فشل التلميذ أو الطالب في الامتحان لم يكن في يوم من الأيام أو في سنة من السنين نهاية الكون
عند اقتراب موعد الامتحانات، كنّا نسمع من يردّد "عند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان" أو "في الامتحان يُكرم المرء أو يُهان" ولا نزال. وهو لعمري قول لا أحبّه بتاتا ولا أريد سماعه. فأنا أمقته مقتا شديدا، لأنّه يحمل معاني سمجة عديمة الذوق تزيد المنظومة التربوية وطرق التّدريس البالية بؤسا على بؤس. هذه المنظومة التي لم يحاول المسؤولون في التربية والتعليم زحزحة ما فيها من تأخر قيد أنملة رغم أنّنا سمعنا منذ أمد بعيد أنّ الإصلاح التربوي آت بين العام والآخر. ولكن لا شيء من الإصلاح التربوي على مستوى الواقع.
كلّما سمعت قول "عند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان" أو قرأته إلاّ تذكرت جيّدا ما عاناه أديبنا العربي الدكتور طه حسين من صدمة يوم الامتحان. لقد كان يجلس مطرقا ينتظر دوره حتى سمع أستاذه يناديه بصوت أجشّ: "تقدّم يا أعمى".
إنّنا لا نريد أن يقتصر دور مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا على حشو أدمغة التلاميذ والطلاب بشتّى المعارف من صالحة أو طالحة دون أن يعرفوا قيمتهم أناسا ولا أن يتحصلوا على آخر الشهائد وأعلى المراتب دون أن يعرفوا قيمة من حولهم لأنّهم يكونون بذلك قد قضوا شطرا كبيرا من حياتهم في مؤسسات تربوية وجامعية لا فرق بينها وبين السّجن على حد تعبير مفكرنا اللبناني الكبير ميخائيل نعيمة. وفي المقابل، يجب أن يكون اهتمامنا منصبّا على بناء شخصية أبنائنا التلاميذ. يقول الرّوائي البرازيلي باولو كويلو صاحب رواية "الخيميائي" على لسان بطله: "عندما أعدت بناء الانسان أعدت بناء العالم".
إنّ كلمة الامتحان تحمل في طياتها معاني الخوف والرّعب. ومع تقدم علوم التربية والدراسات النفسية والاجتماعية، تم الاستغناء عن استعمال كلمة الامتحان في كثير من المدارس والمعاهد والكليات الغربية والأمريكية. وقد تمت إضافة طرق وأساليب جديدة تُعتمد في تقييم طلبة العلم حسب مختلف اختصاصاتهم وفي ارتقائهم من مستوى إلى آخر.
ولفظ الإهانة خطير ومزعج يدمر النفوس ويقضي قضاء مبرما على شخصية أبنائنا وطموحاتهم والآفاق الرحبة التي اعتنقتها مهجهم لتحقيقها في مستقبل حياتهم.
إنّ فشل التلميذ أو الطالب في الامتحان لم يكن في يوم من الأيام أو في سنة من السنين نهاية الكون، فليس العار أن نسقط في مناظرة أو نخفق في عام دراسيّ. وفي رأينا، يجب أن نوجه تقييم نتائج أبنائنا إلى مسؤولي الدولة عموما ووزارة التربية خصوصا وإلى المجتمع.
إنّ الأعداد أو الملاحظات التي ينالها طلاب العلم هي في الحقيقة المرآة التي تعكس مدى اعتناء السلطة والمجموعة العامة بهم وما قدمته لهم من عناية وتأطير منذ الولادة مرورا بدخولهم إلى المدرسة ومتابعتهم سنة بعد أخرى بعناية متواصلة لا تقتصر على سنة اجتياز امتحان الباكالوريا أو غيرها من الامتحانات فقط.
وعلى العموم، فإن بقي من يتبنّى قول "عند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان"، أولى لنا أن نقول له "عند الامتحان وإصدار نتائجه تُكرم السلطة والمجتمع أو يهانون".
