مع أنه ليس من الغريب في شيء أن يعمد جيش الاحتلال الذي يدعي أنه الأكثر التزاما بأخلاق الجيوش النظامية، إطلاق النار على المدنيين والعزل وعلى الأطفال والنساء والشيوخ بل وحتى على المصابين والجرحى في سيارات الإسعاف والمستشفيات ومقرات الأونروا، فإن ما حدث خلال مجزرة النصيرات يظل جريمة حرب لا تسقط بالتقادم، وهي جريمة موثقة باعتراف الاحتلال الذي عمد الى بث تسجيل فيديو للمفاخرة والتباهي بما أقدم عليه خلال المجزرة المفتوحة التي ذهب ضحيتها أكثر من مئاتي شهيد وضعفهم من الجرحى.. طبعا ودون اعتبار لحجم الخراب والدمار الهائل، ما جعل الهلال الأحمر يعتبر أن ما حدث في النصيرات اختراق لكل القوانين الإنسانية والدولية، فيما اعتبرت الأمم المتحدة أن ما سجل في النصيرات من قتل للمدنيين في غزة، خلال عملية إسرائيلية لتحرير رهائن قد يرتقي الى جريمة حرب .. وهذا ما أكدته مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الثلاثاء معتبرة أن مقتل المدنيين في غزة خلال العملية الإسرائيلية لإطلاق سراح أربع رهائن، وكذلك احتجاز مسلحين لهؤلاء الرهائن في مناطق مكتظة بالسكان، قد يرقى إلى مستوى جرائم حرب.. وقد أكد جيريمي لورانس المتحدث باسم المفوضية أن "المئات من الفلسطينيين، والكثير منهم من المدنيين قتلوا في النصيرات".. ومن هنا يمكن أيضا أن نفهم أسباب تعجيل الإدارة الأمريكية الى إنكار ونفي أي دور لها في هذه العملية أو كذلك استعمال الميناء العائم في عملية النصيرات لكن دون أن تنفي وجود طائراتها على عين المكان.. وهي طريقة ديبلوماسية لاستباق الأحداث ورد الاتهامات والشكوك بشأن الدور الأمريكي في هذه العملية خاصة وأن الجانب الإسرائيلي وعلى عكس الحليف الأمريكي أكد مشاركة فرق استخباراتية أمريكية وبريطانية في العملية وهو ما يمكن أيضا أن يكون وثيقة أخرى تضاف الى وثائق الإدانة المقدمة أمام العدل الدولية لإدانة الأطراف الداعمة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي .. لا خلاف أن الفيديو الذي بثه الاحتلال والذي قد يكون أراد من خلاله توجيه رسالة مزدوجة لمخاطبة أولا الرأي العام الإسرائيلي في الداخل والتسويق لانتصار وهمي نحو تحقيق الأهداف من وراء الحرب، وثانيا رسالة للحلفاء في الغرب لدعم موقفه بشأن تعمد المقاومة الاختلاط بالمدنيين وبأن حكومة نتنياهو بصدد تحقيق مكاسب في هذه الحرب لتبرير مواصلة حمام الدم.. وهي مسألة مضللة وخادعة لعدة أسباب أهمها وأولها ما أفضت إليه عملية النصيرات من مجازر جماعية رهيبة بعد تنكر قوات الاحتلال في زي مسعفين وأطباء وهذه أيضا ليست الأولى وسبق لقوات الاحتلال اقتراف إعدامات مباشرة في أحد مستشفيات الضفة فيما تكرر قصف واستهداف المستشفيات في غزة والتي باتت اليوم خارج الخدمة رغم أعداد المصابين والجرحى .. لقد بث جيش الاحتلال فيديو مسجلا قال فيه إنها اللحظات الأولى للعملية التي نفذتها قواته في مخيّم النصيرات لتحرير أربعة رهائن بمشاركة وحدة خاصة من الشاباك فيما كانت المروحيات الأمريكية تحلق فوق المكان.. تصريحات الطيارين الذين شاركوا في العملية كانت دقيقة في اختيار الكلمات والعبارات في توصيف ما حدث وتسويقه على أنه عمل بطولي خارق.. يقول الجيش الإسرائيلي، انه "تمكّن من تحرير الأربعة المختطفين في عملية