إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

اللواء ركن الفلسطيني واصف عريقات في حوار لـ"الصباح": المقاو.مة الفلسطينية انتقلت من الدفاع إلى الهجوم ..

تونس-الصباح

أجرى الحوار: نزار مقني

قال اللواء ركن الفلسطيني واصف عريقات، أن العمليتين اللتين قامت بهما المقاومة الفلسطينية في اليومين الأخيرين، ستدرسان ضمن المناهج الأكاديمية العسكرية في العالم، مضيفا أن "كل الخيارات مطروحة" في الوضع الذي تشهده الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة وجنوب لبنان، بعد التصعيد العسكري الذي حصل بين «حزب الله» وجيش الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن التحليلات العسكرية الأمريكية لما يدور في قطاع غزة لا يمكن الأخذ بها.

ويأتي كلام عريقات، ردا على تقرير نشرته وكالة رويترز للأنباء استنادا إلى خبراء أمريكيين وإسرائيليين، حول تغير في الأساليب القتالية للمقاومة الفلسطينية، والتي أشار التقرير إلى أنها فقدت نصف عددها تقريبا بعد 8 أشهر من الحرب منذ 7 أكتوبر الماضي.

وأضاف عريقات في حوار لـ"الصباح"، أن التحليلات العسكرية الأمريكية "لا يمكن الأخذ بها"، مؤكدا أن "الأمريكي الذي هزم في فيتنام، وأفغانستان والعراق ولبنان، شهادته غير معترف بها".

ولاحظ عريقات أن "المقاومة الفلسطينية نجحت في 8 أشهر، بما قامت به من عمليات ستصبح دروسا للمدارس العسكرية في العالم"، وخاصة وأن "الخطط العسكرية الحديثة يجب أن تكون مرنة وسهلة للتعديل بمعنى التكيف مع الواقع الميداني والقتالي".

وأردف عريقات قائلا:"صحيح أن المقاومة الفلسطينية تكيفت مع الواقع الميداني والقتالي وغيرت خططها تبعا لهذا الواقع، ولكن الآن انتقل التعديل إلى جيش الاحتلال فهو بات يعدل خططه القتالية على ضوء تكتيكات المقاومة الفلسطينية، وهذا هو الإنجاز الكبير الذي حققته المقاومة".

وتابع قائلا:"في البداية طبقت المقاومة الفلسطينية حرب العصابات والذي يقول أنه لا يمكن مواجهة العدو وهو في ذروة قوته، وأن تعطيه مساحة للتمدد والتوغل ومن ثم بعد أن يصاب بالإعياء والتعب تنقض عليه، وهذا ما جرى".

أما بالنسبة لخسائر المقاومة يقول عريقات "أعتقد أن هذا التقدير أمني واستخباري من الذين بثوه، فجسم المقاومة الفلسطينية قوي وبخير ومازال يقوم بعمليات على حدود القطاع وباقي الأراضي المحتلة"، آخرها عمليتي بيت حانون ورفح.

وكانت «كتائب «القسام»» الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» أعلنت تنفيذ عملية اختراق للسياج الفاصل مع إسرائيل، قرب رفح جنوبي القطاع، وتنفيذ كمين مركب استمر 26 ساعة متواصلة في بيت حانون شمالي القطاع.

وذكرت «القسام» "في عملية إنزال خلف الخطوط، تمكن مجاهدو «القسام» من اختراق السياج الفاصل ومهاجمة مقر قيادة فرقة العدو العاملة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة".

أما عن عملية بيت حانون فقد قال قيادي بـ«القسام» إن الكمين نفذ على 3 مراحل، واستمر 26 ساعة متواصلة، مؤكدا أن قوات الاحتلال تقدمت نحو بيت حانون وفق المسار الذي توقعه مقاتلو «القسام» مسبقا.

وأشار إلى أن الكمين المركب دفع جيش الاحتلال لوقف تقدمه في محور بيت حانون بشكل كامل.

وكان جيش الاحتلال قد عاد إلى بيت حانون الحدودي يوم 22 ماي الماضي، ممثلا في لواء "كفير"، وفي مقدمته كتيبة "نتساح يهودا"، وهي كتيبة لها تاريخ طويل في المجازر والإعدامات بحق الفلسطينيين. وأشار الخبير العسكري إلى أن "كلا العمليتين بعد مرور 245 يوما يؤكد بأن المقاومة الفلسطينية قوية وأنها انتقلت من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم، وأن هذا الانتقال هو الذي يوجع العدو ويوقع فيه خسائر كبيرة".

