إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

شهيد من الجيش المصري في تبادل إطلاق نار مع الاحتلال في معبر رفح.. محور فيلادلفيا يدخل "خط النار"

 

*اللواء أركان حرب المصري سمير فرج لـ"الصباح": ما حدث جس نبض لدفع أهالي غزة إلى مصر

تونس-الصباح

عاد "محور فيلادلفيا" ليكون مركز الأحداث في الحرب الدائرة في قطاع غزة، مع استشهاد جندي مصري، في تبادل لإطلاق نار مع جيش الاحتلال، في معبر رفح الفاصل بين شبه جزيرة سيناء، والقطاع المنكوب، في وقت أكد فيه لواء أركان حرب مصري في تصريح لـ"الصباح" أن ما حدث اليوم "هو جس نبض لدفع الأهالي من غزة إلى مصر".

وجاءت إجابة اللواء أركان حرب في إطار سؤال لـ"الصباح"، حول هذه الحادثة، والتي من الممكن أن تغيير قواعد الاشتباك بين الطرفين، والتي تحددها اتفاقية السلام الممضاة بين الطرفين منذ سنة 1979 ضمن ما عرف باتفاقية "كامب ديفيد".

نزار مقني

في هذا السياق، أعلن المتحدث العسكري المصري عن استشهاد أحد العناصر المكلفة بتأمين منطقة الشريط الحدودي في رفح، في حين أكد الجيش الإسرائيلي وقوع إطلاق نار بين الطرفين عند الحدود مع مصر.

وقال المتحدث العسكري المصري إن بلاده تجري تحقيقا بواسطة الجهات المختصة حيال حادث إطلاق النار بمنطقة الشريط الحدوي في رفح.

وبدوره، قال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في تقارير عن تبادل لإطلاق النار بين جنود إسرائيليين ومصريين قرب معبر رفح الحدودي مع غزة.

وأضاف في بيان "وقع حادث إطلاق نار على الحدود المصرية، وهو قيد المراجعة، وهناك مناقشات جارية مع المصريين".

قتيل وإصابات

وأكدت هيئة البث الإسرائيلية مقتل جندي مصري في تبادل إطلاق نار بين الجيش الإسرائيلي وجنود مصريين عند معبر رفح، مشيرة إلى أنه لا إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي بعد تبادل إطلاق النار مع قوات مصرية.

من جانبه، أفاد موقع "والا" الإسرائيلي بمقتل مصريين اثنين في تبادل إطلاق نار مع الجيش الإسرائيلي عند معبر رفح.

ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" خبر تبادل إطلاق النار بين الجانبين بعد سماح الرقابة العسكرية الإسرائيلية بالنشر، حسب قولها.

وقالت القناة الـ13 الإسرائيلية إن حادثا غير عادي وقع بين الجيشين الإسرائيلي والمصري، في حين كشفت القناة الـ14 أن جنودا مصريين أطلقوا النار على جنود إسرائيليين داخل معبر رفح، دون وقوع إصابات.

وأفادت القناة الـ14 الإسرائيلية بأن أيا من الجنود الإسرائيليين لم يصب في الحادث.

لكن وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن الأمن المصري أطلق النار على شاحنة إسرائيلية، وردّ جنود إسرائيليون بإطلاق نار، وهناك إصابات.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن قوات الجيش الإسرائيلي ردت بإطلاق النار كتحذير.

وأضافت -عن مصادر- أن هذا الحادث يأتي في ذروة التوتر مع مصر، وقد تكون له عواقب سياسية مهمة.

وهذا التوتر بدأ مع انطلاق العملية العسكرية الإسرائيلية في منطقة رفح جنوب قطاع غزة، والتي بدأت بسيطرة جيش الاحتلال على معبر رفح من الجانب الفلسطيني، ورفع العلم الإسرائيلي عليه، ولم تنته عند هذا الحد بل امتدت إلى دخول دبابات إسرائيلية لحور فيلادلفيا الفاصل بين القطاع وشبه جزيرة سيناء المصرية، قبل أن تعلن تل أبيب أنها سيطرت على ثلثيه في عملية أطلق عليها "السيطرة الإعلامية" الإسرائيلية على محور فيلادلفيا.

