مازالت الحرب على قطاع غزة تغير وجدان العالم، حيث أضحت المجازر اليومية التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني –الذي التحق بقائمة العار الأممية للجيوش التي قامت بالمجازر ضد الأطفال- تغيير مفاهيم في وجدان الشعوب الغربية، وتزيد في إعادة توزيع الأوراق على مستوى الصراع الدولي، بين من يساند كيانا برز وجهه القبيح بوضوح بعد 8 أشهر من القصف والتقتيل المتواصلين ضد المدنيين العزل، وبين شعب آمن بالمقاومة كنهج لافتكاك حريته من براثن الاستعمار "القروسطي" الذي سلط عليه وحاول انتزاعه من أرضه، فزاد تشبثه بها.
فمع "قطار" الدول التي يتزايد عددها، يوما بعد يوم، للاعتراف بالدولة الفلسطينية، باتت بعض الدول تحاول "النبش في قضاياها"، ومنها أرمينيا، آخر الدول التي انضمت لاسبانيا والنرويج وسلوفينيا وإيرلندا، من خلال الاعتراف بفلسطين.
يريفان، التي ترى أنها "ضحية التاريخ" قبل أن تكون في "مذبح الجغرافيا"، يبدو أنها ذهبت في مثل هذه الخطوة، خصوصا بعد الحرب الأخيرة بينها (أو لنقل مع الانفصاليين الأرمن) في إقليم ناغورنو كاراباخ وبين أذريبدجان، التي أصبحت من الدول التي لا تخفي تعاونها الحربي الكثيف مع تل أبيب، بل أصبح الإقليم الموجود في القوقاز "مخبرا" لشركات السلاح الإسرائيلية لتجريب الأسلحة المتطورة تكنولوجيا والتي تعمل بالذكاء الاصطناعي ضمن ما أضحى يسمى بـ"الروبوتات القاتلة" ذاتيا.
تلك الروبوتات التي تحدد بمفردها الأهداف التي يمكن إصابتها بعد برمجة مسبقة، والتي قد تكون تكلفتها التصنيعية قليلة بالمقارنة مع الأسلحة التقليدية، والتي وجد انفصاليو ناغورنو كاراباخ صعوبة في مواجهتها أو رصدها، مع تقادم وسائل الدفاع الموجودة لديهم والتي يعود معظمها إلى "عصر" الاتحاد السوفياتي.
ولعل العلاقات بين باكو وتل أبيب، والتي شبهها الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بجبل جليدي "تسعة أعشارها تحت السطح ولا يمكن رؤيتها"، كانت وراء توتر العلاقات بين أذربيدجان وجارتها "اللدودة" إيران، والتي تنظر لهذه العلاقات المتطورة نظرة ريبة، خصوصا مع حالة العداء اللامتناهي بين طهران وتل أبيب ومن ورائها واشنطن.
بل إن إيران، تركز ضمن سيناريوهات أي هجوم إسرائيلي على برنامجها النووي، بأن "الخاصرة الرخوة" لصد الغارات قد تكون من أذربيدجان، علاوة على منطقة كردستان العراق، التي عادة ما يتم قصفها من الحرس الثوري في أي رد على اغتيال الولايات المتحدة أو إسرائيل لأحد قياداتها، وذلك على الأقل ما حدث في رد طهران على اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
يبدو أن أرمينيا ترد على دعم تل أبيب لباكو، من خلال خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في وقت بات الاحتلال بكل مستوياته (السياسية والعسكرية والأمنية) في حالة شبه عزلة دولية لا يفكها إلا الدعم الأمريكي غير المحدود والذي قد يتغير، مع قرب "العودة الجامعية" وبداية "موسم" الانتخابات الرئاسية والتجديد النصفي للكونغرس الأمريكي بغرفتيه (النواب والشيوخ)، خصوصا وأن بوادر توسع الحرب في الشرق الأوسط بدأت تطل برأسها مع فشل مساعي "تبريد" الوضع في الشمال وانحسار مفاوضات الهدنة في غزة.
