إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تصعيد "نحو الحريق" بين حز.ب الله وإسرائيل

تونس-الصباح

نزار مقني

تظهر التطورات السياسية والعسكرية على الأرض في جبهة جنوب لبنان وشمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، توسّعا تدريجيا للحرب بين حزب الله وإسرائيل التي صادقت، على الخطط العملياتية لجيشها لشن هجوم في لبنان.

يأتي ذلك بينما تحاول الولايات المتحدة التوصل إلى وقف لإطلاق النار لوقف "الحريق" الذي قد يأتي على الأخضر واليابس في المواجهة بين المقاومة اللبنانية والاحتلال الإسرائيلي، فيما أكد خبير عسكري في قراءة عسكرية لمجريات الوضع الميداني في لبنان وشمال الأراضي المحتلة أن الاحتلال قد يذهب لإجلاء بعض السكان من كبريات المدن الإسرائيلية في حال وقوع حرب، إلا أن ذلك لن يكون حلا لهم في صورة هجوم صاروخي كثيف لن تقدر منظومات صواريخ الدفاع الجوي الإسرائيلية بمختلف أنواعها على صده.

فالقتال سيكون "بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا سقف" حسب ما أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وأنه لن يكون هناك مكان في إسرائيل آمن من هجمات حزب الله.

كما حذر نصر الله، في كلمه له أمس تكريما لشهداء الجنوب والقائد العسكري طالب سامي عبد الله (أبو طالب)، من أن القتال سيتوسع لجبهات أخرى غير شمال فلسطين المحتلة، وقد يشمل البحر الأبيض المتوسط، مشيرا لأول مرة لقبرص حيث أكد أنها ستكون "جزءا من الحرب" إذا استمرت في السماح لإسرائيل باستخدام مطاراتها وقواعدها لإجراء تدريبات عسكرية.

ولم يغفل نصر الله أن يشير إلى الآفاق السياسية للتهديدات الإسرائيلية بالهجوم على لبنان، مشيرا إلى أن الاحتلال لا يريد أن يحول جبهة الشمال إلى جبهة ضاغطة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو و"يخفي الخسائر التي نلحقها به".

 ولم ينس نصر الله التعريج عما كشتفه الطائرة دون طيار "الهدهد" التي نقلت صورا من حيفا، مشيرا إلى ان المقاومة حصلت على معلومات جديدة ودقيقة عن مواقع العدو الإسرائيلي على الحدود، ولديها "كم كبير جدا من المعلومات وما تم نشره جزء بسيط من ساعات طويلة تم تصويرها في حيفا".

تهديدات، يبدو أن الاحتلال استبقها بالتلويح ببداية الهجوم على لبنان، حيث أعلن جيش الاحتلال أنه وافق على خطط عملياتية لتنفيذ هجوم في لبنان، وذلك ردا على نشر صور "الهدهد" من قبل حزب الله.

وقال الحزب اللبناني إن مقطع الفيديو صورته مسيّرات تابعة تمكنت من "تجاوز وسائل الدفاع الجوي للعدو، وعادت دون أن تتمكن وسائله من كشفها".

وتضمنت المشاهد التي وردت في الفيديو مواقع إسرائيلية حساسة، من بينها قواعد عسكرية ومخازن أسلحة وصواريخ وموانئ بحرية ومطارات بمدينة حيفا الواقعة على بعد 27 كيلومترا من الحدود اللبنانية.

وظهرت بالفيديو مشاهد جوية لمدينة حيفا، بما فيها مجمع الصناعات العسكرية لشركة "رافائيل" ومنطقة ميناء حيفا التي تضم قاعدة حيفا العسكرية وميناء حيفا المدني ومحطة كهرباء حيفا ومطار حيفا وخزانات نفط ومنشآت بتروكيميائية، كما ظهر مبنى قيادة وحدة الغواصات وسفينة "ساعر 4.5" المخصصة للدعم اللوجستي وسفينة "ساعر 5".

وقال في بيان إن كبار المسؤولين العسكريين أجروا تقييما مشتركا للوضع بالقيادة الشمالية، مشيرا إلى أنه وفي إطار هذا التقييم "تمت المصادقة وإقرار خطط عملياتية لهجوم في لبنان".

وأضاف البيان الإسرائيلي أنه تم اتخاذ قرارات بخصوص مواصلة تسريع استعدادات القوات في الميدان.

