إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

قلق في واشنطن بعد فشل مساعي "تبريد" "جبهة الشمال" .. كيف سيكون "سيناريو الحرب" بين حز.ب الله وإسرائيل؟

نزار مقني

مع فشل المساعي الأمريكية لـ "تبريد" الجبهة اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وارتفاع حدة لهجات التصعيد الكلامي والميداني، بين المقاومة اللبنانية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، بدأت تلوح في الأفق غيوم الحرب الملبدة، خصوصا مع "مخاوف" أمريكية سربت للإعلام الأمريكي من خطورة المرحلة، وتحذيرات من عدم قدرة الدفاعات الجوية الإسرائيلية على لتصدي لـ"أسراب" آلاف الصواريخ والقذائف المدفعية التي قد تنطلق من جنوب لبنان، وتشعل المناطق الحيوية في إسرائيل وفق "بنك الأهداف" الذي حدده حزب الله، والذي أظهره -في إطار حرب نفسية- من خلال مسيرة "الهدهد".

بنك أهداف "قد تديم الظلام في إسرائيل" وتحولها الى كيان "لا يمكن العيش فيه" كما أكد الرئيس التنفيذي للشركة الحكومية الإسرائيلية لإدارة قطاع الكهرباء، شاؤول غولدشتاين، والذي حذر من مغبة الحرب في "الشمال"، والذي أشار "لنفترض أن صاروخاً أصاب قطاع الكهرباء وانقطع التيار، فماذا سيحدث لإسرائيل في مثل هذا الوضع؟ خلاصة القول إنه بعد 72 ساعة سيكون من المستحيل العيش في إسرائيل".

كلام غولدشتاين، الذي يظهر مدى تأثير الحرب النفسية، التي مارسها حزب الله على الداخل الإسرائيلي، من خلال فيديو الهدهد والخطاب "التحذيري" للأمين العام للحزب حسن نصر الله، يأتي في إطار قراءة مسبقة لما بعد "اللحظة الأولى" للهجوم الإسرائيلي واجتياح جنوب لبنان، وهو ما يمثل سيناريو قد يكون كارثيا للاحتلال، إذا ما أخذ بعين الاعتبار ما حصل في "عدوان 2006"، والهزيمة الاستراتيجية التي مني بها وألحقت المستوى السياسي آنذاك والذي قاده رئيس الوزراء السابق إيهود أولملات إلى ""مزبلة التاريخ"، بعد تحقيق لجنة غولدشتاين، ومنها بدأت "أيام نتنياهو" على رأس الحكومة.

"سيناريو الحرب"

في هذا الإطار يقول الخبير العسكري الدكتور فواز غازي حلمي أنه عسكريا أي "هجوم على جنوب لبنان سيكون من خلال 3 محاور معروفة مسبقا"، وأن "هذا الاجتياح سيفشل خصوصا، إذا ما علمنا بما حصل لدبابات الميركافا خلال عدوان 2006، في وادي الفجيرة".

وأردف حلمي، الذي يعيش بلندن، أنه "أوقفت بعد تلك الهزيمة كل طلبات شراء دبابات الميركافا الإسرائيلية، وهو نفس السيناريو الذي حصل مع دبابات ليوبارد 2 الألمانية الصنع بعد تدميرها في أوكرانيا".

وأكد حلمي أن "حشد جيش الاحتلال في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة قوامه 4 ألوية معظمها من قوات الاحتياط، بالإضافة لوحدات من القوات الخاصة، مضيفا أن وزير الحرب الإسرائيلي يؤاف غالانت طلب زيادة عدد الكتائب المحتشدة في الشمال لدعم الاجتياح البري لجنوب لبنان".

واعتبر حلمي أن تصريحات المستوى السياسي الإسرائيلي حول تحويل لبنان للعصر الحجري "غبية"، مشيرا أن من يقول هذا الكلام "مهووس بأفلام رعاة البقر في الغرب الأمريكي التي تبرر إبادة الأمم"

ولاحظ حلمي أن اغتيال قادة من حزب الله والمقاومة الفلسطينية "لن تغير السيناريو بل تشدد من ضراوة الرد وسيكون ربما أشد بأسا وتنكيلا".

