لن يكون لعيد الأضحى هذه السنة لدى المسلمين في بعض المناطق والأقطار العربية خاصة في فلسطين معنى وطعم، بل سيكون مرفوقا بمشاعر الحزن واللوعة والأسى، وسط رائحة الموت ومشاهد الدمار، وتواصل حرب الإبادة التي تشنها عليهم قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من ثمانية أشهر دون انقطاع..
تشاء الأقدار أن يعيش الفلسطينيون اليوم وتحديدا في قطاع غزة المحاصر، مِحنا بكل الأصناف والألوان، فهم معرّضون كل لحظة للموت جوعا أو بردا أو بقذيفة أو صاروخ.. في حين يعاني أيضا إخواننا في مناطق أخرى كالسودان هول حرب أهلية عبثية تسببت في شلل الحياة فيه وسقوط آلاف الضحايا وانتشار الأمراض والمجاعة..
وإن كان مسلمو السودان يعيشون على أمل في أن تكلل مساعي السلام في إيقاف الحرب وعودة الحياة بشكل طبيعي في أية لحظة، وهي الدولة العربية الغنية بالموارد والثروات الطبيعية، ولو توفرت فيها استثمارات بالحجم المطلوب زمن السلم، لكانت أطعمت جل سكان الأمة العربية والإسلامية وحققت اكتفاءها الذاتي من الطاقة والغذاء منذ أمد بعيد، وهما من ركائز الأمن القومي لأية دولة..
لكن مسلمي فلسطين وفي غزة تحديدا، هم في وضع خاص، فهم في مواجهة عدوّ احتل أراضيهم منذ عقود واستعمار مارق لا يعرف الرحمة ويرفض السلام، ولا يعير لأي قانون دولي أو لقرار أممي وزنا، فهو يستظل بحلفاء يدعمونه في كل ما يفعله ويغطّون على جرائمه مهما كان نوعها وشدة هولها، حتى لو صنّفت ضد الإنسانية أو حرب إبادة..
ليست هذه المرة الأولى التي تمر على الفلسطينيين أعياد يسمعون عنها ولا يعيشونها، ينظرون إليها ولا يذوقون طعمها، فهم يدفعون يوميا ثمنا باهظا للتصدي للاحتلال، بمئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمشردين..
لقد خبر الفلسطينيون من الأزمات والأهوال والكوارث مرات ومرات، وذاقوا الخذلان والغدر ألوانا، ما يجعل صمودهم في الحياة وثباتهم على المقاومة وصبرهم الأيوبي، أمرا يفوق التصوّر والخيال وتقترب ما يردنا عن قصص الموت والحياة عندهم من روايات الأساطير وذلك أمام آلة الاحتلال العسكرية المنزوعة الإنسانية والأخلاق والتي لا تتردد في قتل الأطفال والنساء والتدمير الممنهج لمنازل السكان والمستشفيات وتخريب البنى التحتية.
وفوق كل ذلك هم يعيشون في سجن كبير محكم الإقفال، بعد تعمّد الاحتلال إغلاق المعابر وفرض الحصار على مليونين ونصف مليون فلسطيني، ومنع كل أشكال المساعدات عنهم في مسعى لتجويعهم ومحاولات يائسة لتركيع المقاومة التي كتبت صمودا من نوع آخر وفرضت على الاحتلال وحلفائه قواعد جديدة..
وإن قدّر لبعض المسلمين أن يكونوا حُجّاجا في بيت الله الحرام، أين يقفون اليوم على جبل عرفة - ركن الحج الأعظم- إلا أن حجّاج فلسطين حُرموا من أداء المناسك، كما حرموا قبل ذلك من ممارسة شعائرهم خاصة في الأعياد والمناسبات الدينية..
نجلس اليوم في بيوتنا آمنين وإخواننا في فلسطين وغزة يتألمون محرومين من أبسط وسائل الحياة، والجوع والموت يتربص بهم من كل جانب، ولا يكفي الدعاء لهم وتذكر معاناتهم، بل التدبّر في كيفية مساندتهم وإغاثتهم ونجدتهم، والنظر في ما ابتلوا به من مصائب وكيف يواجهونها بكل صبر وثبات.
فلو كان التضامن بين المسلمين أمرا نقتدي به ونعمل على تكريسه، وهي قيمة نتقاسمها مع كل الشعوب التي تنادي بالحرية وترفض الحرب والظلم وتدين الاحتلال وجرائمه مثل ما يحدث حاليا من تضامن عالمي غير مسبوق مع الشعب الفلسطيني، لما حدث ما حدث في فلسطين المحتلة من جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية أمام مرأى ومسمع كل العالم..