كما جاء إعلان الجيش الإسرائيلي أيضا بعدما توعد وزير الخارجية يسرائيل كاتس بالقضاء على حزب الله في حال اندلاع "حرب شاملة".

وقال كاتس حسب بيان صادر عن مكتبه "نحن قريبون جدا من اللحظة التي سنقرر فيها تغيير قواعد اللعبة ضد حزب الله ولبنان. في حرب شاملة، سيتم القضاء على حزب الله وسيُضرب لبنان بشدة".

"انعكاسات الهدهد"

في هذا الإطار، يشير الدكتور والخبير العسكري فواز حلمي في تصريح لـ"الصباح" أن ما نشره حزب الله يمثل "بنك أهداف لحزب الله والمواقع ذات الكثافة السكانية قد يتم إخلاؤها"، في حال تم الهجوم من لبنان على المدن الإسرائيلية.

وأضاف حلمي، أن الاحتلال قام "بتهيئة سكن في جنوب الكيان لإيواء أكثر من 260 ألف نازح"، مشيرا أن سيناريو الاجلاء "لن يكون حلا جيدا للاحتلال لأن كبريات المدن مثل يافا وحيفا وتل أبيب التي تضم أكبر كثافة سكانية للكيان، لن تكون هناك وسائل دفاع كافية لتقليل الخسائر البشرية والمادية الممكنة في حال المواجهة".

وأردف قائلا "القبة الحديدية ومنظومات الدفاع الجوي المضاد للصواريخ مثل حتيس ومقلاع داود لن تنفع في هجومات صاروخية كبيرة وكثيفة وبحزم مدفعية".

واستنتج أنه إذا أصيبت مصفاة حيفا للنفط أو مصانع البتيروكيمياويات ستكون كارثة كبيرة على الكيان.

وحول الهجوم المحتمل من الاحتلال على لبنان، يشير حلمي أن "القصف الجوي الكثيف هو أداتهم وقد وافق الكونغرس على مساعدة عسكرية بـ18مليار وسيتم تجهيز الكيان بـ50 طائرة من نوع" أف 15".

وأضاف حلمي في تعليق حول تهديد الاحتلال بتحويل لبنان إلى "العصر الحجري" ماذا ينتظرون إن كانت لديهم الإمكانية والرغبة؟ هذا الكلام هو نفس ما تبجحت به الولايات المتحدة في فيتنام وأفغانستان والنتيجة بعد كل الدمار الذي تسببت به هذه الحروب هو هزيمة أمريكا؟

وختم مستنتجا "ترويج هذا القول امر مدبر ليكون كضغط نفسي mass psychology على اللبنانيين".

من جهته، أعلن حزب الله عن تنفيذ هجوم بمسيرات انقضاضية استهدف مجموعة من الجنود داخل مستوطنة المطلة شمال إسرائيل، مما أسفر عن "إصابات مؤكدة"، حسب بيان للحزب.

وأكدت القناة 12 الإسرائيلية تضرر سيارات بسبب استهداف مستوطنة المطلة بمسيرة مفخخة من لبنان، في حين أورد مراسل الجزيرة أن حرائق اندلعت بالقرب من المستوطنة عقب الهجوم.

وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش أسقط هدفا جويا في منطقة سهل الحولة شمال إسرائيل.

هجمات حزب الله

من جهة أخرى، نعى حزب الله 4 من مقاتليه كانوا قد قضوا في قصف إسرائيلي جنوبي لبنان، لترتفع حصيلة قتلاه منذ 8 أكتوبر الماضي إلى 343.

وكان حزب الله قد نفذ، 7 عمليات ضد أهداف إسرائيلية، حيث قصف مصنع بلسان للصناعات العسكرية في مستوطنة سعسع.

كما استهدف الحزب مقر كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل وجنودا في موقع المنارة وموقعي رمثة وزبدين.

وهاجم الحزب بالمسيرات مرمى مدفعية في نافا زيف ودبابة ميركافا في موقع حدب يارين.

وأعلن جيش الاحتلال أنه وافق على خطط عملياتية لتنفيذ هجوم في لبنان، وقال في بيان إن كبار المسؤولين العسكريين أجروا تقييما مشتركا للوضع بالقيادة الشمالية، مشيرا إلى أنه وفي إطار هذا التقييم "تمت المصادقة وإقرار خطط عملياتية لهجوم في لبنان".

وأضاف البيان الإسرائيلي أنه تم اتخاذ قرارات بخصوص مواصلة تسريع استعدادات القوات في الميدان.

