إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد: حديث عن غوانتانامو ناتنياهو ..

 

 في حضرة آلة الموت والدمار الإسرائيلية الجاثمة على غزة منذ أكثر من أشهر  تغيب المآسي الإنسانية للأسرى رغم أنها قد تتجاوز طاقة الأسيرات والأسرى على الاحتمال، قبل أن تعيدنا الصور والفيدوهات المسربة من طرف جندي إسرائيلي يتلذذ بتعذيب ضحاياه أو من طرف طبيب مجهول الهوية هاله ما يقترفه جيش الكيان الذي ينتمي إليه فآثر إلا أن يفضح ما يتعرض له الأسيرات والأسرى الفلسطينيون من اهانة لإنسانية الإنسان ومن إصرار على كسر إرادتهم وتركيعهم وقهرهم بما يحبس الأنفاس ويدفع إلى تجميد الدماء في العروق.. ولعلنا لا نبالغ إذا اعتبرنا أن في الصرخة التي أطلقتها هيئة الأسرى الفلسطينيين لاستعادة ساقي أسيرة فلسطينية تم بتر قدميها في سجون الاحتلال ما يزيد في كشف الوجه القبيح لهذا الكيان الذي لم يترك جرما من جرائم النازيين لم يرتكبه..

الأسيرة المعنية وفاء جرار خرجت من المعتقل بساقين وهي بالتالي ليست مثالا من أمثلة كثيرة لمن كتب لهم النجاة من سجون الاحتلال ممن فقدوا البصر أو فقدوا عضوا من أعضائهم سواء بسبب التعذيب الممنهج في سجون الاحتلال أو لغير ذلك من الأسباب المرتبطة بسرقة أعضاء الأسرى أو من يستشهدون في سجون الاحتلال التي يبدو وحسب تقارير حقوقية أنها تفوقت على معتقلات غوانتنامو سيئة الذكر من افغانستان إلى العراق.. ولعل ما يدفع جيش الاحتلال الذي يفتقر لأبسط المقومات الأخلاقية والضوابط التي تلتزم بها الجيوش النظامية في حالات الحرب والسلم الإفلات من المساءلة والملاحقة أولا وأخيرا.. والأكيد أن عقلية وثقافة جيش الاحتلال الإسرائيلي وريثة عصابات الهاغاناه والشترن منذ تأسيس هذا الكيان في أربعينات القرن الماضي تعكس مدى تعطشه للدم ومدى انسياقه للقتل والتوحش في حق إنسانية الإنسان.. ممارسات جيش الاحتلال في حق الأسرى من الضفة إلى غزة دفعت أطباء إسرائيليين في بعض الأحيان للخروج عن صمتهم وفضح ما يجري خلف القضبان.. وفاء جرار التي اعتقلت في ماي الماضي خضعت لعملية جراحية خضعت لعملية بتر تحت الركبة لساقيها، وإذا كانت العملية الأولى تمت بموافقة من العائلة وبمتابعة محاميها فان العملية الثانية، دون موافقة عائلة المصابة التي كانت تحت تأثير التخدير.. وللتنصل من المسؤولية أقدم الاحتلال على الإفراج عنها والنأي بنفسه عن مأساتها التي سترافقها ..

وفاء جرار هي واحدة من بين عشرات المعتقلين الذين تعرضوا لإصابات منذ بدء حرب الإبادة في غزة علما وأنها زوجة أسير. ..

معاناة الأسيرة وفاء جرار تجرنا للحديث عن آلاف الأسرى في المعتقلات والسجون الإسرائيلية وقد تضاعف العدد على وقع جريمة الإبادة في غزة حتى أن وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف بن غفير اقترح بكل وقاحة وصفاقة إعدام الأسرى لإفراغ سجون الاحتلال ...

