إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

افتتاحية "الصباح".. أي تحصيل علمي ومعرفي نمتلك؟

تعيش السنة الدراسية أيامها الأخيرة حيث وقبل انطلاق الامتحانات الوطنية الأسبوع القادم والبداية ستكون بمناظرة الباكالوريا، انطلق امس الأسبوع المغلق في كامل اعداديات ومعاهد الجمهورية وبانتهائها تنطلق العطلة بالنسبة لنسبة هامة من التلاميذ بعد سنة دراسية نحمد الله أنها لم تكن كسابقاتها من حيث الإضرابات وتوقف الدروس وحجب الاعداد وغيرها من الممارسات "النقابية" التي أدخلت المنظومة التربوية في دوامة من الفوضى طيلة سنوات.. فوضى كانت انعكاساتها جد سلبية على المستوى التعليمي والتحصيل المعرفي والعلمي لأبنائنا التلاميذ.

بانتهاء الأسبوع المغلق تنطلق مناظرة الباكالوريا وبعدها "النوفيام" ثم "السيزيام" ومع تمنياتنا بالنجاح لكل أبنائنا التلاميذ، لا بد أن نتساءل عن أي محصول علمي ومعرفي بات يخرج به التلميذ بعد نهاية السنة الدراسية وحتى بعد التخرج؟

فالدراسات والتقييمات العلمية والبيداغوجية وحتى الممارسة الحياتية العادية، اثبتت التدهور الكبير والمتواصل لنتائج التعلم في تونس من ذلك أن بلادنا تحتل اليوم مراتب أخيرة في تصنيف "بيزا" للأنظمة التربوية. كما أن حوالي ثلثي الأطفال في سن العاشرة غير قادرين على قراءة وفهم نص مناسب لأعمارهم.

الى جانب افتقاد تلاميذ المدارس الابتدائية والاعدادية إلى مهارات القراءة والمهارات الأساسية في المواد العلمية والأدبية على حد السواء.. حيث أن نسبة التلاميذ الذين لا يمتلكون المعارف الكافية في القراءة تناهز 28 في المائة، في حين تصل هذه النسبة إلى 75 في المائة فيما يتعلق بالمهارات الأساسية في الرياضيات. وأن 75 في المائة من تلاميذ السادسة ابتدائي و83 في المائة من تلاميذ التاسعة أساسي المشاركين في المناظرة الوطنية في حالة شبه أمية.. وهي أرقام صدرت سنة 2022 عن وزير سابق للتربية الذي ذكر كذلك أن 25 في المائة من التلاميذ المجتازين لمناظرة السنة السادسة ابتدائي من بينهم 71 في المائة لم يحصلوا على المعدل في مادة الرياضيات و45 في المائة منهم لم يحصلوا على المعدل في مادة اللغة العربية و43 في المائة في مادة اللغة الفرنسية. كما كشف أنّ ما بين 60 و100 ألف تلميذ يغادرون سنويا مقاعد الدراسة وينقطعون نهائيا عن التعليم في مراحل مبكرة.

هذه الأرقام تغني عن أي تعليق وتفسر انهيار منظومتنا التعليمية التي تعتبر أساس التقدم والرقي الاقتصادي والاجتماعي وتعكس بشكل واضح ضعف وعدم نجاعة الإصلاحات التي تم اعتمادها على مدى أكثر من عقدين من الزمن في انتظار ما ستؤول اليه الاستشارة الوطنية الأخيرة من نتائج لا نعتقد كثيرا في نجاعتها وفي أنها ستكون الدواء لهذا الداء.

اليوم نؤكد ونصرّ أن منظومتنا التربوية في حاجة إلى رؤية وإرادة حقيقيتين لتدارك التراجع الحاصل فيما تقدمه المدرسة والمعهد للتلميذ خاصة على مستوى البرامج والمناهج والنموذج المعتمد في التمدرس بما في ذلك الزمن المدرسي.. فضعف التلميذ نتيجته ضعف الطالب وضعف الطالب نتيجته ضعف المهارة والتفكير والخلق وضعف المهارة نتيجته ضعف الموظف وضعف الموظف يعني انهيار للإدارة والمنظومة الشغلية وكل ذلك نتيجته المساس بالتنمية والاقتصاد والمجتمع والتأخر سنة بعد أخرى عن التقدم وعن مسايرة ومواكبة الغير..

لنوقف النزيف حتى لا يستفحل ولتكن العودة الى جودة التعليم أساس كل إصلاح حتى ننهض مجددا ولو بعد سنوات.

