إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

كلام مباح.. التشريعات تهدد منجزنا الثقافي زمن الذكاء الاصطناعي

 

تونس - الصباح

تغزو الثورة الرقمية مختلف جوانب الحياة في مجتمعاتنا وباتت اليوم في مرحلتها الثالثة الأكثر عمقا والأسرع تأثيرا .. مرحلة يطلق عليها زمن الذكاء الاصطناعي الفائق والقادر على تجاوز الذكاء البشري وإنجاز مهامه بسرعة أكبر وجودة تقنية أفضل .. محاكاة الآلة للإنسان مذهلة إذا اتخذنا بعدها الإيجابي أو السلبي على حد السواء ..

ولا يمكننا أن ننكر اليوم ونحن نعيش اللحظات الأخيرة في وداع عالم قديم واستقبال آخر جديد محفوفا بالمخاطر، التغيير الكبير وتأثيره على قيم الحياة وضوابط وأساليب العيش في مستقبل تحكمه "خوارزمية" .. هنا يتحتم علينا التساؤل حول مدى استعدادنا لهذا التغيير الفائق السرعة خاصة في مجالات قوامها الموهبة والمعرفة والفكر .. هل المنجز الثقافي مهدد في زمن الذكاء الاصطناعي أم آليات هذه الثورة الرقمية ستعزز مكانته في مجتمعاتنا ..؟

هذه التساؤلات الحتمية تتطلب منا قراءة متأنية لمستقبل مجتمعاتنا، هوية أفرادها والتغييرات التي قد تطرأ على أشكال الإبداع البشري هل من آفاق جديدة تشرع أمام صناع الفنون وقادة الثقافة والفكر أم ستكون القوة الرقمية سلاح المستقبل في يد من يحكمون العالم بقانون الغاب ..

حقيقة ونحن في دولة لا مكان للثقافة في سلم أولوياتها رغم الاهتمام النسبي في السنوات الأخيرة بمجالات التكنولوجيات الحديثة والاقتصاد الثقافي، تنتظرنا مرحلة صعبة قد تتسع الفجوة أكثر ويتجاوزنا ركب العصر الجديد إذا لم نستبعد تماما من مسار التقدم بسبب تشريعات بالية تحكم قوانين قطاع الثقافة وحقوق الملكية الفكرية في بلادنا والتي للأسف لم تحقق بعد تطلعات مبدعي هذا الزمن فكيف ستواجه آلة تحاكي الإنسان وتتفوق على صانعها سرعة ودقة والأسوأ لا تحكمها لا أخلاقيات ولا قيم مجتمعية ..

ألم يحن الوقت لندرك المخاطر المحدقة بثقافتنا وضرورة العمل على دعم تشريعات هذا القطاع الحيوي واستثمار كفاءاته الشابة المتمكنة من أدوات رقمية واعدة لعّله يكون داعما أساسيا لاقتصاد بلادنا في العصر الجديد القادم بسرعة تفوق التوقعات ..

نجلاء قموع

كلام مباح..   التشريعات تهدد منجزنا الثقافي زمن الذكاء الاصطناعي

 

تونس - الصباح

تغزو الثورة الرقمية مختلف جوانب الحياة في مجتمعاتنا وباتت اليوم في مرحلتها الثالثة الأكثر عمقا والأسرع تأثيرا .. مرحلة يطلق عليها زمن الذكاء الاصطناعي الفائق والقادر على تجاوز الذكاء البشري وإنجاز مهامه بسرعة أكبر وجودة تقنية أفضل .. محاكاة الآلة للإنسان مذهلة إذا اتخذنا بعدها الإيجابي أو السلبي على حد السواء ..

ولا يمكننا أن ننكر اليوم ونحن نعيش اللحظات الأخيرة في وداع عالم قديم واستقبال آخر جديد محفوفا بالمخاطر، التغيير الكبير وتأثيره على قيم الحياة وضوابط وأساليب العيش في مستقبل تحكمه "خوارزمية" .. هنا يتحتم علينا التساؤل حول مدى استعدادنا لهذا التغيير الفائق السرعة خاصة في مجالات قوامها الموهبة والمعرفة والفكر .. هل المنجز الثقافي مهدد في زمن الذكاء الاصطناعي أم آليات هذه الثورة الرقمية ستعزز مكانته في مجتمعاتنا ..؟

هذه التساؤلات الحتمية تتطلب منا قراءة متأنية لمستقبل مجتمعاتنا، هوية أفرادها والتغييرات التي قد تطرأ على أشكال الإبداع البشري هل من آفاق جديدة تشرع أمام صناع الفنون وقادة الثقافة والفكر أم ستكون القوة الرقمية سلاح المستقبل في يد من يحكمون العالم بقانون الغاب ..

حقيقة ونحن في دولة لا مكان للثقافة في سلم أولوياتها رغم الاهتمام النسبي في السنوات الأخيرة بمجالات التكنولوجيات الحديثة والاقتصاد الثقافي، تنتظرنا مرحلة صعبة قد تتسع الفجوة أكثر ويتجاوزنا ركب العصر الجديد إذا لم نستبعد تماما من مسار التقدم بسبب تشريعات بالية تحكم قوانين قطاع الثقافة وحقوق الملكية الفكرية في بلادنا والتي للأسف لم تحقق بعد تطلعات مبدعي هذا الزمن فكيف ستواجه آلة تحاكي الإنسان وتتفوق على صانعها سرعة ودقة والأسوأ لا تحكمها لا أخلاقيات ولا قيم مجتمعية ..

ألم يحن الوقت لندرك المخاطر المحدقة بثقافتنا وضرورة العمل على دعم تشريعات هذا القطاع الحيوي واستثمار كفاءاته الشابة المتمكنة من أدوات رقمية واعدة لعّله يكون داعما أساسيا لاقتصاد بلادنا في العصر الجديد القادم بسرعة تفوق التوقعات ..

نجلاء قموع