وحول سيناريو رد المقاومة إذا ما هاجمت إسرائيل لبنان قال حلمي "مثلا دون النظر للصواريخ البالستية لو أمطرت المقاومة إسرائيل بوابل من 10 آلاف صاروخ ومدفعية صاروخية بمختلف الأعيرة الثقيلة والخفيفة يوميا لمدة أسبوعين وخاصة الحارقة منها Thermobaric لا أعتقد أنه مهما كانت وسائل دفاعهم الجوي ستستطيع تل أبيب التصدي لها".

وأردف قائلا "في نفس الوقت أن الشركة الصينية التي تدير ميناء حيفا ستنسحب لأن ميناء حيفا لن يكون بمأمن".

وأقر بأن "دوائر الاستخبارات الصهيونية وحتى الأمريكية ليست على يقين من القدرة النارية الصاروخية و تقنياتها لحزب الله والفصائل الأخرى وحجمها".

تخوفات أمريكية

كلام، غير بعيد عن التحذيرات التي أطلقتها الإدارة الأمريكية، حيث نقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية عن مسؤول أمريكي مخاوفه من خطورة المرحلة الراهنة، محذراً من أن "الحرب قد تشتعل دون إنذار مسبق".

وتحدثت الشبكة الأمريكية عن مخاوف من استخدام حزب الله "أسلحة دقيقة" في وقت متزامن في حال توسعت رقعة الصراع. وأعرب مسؤولون أمريكيون عن خشيتهم من عدم قدرة "القبة الحديدية" على التعامل مع صواريخ حزب الله.

كما نقلت "سي إن إن" عن مسؤول أمريكي أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بإمكانية شن "حرب سريعة" ضد حزب الله، وأن واشنطن حذرت من أن تداعيات خطوة كهذه ليست مضمونة.

ويرى محللون أن التحذيرات الأمريكية تبدو منطقية في ضوء توقعات بأن تكون المواجهة، التي يرى كثيرون أنها حتمية بين إسرائيل وحزب الله، مختلفة تماماً عن الحرب التي تخوضها تل أبيب في غزة، وضعا في الاعتبار قدرات حزب الله العسكرية، وما أعلنه أمينه العام حسن نصر الله، الأربعاء، عن تدعيم ترسانة الحزب بأسلحة جديدة.

ولم يحدد نصر الله الأسلحة الجديدة، إلا أنه قال إنها "ستخرج في الميدان".

هذه التسريبات تبدو متطابقة مع "قلق" وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" حيال الوضع الراهن على الحدود الإسرائيلية اللبنانية في ضوء عدد الصواريخ التي أطلقها الطرفان.

وقالت الوزارة إنها تتابع الموقف وتشعر بالقلق إزاء التوتر المتصاعد، معتبرة في الوقت نفسه أنه "ما زال هناك مجال للتوصل إلى حل دبلوماسي للتوترات بين الجانبين".

ويلتقي موقف البنتاغون مع ما عبرت عنه وزارة الخارجية الأمريكية حينما قالت "لا نعتقد أن الحل الدبلوماسي فشل في منع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله. نواصل تلك المساعي، ونعتقد أن أفضل طريقة لإفساح المجال أمام حل دبلوماسي للوضع على الحدود بين لبنان وإسرائيل هي تحقيق وقف لإطلاق النار في قطاع غزة".

ووسط حالة الترقب التي تهيمن على الأوضاع في المنطقة، تثار العديد من التساؤلات عن حدود الدعم الذي ستقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل في حال اندلعت حرب كبيرة بينها وبين حزب الله تتخطى المناوشات القائمة بين الجانبين منذ أكثر من 8 أشهر، لا سيما في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة والخلافات العميقة التي خرجت للعلن مؤخرا بين إدارة الرئيس جو بايدن ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على خلفية تعليق واشنطن تسليم تل أبيب أسلحة وذخائر.

ويتسع مجال التساؤلات ليشمل أيضاً حدود تدخل إيران ودعمها لحزب الله في مثل هذه المواجهة، خاصة بعد الموقف الذي أعلن عنه الاتحاد الأوروبي وإعرابه عن التضامن مع قبرص عقب تهديد حزب الله لها بأنها "قد تصبح جزءا من الحرب"، إذا سمحت لإسرائيل باستخدام بنيتها التحتية لأغراض عسكرية.