 ولعل ما جعل ممارسات جيش الاحتلال تحت مجهر المنظمات الحقوقية الدولية مشاهد شاحنات الأسرى العراة معصوبي الأعين الذين كان ينقلهم من غزة إلى مكان مجهول.. وسرعان ما انتشرت تلك الصور على مختلف المواقع الاجتماعية لتوجه أصابع الاتهام لجيش كيان الاحتلال الذي أقام له معتقل غوانتنامو أسوة بما قام به الجيش الأمريكي والبريطاني في أفغانستان والعراق.. وقد ظهر الأسرى مكدسين على متن شاحنة عسكرية وأيديهم مقيدة وأعينهم معصوبة وظهرت بينهم امرأة واحدة ثم تم تسريب فيديو يظهر الأسرى جاثين على ركبهم ورؤوسهم منكسة.. ولاحقا أظهرت تحليل للقطات أجراه فريق التحقق من الأخبار التابع لوكالة الأنباء الفرنسية إلى أنه تم التقاط تلك الصور في منطقة بيت لاهيا شمال غزة... الأمر الذي دفع بالمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إلى محاولة التخفيف من تداعيات الصورة التي تناقلتها مختلف الفضائيات والتصريح بان جيش الاحتلال بصدد التحقيق مع هؤلاء لكشف من يرتبطون منهم من حركة حماس.. وهو بالتأكيد تصريح مدان ولا يمكن إلا أن يكون استخفافا بالعقول من طرف الجيش الذي يوصف بأنه الأكثر أخلاقا في العالم والذي ما انفك يؤكد إفلاسه من كل القيم التي تقوم عليها الجيوش النظامية وأهمها احترام كرامة وإنسانية العدو واحترام حقوق الأسير وفق ما تفرضه اتفاقيات جنيف الرابعة لحقوق الإنسان التي لا يبدو أن جيش الاحتلال يعرف بنودها ..

لأنه وبكل بساطة حتى وإن كان بين الأسرى أنصار أو أعضاء لحركة "حماس" فان ذلك لا يعني القبول باهانتهم أو تعذيبهم أو تمريغ أنوفهم في التراب.. الصور والفيديوهات التي أظهرت وجود أطفال في سن الثانية عشرة بين الأسرى إلى جانب وجود مسعفين وأطباء ومعلمين وصحافيين تفضح مزاعم الاحتلال وتعيد إلى الأذهان أحلك الفترات في تاريخ الإنسانية على حد تعبير السفير الفلسطيني في لندن حسام زملط ...

اسيا العتروس

 

 

 

ممنوع من الحياد:   حديث عن غوانتانامو ناتنياهو ..

 

 في حضرة آلة الموت والدمار الإسرائيلية الجاثمة على غزة منذ أكثر من أشهر  تغيب المآسي الإنسانية للأسرى رغم أنها قد تتجاوز طاقة الأسيرات والأسرى على الاحتمال، قبل أن تعيدنا الصور والفيدوهات المسربة من طرف جندي إسرائيلي يتلذذ بتعذيب ضحاياه أو من طرف طبيب مجهول الهوية هاله ما يقترفه جيش الكيان الذي ينتمي إليه فآثر إلا أن يفضح ما يتعرض له الأسيرات والأسرى الفلسطينيون من اهانة لإنسانية الإنسان ومن إصرار على كسر إرادتهم وتركيعهم وقهرهم بما يحبس الأنفاس ويدفع إلى تجميد الدماء في العروق.. ولعلنا لا نبالغ إذا اعتبرنا أن في الصرخة التي أطلقتها هيئة الأسرى الفلسطينيين لاستعادة ساقي أسيرة فلسطينية تم بتر قدميها في سجون الاحتلال ما يزيد في كشف الوجه القبيح لهذا الكيان الذي لم يترك جرما من جرائم النازيين لم يرتكبه..