خاصة للفرقة 98 في قلب النصيرات، وأن "العملية نفّذت بعد أسابيع طويلة من جمع المعلومات الاستخبارية الدقيقة في الشاباك وقيادة المختطفين في هيئة الاستخبارات".. ولا شك أن في ذلك ما يطرح مسألة مهمة ومعقدة وهي حرب المعلومات والاستخبارات في حرب يقودها الذكاء الاصطناعي والقدرات العسكرية الرهيبة لجيش الاحتلال المدعوم من القوى الكبرى الحريصة على تفوقه العسكري على مختلف دول المنطقة.. ومن هنا وجبت الإشارة أيضا الى أهمية قاعدة أوريم العسكرية الإسرائيلية urim sigint base في صحراء النقب والتي تم كشف أمرها بعد تسريب أمر الوثائق السرية من طرف سنودن الذي كشف أمر الاتفاقية السرية الأخطر بين المخابرات الأمريكية وإسرائيل والتي تعد الوحدة المسؤولة على التجسس الالكتروني والحرب الإعلامية وجهاز الاستخبارات الإسرائيلي والتي يبدو أيضا أنها ممولة ومدعومة من أمريكا وبريطانيا وأستراليا وكندا ونيوزلندا.. وهو ما يقودنا للقول إن هناك أكثر من سيناريو سبق هذه العملية الدموية التي قادها الاحتلال وأولها ربما أن الرهائن لم يكونوا متواجدين في النصيرات وقد يكون تم نقلهم الى المكان حديثا وربما يكون أيضا لتغيير المكان وتغيير الحراسة دوره في كشف وجودهم أو ربما إجراء اتصالات هاتفية أدت الى تحديد موقعهم وربما يكون هناك أيضا طرف أو أطراف تورطت عن قصد أو غير قصد في نقل المعلومة حول الرهائن الأربع الذين استوجب تحريرهم مقتل ثلاث رهائن آخرين بينهم أمريكي ومصرع ضابط إسرائيلي كبير خلال العملية فيما انتهت بالعملية بقتل عشرات الفلسطينيين واختراق للقوانين والأعراف الإنسانية الدولية .. آسيا العتروس
مع أنه ليس من الغريب في شيء أن يعمد جيش الاحتلال الذي يدعي أنه الأكثر التزاما بأخلاق الجيوش النظامية، إطلاق النار على المدنيين والعزل وعلى الأطفال والنساء والشيوخ بل وحتى على المصابين والجرحى في سيارات الإسعاف والمستشفيات ومقرات الأونروا، فإن ما حدث خلال مجزرة النصيرات يظل جريمة حرب لا تسقط بالتقادم، وهي جريمة موثقة باعتراف الاحتلال الذي عمد الى بث تسجيل فيديو للمفاخرة والتباهي بما أقدم عليه خلال المجزرة المفتوحة التي ذهب ضحيتها أكثر من مئاتي شهيد وضعفهم من الجرحى.. طبعا ودون اعتبار لحجم الخراب والدمار الهائل، ما جعل الهلال الأحمر يعتبر أن ما حدث في النصيرات اختراق لكل القوانين الإنسانية والدولية، فيما اعتبرت الأمم المتحدة أن ما سجل في النصيرات من قتل للمدنيين في غزة، خلال عملية إسرائيلية لتحرير رهائن قد يرتقي الى جريمة حرب .. وهذا ما أكدته مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الثلاثاء معتبرة أن مقتل المدنيين في غزة خلال العملية الإسرائيلية لإطلاق سراح أربع رهائن، وكذلك احتجاز مسلحين لهؤلاء الرهائن في مناطق مكتظة بالسكان، قد يرقى إلى مستوى جرائم حرب.. وقد أكد جيريمي لورانس المتحدث باسم المفوضية أن "المئات من الفلسطينيين، والكثير منهم من المدنيين قتلوا في النصيرات".. ومن هنا يمكن أيضا أن نفهم أسباب تعجيل الإدارة الأمريكية الى إنكار ونفي أي دور لها في هذه العملية أو كذلك استعمال الميناء العائم في عملية النصيرات لكن دون أن تنفي وجود طائراتها على عين المكان.. وهي طريقة ديبلوماسية لاستباق الأحداث ورد الاتهامات والشكوك بشأن الدور