التي أخذت تحرك الرمال السياسة المتحركة حوله، حتى بلغ الأمر بأن ثلثي الإسرائيليين يرون أنه يجب أن يعتزل السياسة، في وقت يسعى لمعاودة ما عاشه في غزة في جنوب لبنان ضد حزب الله.

نزار مقني

 

 

بالبنط العريض..    حرب بلا أهداف

 

لم تكن تصريحات قائد اللواء 12 لجيش الاحتلال، الذي يقاتل في رفح جنوب قطاع غزة، مفاجأة، رغم أنها كانت لأول مرة واضحة وتعبر عن عمق الأزمة و"الهوة" بين المستويين العسكري والسياسي لسلطة الاحتلال الإسرائيلي.

فهذا القائد أكد في تصريحاته، أن مهمة القضاء على حماس ليست سهلة والأمر يتطلب وقتا وضغطا عسكريا كبيرا، وأن تفكيك حماس في رفح سيستغرق عامين آخرين على الأقل، وكذلك "القتال في رفح يدور بشكل بطيء وأن مقاتلي المقاومة قاموا بدراسة أسلوب قتال الإسرائيليين جيدا".

ولم يغفل هذا القائد الميداني، أن يقول إنّ "من يعتقد أن صفارات الإنذار ستتوقف خلال العام المقبل فهو يذر الرمال على العيون"، مشيرا إلى أن "حماس تدير في رفح حرب عصابات مكونة من مجموعات مستقلة، مما يجعل مهمة التعامل معها أصعب".

في أقلّ من أربع جمل، لخص هذا العسكري المباشر لعمليات القتال الميدانية في رفح، الوضعين السياسي والعسكري للاحتلال، فهو يشير إلى أن ما يروج له المستوى السياسي ممثلة في رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو هو مجرد ترهات لا تمت لأرض الوقع بصلة عندما استعمل جملة "ذر الرماد على العيون" وكأنه يريد القول إن الساسة في تل أبيب يزيفون الحقائق عندما تحدثوا عن مسار الحرب وخاصة العملية ألأخيرة للاحتلال في رفح التي أكد وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت خلال زيارته لواشنطن، أنها تقترب من نهايتها و"إعلان النصر فيها والقضاء على كتائب حماس في رفح، وبداية "الخطة ج" من الحرب على غزة، اتساقا مع خارطة طريق التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن.

فلا حرب ستنتهي قريبا ولا إعلان نصر على حماس، مثلما قامت سابقا تل أبيب في مناطق أخرى قالت إنها "قضت" على وجود المقاومة فيها مثل حي الشجاعية شمال القطاع الذي اجتاحته القوات البرية لجيش الاحتلال للمرة الثالثة منذ بداية العملية البرية على قطاع غزة، بعد طوفان الأقصى.

كما أن كلام هذا القائد الميداني لجيش الاحتلال يدل على أن المقاومة تمكنت من استيعاب تكتيكات الجيش الإسرائيلي وهي تناور على أرض المعركة بما يمنحها الأفضلية الهجومية خلال الاشتباكات، من خلال حرب الكر والفر، وتوفير الامتدادات للوحدات العسكرية البرية للاحتلال، قبل أن تحاصره ويقع في كمائن معدة سلفا له بين أنقاض المنازل المهدمة جراء قصف سلاح الجو والمدفعية الإسرائيلية الذي يستهدف البنى التحتية المدنية، ولم يجن من خلالها الاحتلال إلا الخيبات وآخرها إدراجه على قائمات العار الأممية للجيش القاتلة للأطفال.

كلام قائد اللواء الـ12 لجيش الاحتلال أتى بعد تصريحات للمتحدث الرسمي لجيش الاحتلال دانيال هاغاري قبل أيام، أشار فيه إلى أن حماس كفكرة من الصعب القضاء عليها، ولتأتي التصريحات الأخيرة لتعطيها أكثر دقة وتشير إلى أن جيش الاحتلال أصبح يشعر أنه يقاتل دون هدف سياسي واضح، بعد أن فشل في تحقيق تلك التي حددها نتنياهو وعلى رأسها القضاء على حماس وعودة الرهائن الإسرائيليين لعائلاتهم، والتي تبدو أنها القضية التي أخذت تحرك الرمال السياسة المتحركة حوله، حتى بلغ الأمر بأن ثلثي الإسرائيليين يرون أنه يجب أن يعتزل السياسة، في وقت يسعى لمعاودة ما عاشه في غزة في جنوب لبنان ضد حزب الله.

نزار مقني