مصدّق الشّريف
فشل التلميذ أو الطالب في الامتحان لم يكن في يوم من الأيام أو في سنة من السنين نهاية الكون
عند اقتراب موعد الامتحانات، كنّا نسمع من يردّد "عند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان" أو "في الامتحان يُكرم المرء أو يُهان" ولا نزال. وهو لعمري قول لا أحبّه بتاتا ولا أريد سماعه. فأنا أمقته مقتا شديدا، لأنّه يحمل معاني سمجة عديمة الذوق تزيد المنظومة التربوية وطرق التّدريس البالية بؤسا على بؤس. هذه المنظومة التي لم يحاول المسؤولون في التربية والتعليم زحزحة ما فيها من تأخر قيد أنملة رغم أنّنا سمعنا منذ أمد بعيد أنّ الإصلاح التربوي آت بين العام والآخر. ولكن لا شيء من الإصلاح التربوي على مستوى الواقع.
كلّما سمعت قول "عند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان" أو قرأته إلاّ تذكرت جيّدا ما عاناه أديبنا العربي الدكتور طه حسين من صدمة يوم الامتحان. لقد كان يجلس مطرقا ينتظر دوره حتى سمع أستاذه يناديه بصوت أجشّ: "تقدّم يا أعمى".
إنّنا لا نريد أن يقتصر دور مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا على حشو أدمغة التلاميذ والطلاب بشتّى المعارف من صالحة أو طالحة دون أن يعرفوا قيمتهم أناسا ولا أن يتحصلوا على آخر الشهائد وأعلى المراتب دون أن يعرفوا قيمة من حولهم لأنّهم يكونون بذلك قد قضوا شطرا كبيرا من حياتهم في مؤسسات تربوية وجامعية لا فرق بينها وبين السّجن على حد تعبير مفكرنا اللبناني الكبير ميخائيل نعيمة. وفي المقابل، يجب أن يكون اهتمامنا منصبّا على بناء شخصية أبنائنا التلاميذ. يقول الرّوائي البرازيلي باولو كويلو صاحب رواية "الخيميائي" على لسان بطله: "عندما أعدت بناء الانسان أعدت بناء العالم".
إنّ كلمة الامتحان تحمل في طياتها معاني الخوف والرّعب. ومع تقدم علوم التربية والدراسات النفسية والاجتماعية، تم الاستغناء عن استعمال كلمة الامتحان في كثير من المدارس والمعاهد والكليات الغربية والأمريكية. وقد تمت إضافة طرق وأساليب جديدة تُعتمد في تقييم طلبة العلم حسب مختلف اختصاصاتهم وفي ارتقائهم من مستوى إلى آخر.
ولفظ الإهانة خطير ومزعج يدمر النفوس ويقضي قضاء مبرما على شخصية أبنائنا وطموحاتهم والآفاق الرحبة التي اعتنقتها مهجهم لتحقيقها في مستقبل حياتهم.
إنّ فشل التلميذ أو الطالب في الامتحان لم يكن في يوم من الأيام أو في سنة من السنين نهاية الكون، فليس العار أن نسقط في مناظرة أو نخفق في عام دراسيّ. وفي رأينا، يجب أن نوجه تقييم نتائج أبنائنا إلى مسؤولي الدولة عموما ووزارة التربية خصوصا وإلى المجتمع.
إنّ الأعداد أو الملاحظات التي ينالها طلاب العلم هي في الحقيقة المرآة التي تعكس مدى اعتناء السلطة والمجموعة العامة بهم وما قدمته لهم من عناية وتأطير منذ الولادة مرورا بدخولهم إلى المدرسة ومتابعتهم سنة بعد أخرى بعناية متواصلة لا تقتصر على سنة اجتياز امتحان الباكالوريا أو غيرها من الامتحانات فقط.
وعلى العموم، فإن بقي من يتبنّى قول "عند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان"، أولى لنا أن نقول له "عند الامتحان وإصدار نتائجه تُكرم السلطة والمجتمع أو يهانون".