مزّق الموت الصّدر وقصم بالأرزاء الظّهر وصار الحزن مشتملا على كلّ من عرف من قريب أو بعيد الأستاذة المحامية نعمة النّصيري إثر نزول نعيها كالصاعقة. جاء خبر موتها مفاجئا والأفئدة مرضوضة تجرّ ثوب الحزن والحسرة في الذّكرى السّادسة لوفاة ميّة الجريبي. لقد كانتا نجمتين في سماء الحرية وأيقونتين في أرض الدفاع عن المظلومين والمسحوقين.
اقتحمت فقيدة الوطن ميّة الجريبي ميادين النّضال منذ المرحلة الثانوية وفي الجامعة التونسية بمختلف كلّياتها. كانت خطيبة بارعة شرسة في الدفاع عن حقوق الطلبة والّتنديد بما يتعرّضون له من شتّى أساليب القمع والانتهاكات لا سّيما هجوم قوات البوليس على الحرم الجامعي في النّظام السّابق. لقد كانت مناضلة بحقّ قولا وفعلا بالمفهوم الڤرامشي.
لقد ظلت توزّع جريدة الموقف لسان الحزب الديمقراطي التقدمي، وهي التي تُعتبر من أهم قياداته، على قارعة الطريق لشهور رغم مطاردتها من قبل بوليس بن علي. وعاشت ميّة الجريبي التّضييق الشنيع من قبل السّلطة السياسيّة بصفاقس. وشاركت أيضا يوم 27 جويلية 2008 في استقبال شهيدي فلسطين من ولاية صفاقس بليغ اللّجمي ورياض بن جماعة وتأبينهما ودفنهما.
اليوم بعد مرور ستّ سنوات على رحيل المناضلة ميّة الجريبي، تغادرنا فجر يوم الثلاثاء 21 ماي 2024 الأستاذة نعمة النّصيري رئيسة فرع الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات بصفاقس وعضو فرع صفاقس الجنوبية للرّابطة التّونسية للدّفاع عن حقوق الانسان والمنسّقة الاقليمية للمسيرة العالمية للنساء في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. كانت رمز الدّفاع عن المهمّشين والمهمّشات والمحرومين والمحرومات والنّساء ضحايا العنف والإقصاء والتّهميش والمهاجرات.
نعت الفقيدة كلّ من الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات والفرع الجامعي للتعليم الثانوي بصفاقس وعائلات شهداء الثورة وجرحاها بالدّڤاش ومكونات من المجتمع المدني. جاءت حافلة من العاصمة لتقديم واجب العزاء ضمّت ثلّة من جمعية النساء الديمقراطيات. وحضر ناشطون وناشطات كثر من المجتمع المدني لتشييع جثمان الفقيدة.
وقد أبّنت نائلة الزغلامي رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات الأستاذة نعمة النّصيري بالقول: "نعمة النّصيري هي الرفيقة الصديقة المناضلة المبدئية التي لم تتراجع عن خوض أقدس المعارك. كنّا معا في الشوارع نتظاهر ضدّ سلطة القمع. لم تخش نعمة التّتبع والإيقاف. لم ترهبها عصا البوليس. شاركت معنا في صياغة بيان الصّفحات الأربع حول الوضع النّقابي بجهة صفاقس التي أحلنا بموجبها على لجنة النظام. كانت السّند والمحامي والمدافع. ودفعت ضريبة موقفها المبدئي بتجريدها من المسؤولية النّقابية لسنوات عدّة. كانت من ضمن الرّفيقات والرّفاق الذين فتحوا بيوتهم وأذرعهم لأبناء الحوض المنجمي. كانت من ضمن الرّفاق والرّفيقات الذين افتكّوا جثمان أحد شهداء الرّڤاب من يد البوليس السّياسي. نعمة من الرّفاق والرّفيقات الذين واصلوا التّظاهر بشوارع صفاقس يوم 12 جانفي 2011 والذي ترتّب عليه سقوط شهداء آنذاك. نعمة تجدها في كلّ التّحركات الجماهيرية تحت عناوين مختلفة. انتصرت لأبناء شعبنا في تونس. دافعت عن كلّ القضايا العادلة. تطوّعت مجانا للدّفاع عن قضايا الرّأي. تجنّدت بإنابة كلّ مظلوم دون أجر. نعمة مقدامة،جريئة، مناضلة استثنائية فقدناها وفقدتها ساحات النّضال الوطني والاجتماعي".
وعلى العموم، فلئن أخذت الأقدار المناضلتين ميّة الجريبي ونعمة النّصيري وأمثالهنّ كثيرات ممن كنّ يعشقن الحياة فإنّ أغصان أيامهنّ النّضالية المليئة بالكفاح المرّ المرير لن تتكسّر ولن تتناثر أوراق أحلامهنّ على حسك الممرّ بل ستزهر وتثمر.