في هذا السياق، أكد اللواء أركان حرب سمير فرج في تصريح لـ"الصباح" أن هذه الحادثة لن يكون لها أية تداعيات على جهود الوساطة التي تقوم بها القاهرة-إلى جانب قطر والولايات المتحدة- لإحياء مفاوضات الهدنة.

وأضاف فرج، أن ما "حدث هو جس نبض لدفع أهالي غزة إلى مصر".

وكان فرج قال خلال حوار سابق لـ"الصباح" إن "ممر فيلادلفيا يوجد داخل اﻷراضي الفلسطينية، وما قام به جيش الاحتلال، تمثل في إدخال دبابتين رافعتين علم إسرائيل من الحجم الكبير وقاموا بأخذ صور فوتوغرافية، لبعث رسالة للإسرائيليين، بأنهم دخلوا فيلادلفيا ولكنهم عادوا وانسحبوا منها.

وأكد فرج "لذلك لا أعتقد أنهم سيدخلون محور فيلادلفيا، لأنه لن يضيف لهم أي شيء عسكريا وسيتسبب لهم في مشاكل مع مصر، وهم في هذه الفترة لا يريدون أية مشاكل مع القاهرة".

وفسر فرج كلامه بأنه "دائما ما نشير في العلم العسكري، لا تفتح جبهتين في وقت واحد، ولهذا السبب لا أعتقد، أن يدخل الجيش الإسرائيلي ممر فيلادلفيا لأنها لا تمثل له أي نصر عسكري، أو ميزة عسكرية، بل على العكس ستتسبب له في مشاكل وبالتالي فإنه لن يدخل محور فيلادلفيا، وإذا ما فعل ذلك فهذا يعتبر مخالفة لبنود اتفاقية السلام، ولكن لن يعتدي على اﻷرض المصرية."

من جهته، قال الخبير العسكري والإستراتيجي المصري العميد سمير راغب، في تصريحات تليفزيونية، أمس، إن إسرائيل تروج لاحتلالها محور فيلادلفيا، لكنها في الواقع لا تنشر قوات هناك بل في الجزء الشمالي داخل السور الفلسطيني من الحدود.

ووفقا لقواعد الاشتباك، فإنه لو تجاوز الجندي الإسرائيلي محور فيلادلفيا الذي هو أراضٍ محتلة يحق للجندي المصري أن يطلق الرصاص عليه، بحسب الخبير الذي كان يعلق على ما أوردته القناة الـ14 الإسرائيلية من أن جنودا مصريين أطلقوا النار على جنود إسرائيليين داخل معبر رفح. وهو ما أدى لوقوع تبادل لإطلاق الرصاص بين الطرفين أسفر عن مقتل جندي مصري وفقا للمصدر الإسرائيلي.

وأوضح العميد راغب، في حوار لقناة "الجزيرة"، أن الاحتلال يسعى إلى التسويق لفكرة أنه احتل ممر فيلادليفا ولم يحدث نزوح، ومن جهة أخرى يحاول أن يجس نبض المصريين بالقول إنه احتل ثلثي فيلادلفيا وينتظر ماذا يحصل، حتى يصل لمرحلة يعلن فيها احتلاله للمر بالكامل.

وعن الإجراءات التي يمكن أن تتخذها القاهرة في حال تأكدت من وجود مخالفة في فيلادلفيا أو لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، أكد الخبير المصري أن هناك لجنة تجتمع وتحل المشكلة، والجندي الذي يرتكب المخالفة يدفع غرامة، مشيرا إلى أن دخول رفح جنوب قطاع غزة هو مخالفة طبقا للمنحى الأمني.

وشدد الخبير على أن مصر معنية بكل ما يحصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة حتى لو كان في الضفة الغربية، وقال إن الرأي العام في مصر (120 مليونا) لو تحرك فسيتحول إلى بركان، وإن الحكومة لا تضمن صبره.

كما قال إن السلطات المصرية استخدمت أعلى درجات ضبط النفس، لكنها "لن تقبل بما يحصل على حدودها، ولا قوة ستمنع أي واحد من الرد".

وخلص العميد راغب إلى أن الصراع الحقيقي الذي يهدد الكيان هو الصراع مع مصر".

