إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

اللواء ركن الفلسطيني واصف عريقات في حوار لـ"الصباح": "الميدان" هو الذي سيحدّد سيناريو "اليوم التالي" لحرب غزة

تعريف: واصف عريقات

- خبير ومحلل عسكري فلسطيني، ولد في بيت لحم لأسرة فلسطينية من بلدة أبوديس شرق القدس

- بدأ حياته العسكرية في انقلترا كتلميذ طيار مقاتل في سلاح الجو الأردني عام 1964.

- تحول للكلية الحربية للضباط، ثم إلى سلاح المدفعية.

- حائز على شهادة العلوم العسكرية العليا من كلية القيادة والأركان في الباكستان عام 1978.

- شارك في معركة 1967 في محافظة جنين، وفي معركة الكرامة عام 1968م مع الجيش الأردني، ثم التحق بصفوف منظمة التحرير وحركة فتح والثورة الفلسطينية عام 1970.

- شارك في العديد من معارك الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وجرح أكثر من مرة، وشغل مناصب عدة ومنها قائد مدفعية القوات المشتركة في جنوب لبنان 1976 - 1982، وقائد مدفعية حصار بيروت عام 1982.

- اشتهر بكتابه "هكذا صمدت بيروت عام 1982".

-محلل عسكري معتمد لدى القنوات الإخبارية العربية والدولية.

تونس-الصباح

قال الخبير العسكري الفلسطيني واصف عريقات، إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بات في "مفترق طرق".

وأضاف عريقات، وهو لواء ركن متقاعد، أن المقاومة تكيفت مع الواقع الميداني والقتالي في كل مراحلها، مبينا أسباب قوتها وفق الواقع العسكري الميداني في قطاع غزة.

وحول مرحلة ما بعد غزة، أكد عريقات أن الميدان هو سيد الموقف، وهو الذي سيحدد سيناريو "اليوم التالي" لما بعد الحرب على غزة.

أجرى الحوار: نزار مقني

*بعد التغيّرات العسكرية الموجودة على مستوى مخيم جباليا في شمال غزة، وكذلك في رفح جنوب القطاع، هل تعتقدون أن المقاومة ستقوم بجر الاحتلال لفتح جبهة استنزاف جديدة لقواته؟

المقاومة الفلسطينية منذ بدء العدوان على القطاع، يوم 27 أكتوبر مع بداية حملته البرية، وهي تستخدم تكتيكات واضحة، حيث أثبتت براعتها في مواجهة تكتيكات العدو.

هذه التكتيكات بنيت على معرفة بعمق الإستراتيجية الإسرائيلية وقدرات جيش الاحتلال، وإمكانياته وقدرته على تحقيق الأهداف التي انطلق من أجلها وهي القضاء على المقاومة الفلسطينية وتحرير الأسرى بالقوة العسكرية.

المقاومة تكيفت مع الواقع الميداني والقتالي في كل مراحلها، واستخدمت أسلوب حرب العصابات وحرب الفدائيين، وهي من أسباب نقاط قوتها مقابل نقاط ضعف العدو الإسرائيلي، وكانت مواجهة قوات العدو مبنية على هذا الأساس.

لقد أعدت نفسها لمعركة طويلة الأمد على ضوء إمكانياتها وحساباتها الخاصة وعلى ضوء معرفتها للعدو الإسرائيلي وإمكانياته الميدانية، وقد ثبت بالدليل القاطع أن المقاومة الفلسطينية برهنت على أن التفوق الإسرائيلي بالمعدات القتالية أو بالأسلحة والذخائر لا يعني تفوقها في الميدان.

التفوق في الميدان هو للإنسان، والإنسان هو المقاوم الفلسطيني الذي مازال موجودا وقويا وقادرا بالرغم من أنه يعيش ظروفا غاية في الصعوبة، وغاية في التعقيد، ويعلم الله كيف يأكل وكيف ينام وكيف يعيش، ويتقي شر الطائرات والمدفعية والجنود الإسرائيليين المنتشرين، وكيف يحافظ على سلاحه وكيف ينصب الكمائن، كيف يشتبك مع الجنود الإسرائيليين من المسافة صفر، ويفجر الدبابة ويفجر المبنى الذي يوجد فيه الإسرائيليون، وكيف يسقط المسيرة ويسيطر عليها، وكيف يقصف الصواريخ إلى عمق فلسطين المحتلة، وكيف ينصب الكمائن في النفق ويقتل ويأسر الجنود الإسرائيليين بعد مرور 233 يوما.