 

 

 

تصعيد "نحو الحريق" بين حز.ب الله وإسرائيل

تونس-الصباح

نزار مقني

تظهر التطورات السياسية والعسكرية على الأرض في جبهة جنوب لبنان وشمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، توسّعا تدريجيا للحرب بين حزب الله وإسرائيل التي صادقت، على الخطط العملياتية لجيشها لشن هجوم في لبنان.

يأتي ذلك بينما تحاول الولايات المتحدة التوصل إلى وقف لإطلاق النار لوقف "الحريق" الذي قد يأتي على الأخضر واليابس في المواجهة بين المقاومة اللبنانية والاحتلال الإسرائيلي، فيما أكد خبير عسكري في قراءة عسكرية لمجريات الوضع الميداني في لبنان وشمال الأراضي المحتلة أن الاحتلال قد يذهب لإجلاء بعض السكان من كبريات المدن الإسرائيلية في حال وقوع حرب، إلا أن ذلك لن يكون حلا لهم في صورة هجوم صاروخي كثيف لن تقدر منظومات صواريخ الدفاع الجوي الإسرائيلية بمختلف أنواعها على صده.

فالقتال سيكون "بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا سقف" حسب ما أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وأنه لن يكون هناك مكان في إسرائيل آمن من هجمات حزب الله.

كما حذر نصر الله، في كلمه له أمس تكريما لشهداء الجنوب والقائد العسكري طالب سامي عبد الله (أبو طالب)، من أن القتال سيتوسع لجبهات أخرى غير شمال فلسطين المحتلة، وقد يشمل البحر الأبيض المتوسط، مشيرا لأول مرة لقبرص حيث أكد أنها ستكون "جزءا من الحرب" إذا استمرت في السماح لإسرائيل باستخدام مطاراتها وقواعدها لإجراء تدريبات عسكرية.

ولم يغفل نصر الله أن يشير إلى الآفاق السياسية للتهديدات الإسرائيلية بالهجوم على لبنان، مشيرا إلى أن الاحتلال لا يريد أن يحول جبهة الشمال إلى جبهة ضاغطة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو و"يخفي الخسائر التي نلحقها به".

 ولم ينس نصر الله التعريج عما كشتفه الطائرة دون طيار "الهدهد" التي نقلت صورا من حيفا، مشيرا إلى ان المقاومة حصلت على معلومات جديدة ودقيقة عن مواقع العدو الإسرائيلي على الحدود، ولديها "كم كبير جدا من المعلومات وما تم نشره جزء بسيط من ساعات طويلة تم تصويرها في حيفا".

تهديدات، يبدو أن الاحتلال استبقها بالتلويح ببداية الهجوم على لبنان، حيث أعلن جيش الاحتلال أنه وافق على خطط عملياتية لتنفيذ هجوم في لبنان، وذلك ردا على نشر صور "الهدهد" من قبل حزب الله.

وقال الحزب اللبناني إن مقطع الفيديو صورته مسيّرات تابعة تمكنت من "تجاوز وسائل الدفاع الجوي للعدو، وعادت دون أن تتمكن وسائله من كشفها".

وتضمنت المشاهد التي وردت في الفيديو مواقع إسرائيلية حساسة، من بينها قواعد عسكرية ومخازن أسلحة وصواريخ وموانئ بحرية ومطارات بمدينة حيفا الواقعة على بعد 27 كيلومترا من الحدود اللبنانية.

وظهرت بالفيديو مشاهد جوية لمدينة حيفا، بما فيها مجمع الصناعات العسكرية لشركة "رافائيل" ومنطقة ميناء حيفا التي تضم قاعدة حيفا العسكرية وميناء حيفا المدني ومحطة كهرباء حيفا ومطار حيفا وخزانات نفط ومنشآت بتروكيميائية، كما ظهر مبنى قيادة وحدة الغواصات وسفينة "ساعر 4.5" المخصصة للدعم اللوجستي وسفينة "ساعر 5".

وقال في بيان إن كبار المسؤولين العسكريين أجروا تقييما مشتركا للوضع بالقيادة الشمالية، مشيرا إلى أنه وفي إطار هذا التقييم "تمت المصادقة وإقرار خطط عملياتية لهجوم في لبنان".

وأضاف البيان الإسرائيلي أنه تم اتخاذ قرارات بخصوص مواصلة تسريع استعدادات القوات في الميدان.