شهيد من الجيش المصري في تبادل إطلاق نار مع الاحتلال في معبر رفح..   محور فيلادلفيا يدخل "خط النار"

 

*اللواء أركان حرب المصري سمير فرج لـ"الصباح": ما حدث جس نبض لدفع أهالي غزة إلى مصر

تونس-الصباح

عاد "محور فيلادلفيا" ليكون مركز الأحداث في الحرب الدائرة في قطاع غزة، مع استشهاد جندي مصري، في تبادل لإطلاق نار مع جيش الاحتلال، في معبر رفح الفاصل بين شبه جزيرة سيناء، والقطاع المنكوب، في وقت أكد فيه لواء أركان حرب مصري في تصريح لـ"الصباح" أن ما حدث اليوم "هو جس نبض لدفع الأهالي من غزة إلى مصر".

وجاءت إجابة اللواء أركان حرب في إطار سؤال لـ"الصباح"، حول هذه الحادثة، والتي من الممكن أن تغيير قواعد الاشتباك بين الطرفين، والتي تحددها اتفاقية السلام الممضاة بين الطرفين منذ سنة 1979 ضمن ما عرف باتفاقية "كامب ديفيد".

نزار مقني

في هذا السياق، أعلن المتحدث العسكري المصري عن استشهاد أحد العناصر المكلفة بتأمين منطقة الشريط الحدودي في رفح، في حين أكد الجيش الإسرائيلي وقوع إطلاق نار بين الطرفين عند الحدود مع مصر.

وقال المتحدث العسكري المصري إن بلاده تجري تحقيقا بواسطة الجهات المختصة حيال حادث إطلاق النار بمنطقة الشريط الحدوي في رفح.

وبدوره، قال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في تقارير عن تبادل لإطلاق النار بين جنود إسرائيليين ومصريين قرب معبر رفح الحدودي مع غزة.

وأضاف في بيان "وقع حادث إطلاق نار على الحدود المصرية، وهو قيد المراجعة، وهناك مناقشات جارية مع المصريين".

قتيل وإصابات

وأكدت هيئة البث الإسرائيلية مقتل جندي مصري في تبادل إطلاق نار بين الجيش الإسرائيلي وجنود مصريين عند معبر رفح، مشيرة إلى أنه لا إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي بعد تبادل إطلاق النار مع قوات مصرية.

من جانبه، أفاد موقع "والا" الإسرائيلي بمقتل مصريين اثنين في تبادل إطلاق نار مع الجيش الإسرائيلي عند معبر رفح.

ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" خبر تبادل إطلاق النار بين الجانبين بعد سماح الرقابة العسكرية الإسرائيلية بالنشر، حسب قولها.

وقالت القناة الـ13 الإسرائيلية إن حادثا غير عادي وقع بين الجيشين الإسرائيلي والمصري، في حين كشفت القناة الـ14 أن جنودا مصريين أطلقوا النار على جنود إسرائيليين داخل معبر رفح، دون وقوع إصابات.

وأفادت القناة الـ14 الإسرائيلية بأن أيا من الجنود الإسرائيليين لم يصب في الحادث.

لكن وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن الأمن المصري أطلق النار على شاحنة إسرائيلية، وردّ جنود إسرائيليون بإطلاق نار، وهناك إصابات.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن قوات الجيش الإسرائيلي ردت بإطلاق النار كتحذير.

وأضافت -عن مصادر- أن هذا الحادث يأتي في ذروة التوتر مع مصر، وقد تكون له عواقب سياسية مهمة.

وهذا التوتر بدأ مع انطلاق العملية العسكرية الإسرائيلية في منطقة رفح جنوب قطاع غزة، والتي بدأت بسيطرة جيش الاحتلال على معبر رفح من الجانب الفلسطيني، ورفع العلم الإسرائيلي عليه، ولم تنته عند هذا الحد بل امتدت إلى دخول دبابات إسرائيلية لحور فيلادلفيا الفاصل بين القطاع وشبه جزيرة سيناء المصرية، قبل أن تعلن تل أبيب أنها سيطرت على ثلثيه في عملية أطلق عليها "السيطرة الإعلامية" الإسرائيلية على محور فيلادلفيا.