نزار مقني
مازالت الحرب على قطاع غزة تغير وجدان العالم، حيث أضحت المجازر اليومية التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني –الذي التحق بقائمة العار الأممية للجيوش التي قامت بالمجازر ضد الأطفال- تغيير مفاهيم في وجدان الشعوب الغربية، وتزيد في إعادة توزيع الأوراق على مستوى الصراع الدولي، بين من يساند كيانا برز وجهه القبيح بوضوح بعد 8 أشهر من القصف والتقتيل المتواصلين ضد المدنيين العزل، وبين شعب آمن بالمقاومة كنهج لافتكاك حريته من براثن الاستعمار "القروسطي" الذي سلط عليه وحاول انتزاعه من أرضه، فزاد تشبثه بها.
فمع "قطار" الدول التي يتزايد عددها، يوما بعد يوم، للاعتراف بالدولة الفلسطينية، باتت بعض الدول تحاول "النبش في قضاياها"، ومنها أرمينيا، آخر الدول التي انضمت لاسبانيا والنرويج وسلوفينيا وإيرلندا، من خلال الاعتراف بفلسطين.
يريفان، التي ترى أنها "ضحية التاريخ" قبل أن تكون في "مذبح الجغرافيا"، يبدو أنها ذهبت في مثل هذه الخطوة، خصوصا بعد الحرب الأخيرة بينها (أو لنقل مع الانفصاليين الأرمن) في إقليم ناغورنو كاراباخ وبين أذريبدجان، التي أصبحت من الدول التي لا تخفي تعاونها الحربي الكثيف مع تل أبيب، بل أصبح الإقليم الموجود في القوقاز "مخبرا" لشركات السلاح الإسرائيلية لتجريب الأسلحة المتطورة تكنولوجيا والتي تعمل بالذكاء الاصطناعي ضمن ما أضحى يسمى بـ"الروبوتات القاتلة" ذاتيا.
تلك الروبوتات التي تحدد بمفردها الأهداف التي يمكن إصابتها بعد برمجة مسبقة، والتي قد تكون تكلفتها التصنيعية قليلة بالمقارنة مع الأسلحة التقليدية، والتي وجد انفصاليو ناغورنو كاراباخ صعوبة في مواجهتها أو رصدها، مع تقادم وسائل الدفاع الموجودة لديهم والتي يعود معظمها إلى "عصر" الاتحاد السوفياتي.
ولعل العلاقات بين باكو وتل أبيب، والتي شبهها الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بجبل جليدي "تسعة أعشارها تحت السطح ولا يمكن رؤيتها"، كانت وراء توتر العلاقات بين أذربيدجان وجارتها "اللدودة" إيران، والتي تنظر لهذه العلاقات المتطورة نظرة ريبة، خصوصا مع حالة العداء اللامتناهي بين طهران وتل أبيب ومن ورائها واشنطن.
بل إن إيران، تركز ضمن سيناريوهات أي هجوم إسرائيلي على برنامجها النووي، بأن "الخاصرة الرخوة" لصد الغارات قد تكون من أذربيدجان، علاوة على منطقة كردستان العراق، التي عادة ما يتم قصفها من الحرس الثوري في أي رد على اغتيال الولايات المتحدة أو إسرائيل لأحد قياداتها، وذلك على الأقل ما حدث في رد طهران على اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
يبدو أن أرمينيا ترد على دعم تل أبيب لباكو، من خلال خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في وقت بات الاحتلال بكل مستوياته (السياسية والعسكرية والأمنية) في حالة شبه عزلة دولية لا يفكها إلا الدعم الأمريكي غير المحدود والذي قد يتغير، مع قرب "العودة الجامعية" وبداية "موسم" الانتخابات الرئاسية والتجديد النصفي للكونغرس الأمريكي بغرفتيه (النواب والشيوخ)، خصوصا وأن بوادر توسع الحرب في الشرق الأوسط بدأت تطل برأسها مع فشل مساعي "تبريد" الوضع في الشمال وانحسار مفاوضات الهدنة في غزة.