تُعقد حاليًا في معرض الكرم بتونس فعاليات BIGTECH 2024، وهو الحدث الأكبر من نوعه في القارة الإفريقية المخصص للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والاستثمار. ويجمع الحدث، الذي يستمر من 26 إلى 29 جوان 2024، 169 متحدثًا وخبيرًا من حوالي ثلاثين دولة لمناقشة وتبادل الآراء حول مواضيع مثيرة تتعلق بمجالات تطوير البنية التحتية التونسية، ودفع الإنتاجية للاقتصاد الوطني، وخلق مواطن شغل جديدة، بالإضافة الى التحديات التي تنتظر تونس، أمام التغييرات العالمية التي تفرضها تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويتضمن BIGTECH 2024 مجموعة متنوعة من الفعاليات التي تناسب جميع المهتمين بمجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والاستثمار، بما في ذلك 32 حلقة نقاش حول مواضيع مختلفة، مثل دور الذكاء الاصطناعي في المستقبل، وأحدث التطورات في مجال التكنولوجيا، وفرص الاستثمار في الشركات الناشئة، فضلا عن 20 ورشة عمل تكوينية في اختصاصات مختلفة، مثل برمجة الحاسوب، وتطوير تطبيقات الهاتف المحمول، وتحليل البيانات بالإضافة الى معرض لـ150 شركة ناشئة ورائدة في مجال التكنولوجيا والعالم الرقمي والابتكار، وتم تسجيل حضور 1000 شخصية دولية، بالإضافة الى توافد قرابة 15000 زائر.
ويسعى BIGTECH 2024 إلى أن يكون نقطة تحول لتونس وإفريقيا في عالم الابتكار والتكنولوجيا. ويطمح المنظمون إلى أن يساهم الحدث في رسم صورة استثنائية لتونس والمنطقة، وخلق مواطن شغل للشباب التونسي، وفرصة مثالية لتطوير مهاراتهم، وفتح قنوات تشبيك وعلاقات جدية مثمرة لهم ولتونس.
كما تمثل هذه الفعاليات فرصة هامة لمشاركة واسعة من مختلف الجهات المهتمة بمجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والاستثمار. وتشمل هذه الجهات. الحكومات والمنظمات الدولية، والشركات والمؤسسات، والجامعات ومراكز البحث.
لا خطر على الوظائف مستقبلا
ونفى الخبير في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وممثل شركة مايكروسوفت بفرنسا التونسي جمال القفصي، في تصريح لـ"الصباح"، وجود أي تهديد مستقبلي على الوظائف والمهن، بسبب تقنيات الذكاء الاصطناعي، لافتا الى أن هذه المعطيات غير دقيقة، بل على العكس، فثورة الذكاء الاصطناعي القادمة سترفع من الإنتاجية الاقتصادية، وتخلق فرص عمل جديدة.
ويضيف المهندس التونسي، بالقول "العالم اليوم بحاجة الى 4 مليون مطور برمجي في الذكاء الاصطناعي، أي قرابة نصف سكان تونس، وعلينا اليوم الاهتمام بتكوين جيل كامل من المبرمجين، فهذه السوق التي بدأت تتشكل ملامحها خلال 3 أشهر فقط من ظهور chatgpt، تدفع للقول إننا أمام ثورة جديدة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، خصوصا وأن عدد المستخدمين بلغ 100 مليون شخص خلال 3 أشهر فقط منذ إطلاق الخدمة، ومقارنة بثورة الاتصالات التي أحدثها الهاتف المحمول تطلب الأمر 16 سنة للوصول الى 100 مليون مستخدم".
ويضيف المهندس اللامع في البرمجيات الحاسوبية قائلا "من الضروري العمل مستقبلا على تطوير البنية التحتية الرقمية في بلادنا، والعمل على تكوين جيل كامل على برمجيات الذكاء الاصطناعي، فهناك اليوم الملايين من التطبيقات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، والعالم في حاجة الى 4 مليون مطور خلال 2025، وبالتالي هناك سوق جديدة من الوظائف والخطط التعليمية، وعلى تونس استغلال ذلك، خصوصا وأنها تزخر بالكفاءات.
وحذر المهندس في شركة مايكروسوفت فرنسا، من تبعات استغلال الذكاء الاصطناعي لأغراض تتعلق بالأمن السيبراني، داعيا إلى تكوين مهندسين أكفاء للحد من هذه المخاطر مستقبلا على مؤسسات الدولة.
تشكيل تحالف عربي
وشدد من جهة أخرى على ضرورة النظر بإيجابية إلى ثورة الذكاء الاصطناعي، نافيا، تأثيرها مستقبلا على الوظائف والمهن، بل على العكس ستساهم في تحسين الإنتاجية على كل المستويات وربح الوقت في العديد من المجالات والقطاعات، وأيضا خلق مواطن شغل جديدة، مبرزا أهمية الذكاء الاصطناعي مستقبلا في المجال المؤسساتي والاقتصادي للبلاد.
