إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بالبنط العريض.. "جوكر" حما.س

 

لم يمر أكثر من يوم على حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن "صفقة جزئية" في غزة، في حديثه الأول للإعلام منذ السابع من أكتوبر الماضي للقناة الـ14 العبرية اليمينية المتطرفة، حتى خرج من جديد، ليعدل عن موقفه الأول، ويعود إلى "دائرة" الموقف الأول الداعم لـ"خارطة طريق" الرئيس الأمريكي جو بايدن ذات الـ3 مراحل لإيقاف الحرب على غزة.

تراجع يبدو أن نتنياهو "أرغم عليه" تحت وطأة الضغط الداخلي الإسرائيلي، وغضب الإدارة الأمريكية التي قرأت من حديثه عن "الصفقة الجزئية" خيبة أمل تجاه "شريكها" في الحرب على غزة، في وقت أجرى وزير حربه يؤاف غالانت محادثات مع الإدارة الأمريكية في واشنطن حول صفقات السلاح التي تقطعت منذ دخول جيش الاحتلال إلى رفح، حيث علقت واشنطن تسليم قنابل ثقيلة ذات الألف كيلوغرام وغيرها من الصواريخ الأمريكية، والتي يبدو أن جيش الاحتلال "متعطش" لها في مسعاه للهجوم على لبنان.

ولعل سيناريوهات الحرب التكتيكية، والخطط التي صادق عليها ضباط جيش الأركان الإسرائيلي، ترتكز على مثل هذا النوع من "القنابل الثقيلة" والذكية، وذلك في مسعى منها إلى ضرب المحور الحربي التكتيكي للمقاومة اللبنانية وهي الأنفاق التي شكلت نقطة قوة دفاعية للمقاومة خلال عدوان 2006 على جنوب لبنان، والذي خرجت منه تل أبيب مهزومة، بعد فشل جيشها في اجتياز أي محور نحو الداخل اللبناني.

ويبدو أن نتنياهو يعمل من خلال هذا التراجع عن موقفه من "الصفقة الجزئية" في غزة، على إعطاء أريحية لغالانت في مناقشاته مع إدارة بايدن، للوصول إلى هدف "رحلة غالانت" والعودة بتذكرة إعادة فتح الجسر الجوي لتسليح جيش الاحتلال، وهو ما قد يفرض على حكومة نتنياهو تنازلات للوصول إلى صفقة مع المقاومة الفلسطينية قد تقود إلى تهدئة في القطاع، مقابل بدء الهجوم على جنوب لبنان، خلال أيام وقف إطلاق النار في غزة، قبل العودة للعمليات العسكرية ضد المقاومة الفلسطينية والتي قد تكون عمليات نوعية وليست اجتياحا نظاميا على شاكلة ما حصل طيلة أطوار الحرب على غزة منذ بداية الاجتياح البري للقطاع في أكتوبر الماضي.

وعلى الأقل هذا ما يفهم من كلام نتنياهو وما أكده غالانت في واشنطن عند استخدامهم لمصطلح "المرحلة ج" من الحرب على غزة، والتي تشير إلى صراع منخفض الكثافة، بينما تعمل القيادة السياسية على التفاوض حول "مرحلة ما بعد الحرب".

وبالرغم من أن "مناورات" نتنياهو الكلامية، جعلته يتعرض إلى ضغوطات أكبر من الداخل والخارج، إلا أنها دلّت على أن ما حذرت منه فصائل المقاومة، من أن نتنياهو يراوغ ربحا للوقت، اتضح أنه صحيح، وسمح بتعرية الفريق الإسرائيلي المعين للتفاوض مع الوساطة الثلاثية (الولايات المتحدة وقطر ومصر)، ومنح حماس ورقة "جوكر" تلعبها خلال التفاوض على المراحل الثلاث في مقترح بايدن لإنهاء الحرب في غزة.

