لئن اقترب موعد ماراطون المهرجانات الصيفية المنتظر انطلاق اغلبها بعد حوالي 15 يوما من الآن , فان الصمت والترقب يخيم بشكل لافت على هذه المهرجانات التي مازالت لم تكشف بعد عن توجهاتها واختياراتها رغم أن وسائل التواصل الاجتماعي تقدم لنا بشكل شبه يومي أسماء، وتكشف لنا مشاركات لأسماء وانتاجات تونسية وعربية, تبقى كلها في حاجة إلى تأكيد رسمي من الجهات الفاعلة في هذه المهرجانات.
محسن بن احمد
** المسرح حركية رائدة
ويبرز سؤال كبير -ونحن في مرحلة الانتظار – يتعلق بالمسرح ومدى حضوره الفاعل في المهرجانات الصيفية، نسوق هذا التساؤل اعتبارا لكون الفن الرابع برز بحضوره الكبير والفاعل خلال ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، دون العودة الى السبعينات والستينات، في أكثر من مهرجان صيفي بل أن هناك مهرجانات اختصت في المسرح فجاءت برامجها ذات طابع مسرحي خالص. وتكفي الإشارة هنا إلى مهرجان المغرب العربي بالمنستير ومهرجان البحر الأبيض المتوسط بحلق الوادي الذي كانت انطلاقة عروضه تتزامن مع مهرجان قرطاج الدولي ومهرجان دقة الدولي، الذي كان الكوكب المشع على المسرح كل صيف من خلال استقباله للعديد من العروض العربية وحتى الأجنبية الكبرى على ركح " الكابيتول " الفضاء المسرحي الخلاب في ربوع مدينة تبرسق الجميلة بخضرتها ومياهها العذبة .. هذا المهرجان كان قبلة أسماء عربية خالدة في المدونة المسرحية العربية على غرار عبدالله غيث وسميحة أيوب وأمينة رزق وكرم مطاوع وسعد الدين وهبة ونضال الأشقر ودريد لحام.. وغيرهم كثير دون أن ننسى التونسي علي بن عياد ونورالدين عزيزة خلال فترة السبعينات وغيره.
هذا الحضور الكبير للفن الرابع خلال سبعينات وثمانينات وأوائل تسعينات القرن الماضي بدرجة أولى كان نتيجة طبيعية لنهضة مسرحية تونسية رائدة قوامها الأساسي الفرق المسرحية الجهوية المحترفة التي كانت تتنافس وتقدم في السنة ما يفوق الـ60 عملا مسرحيا بأشكال ورؤى ومضامين مختلفة، خطًها وأشرف عليها واعدها رواد منهم على سبيل الذكر لا الحصر عبدالله رواشد وكمال العلاوي وعبدالغني بن طارة والمنصف السويسي والمنجي بن إبراهيم وحسين المحنوش وعبد القادر مقداد.. والقائمة طويلة من الرواد الذين تداولوا على تسيير الفرق المسرحية الجهوية المحترفة قبل قرار حلها في بداية تسعينات القرن الماضي لتحل محلها مراكز الفنون الدرامية والركحية.
ويحفظ التاريخ للمسرحي الكبير الاسعد بن عبد الله برمجته خلال إشرافه على مهرجان الحمامات الدولي طيلة أكثر من دورة لـعدة عروض مسرحية جديدة تعرض لأول مرة، وهو نفس التمشي الذي حافظ عليه عندما تولى خطة مستشار فني لمهرجان قرطاج الدولي من خلال برمجة 10 عروض مسرحية ضمن برنامج المهرجان وتم تخصيص فضاء " مدار " بقرطاج لهذه العروض شأنه في ذلك شأن الممثل الكبير رؤوف بن عمر الذي حافظ على حضور المسرح بشكل لافت خلال فترة إشرافه على مهرجان قرطاج الدولي.
** المسرح ..الإبداع المظلوم ؟
لا نخفي سرا اليوم ان قلنا ان أهل المسرح يتفقون حول حقيقة مرة، قوامها أن الفن الرابع مظلوم في كل الفصول وخاصة في المهرجانات الصيفية وبشكل لافت.
المسرح اليوم لا يجد حضوره الفاعل في بعض هذه المهرجانات، ان لم تكن كلها، لاعتبارات تتعلق بالتفكير في الإثارة والربح المادي السهل وهذا التشابه في البرامج التي يلوك فيها جل الفنانين الذين يؤثثون السهرات الفنية انتاجات الآخرين بقطع النظر عن قيمتها الفنية، وحتى الأعمال المسرحية التي تتم برمجتها تكون من نوع ما يوصف بـ" الوان مان شو" الهزيل في مضامينه والتي لا ترقى إلى درجة الإبداع الفكري وهي احدى رسائل المسرح الكونية.