من جهته دعا وزير المالية الأسبق نزار يعيش في تصريح لـ"الصباح"، إلى ضرورة العمل اليوم ضمن وفاق عربي لتحديد أولوياتنا من ثورة الذكاء الاصطناعي التي تجتاح العالم، قائلا: "لا بد من تعزيز التعاون بين البلدان العربية للدخول إلى هذا المجال متحدين، حيث أن هناك تكتلات بين العديد من الدول الغربية لتعزيز التعاون في ما بينها لتطوير بنيتها الرقمية مع الذكاء الاصطناعي، ومن الضروري لتونس أن تعمل هي الأخرى ضمن اتحاد عربي لتوفير الاعتمادات اللازمة لثورة الذكاء الاصطناعي".
وتابع نزار يعيش بالقول، إن التحديات المستقبلية تفرض على تونس توسيع استثماراتها في هذا المجال، ومن الضروري أن يكون ذلك في شكل تعاون عربي متين لتحقيق التنمية الاقتصادية المرجوة من الذكاء الاصطناعي، وأيضا تطوير مؤسسات الدولة لتتكيف مع تكنولوجيات الغد على حد تعبيره.
وبين نزار يعيش أن المستقبل اليوم يكمن في البحث عن اعتمادات للاستثمار في مجالات متعددة للذكاء الاصطناعي، ولا خيار مستقبلا غير تعزيز التعاون مع البلدان العربية، خصوصا وأن تونس تزخر بالكفاءات التي أثبتت جدارتها.
وتعد الفعاليات التي يحتضنها معرض الكرم مبادرة هامة لتعزيز مكانة تونس في مجال التكنولوجيا على الصعيدين الإقليمي والدولي. ويساهم الحدث في جذب الاستثمار الأجنبي إلى تونس، وتعزيز التواصل بين مختلف الفاعلين في مجال التكنولوجيا، وخلق فرص جديدة للشباب.
كما يُعد BIGTECH 2024 حدثًا هامًا للغاية يُسلط الضوء على التطورات المتسارعة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والاستثمار في إفريقيا. ويُقدم الحدث فرصة فريدة للتعلم والتواصل والتشبيك مع نخبة من الخبراء من مختلف أنحاء العالم.
سفيان المهداوي
تونس- الصباح
تُعقد حاليًا في معرض الكرم بتونس فعاليات BIGTECH 2024، وهو الحدث الأكبر من نوعه في القارة الإفريقية المخصص للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والاستثمار. ويجمع الحدث، الذي يستمر من 26 إلى 29 جوان 2024، 169 متحدثًا وخبيرًا من حوالي ثلاثين دولة لمناقشة وتبادل الآراء حول مواضيع مثيرة تتعلق بمجالات تطوير البنية التحتية التونسية، ودفع الإنتاجية للاقتصاد الوطني، وخلق مواطن شغل جديدة، بالإضافة الى التحديات التي تنتظر تونس، أمام التغييرات العالمية التي تفرضها تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويتضمن BIGTECH 2024 مجموعة متنوعة من الفعاليات التي تناسب جميع المهتمين بمجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والاستثمار، بما في ذلك 32 حلقة نقاش حول مواضيع مختلفة، مثل دور الذكاء الاصطناعي في المستقبل، وأحدث التطورات في مجال التكنولوجيا، وفرص الاستثمار في الشركات الناشئة، فضلا عن 20 ورشة عمل تكوينية في اختصاصات مختلفة، مثل برمجة الحاسوب، وتطوير تطبيقات الهاتف المحمول، وتحليل البيانات بالإضافة الى معرض لـ150 شركة ناشئة ورائدة في مجال التكنولوجيا والعالم الرقمي والابتكار، وتم تسجيل حضور 1000 شخصية دولية، بالإضافة الى توافد قرابة 15000 زائر.
ويسعى BIGTECH 2024 إلى أن يكون نقطة تحول لتونس وإفريقيا في عالم الابتكار والتكنولوجيا. ويطمح المنظمون إلى أن يساهم الحدث في رسم صورة استثنائية لتونس والمنطقة، وخلق مواطن شغل للشباب التونسي، وفرصة مثالية لتطوير مهاراتهم، وفتح قنوات تشبيك وعلاقات جدية مثمرة لهم ولتونس.
كما تمثل هذه الفعاليات فرصة هامة لمشاركة واسعة من مختلف الجهات المهتمة بمجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والاستثمار. وتشمل هذه الجهات. الحكومات والمنظمات الدولية، والشركات والمؤسسات، والجامعات ومراكز البحث.