مصدّق الشّريف
مزّق الموت الصّدر وقصم بالأرزاء الظّهر وصار الحزن مشتملا على كلّ من عرف من قريب أو بعيد الأستاذة المحامية نعمة النّصيري إثر نزول نعيها كالصاعقة. جاء خبر موتها مفاجئا والأفئدة مرضوضة تجرّ ثوب الحزن والحسرة في الذّكرى السّادسة لوفاة ميّة الجريبي. لقد كانتا نجمتين في سماء الحرية وأيقونتين في أرض الدفاع عن المظلومين والمسحوقين.
اقتحمت فقيدة الوطن ميّة الجريبي ميادين النّضال منذ المرحلة الثانوية وفي الجامعة التونسية بمختلف كلّياتها. كانت خطيبة بارعة شرسة في الدفاع عن حقوق الطلبة والّتنديد بما يتعرّضون له من شتّى أساليب القمع والانتهاكات لا سّيما هجوم قوات البوليس على الحرم الجامعي في النّظام السّابق. لقد كانت مناضلة بحقّ قولا وفعلا بالمفهوم الڤرامشي.
لقد ظلت توزّع جريدة الموقف لسان الحزب الديمقراطي التقدمي، وهي التي تُعتبر من أهم قياداته، على قارعة الطريق لشهور رغم مطاردتها من قبل بوليس بن علي. وعاشت ميّة الجريبي التّضييق الشنيع من قبل السّلطة السياسيّة بصفاقس. وشاركت أيضا يوم 27 جويلية 2008 في استقبال شهيدي فلسطين من ولاية صفاقس بليغ اللّجمي ورياض بن جماعة وتأبينهما ودفنهما.
اليوم بعد مرور ستّ سنوات على رحيل المناضلة ميّة الجريبي، تغادرنا فجر يوم الثلاثاء 21 ماي 2024 الأستاذة نعمة النّصيري رئيسة فرع الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات بصفاقس وعضو فرع صفاقس الجنوبية للرّابطة التّونسية للدّفاع عن حقوق الانسان والمنسّقة الاقليمية للمسيرة العالمية للنساء في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. كانت رمز الدّفاع عن المهمّشين والمهمّشات والمحرومين والمحرومات والنّساء ضحايا العنف والإقصاء والتّهميش والمهاجرات.
نعت الفقيدة كلّ من الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات والفرع الجامعي للتعليم الثانوي بصفاقس وعائلات شهداء الثورة وجرحاها بالدّڤاش ومكونات من المجتمع المدني. جاءت حافلة من العاصمة لتقديم واجب العزاء ضمّت ثلّة من جمعية النساء الديمقراطيات. وحضر ناشطون وناشطات كثر من المجتمع المدني لتشييع جثمان الفقيدة.
وقد أبّنت نائلة الزغلامي رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات الأستاذة نعمة النّصيري بالقول: "نعمة النّصيري هي الرفيقة الصديقة المناضلة المبدئية التي لم تتراجع عن خوض أقدس المعارك. كنّا معا في الشوارع نتظاهر ضدّ سلطة القمع. لم تخش نعمة التّتبع والإيقاف. لم ترهبها عصا البوليس. شاركت معنا في صياغة بيان الصّفحات الأربع حول الوضع النّقابي بجهة صفاقس التي أحلنا بموجبها على لجنة النظام. كانت السّند والمحامي والمدافع. ودفعت ضريبة موقفها المبدئي بتجريدها من المسؤولية النّقابية لسنوات عدّة. كانت من ضمن الرّفيقات والرّفاق الذين فتحوا بيوتهم وأذرعهم لأبناء الحوض المنجمي. كانت من ضمن الرّفاق والرّفيقات الذين افتكّوا جثمان أحد شهداء الرّڤاب من يد البوليس السّياسي. نعمة من الرّفاق والرّفيقات الذين واصلوا التّظاهر بشوارع صفاقس يوم 12 جانفي 2011 والذي ترتّب عليه سقوط شهداء آنذاك. نعمة تجدها في كلّ التّحركات الجماهيرية تحت عناوين مختلفة. انتصرت لأبناء شعبنا في تونس. دافعت عن كلّ القضايا العادلة. تطوّعت مجانا للدّفاع عن قضايا الرّأي. تجنّدت بإنابة كلّ مظلوم دون أجر. نعمة مقدامة،جريئة، مناضلة استثنائية فقدناها وفقدتها ساحات النّضال الوطني والاجتماعي".
وعلى العموم، فلئن أخذت الأقدار المناضلتين ميّة الجريبي ونعمة النّصيري وأمثالهنّ كثيرات ممن كنّ يعشقن الحياة فإنّ أغصان أيامهنّ النّضالية المليئة بالكفاح المرّ المرير لن تتكسّر ولن تتناثر أوراق أحلامهنّ على حسك الممرّ بل ستزهر وتثمر.