الأسيرة المعنية وفاء جرار خرجت من المعتقل بساقين وهي بالتالي ليست مثالا من أمثلة كثيرة لمن كتب لهم النجاة من سجون الاحتلال ممن فقدوا البصر أو فقدوا عضوا من أعضائهم سواء بسبب التعذيب الممنهج في سجون الاحتلال أو لغير ذلك من الأسباب المرتبطة بسرقة أعضاء الأسرى أو من يستشهدون في سجون الاحتلال التي يبدو وحسب تقارير حقوقية أنها تفوقت على معتقلات غوانتنامو سيئة الذكر من افغانستان إلى العراق.. ولعل ما يدفع جيش الاحتلال الذي يفتقر لأبسط المقومات الأخلاقية والضوابط التي تلتزم بها الجيوش النظامية في حالات الحرب والسلم الإفلات من المساءلة والملاحقة أولا وأخيرا.. والأكيد أن عقلية وثقافة جيش الاحتلال الإسرائيلي وريثة عصابات الهاغاناه والشترن منذ تأسيس هذا الكيان في أربعينات القرن الماضي تعكس مدى تعطشه للدم ومدى انسياقه للقتل والتوحش في حق إنسانية الإنسان.. ممارسات جيش الاحتلال في حق الأسرى من الضفة إلى غزة دفعت أطباء إسرائيليين في بعض الأحيان للخروج عن صمتهم وفضح ما يجري خلف القضبان.. وفاء جرار التي اعتقلت في ماي الماضي خضعت لعملية جراحية خضعت لعملية بتر تحت الركبة لساقيها، وإذا كانت العملية الأولى تمت بموافقة من العائلة وبمتابعة محاميها فان العملية الثانية، دون موافقة عائلة المصابة التي كانت تحت تأثير التخدير.. وللتنصل من المسؤولية أقدم الاحتلال على الإفراج عنها والنأي بنفسه عن مأساتها التي سترافقها ..

وفاء جرار هي واحدة من بين عشرات المعتقلين الذين تعرضوا لإصابات منذ بدء حرب الإبادة في غزة علما وأنها زوجة أسير. ..

معاناة الأسيرة وفاء جرار تجرنا للحديث عن آلاف الأسرى في المعتقلات والسجون الإسرائيلية وقد تضاعف العدد على وقع جريمة الإبادة في غزة حتى أن وزير الأمن الإسرائيلي المتطرف بن غفير اقترح بكل وقاحة وصفاقة إعدام الأسرى لإفراغ سجون الاحتلال ...

 ولعل ما جعل ممارسات جيش الاحتلال تحت مجهر المنظمات الحقوقية الدولية مشاهد شاحنات الأسرى العراة معصوبي الأعين الذين كان ينقلهم من غزة إلى مكان مجهول.. وسرعان ما انتشرت تلك الصور على مختلف المواقع الاجتماعية لتوجه أصابع الاتهام لجيش كيان الاحتلال الذي أقام له معتقل غوانتنامو أسوة بما قام به الجيش الأمريكي والبريطاني في أفغانستان والعراق.. وقد ظهر الأسرى مكدسين على متن شاحنة عسكرية وأيديهم مقيدة وأعينهم معصوبة وظهرت بينهم امرأة واحدة ثم تم تسريب فيديو يظهر الأسرى جاثين على ركبهم ورؤوسهم منكسة.. ولاحقا أظهرت تحليل للقطات أجراه فريق التحقق من الأخبار التابع لوكالة الأنباء الفرنسية إلى أنه تم التقاط تلك الصور في منطقة بيت لاهيا شمال غزة... الأمر الذي دفع بالمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إلى محاولة التخفيف من تداعيات الصورة التي تناقلتها مختلف الفضائيات والتصريح بان جيش الاحتلال بصدد التحقيق مع هؤلاء لكشف من يرتبطون منهم من حركة حماس.. وهو بالتأكيد تصريح مدان ولا يمكن إلا أن يكون استخفافا بالعقول من طرف الجيش الذي يوصف بأنه الأكثر أخلاقا في العالم والذي ما انفك يؤكد إفلاسه من كل القيم التي تقوم عليها الجيوش النظامية وأهمها احترام كرامة وإنسانية العدو واحترام حقوق الأسير وفق ما تفرضه اتفاقيات جنيف الرابعة لحقوق الإنسان التي لا يبدو أن جيش الاحتلال يعرف بنودها ..

لأنه وبكل بساطة حتى وإن كان بين الأسرى أنصار أو أعضاء لحركة "حماس" فان ذلك لا يعني القبول باهانتهم أو تعذيبهم أو تمريغ أنوفهم في التراب.. الصور والفيديوهات التي أظهرت وجود أطفال في سن الثانية عشرة بين الأسرى إلى جانب وجود مسعفين وأطباء ومعلمين وصحافيين تفضح مزاعم الاحتلال وتعيد إلى الأذهان أحلك الفترات في تاريخ الإنسانية على حد تعبير السفير الفلسطيني في لندن حسام زملط ...

اسيا العتروس