لا خطر على الوظائف مستقبلا
ونفى الخبير في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وممثل شركة مايكروسوفت بفرنسا التونسي جمال القفصي، في تصريح لـ"الصباح"، وجود أي تهديد مستقبلي على الوظائف والمهن، بسبب تقنيات الذكاء الاصطناعي، لافتا الى أن هذه المعطيات غير دقيقة، بل على العكس، فثورة الذكاء الاصطناعي القادمة سترفع من الإنتاجية الاقتصادية، وتخلق فرص عمل جديدة.
ويضيف المهندس التونسي، بالقول "العالم اليوم بحاجة الى 4 مليون مطور برمجي في الذكاء الاصطناعي، أي قرابة نصف سكان تونس، وعلينا اليوم الاهتمام بتكوين جيل كامل من المبرمجين، فهذه السوق التي بدأت تتشكل ملامحها خلال 3 أشهر فقط من ظهور chatgpt، تدفع للقول إننا أمام ثورة جديدة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، خصوصا وأن عدد المستخدمين بلغ 100 مليون شخص خلال 3 أشهر فقط منذ إطلاق الخدمة، ومقارنة بثورة الاتصالات التي أحدثها الهاتف المحمول تطلب الأمر 16 سنة للوصول الى 100 مليون مستخدم".
ويضيف المهندس اللامع في البرمجيات الحاسوبية قائلا "من الضروري العمل مستقبلا على تطوير البنية التحتية الرقمية في بلادنا، والعمل على تكوين جيل كامل على برمجيات الذكاء الاصطناعي، فهناك اليوم الملايين من التطبيقات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، والعالم في حاجة الى 4 مليون مطور خلال 2025، وبالتالي هناك سوق جديدة من الوظائف والخطط التعليمية، وعلى تونس استغلال ذلك، خصوصا وأنها تزخر بالكفاءات.
وحذر المهندس في شركة مايكروسوفت فرنسا، من تبعات استغلال الذكاء الاصطناعي لأغراض تتعلق بالأمن السيبراني، داعيا إلى تكوين مهندسين أكفاء للحد من هذه المخاطر مستقبلا على مؤسسات الدولة.
تشكيل تحالف عربي
وشدد من جهة أخرى على ضرورة النظر بإيجابية إلى ثورة الذكاء الاصطناعي، نافيا، تأثيرها مستقبلا على الوظائف والمهن، بل على العكس ستساهم في تحسين الإنتاجية على كل المستويات وربح الوقت في العديد من المجالات والقطاعات، وأيضا خلق مواطن شغل جديدة، مبرزا أهمية الذكاء الاصطناعي مستقبلا في المجال المؤسساتي والاقتصادي للبلاد.
من جهته دعا وزير المالية الأسبق نزار يعيش في تصريح لـ"الصباح"، إلى ضرورة العمل اليوم ضمن وفاق عربي لتحديد أولوياتنا من ثورة الذكاء الاصطناعي التي تجتاح العالم، قائلا: "لا بد من تعزيز التعاون بين البلدان العربية للدخول إلى هذا المجال متحدين، حيث أن هناك تكتلات بين العديد من الدول الغربية لتعزيز التعاون في ما بينها لتطوير بنيتها الرقمية مع الذكاء الاصطناعي، ومن الضروري لتونس أن تعمل هي الأخرى ضمن اتحاد عربي لتوفير الاعتمادات اللازمة لثورة الذكاء الاصطناعي".
وتابع نزار يعيش بالقول، إن التحديات المستقبلية تفرض على تونس توسيع استثماراتها في هذا المجال، ومن الضروري أن يكون ذلك في شكل تعاون عربي متين لتحقيق التنمية الاقتصادية المرجوة من الذكاء الاصطناعي، وأيضا تطوير مؤسسات الدولة لتتكيف مع تكنولوجيات الغد على حد تعبيره.
وبين نزار يعيش أن المستقبل اليوم يكمن في البحث عن اعتمادات للاستثمار في مجالات متعددة للذكاء الاصطناعي، ولا خيار مستقبلا غير تعزيز التعاون مع البلدان العربية، خصوصا وأن تونس تزخر بالكفاءات التي أثبتت جدارتها.
وتعد الفعاليات التي يحتضنها معرض الكرم مبادرة هامة لتعزيز مكانة تونس في مجال التكنولوجيا على الصعيدين الإقليمي والدولي. ويساهم الحدث في جذب الاستثمار الأجنبي إلى تونس، وتعزيز التواصل بين مختلف الفاعلين في مجال التكنولوجيا، وخلق فرص جديدة للشباب.
كما يُعد BIGTECH 2024 حدثًا هامًا للغاية يُسلط الضوء على التطورات المتسارعة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والاستثمار في إفريقيا. ويُقدم الحدث فرصة فريدة للتعلم والتواصل والتشبيك مع نخبة من الخبراء من مختلف أنحاء العالم.