من حق المهرجانات الصيفية الاهتمام بالجانب الترفيهي في برامجها لكن لا مجال للمبالغة في ذلك على حساب الإبداع الراقي بكل أشكاله والأعمال المسرحية الجادة بدرجة أولى فهل يتم انصاف المسرح هذه الصائفة ؟
لئن اقترب موعد ماراطون المهرجانات الصيفية المنتظر انطلاق اغلبها بعد حوالي 15 يوما من الآن , فان الصمت والترقب يخيم بشكل لافت على هذه المهرجانات التي مازالت لم تكشف بعد عن توجهاتها واختياراتها رغم أن وسائل التواصل الاجتماعي تقدم لنا بشكل شبه يومي أسماء، وتكشف لنا مشاركات لأسماء وانتاجات تونسية وعربية, تبقى كلها في حاجة إلى تأكيد رسمي من الجهات الفاعلة في هذه المهرجانات.
محسن بن احمد
** المسرح حركية رائدة
ويبرز سؤال كبير -ونحن في مرحلة الانتظار – يتعلق بالمسرح ومدى حضوره الفاعل في المهرجانات الصيفية، نسوق هذا التساؤل اعتبارا لكون الفن الرابع برز بحضوره الكبير والفاعل خلال ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، دون العودة الى السبعينات والستينات، في أكثر من مهرجان صيفي بل أن هناك مهرجانات اختصت في المسرح فجاءت برامجها ذات طابع مسرحي خالص. وتكفي الإشارة هنا إلى مهرجان المغرب العربي بالمنستير ومهرجان البحر الأبيض المتوسط بحلق الوادي الذي كانت انطلاقة عروضه تتزامن مع مهرجان قرطاج الدولي ومهرجان دقة الدولي، الذي كان الكوكب المشع على المسرح كل صيف من خلال استقباله للعديد من العروض العربية وحتى الأجنبية الكبرى على ركح " الكابيتول " الفضاء المسرحي الخلاب في ربوع مدينة تبرسق الجميلة بخضرتها ومياهها العذبة .. هذا المهرجان كان قبلة أسماء عربية خالدة في المدونة المسرحية العربية على غرار عبدالله غيث وسميحة أيوب وأمينة رزق وكرم مطاوع وسعد الدين وهبة ونضال الأشقر ودريد لحام.. وغيرهم كثير دون أن ننسى التونسي علي بن عياد ونورالدين عزيزة خلال فترة السبعينات وغيره.
هذا الحضور الكبير للفن الرابع خلال سبعينات وثمانينات وأوائل تسعينات القرن الماضي بدرجة أولى كان نتيجة طبيعية لنهضة مسرحية تونسية رائدة قوامها الأساسي الفرق المسرحية الجهوية المحترفة التي كانت تتنافس وتقدم في السنة ما يفوق الـ60 عملا مسرحيا بأشكال ورؤى ومضامين مختلفة، خطًها وأشرف عليها واعدها رواد منهم على سبيل الذكر لا الحصر عبدالله رواشد وكمال العلاوي وعبدالغني بن طارة والمنصف السويسي والمنجي بن إبراهيم وحسين المحنوش وعبد القادر مقداد.. والقائمة طويلة من الرواد الذين تداولوا على تسيير الفرق المسرحية الجهوية المحترفة قبل قرار حلها في بداية تسعينات القرن الماضي لتحل محلها مراكز الفنون الدرامية والركحية.
ويحفظ التاريخ للمسرحي الكبير الاسعد بن عبد الله برمجته خلال إشرافه على مهرجان الحمامات الدولي طيلة أكثر من دورة لـعدة عروض مسرحية جديدة تعرض لأول مرة، وهو نفس التمشي الذي حافظ عليه عندما تولى خطة مستشار فني لمهرجان قرطاج الدولي من خلال برمجة 10 عروض مسرحية ضمن برنامج المهرجان وتم تخصيص فضاء " مدار " بقرطاج لهذه العروض شأنه في ذلك شأن الممثل الكبير رؤوف بن عمر الذي حافظ على حضور المسرح بشكل لافت خلال فترة إشرافه على مهرجان قرطاج الدولي.
** المسرح ..الإبداع المظلوم ؟
لا نخفي سرا اليوم ان قلنا ان أهل المسرح يتفقون حول حقيقة مرة، قوامها أن الفن الرابع مظلوم في كل الفصول وخاصة في المهرجانات الصيفية وبشكل لافت.
المسرح اليوم لا يجد حضوره الفاعل في بعض هذه المهرجانات، ان لم تكن كلها، لاعتبارات تتعلق بالتفكير في الإثارة والربح المادي السهل وهذا التشابه في البرامج التي يلوك فيها جل الفنانين الذين يؤثثون السهرات الفنية انتاجات الآخرين بقطع النظر عن قيمتها الفنية، وحتى الأعمال المسرحية التي تتم برمجتها تكون من نوع ما يوصف بـ" الوان مان شو" الهزيل في مضامينه والتي لا ترقى إلى درجة الإبداع الفكري وهي احدى رسائل المسرح الكونية.
من حق المهرجانات الصيفية الاهتمام بالجانب الترفيهي في برامجها لكن لا مجال للمبالغة في ذلك على حساب الإبداع الراقي بكل أشكاله والأعمال المسرحية الجادة بدرجة أولى فهل يتم انصاف المسرح هذه الصائفة ؟