وأكد عريقات "نحن أمام تطور كبير للمقاومة الفلسطينية، وأن هذا مثبت من خلال الصورة وأشرطة الفيديو التي تبثها المقاومة الفلسطينية لعملياتها ولتفصيلها يؤكد بأن المقاومة أثبتت بأن التفوق بالسلاح والمعدات لا يعني التقدم في الميدان القتالي".

وأقر عريقات أن "التقدم في الميدان هو للإنسان وأن الإنسان هنا هو المقاوم الفلسطيني، فالجندي الإسرائيلي مازال يعتمد على الدبابة والمدفع والطائرة وغير قادر على الثبات والسيطرة على الأرض، ولذلك لم يحقق أهدافه ما عدا السقوط الأخلاقي والتطهير العرقي الذي يقوم به، والذي ذهبت بالكيان الصهيوني إلى اللائحة السوداء في محكمتي الجنايات والعدل الدوليتين وأصبح مجرم حرب ومتهما بالإبادة الجماعية وسيحاسب عليها".

واستنتج قائلا: "بالتالي بنك الأهداف بالنسبة للإسرائيليين خزي وعار عليهم، لأنهم يستهدفون مدنيين وأطفال ونساء وشيوخ، وحرب تجويع وبنية تحتية وتدمير، في حين أن بنك الأهداف بالنسبة للمقاومة الفلسطينية هو الجنود والضباط في الميدان، والدبابات والطائرات المسيرة، هو بنك أهداف عسكري، وهذا يضعهم في مصاف الجيوش المتطورة".

وعن احتمالية أن تشهد الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة وجنوب لبنان تصيدا عسكريا أكبر ينتهي بحرب واسعة، قال الخبير العسكري عريقات:"باب الاحتمالات مفتوح، فمادام نتنياهو يرفض وقف إطلاق النار على قطاع غزة ووقف الحصار هذا يعني أنه ذاهب إلى التصعيد".

وأضاف "أنا أعتقد أنه إذا ذهب إلى التصعيد، فإن قدرته على ذلك سواء في قطاع غزة أو في شمال فلسطين المحتلة في اتجاه لبنان أعتقد أنها فارغة من المضمون".

ولاحظ قائلا:"صحيح أن الجيش الإسرائيلي لديه معدات قتالية وطائرات وتسانده الولايات المتحدة، ولكن العنصر الأساسي وهو الجندي الإسرائيلي الذي فقد معنوياته وقدراته القتالية الميدانية في قطاع غزة، وهو منهك".

 

 

 

اللواء ركن الفلسطيني واصف عريقات في حوار لـ"الصباح":  المقاو.مة الفلسطينية انتقلت من الدفاع إلى الهجوم ..

تونس-الصباح

أجرى الحوار: نزار مقني

قال اللواء ركن الفلسطيني واصف عريقات، أن العمليتين اللتين قامت بهما المقاومة الفلسطينية في اليومين الأخيرين، ستدرسان ضمن المناهج الأكاديمية العسكرية في العالم، مضيفا أن "كل الخيارات مطروحة" في الوضع الذي تشهده الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة وجنوب لبنان، بعد التصعيد العسكري الذي حصل بين «حزب الله» وجيش الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن التحليلات العسكرية الأمريكية لما يدور في قطاع غزة لا يمكن الأخذ بها.

ويأتي كلام عريقات، ردا على تقرير نشرته وكالة رويترز للأنباء استنادا إلى خبراء أمريكيين وإسرائيليين، حول تغير في الأساليب القتالية للمقاومة الفلسطينية، والتي أشار التقرير إلى أنها فقدت نصف عددها تقريبا بعد 8 أشهر من الحرب منذ 7 أكتوبر الماضي.

وأضاف عريقات في حوار لـ"الصباح"، أن التحليلات العسكرية الأمريكية "لا يمكن الأخذ بها"، مؤكدا أن "الأمريكي الذي هزم في فيتنام، وأفغانستان والعراق ولبنان، شهادته غير معترف بها".

ولاحظ عريقات أن "المقاومة الفلسطينية نجحت في 8 أشهر، بما قامت به من عمليات ستصبح دروسا للمدارس العسكرية في العالم"، وخاصة وأن "الخطط العسكرية الحديثة يجب أن تكون مرنة وسهلة للتعديل بمعنى التكيف مع الواقع الميداني والقتالي".

وأردف عريقات قائلا:"صحيح أن المقاومة الفلسطينية تكيفت مع الواقع الميداني والقتالي وغيرت خططها تبعا لهذا الواقع، ولكن الآن انتقل التعديل إلى جيش الاحتلال فهو بات يعدل خططه القتالية على ضوء تكتيكات المقاومة الفلسطينية، وهذا هو الإنجاز الكبير الذي حققته المقاومة".