هذه كلها مسائل أثبتت فيها المقاومة الفلسطينية نفسها وعظمت من قيمة السلاح المصنع داخل قطاع غزة، وهو سلاح متواضع قياسا بالسلاح المستورد لدى الجيش الإسرائيلي.

*مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قال إنه لا يرضى بإنهاء الحرب على غزة كأحد حلول جولة الوساطة الجديدة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة من أجل إبرام اتفاق هدنة، في الوقت الذي تشير فيه حماس إلى أنها لن ترضى إلا بالاتفاق الذي وافقت عليه مؤخرا، وبالتالي فإن السيناريو القادم هو المواجهة واستمرار الحرب، فهل تعتقدون أن جيش الاحتلال سيزيد من قوة عدوانه ويدفع بتعزيزات إلى القطاع أم أنه سيركن إلى الهدنة؟

نتنياهو اليوم في مفترق طرق، إما أن يذهب إلى عين العقل، تبعا للواقع الميداني الذي يعيشه الجيش الإسرائيلي الذي لم يحقق أهدافه العسكرية التي انطلق من أجلها، وهي تحرير أسراه بالقوة العسكرية، والقضاء على المقاومة الفلسطينية طوال 233 يوما، وثبت أن وجود الجيش الإسرائيلي، ما هو إلا استنزافا للأرواح البشرية والمعدات القتالية، وهزيمة لقوة الردع وبالتالي عدم وجود أي فائدة لبقاء الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وهذا ما أكده أعضاء مجلس الحرب الذين قالوا إنهم وصلوا إلى طريق مسدود مع المقاومة الفلسطينية، ولا توجد حلول سحرية للقضاء عليها.

هناك جنرال وهو إسرائيل زئيف قال "ماذا نقول للعالم الذين يسألون.. وماذا نقول لأنفسنا أننا على بعد أمتار من جنودنا وضباطنا الأسرى في قطاع غزة ولا نستطيع تحريرهم".

وبالتالي كل هذه المعطيات تؤكد أن الجيش الإسرائيلي بخبرائه توصلوا إلى قناعة، أنه لا يوجد إمكانية لإحراز أي انتصار ولو وهمي بالقوة العسكرية.

إذا ما اقتنع نتنياهو بهذا، فسيعني ذلك أنه سيذهب إلى طاولة المفاوضات، أو إذا ما نجر وراء بن غفير وسموترتش، فهؤلاء لا يريدون للمنطقة أي هدوء أو وقف إطلاق نار، هم يريدون قطاع غزة من دون أهله، يريدون تهجير قطاع غزة وبناء مستوطنات في القطاع، وهذا طبعا يعني أنهم يذهبون بجيشهم إلى التهلكة.

أنا أعتقد أن نتنياهو يتعرض لضغوط كثيرة ولكن لا يستطيع الاستمرار مع هذه الخسائر التي يمنى بها.

*مرحلة ما بعد غزة، هل تعتقدون أنها سوف تذهب إلى مثل ما تعد له الولايات المتحدة، أم أنها تذهب إلى ما يخطط له الاحتلال من حكم عسكري، أو أن سيناريو الصفقة مع المقاومة هو الأقرب؟

أعتقد أن الميدان هو سيد الموقف، والكلمة الأخيرة لميدان القتال، والميدان العسكري وعلى ضوء ذلك يحدد اليوم التالي، وأنا أعتقد أن المقاومة لفلسطينية مازالت قوية وقادرة، وتتحكم بمجريات الأمور.

*هل تعتقدون أن ذلك ستكون له تداعيات على المستوى الداخلي الفلسطيني؟

بالتأكيد، للرد على سؤالك سوف أسأل سؤال "مع من تتفاوض إسرائيل والولايات المتحدة؟"، من تتفاوض معهم موجودون، والأهداف العسكرية التي حددها الاحتلال لم تتحقق.

ما تحقق هو السقوط الأخلاقي للجيش الإسرائيلي أمام العالم، بارتكابه جرائم إبادة جماعية، والتطهير العرقي والمجازر التي ارتكبها، واليوم يصنف الجيش الإسرائيلي أنه جيش إبادة وجرائم ومجازر، وبالتالي الكيان الصهيوني متهم في المحاكم الدولية بالإبادة الجماعية.

لم يعد بوسع الكيان الصهيوني أن يتحدث عن الديمقراطية، ويتحدث بأنه "الديمقراطية الوحيدة في محيط التخلف العربي"، ولا يستطيع اليوم أن يتسلح باللاسامية لأنه هو يرتكب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني. وبناء عليه سيكون هناك موقف في قطاع غزة أو في الضفة الغربية بشكل عام.