رفيق بن عبد الله
لن يكون لعيد الأضحى هذه السنة لدى المسلمين في بعض المناطق والأقطار العربية خاصة في فلسطين معنى وطعم، بل سيكون مرفوقا بمشاعر الحزن واللوعة والأسى، وسط رائحة الموت ومشاهد الدمار، وتواصل حرب الإبادة التي تشنها عليهم قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من ثمانية أشهر دون انقطاع..
تشاء الأقدار أن يعيش الفلسطينيون اليوم وتحديدا في قطاع غزة المحاصر، مِحنا بكل الأصناف والألوان، فهم معرّضون كل لحظة للموت جوعا أو بردا أو بقذيفة أو صاروخ.. في حين يعاني أيضا إخواننا في مناطق أخرى كالسودان هول حرب أهلية عبثية تسببت في شلل الحياة فيه وسقوط آلاف الضحايا وانتشار الأمراض والمجاعة..
وإن كان مسلمو السودان يعيشون على أمل في أن تكلل مساعي السلام في إيقاف الحرب وعودة الحياة بشكل طبيعي في أية لحظة، وهي الدولة العربية الغنية بالموارد والثروات الطبيعية، ولو توفرت فيها استثمارات بالحجم المطلوب زمن السلم، لكانت أطعمت جل سكان الأمة العربية والإسلامية وحققت اكتفاءها الذاتي من الطاقة والغذاء منذ أمد بعيد، وهما من ركائز الأمن القومي لأية دولة..
لكن مسلمي فلسطين وفي غزة تحديدا، هم في وضع خاص، فهم في مواجهة عدوّ احتل أراضيهم منذ عقود واستعمار مارق لا يعرف الرحمة ويرفض السلام، ولا يعير لأي قانون دولي أو لقرار أممي وزنا، فهو يستظل بحلفاء يدعمونه في كل ما يفعله ويغطّون على جرائمه مهما كان نوعها وشدة هولها، حتى لو صنّفت ضد الإنسانية أو حرب إبادة..
ليست هذه المرة الأولى التي تمر على الفلسطينيين أعياد يسمعون عنها ولا يعيشونها، ينظرون إليها ولا يذوقون طعمها، فهم يدفعون يوميا ثمنا باهظا للتصدي للاحتلال، بمئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمشردين..
لقد خبر الفلسطينيون من الأزمات والأهوال والكوارث مرات ومرات، وذاقوا الخذلان والغدر ألوانا، ما يجعل صمودهم في الحياة وثباتهم على المقاومة وصبرهم الأيوبي، أمرا يفوق التصوّر والخيال وتقترب ما يردنا عن قصص الموت والحياة عندهم من روايات الأساطير وذلك أمام آلة الاحتلال العسكرية المنزوعة الإنسانية والأخلاق والتي لا تتردد في قتل الأطفال والنساء والتدمير الممنهج لمنازل السكان والمستشفيات وتخريب البنى التحتية.
وفوق كل ذلك هم يعيشون في سجن كبير محكم الإقفال، بعد تعمّد الاحتلال إغلاق المعابر وفرض الحصار على مليونين ونصف مليون فلسطيني، ومنع كل أشكال المساعدات عنهم في مسعى لتجويعهم ومحاولات يائسة لتركيع المقاومة التي كتبت صمودا من نوع آخر وفرضت على الاحتلال وحلفائه قواعد جديدة..
وإن قدّر لبعض المسلمين أن يكونوا حُجّاجا في بيت الله الحرام، أين يقفون اليوم على جبل عرفة - ركن الحج الأعظم- إلا أن حجّاج فلسطين حُرموا من أداء المناسك، كما حرموا قبل ذلك من ممارسة شعائرهم خاصة في الأعياد والمناسبات الدينية..
نجلس اليوم في بيوتنا آمنين وإخواننا في فلسطين وغزة يتألمون محرومين من أبسط وسائل الحياة، والجوع والموت يتربص بهم من كل جانب، ولا يكفي الدعاء لهم وتذكر معاناتهم، بل التدبّر في كيفية مساندتهم وإغاثتهم ونجدتهم، والنظر في ما ابتلوا به من مصائب وكيف يواجهونها بكل صبر وثبات.
فلو كان التضامن بين المسلمين أمرا نقتدي به ونعمل على تكريسه، وهي قيمة نتقاسمها مع كل الشعوب التي تنادي بالحرية وترفض الحرب والظلم وتدين الاحتلال وجرائمه مثل ما يحدث حاليا من تضامن عالمي غير مسبوق مع الشعب الفلسطيني، لما حدث ما حدث في فلسطين المحتلة من جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية أمام مرأى ومسمع كل العالم..