 

 

 

 

 

قلق في واشنطن بعد فشل مساعي "تبريد" "جبهة الشمال" .. كيف سيكون "سيناريو الحرب" بين حز.ب الله وإسرائيل؟

نزار مقني

مع فشل المساعي الأمريكية لـ "تبريد" الجبهة اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وارتفاع حدة لهجات التصعيد الكلامي والميداني، بين المقاومة اللبنانية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، بدأت تلوح في الأفق غيوم الحرب الملبدة، خصوصا مع "مخاوف" أمريكية سربت للإعلام الأمريكي من خطورة المرحلة، وتحذيرات من عدم قدرة الدفاعات الجوية الإسرائيلية على لتصدي لـ"أسراب" آلاف الصواريخ والقذائف المدفعية التي قد تنطلق من جنوب لبنان، وتشعل المناطق الحيوية في إسرائيل وفق "بنك الأهداف" الذي حدده حزب الله، والذي أظهره -في إطار حرب نفسية- من خلال مسيرة "الهدهد".

بنك أهداف "قد تديم الظلام في إسرائيل" وتحولها الى كيان "لا يمكن العيش فيه" كما أكد الرئيس التنفيذي للشركة الحكومية الإسرائيلية لإدارة قطاع الكهرباء، شاؤول غولدشتاين، والذي حذر من مغبة الحرب في "الشمال"، والذي أشار "لنفترض أن صاروخاً أصاب قطاع الكهرباء وانقطع التيار، فماذا سيحدث لإسرائيل في مثل هذا الوضع؟ خلاصة القول إنه بعد 72 ساعة سيكون من المستحيل العيش في إسرائيل".

كلام غولدشتاين، الذي يظهر مدى تأثير الحرب النفسية، التي مارسها حزب الله على الداخل الإسرائيلي، من خلال فيديو الهدهد والخطاب "التحذيري" للأمين العام للحزب حسن نصر الله، يأتي في إطار قراءة مسبقة لما بعد "اللحظة الأولى" للهجوم الإسرائيلي واجتياح جنوب لبنان، وهو ما يمثل سيناريو قد يكون كارثيا للاحتلال، إذا ما أخذ بعين الاعتبار ما حصل في "عدوان 2006"، والهزيمة الاستراتيجية التي مني بها وألحقت المستوى السياسي آنذاك والذي قاده رئيس الوزراء السابق إيهود أولملات إلى ""مزبلة التاريخ"، بعد تحقيق لجنة غولدشتاين، ومنها بدأت "أيام نتنياهو" على رأس الحكومة.

"سيناريو الحرب"

في هذا الإطار يقول الخبير العسكري الدكتور فواز غازي حلمي أنه عسكريا أي "هجوم على جنوب لبنان سيكون من خلال 3 محاور معروفة مسبقا"، وأن "هذا الاجتياح سيفشل خصوصا، إذا ما علمنا بما حصل لدبابات الميركافا خلال عدوان 2006، في وادي الفجيرة".

وأردف حلمي، الذي يعيش بلندن، أنه "أوقفت بعد تلك الهزيمة كل طلبات شراء دبابات الميركافا الإسرائيلية، وهو نفس السيناريو الذي حصل مع دبابات ليوبارد 2 الألمانية الصنع بعد تدميرها في أوكرانيا".

وأكد حلمي أن "حشد جيش الاحتلال في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة قوامه 4 ألوية معظمها من قوات الاحتياط، بالإضافة لوحدات من القوات الخاصة، مضيفا أن وزير الحرب الإسرائيلي يؤاف غالانت طلب زيادة عدد الكتائب المحتشدة في الشمال لدعم الاجتياح البري لجنوب لبنان".

واعتبر حلمي أن تصريحات المستوى السياسي الإسرائيلي حول تحويل لبنان للعصر الحجري "غبية"، مشيرا أن من يقول هذا الكلام "مهووس بأفلام رعاة البقر في الغرب الأمريكي التي تبرر إبادة الأمم"

ولاحظ حلمي أن اغتيال قادة من حزب الله والمقاومة الفلسطينية "لن تغير السيناريو بل تشدد من ضراوة الرد وسيكون ربما أشد بأسا وتنكيلا".