اللواء ركن الفلسطيني واصف عريقات في حوار لـ"الصباح":  "الميدان" هو الذي سيحدّد سيناريو "اليوم التالي" لحرب غزة

تعريف: واصف عريقات

- خبير ومحلل عسكري فلسطيني، ولد في بيت لحم لأسرة فلسطينية من بلدة أبوديس شرق القدس

- بدأ حياته العسكرية في انقلترا كتلميذ طيار مقاتل في سلاح الجو الأردني عام 1964.

- تحول للكلية الحربية للضباط، ثم إلى سلاح المدفعية.

- حائز على شهادة العلوم العسكرية العليا من كلية القيادة والأركان في الباكستان عام 1978.

- شارك في معركة 1967 في محافظة جنين، وفي معركة الكرامة عام 1968م مع الجيش الأردني، ثم التحق بصفوف منظمة التحرير وحركة فتح والثورة الفلسطينية عام 1970.

- شارك في العديد من معارك الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وجرح أكثر من مرة، وشغل مناصب عدة ومنها قائد مدفعية القوات المشتركة في جنوب لبنان 1976 - 1982، وقائد مدفعية حصار بيروت عام 1982.

- اشتهر بكتابه "هكذا صمدت بيروت عام 1982".

-محلل عسكري معتمد لدى القنوات الإخبارية العربية والدولية.

تونس-الصباح

قال الخبير العسكري الفلسطيني واصف عريقات، إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بات في "مفترق طرق".

وأضاف عريقات، وهو لواء ركن متقاعد، أن المقاومة تكيفت مع الواقع الميداني والقتالي في كل مراحلها، مبينا أسباب قوتها وفق الواقع العسكري الميداني في قطاع غزة.

وحول مرحلة ما بعد غزة، أكد عريقات أن الميدان هو سيد الموقف، وهو الذي سيحدد سيناريو "اليوم التالي" لما بعد الحرب على غزة.

أجرى الحوار: نزار مقني

*بعد التغيّرات العسكرية الموجودة على مستوى مخيم جباليا في شمال غزة، وكذلك في رفح جنوب القطاع، هل تعتقدون أن المقاومة ستقوم بجر الاحتلال لفتح جبهة استنزاف جديدة لقواته؟

المقاومة الفلسطينية منذ بدء العدوان على القطاع، يوم 27 أكتوبر مع بداية حملته البرية، وهي تستخدم تكتيكات واضحة، حيث أثبتت براعتها في مواجهة تكتيكات العدو.

هذه التكتيكات بنيت على معرفة بعمق الإستراتيجية الإسرائيلية وقدرات جيش الاحتلال، وإمكانياته وقدرته على تحقيق الأهداف التي انطلق من أجلها وهي القضاء على المقاومة الفلسطينية وتحرير الأسرى بالقوة العسكرية.

المقاومة تكيفت مع الواقع الميداني والقتالي في كل مراحلها، واستخدمت أسلوب حرب العصابات وحرب الفدائيين، وهي من أسباب نقاط قوتها مقابل نقاط ضعف العدو الإسرائيلي، وكانت مواجهة قوات العدو مبنية على هذا الأساس.

لقد أعدت نفسها لمعركة طويلة الأمد على ضوء إمكانياتها وحساباتها الخاصة وعلى ضوء معرفتها للعدو الإسرائيلي وإمكانياته الميدانية، وقد ثبت بالدليل القاطع أن المقاومة الفلسطينية برهنت على أن التفوق الإسرائيلي بالمعدات القتالية أو بالأسلحة والذخائر لا يعني تفوقها في الميدان.

التفوق في الميدان هو للإنسان، والإنسان هو المقاوم الفلسطيني الذي مازال موجودا وقويا وقادرا بالرغم من أنه يعيش ظروفا غاية في الصعوبة، وغاية في التعقيد، ويعلم الله كيف يأكل وكيف ينام وكيف يعيش، ويتقي شر الطائرات والمدفعية والجنود الإسرائيليين المنتشرين، وكيف يحافظ على سلاحه وكيف ينصب الكمائن، كيف يشتبك مع الجنود الإسرائيليين من المسافة صفر، ويفجر الدبابة ويفجر المبنى الذي يوجد فيه الإسرائيليون، وكيف يسقط المسيرة ويسيطر عليها، وكيف يقصف الصواريخ إلى عمق فلسطين المحتلة، وكيف ينصب الكمائن في النفق ويقتل ويأسر الجنود الإسرائيليين بعد مرور 233 يوما.