كما جاء إعلان الجيش الإسرائيلي أيضا بعدما توعد وزير الخارجية يسرائيل كاتس بالقضاء على حزب الله في حال اندلاع "حرب شاملة".

وقال كاتس حسب بيان صادر عن مكتبه "نحن قريبون جدا من اللحظة التي سنقرر فيها تغيير قواعد اللعبة ضد حزب الله ولبنان. في حرب شاملة، سيتم القضاء على حزب الله وسيُضرب لبنان بشدة".

"انعكاسات الهدهد"

في هذا الإطار، يشير الدكتور والخبير العسكري فواز حلمي في تصريح لـ"الصباح" أن ما نشره حزب الله يمثل "بنك أهداف لحزب الله والمواقع ذات الكثافة السكانية قد يتم إخلاؤها"، في حال تم الهجوم من لبنان على المدن الإسرائيلية.

وأضاف حلمي، أن الاحتلال قام "بتهيئة سكن في جنوب الكيان لإيواء أكثر من 260 ألف نازح"، مشيرا أن سيناريو الاجلاء "لن يكون حلا جيدا للاحتلال لأن كبريات المدن مثل يافا وحيفا وتل أبيب التي تضم أكبر كثافة سكانية للكيان، لن تكون هناك وسائل دفاع كافية لتقليل الخسائر البشرية والمادية الممكنة في حال المواجهة".

وأردف قائلا "القبة الحديدية ومنظومات الدفاع الجوي المضاد للصواريخ مثل حتيس ومقلاع داود لن تنفع في هجومات صاروخية كبيرة وكثيفة وبحزم مدفعية".

واستنتج أنه إذا أصيبت مصفاة حيفا للنفط أو مصانع البتيروكيمياويات ستكون كارثة كبيرة على الكيان.

وحول الهجوم المحتمل من الاحتلال على لبنان، يشير حلمي أن "القصف الجوي الكثيف هو أداتهم وقد وافق الكونغرس على مساعدة عسكرية بـ18مليار وسيتم تجهيز الكيان بـ50 طائرة من نوع" أف 15".

وأضاف حلمي في تعليق حول تهديد الاحتلال بتحويل لبنان إلى "العصر الحجري" ماذا ينتظرون إن كانت لديهم الإمكانية والرغبة؟ هذا الكلام هو نفس ما تبجحت به الولايات المتحدة في فيتنام وأفغانستان والنتيجة بعد كل الدمار الذي تسببت به هذه الحروب هو هزيمة أمريكا؟

وختم مستنتجا "ترويج هذا القول امر مدبر ليكون كضغط نفسي mass psychology على اللبنانيين".

من جهته، أعلن حزب الله عن تنفيذ هجوم بمسيرات انقضاضية استهدف مجموعة من الجنود داخل مستوطنة المطلة شمال إسرائيل، مما أسفر عن "إصابات مؤكدة"، حسب بيان للحزب.

وأكدت القناة 12 الإسرائيلية تضرر سيارات بسبب استهداف مستوطنة المطلة بمسيرة مفخخة من لبنان، في حين أورد مراسل الجزيرة أن حرائق اندلعت بالقرب من المستوطنة عقب الهجوم.

وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش أسقط هدفا جويا في منطقة سهل الحولة شمال إسرائيل.

هجمات حزب الله

من جهة أخرى، نعى حزب الله 4 من مقاتليه كانوا قد قضوا في قصف إسرائيلي جنوبي لبنان، لترتفع حصيلة قتلاه منذ 8 أكتوبر الماضي إلى 343.

وكان حزب الله قد نفذ، 7 عمليات ضد أهداف إسرائيلية، حيث قصف مصنع بلسان للصناعات العسكرية في مستوطنة سعسع.

كما استهدف الحزب مقر كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل وجنودا في موقع المنارة وموقعي رمثة وزبدين.

وهاجم الحزب بالمسيرات مرمى مدفعية في نافا زيف ودبابة ميركافا في موقع حدب يارين.

وأعلن جيش الاحتلال أنه وافق على خطط عملياتية لتنفيذ هجوم في لبنان، وقال في بيان إن كبار المسؤولين العسكريين أجروا تقييما مشتركا للوضع بالقيادة الشمالية، مشيرا إلى أنه وفي إطار هذا التقييم "تمت المصادقة وإقرار خطط عملياتية لهجوم في لبنان".

وأضاف البيان الإسرائيلي أنه تم اتخاذ قرارات بخصوص مواصلة تسريع استعدادات القوات في الميدان.