الأمريكي في هذه العملية خاصة وأن الجانب الإسرائيلي وعلى عكس الحليف الأمريكي أكد مشاركة فرق استخباراتية أمريكية وبريطانية في العملية وهو ما يمكن أيضا أن يكون وثيقة أخرى تضاف الى وثائق الإدانة المقدمة أمام العدل الدولية لإدانة الأطراف الداعمة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي .. لا خلاف أن الفيديو الذي بثه الاحتلال والذي قد يكون أراد من خلاله توجيه رسالة مزدوجة لمخاطبة أولا الرأي العام الإسرائيلي في الداخل والتسويق لانتصار وهمي نحو تحقيق الأهداف من وراء الحرب، وثانيا رسالة للحلفاء في الغرب لدعم موقفه بشأن تعمد المقاومة الاختلاط بالمدنيين وبأن حكومة نتنياهو بصدد تحقيق مكاسب في هذه الحرب لتبرير مواصلة حمام الدم.. وهي مسألة مضللة وخادعة لعدة أسباب أهمها وأولها ما أفضت إليه عملية النصيرات من مجازر جماعية رهيبة بعد تنكر قوات الاحتلال في زي مسعفين وأطباء وهذه أيضا ليست الأولى وسبق لقوات الاحتلال اقتراف إعدامات مباشرة في أحد مستشفيات الضفة فيما تكرر قصف واستهداف المستشفيات في غزة والتي باتت اليوم خارج الخدمة رغم أعداد المصابين والجرحى .. لقد بث جيش الاحتلال فيديو مسجلا قال فيه إنها اللحظات الأولى للعملية التي نفذتها قواته في مخيّم النصيرات لتحرير أربعة رهائن بمشاركة وحدة خاصة من الشاباك فيما كانت المروحيات الأمريكية تحلق فوق المكان.. تصريحات الطيارين الذين شاركوا في العملية كانت دقيقة في اختيار الكلمات والعبارات في توصيف ما حدث وتسويقه على أنه عمل بطولي خارق.. يقول الجيش الإسرائيلي، انه "تمكّن من تحرير الأربعة المختطفين في عملية خاصة للفرقة 98 في قلب النصيرات، وأن "العملية نفّذت بعد أسابيع طويلة من جمع المعلومات الاستخبارية الدقيقة في الشاباك وقيادة المختطفين في هيئة الاستخبارات".. ولا شك أن في ذلك ما يطرح مسألة مهمة ومعقدة وهي حرب المعلومات والاستخبارات في حرب يقودها الذكاء الاصطناعي والقدرات العسكرية الرهيبة لجيش الاحتلال المدعوم من القوى الكبرى الحريصة على تفوقه العسكري على مختلف دول المنطقة.. ومن هنا وجبت الإشارة أيضا الى أهمية قاعدة أوريم العسكرية الإسرائيلية urim sigint base في صحراء النقب والتي تم كشف أمرها بعد تسريب أمر الوثائق السرية من طرف سنودن الذي كشف أمر الاتفاقية السرية الأخطر بين المخابرات الأمريكية وإسرائيل والتي تعد الوحدة المسؤولة على التجسس الالكتروني والحرب الإعلامية وجهاز الاستخبارات الإسرائيلي والتي يبدو أيضا أنها ممولة ومدعومة من أمريكا وبريطانيا وأستراليا وكندا ونيوزلندا.. وهو ما يقودنا للقول إن هناك أكثر من سيناريو سبق هذه العملية الدموية التي قادها الاحتلال وأولها ربما أن الرهائن لم يكونوا متواجدين في النصيرات وقد يكون تم نقلهم الى المكان حديثا وربما يكون أيضا لتغيير المكان وتغيير الحراسة دوره في كشف وجودهم أو ربما إجراء اتصالات هاتفية أدت الى تحديد موقعهم وربما يكون هناك أيضا طرف أو أطراف تورطت عن قصد أو غير قصد في نقل المعلومة حول الرهائن الأربع الذين استوجب تحريرهم مقتل ثلاث رهائن آخرين بينهم أمريكي ومصرع ضابط إسرائيلي كبير خلال العملية فيما انتهت بالعملية بقتل عشرات الفلسطينيين واختراق للقوانين والأعراف الإنسانية الدولية .. آسيا العتروس