سفيان رجب

تعيش السنة الدراسية أيامها الأخيرة حيث وقبل انطلاق الامتحانات الوطنية الأسبوع القادم والبداية ستكون بمناظرة الباكالوريا، انطلق امس الأسبوع المغلق في كامل اعداديات ومعاهد الجمهورية وبانتهائها تنطلق العطلة بالنسبة لنسبة هامة من التلاميذ بعد سنة دراسية نحمد الله أنها لم تكن كسابقاتها من حيث الإضرابات وتوقف الدروس وحجب الاعداد وغيرها من الممارسات "النقابية" التي أدخلت المنظومة التربوية في دوامة من الفوضى طيلة سنوات.. فوضى كانت انعكاساتها جد سلبية على المستوى التعليمي والتحصيل المعرفي والعلمي لأبنائنا التلاميذ.

بانتهاء الأسبوع المغلق تنطلق مناظرة الباكالوريا وبعدها "النوفيام" ثم "السيزيام" ومع تمنياتنا بالنجاح لكل أبنائنا التلاميذ، لا بد أن نتساءل عن أي محصول علمي ومعرفي بات يخرج به التلميذ بعد نهاية السنة الدراسية وحتى بعد التخرج؟

فالدراسات والتقييمات العلمية والبيداغوجية وحتى الممارسة الحياتية العادية، اثبتت التدهور الكبير والمتواصل لنتائج التعلم في تونس من ذلك أن بلادنا تحتل اليوم مراتب أخيرة في تصنيف "بيزا" للأنظمة التربوية. كما أن حوالي ثلثي الأطفال في سن العاشرة غير قادرين على قراءة وفهم نص مناسب لأعمارهم.

الى جانب افتقاد تلاميذ المدارس الابتدائية والاعدادية إلى مهارات القراءة والمهارات الأساسية في المواد العلمية والأدبية على حد السواء.. حيث أن نسبة التلاميذ الذين لا يمتلكون المعارف الكافية في القراءة تناهز 28 في المائة، في حين تصل هذه النسبة إلى 75 في المائة فيما يتعلق بالمهارات الأساسية في الرياضيات. وأن 75 في المائة من تلاميذ السادسة ابتدائي و83 في المائة من تلاميذ التاسعة أساسي المشاركين في المناظرة الوطنية في حالة شبه أمية.. وهي أرقام صدرت سنة 2022 عن وزير سابق للتربية الذي ذكر كذلك أن 25 في المائة من التلاميذ المجتازين لمناظرة السنة السادسة ابتدائي من بينهم 71 في المائة لم يحصلوا على المعدل في مادة الرياضيات و45 في المائة منهم لم يحصلوا على المعدل في مادة اللغة العربية و43 في المائة في مادة اللغة الفرنسية. كما كشف أنّ ما بين 60 و100 ألف تلميذ يغادرون سنويا مقاعد الدراسة وينقطعون نهائيا عن التعليم في مراحل مبكرة.

هذه الأرقام تغني عن أي تعليق وتفسر انهيار منظومتنا التعليمية التي تعتبر أساس التقدم والرقي الاقتصادي والاجتماعي وتعكس بشكل واضح ضعف وعدم نجاعة الإصلاحات التي تم اعتمادها على مدى أكثر من عقدين من الزمن في انتظار ما ستؤول اليه الاستشارة الوطنية الأخيرة من نتائج لا نعتقد كثيرا في نجاعتها وفي أنها ستكون الدواء لهذا الداء.

اليوم نؤكد ونصرّ أن منظومتنا التربوية في حاجة إلى رؤية وإرادة حقيقيتين لتدارك التراجع الحاصل فيما تقدمه المدرسة والمعهد للتلميذ خاصة على مستوى البرامج والمناهج والنموذج المعتمد في التمدرس بما في ذلك الزمن المدرسي.. فضعف التلميذ نتيجته ضعف الطالب وضعف الطالب نتيجته ضعف المهارة والتفكير والخلق وضعف المهارة نتيجته ضعف الموظف وضعف الموظف يعني انهيار للإدارة والمنظومة الشغلية وكل ذلك نتيجته المساس بالتنمية والاقتصاد والمجتمع والتأخر سنة بعد أخرى عن التقدم وعن مسايرة ومواكبة الغير..

لنوقف النزيف حتى لا يستفحل ولتكن العودة الى جودة التعليم أساس كل إصلاح حتى ننهض مجددا ولو بعد سنوات.

سفيان رجب