وحول سيناريو رد المقاومة إذا ما هاجمت إسرائيل لبنان قال حلمي "مثلا دون النظر للصواريخ البالستية لو أمطرت المقاومة إسرائيل بوابل من 10 آلاف صاروخ ومدفعية صاروخية بمختلف الأعيرة الثقيلة والخفيفة يوميا لمدة أسبوعين وخاصة الحارقة منها Thermobaric لا أعتقد أنه مهما كانت وسائل دفاعهم الجوي ستستطيع تل أبيب التصدي لها".

وأردف قائلا "في نفس الوقت أن الشركة الصينية التي تدير ميناء حيفا ستنسحب لأن ميناء حيفا لن يكون بمأمن".

وأقر بأن "دوائر الاستخبارات الصهيونية وحتى الأمريكية ليست على يقين من القدرة النارية الصاروخية و تقنياتها لحزب الله والفصائل الأخرى وحجمها".

تخوفات أمريكية

كلام، غير بعيد عن التحذيرات التي أطلقتها الإدارة الأمريكية، حيث نقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية عن مسؤول أمريكي مخاوفه من خطورة المرحلة الراهنة، محذراً من أن "الحرب قد تشتعل دون إنذار مسبق".

وتحدثت الشبكة الأمريكية عن مخاوف من استخدام حزب الله "أسلحة دقيقة" في وقت متزامن في حال توسعت رقعة الصراع. وأعرب مسؤولون أمريكيون عن خشيتهم من عدم قدرة "القبة الحديدية" على التعامل مع صواريخ حزب الله.

كما نقلت "سي إن إن" عن مسؤول أمريكي أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بإمكانية شن "حرب سريعة" ضد حزب الله، وأن واشنطن حذرت من أن تداعيات خطوة كهذه ليست مضمونة.

ويرى محللون أن التحذيرات الأمريكية تبدو منطقية في ضوء توقعات بأن تكون المواجهة، التي يرى كثيرون أنها حتمية بين إسرائيل وحزب الله، مختلفة تماماً عن الحرب التي تخوضها تل أبيب في غزة، وضعا في الاعتبار قدرات حزب الله العسكرية، وما أعلنه أمينه العام حسن نصر الله، الأربعاء، عن تدعيم ترسانة الحزب بأسلحة جديدة.

ولم يحدد نصر الله الأسلحة الجديدة، إلا أنه قال إنها "ستخرج في الميدان".

هذه التسريبات تبدو متطابقة مع "قلق" وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" حيال الوضع الراهن على الحدود الإسرائيلية اللبنانية في ضوء عدد الصواريخ التي أطلقها الطرفان.

وقالت الوزارة إنها تتابع الموقف وتشعر بالقلق إزاء التوتر المتصاعد، معتبرة في الوقت نفسه أنه "ما زال هناك مجال للتوصل إلى حل دبلوماسي للتوترات بين الجانبين".

ويلتقي موقف البنتاغون مع ما عبرت عنه وزارة الخارجية الأمريكية حينما قالت "لا نعتقد أن الحل الدبلوماسي فشل في منع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله. نواصل تلك المساعي، ونعتقد أن أفضل طريقة لإفساح المجال أمام حل دبلوماسي للوضع على الحدود بين لبنان وإسرائيل هي تحقيق وقف لإطلاق النار في قطاع غزة".

ووسط حالة الترقب التي تهيمن على الأوضاع في المنطقة، تثار العديد من التساؤلات عن حدود الدعم الذي ستقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل في حال اندلعت حرب كبيرة بينها وبين حزب الله تتخطى المناوشات القائمة بين الجانبين منذ أكثر من 8 أشهر، لا سيما في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة والخلافات العميقة التي خرجت للعلن مؤخرا بين إدارة الرئيس جو بايدن ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على خلفية تعليق واشنطن تسليم تل أبيب أسلحة وذخائر.

ويتسع مجال التساؤلات ليشمل أيضاً حدود تدخل إيران ودعمها لحزب الله في مثل هذه المواجهة، خاصة بعد الموقف الذي أعلن عنه الاتحاد الأوروبي وإعرابه عن التضامن مع قبرص عقب تهديد حزب الله لها بأنها "قد تصبح جزءا من الحرب"، إذا سمحت لإسرائيل باستخدام بنيتها التحتية لأغراض عسكرية.