في هذا السياق، أكد اللواء أركان حرب سمير فرج في تصريح لـ"الصباح" أن هذه الحادثة لن يكون لها أية تداعيات على جهود الوساطة التي تقوم بها القاهرة-إلى جانب قطر والولايات المتحدة- لإحياء مفاوضات الهدنة.

وأضاف فرج، أن ما "حدث هو جس نبض لدفع أهالي غزة إلى مصر".

وكان فرج قال خلال حوار سابق لـ"الصباح" إن "ممر فيلادلفيا يوجد داخل اﻷراضي الفلسطينية، وما قام به جيش الاحتلال، تمثل في إدخال دبابتين رافعتين علم إسرائيل من الحجم الكبير وقاموا بأخذ صور فوتوغرافية، لبعث رسالة للإسرائيليين، بأنهم دخلوا فيلادلفيا ولكنهم عادوا وانسحبوا منها.

وأكد فرج "لذلك لا أعتقد أنهم سيدخلون محور فيلادلفيا، لأنه لن يضيف لهم أي شيء عسكريا وسيتسبب لهم في مشاكل مع مصر، وهم في هذه الفترة لا يريدون أية مشاكل مع القاهرة".

وفسر فرج كلامه بأنه "دائما ما نشير في العلم العسكري، لا تفتح جبهتين في وقت واحد، ولهذا السبب لا أعتقد، أن يدخل الجيش الإسرائيلي ممر فيلادلفيا لأنها لا تمثل له أي نصر عسكري، أو ميزة عسكرية، بل على العكس ستتسبب له في مشاكل وبالتالي فإنه لن يدخل محور فيلادلفيا، وإذا ما فعل ذلك فهذا يعتبر مخالفة لبنود اتفاقية السلام، ولكن لن يعتدي على اﻷرض المصرية."

من جهته، قال الخبير العسكري والإستراتيجي المصري العميد سمير راغب، في تصريحات تليفزيونية، أمس، إن إسرائيل تروج لاحتلالها محور فيلادلفيا، لكنها في الواقع لا تنشر قوات هناك بل في الجزء الشمالي داخل السور الفلسطيني من الحدود.

ووفقا لقواعد الاشتباك، فإنه لو تجاوز الجندي الإسرائيلي محور فيلادلفيا الذي هو أراضٍ محتلة يحق للجندي المصري أن يطلق الرصاص عليه، بحسب الخبير الذي كان يعلق على ما أوردته القناة الـ14 الإسرائيلية من أن جنودا مصريين أطلقوا النار على جنود إسرائيليين داخل معبر رفح. وهو ما أدى لوقوع تبادل لإطلاق الرصاص بين الطرفين أسفر عن مقتل جندي مصري وفقا للمصدر الإسرائيلي.

وأوضح العميد راغب، في حوار لقناة "الجزيرة"، أن الاحتلال يسعى إلى التسويق لفكرة أنه احتل ممر فيلادليفا ولم يحدث نزوح، ومن جهة أخرى يحاول أن يجس نبض المصريين بالقول إنه احتل ثلثي فيلادلفيا وينتظر ماذا يحصل، حتى يصل لمرحلة يعلن فيها احتلاله للمر بالكامل.

وعن الإجراءات التي يمكن أن تتخذها القاهرة في حال تأكدت من وجود مخالفة في فيلادلفيا أو لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، أكد الخبير المصري أن هناك لجنة تجتمع وتحل المشكلة، والجندي الذي يرتكب المخالفة يدفع غرامة، مشيرا إلى أن دخول رفح جنوب قطاع غزة هو مخالفة طبقا للمنحى الأمني.

وشدد الخبير على أن مصر معنية بكل ما يحصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة حتى لو كان في الضفة الغربية، وقال إن الرأي العام في مصر (120 مليونا) لو تحرك فسيتحول إلى بركان، وإن الحكومة لا تضمن صبره.

كما قال إن السلطات المصرية استخدمت أعلى درجات ضبط النفس، لكنها "لن تقبل بما يحصل على حدودها، ولا قوة ستمنع أي واحد من الرد".

وخلص العميد راغب إلى أن الصراع الحقيقي الذي يهدد الكيان هو الصراع مع مصر".