نزار مقني

 

 

 

 

بالبنط العريض..   "جوكر" حما.س

 

لم يمر أكثر من يوم على حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن "صفقة جزئية" في غزة، في حديثه الأول للإعلام منذ السابع من أكتوبر الماضي للقناة الـ14 العبرية اليمينية المتطرفة، حتى خرج من جديد، ليعدل عن موقفه الأول، ويعود إلى "دائرة" الموقف الأول الداعم لـ"خارطة طريق" الرئيس الأمريكي جو بايدن ذات الـ3 مراحل لإيقاف الحرب على غزة.

تراجع يبدو أن نتنياهو "أرغم عليه" تحت وطأة الضغط الداخلي الإسرائيلي، وغضب الإدارة الأمريكية التي قرأت من حديثه عن "الصفقة الجزئية" خيبة أمل تجاه "شريكها" في الحرب على غزة، في وقت أجرى وزير حربه يؤاف غالانت محادثات مع الإدارة الأمريكية في واشنطن حول صفقات السلاح التي تقطعت منذ دخول جيش الاحتلال إلى رفح، حيث علقت واشنطن تسليم قنابل ثقيلة ذات الألف كيلوغرام وغيرها من الصواريخ الأمريكية، والتي يبدو أن جيش الاحتلال "متعطش" لها في مسعاه للهجوم على لبنان.

ولعل سيناريوهات الحرب التكتيكية، والخطط التي صادق عليها ضباط جيش الأركان الإسرائيلي، ترتكز على مثل هذا النوع من "القنابل الثقيلة" والذكية، وذلك في مسعى منها إلى ضرب المحور الحربي التكتيكي للمقاومة اللبنانية وهي الأنفاق التي شكلت نقطة قوة دفاعية للمقاومة خلال عدوان 2006 على جنوب لبنان، والذي خرجت منه تل أبيب مهزومة، بعد فشل جيشها في اجتياز أي محور نحو الداخل اللبناني.

ويبدو أن نتنياهو يعمل من خلال هذا التراجع عن موقفه من "الصفقة الجزئية" في غزة، على إعطاء أريحية لغالانت في مناقشاته مع إدارة بايدن، للوصول إلى هدف "رحلة غالانت" والعودة بتذكرة إعادة فتح الجسر الجوي لتسليح جيش الاحتلال، وهو ما قد يفرض على حكومة نتنياهو تنازلات للوصول إلى صفقة مع المقاومة الفلسطينية قد تقود إلى تهدئة في القطاع، مقابل بدء الهجوم على جنوب لبنان، خلال أيام وقف إطلاق النار في غزة، قبل العودة للعمليات العسكرية ضد المقاومة الفلسطينية والتي قد تكون عمليات نوعية وليست اجتياحا نظاميا على شاكلة ما حصل طيلة أطوار الحرب على غزة منذ بداية الاجتياح البري للقطاع في أكتوبر الماضي.

وعلى الأقل هذا ما يفهم من كلام نتنياهو وما أكده غالانت في واشنطن عند استخدامهم لمصطلح "المرحلة ج" من الحرب على غزة، والتي تشير إلى صراع منخفض الكثافة، بينما تعمل القيادة السياسية على التفاوض حول "مرحلة ما بعد الحرب".

وبالرغم من أن "مناورات" نتنياهو الكلامية، جعلته يتعرض إلى ضغوطات أكبر من الداخل والخارج، إلا أنها دلّت على أن ما حذرت منه فصائل المقاومة، من أن نتنياهو يراوغ ربحا للوقت، اتضح أنه صحيح، وسمح بتعرية الفريق الإسرائيلي المعين للتفاوض مع الوساطة الثلاثية (الولايات المتحدة وقطر ومصر)، ومنح حماس ورقة "جوكر" تلعبها خلال التفاوض على المراحل الثلاث في مقترح بايدن لإنهاء الحرب في غزة.

نزار مقني