وتابع قائلا:"في البداية طبقت المقاومة الفلسطينية حرب العصابات والذي يقول أنه لا يمكن مواجهة العدو وهو في ذروة قوته، وأن تعطيه مساحة للتمدد والتوغل ومن ثم بعد أن يصاب بالإعياء والتعب تنقض عليه، وهذا ما جرى".

أما بالنسبة لخسائر المقاومة يقول عريقات "أعتقد أن هذا التقدير أمني واستخباري من الذين بثوه، فجسم المقاومة الفلسطينية قوي وبخير ومازال يقوم بعمليات على حدود القطاع وباقي الأراضي المحتلة"، آخرها عمليتي بيت حانون ورفح.

وكانت «كتائب «القسام»» الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» أعلنت تنفيذ عملية اختراق للسياج الفاصل مع إسرائيل، قرب رفح جنوبي القطاع، وتنفيذ كمين مركب استمر 26 ساعة متواصلة في بيت حانون شمالي القطاع.

وذكرت «القسام» "في عملية إنزال خلف الخطوط، تمكن مجاهدو «القسام» من اختراق السياج الفاصل ومهاجمة مقر قيادة فرقة العدو العاملة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة".

أما عن عملية بيت حانون فقد قال قيادي بـ«القسام» إن الكمين نفذ على 3 مراحل، واستمر 26 ساعة متواصلة، مؤكدا أن قوات الاحتلال تقدمت نحو بيت حانون وفق المسار الذي توقعه مقاتلو «القسام» مسبقا.

وأشار إلى أن الكمين المركب دفع جيش الاحتلال لوقف تقدمه في محور بيت حانون بشكل كامل.

وكان جيش الاحتلال قد عاد إلى بيت حانون الحدودي يوم 22 ماي الماضي، ممثلا في لواء "كفير"، وفي مقدمته كتيبة "نتساح يهودا"، وهي كتيبة لها تاريخ طويل في المجازر والإعدامات بحق الفلسطينيين. وأشار الخبير العسكري إلى أن "كلا العمليتين بعد مرور 245 يوما يؤكد بأن المقاومة الفلسطينية قوية وأنها انتقلت من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم، وأن هذا الانتقال هو الذي يوجع العدو ويوقع فيه خسائر كبيرة".

وأكد عريقات "نحن أمام تطور كبير للمقاومة الفلسطينية، وأن هذا مثبت من خلال الصورة وأشرطة الفيديو التي تبثها المقاومة الفلسطينية لعملياتها ولتفصيلها يؤكد بأن المقاومة أثبتت بأن التفوق بالسلاح والمعدات لا يعني التقدم في الميدان القتالي".

وأقر عريقات أن "التقدم في الميدان هو للإنسان وأن الإنسان هنا هو المقاوم الفلسطيني، فالجندي الإسرائيلي مازال يعتمد على الدبابة والمدفع والطائرة وغير قادر على الثبات والسيطرة على الأرض، ولذلك لم يحقق أهدافه ما عدا السقوط الأخلاقي والتطهير العرقي الذي يقوم به، والذي ذهبت بالكيان الصهيوني إلى اللائحة السوداء في محكمتي الجنايات والعدل الدوليتين وأصبح مجرم حرب ومتهما بالإبادة الجماعية وسيحاسب عليها".

واستنتج قائلا: "بالتالي بنك الأهداف بالنسبة للإسرائيليين خزي وعار عليهم، لأنهم يستهدفون مدنيين وأطفال ونساء وشيوخ، وحرب تجويع وبنية تحتية وتدمير، في حين أن بنك الأهداف بالنسبة للمقاومة الفلسطينية هو الجنود والضباط في الميدان، والدبابات والطائرات المسيرة، هو بنك أهداف عسكري، وهذا يضعهم في مصاف الجيوش المتطورة".

وعن احتمالية أن تشهد الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة وجنوب لبنان تصيدا عسكريا أكبر ينتهي بحرب واسعة، قال الخبير العسكري عريقات:"باب الاحتمالات مفتوح، فمادام نتنياهو يرفض وقف إطلاق النار على قطاع غزة ووقف الحصار هذا يعني أنه ذاهب إلى التصعيد".

وأضاف "أنا أعتقد أنه إذا ذهب إلى التصعيد، فإن قدرته على ذلك سواء في قطاع غزة أو في شمال فلسطين المحتلة في اتجاه لبنان أعتقد أنها فارغة من المضمون".

ولاحظ قائلا:"صحيح أن الجيش الإسرائيلي لديه معدات قتالية وطائرات وتسانده الولايات المتحدة، ولكن العنصر الأساسي وهو الجندي الإسرائيلي الذي فقد معنوياته وقدراته القتالية الميدانية في قطاع غزة، وهو منهك".