هذه كلها مسائل أثبتت فيها المقاومة الفلسطينية نفسها وعظمت من قيمة السلاح المصنع داخل قطاع غزة، وهو سلاح متواضع قياسا بالسلاح المستورد لدى الجيش الإسرائيلي.

*مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قال إنه لا يرضى بإنهاء الحرب على غزة كأحد حلول جولة الوساطة الجديدة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة من أجل إبرام اتفاق هدنة، في الوقت الذي تشير فيه حماس إلى أنها لن ترضى إلا بالاتفاق الذي وافقت عليه مؤخرا، وبالتالي فإن السيناريو القادم هو المواجهة واستمرار الحرب، فهل تعتقدون أن جيش الاحتلال سيزيد من قوة عدوانه ويدفع بتعزيزات إلى القطاع أم أنه سيركن إلى الهدنة؟

نتنياهو اليوم في مفترق طرق، إما أن يذهب إلى عين العقل، تبعا للواقع الميداني الذي يعيشه الجيش الإسرائيلي الذي لم يحقق أهدافه العسكرية التي انطلق من أجلها، وهي تحرير أسراه بالقوة العسكرية، والقضاء على المقاومة الفلسطينية طوال 233 يوما، وثبت أن وجود الجيش الإسرائيلي، ما هو إلا استنزافا للأرواح البشرية والمعدات القتالية، وهزيمة لقوة الردع وبالتالي عدم وجود أي فائدة لبقاء الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وهذا ما أكده أعضاء مجلس الحرب الذين قالوا إنهم وصلوا إلى طريق مسدود مع المقاومة الفلسطينية، ولا توجد حلول سحرية للقضاء عليها.

هناك جنرال وهو إسرائيل زئيف قال "ماذا نقول للعالم الذين يسألون.. وماذا نقول لأنفسنا أننا على بعد أمتار من جنودنا وضباطنا الأسرى في قطاع غزة ولا نستطيع تحريرهم".

وبالتالي كل هذه المعطيات تؤكد أن الجيش الإسرائيلي بخبرائه توصلوا إلى قناعة، أنه لا يوجد إمكانية لإحراز أي انتصار ولو وهمي بالقوة العسكرية.

إذا ما اقتنع نتنياهو بهذا، فسيعني ذلك أنه سيذهب إلى طاولة المفاوضات، أو إذا ما نجر وراء بن غفير وسموترتش، فهؤلاء لا يريدون للمنطقة أي هدوء أو وقف إطلاق نار، هم يريدون قطاع غزة من دون أهله، يريدون تهجير قطاع غزة وبناء مستوطنات في القطاع، وهذا طبعا يعني أنهم يذهبون بجيشهم إلى التهلكة.

أنا أعتقد أن نتنياهو يتعرض لضغوط كثيرة ولكن لا يستطيع الاستمرار مع هذه الخسائر التي يمنى بها.

*مرحلة ما بعد غزة، هل تعتقدون أنها سوف تذهب إلى مثل ما تعد له الولايات المتحدة، أم أنها تذهب إلى ما يخطط له الاحتلال من حكم عسكري، أو أن سيناريو الصفقة مع المقاومة هو الأقرب؟

أعتقد أن الميدان هو سيد الموقف، والكلمة الأخيرة لميدان القتال، والميدان العسكري وعلى ضوء ذلك يحدد اليوم التالي، وأنا أعتقد أن المقاومة لفلسطينية مازالت قوية وقادرة، وتتحكم بمجريات الأمور.

*هل تعتقدون أن ذلك ستكون له تداعيات على المستوى الداخلي الفلسطيني؟

بالتأكيد، للرد على سؤالك سوف أسأل سؤال "مع من تتفاوض إسرائيل والولايات المتحدة؟"، من تتفاوض معهم موجودون، والأهداف العسكرية التي حددها الاحتلال لم تتحقق.

ما تحقق هو السقوط الأخلاقي للجيش الإسرائيلي أمام العالم، بارتكابه جرائم إبادة جماعية، والتطهير العرقي والمجازر التي ارتكبها، واليوم يصنف الجيش الإسرائيلي أنه جيش إبادة وجرائم ومجازر، وبالتالي الكيان الصهيوني متهم في المحاكم الدولية بالإبادة الجماعية.

لم يعد بوسع الكيان الصهيوني أن يتحدث عن الديمقراطية، ويتحدث بأنه "الديمقراطية الوحيدة في محيط التخلف العربي"، ولا يستطيع اليوم أن يتسلح باللاسامية لأنه هو يرتكب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني. وبناء عليه سيكون هناك موقف في قطاع غزة أو في الضفة الغربية بشكل عام.