إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

افتتاحية "الصباح".. أحرار العالم يعترفون بدولة فلسطين!

 

دولة ذات سيادة وشعب له الحق في تقرير مصيره، ذلك جوهر الاعتراف الأممي بدولة ما، وطريق الاعتراف الدولي كانت دائما طريقا شاقة ومرهقة ومؤلمة بالنسبة لحركات التحرّر الوطني.. والفلسطينيون ساروا طويلا في هذه الدروب الصعبة والمؤلمة من أجل انتزاع اعتراف أممي بحقهم في أرضهم وبأنهم ضحية اعتداء واحتلال غاشم من كيان غاصب لا شرعية له إلا شرعية القوة المدعومة من قوى عظمى..

أجيال من النضال الفلسطيني لم تستسلم أبدا للواقع ومع كل زمن تتخذ المقاومة أشكالا وأساليب مختلفة ولكن لا تغيّر أهدافها أبدا.. وكان الهدف الأكبر دحر الاحتلال والاعتراف بالحق الفلسطيني !

و7 أكتوبر ليس إلا تعبيرة جديدة في سياق تاريخ من المقاومة، ولكنها التعبيرة الأكثر تأثيرا ووقعا في تاريخ نضالي طويل وهي التي دفعت بالمأساة الفلسطينية الى واجهة الحدث الدولي وأرغمت العالم على الإصغاء الى أصوات الضحايا..

دفعت غزة الثمن وتحوّلت الى كومة ركام ولكنها جعلت الحقيقة تصل سافرة الى كل العالم، حقيقة الكيان الصهيوني المحتل ووحشية سلوكياته الإجرامية ورغبته في إبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه.. غزّة الصامدة بما يشبه المعجزة وبعد أشهر من مواجهة أقوى جيوش المنطقة ومن مواجهة آلة قتل رهيبة لا تستثني أحدا نجحت في أن تُجبر العالم على الاهتمام والاكتراث لما يجري على الأرض من عمليات إبادة وتقتيل ممنهجة..

وما اعتراف دول النرويج واسبانيا وايرلندا بدولة فلسطين الا انتصارا جديدا للمقاومة، سبقتها انتصارات كثيرة منها انتفاضة طلبة جامعات النخبة في الولايات المتحدة الأمريكية والتي أعادت الضمير العالمي الى رشده.. وقبلها المسيرات الشعبية الحاشدة في الدول الغربية والتي أحرجت حكوماتها المنحازة في الغالب للموقف الإسرائيلي ولكن إظهار الفظاعات التي ارتكبها الكيان الصهيوني، دفع الشعوب للاحتجاج وإحراج حكوماتها وهو ما أدّى في النهاية الى تغيير العديد من المواقف المنحازة للكيان الصهيوني ..

النتيجة اليوم أن هناك 147 دولة عضوا في المنتظم الأممي من أصل 193 عضوا في الأمم المتحدة، تعترف بدولة فلسطين كدولة ذات عضوية كاملة في الأمم المتحدة، ورغم أن هذا الاعتراف هو أيضا اعتراف ضمني بحق الدولتين ولكنه يبقى انتصارا معنويا لشعب طالما سعى المحتلّ الى اغتياله معنويا ورمزيا ومسح وجوده الجغرافي من الخريطة، ولكن أصحاب الأرض يصرّون دائما على كتابة تاريخ يليق بنضالات الأجيال..

وملحمة 7 أكتوبر ليست مجرد حدث عابر في التاريخ بل إنها منعرج كبير له تبعاته واستتباعاته، حيث نجحت المقاومة بشكل غير مسبوق في كسر كل القيود وفي الوصول الى ضمير الأحرار وفي إبراز عدالة القضية الفلسطينية وحق المدافعين عن أرضهم رغم كل التشويهات وماكينات الدعاية المضادة التي حاولت إلصاق كل الصفات المشينة بالمقاومة وقولبتها في قالب الإيديولوجيا وإفقادها السند الشعبي باللعب على هذا المعطى ..

ولكن المقاومة التي ضمت فصائل مختلفة، نجحت في كسر الصورة النمطية التي ظل لسنوات يروّجها الإعلام الغربي واستطاعت بذكاء شديد أن تجعل من القضية الفلسطينية، مجددا، قضية الأحرار في العالم وأن تعيد كتابة اليقينيات الغربية بطريقة أقرب الى الواقع وأقرب الى الحقيقة.. وتغيير اليقينيات انتهى الى تغيير المواقف التي انتهت بدورها الى الاعتراف بفلسطين كدولة لها سيادة  !

منية العرفاوي

 

دولة ذات سيادة وشعب له الحق في تقرير مصيره، ذلك جوهر الاعتراف الأممي بدولة ما، وطريق الاعتراف الدولي كانت دائما طريقا شاقة ومرهقة ومؤلمة بالنسبة لحركات التحرّر الوطني.. والفلسطينيون ساروا طويلا في هذه الدروب الصعبة والمؤلمة من أجل انتزاع اعتراف أممي بحقهم في أرضهم وبأنهم ضحية اعتداء واحتلال غاشم من كيان غاصب لا شرعية له إلا شرعية القوة المدعومة من قوى عظمى..

أجيال من النضال الفلسطيني لم تستسلم أبدا للواقع ومع كل زمن تتخذ المقاومة أشكالا وأساليب مختلفة ولكن لا تغيّر أهدافها أبدا.. وكان الهدف الأكبر دحر الاحتلال والاعتراف بالحق الفلسطيني !

و7 أكتوبر ليس إلا تعبيرة جديدة في سياق تاريخ من المقاومة، ولكنها التعبيرة الأكثر تأثيرا ووقعا في تاريخ نضالي طويل وهي التي دفعت بالمأساة الفلسطينية الى واجهة الحدث الدولي وأرغمت العالم على الإصغاء الى أصوات الضحايا..

دفعت غزة الثمن وتحوّلت الى كومة ركام ولكنها جعلت الحقيقة تصل سافرة الى كل العالم، حقيقة الكيان الصهيوني المحتل ووحشية سلوكياته الإجرامية ورغبته في إبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه.. غزّة الصامدة بما يشبه المعجزة وبعد أشهر من مواجهة أقوى جيوش المنطقة ومن مواجهة آلة قتل رهيبة لا تستثني أحدا نجحت في أن تُجبر العالم على الاهتمام والاكتراث لما يجري على الأرض من عمليات إبادة وتقتيل ممنهجة..

وما اعتراف دول النرويج واسبانيا وايرلندا بدولة فلسطين الا انتصارا جديدا للمقاومة، سبقتها انتصارات كثيرة منها انتفاضة طلبة جامعات النخبة في الولايات المتحدة الأمريكية والتي أعادت الضمير العالمي الى رشده.. وقبلها المسيرات الشعبية الحاشدة في الدول الغربية والتي أحرجت حكوماتها المنحازة في الغالب للموقف الإسرائيلي ولكن إظهار الفظاعات التي ارتكبها الكيان الصهيوني، دفع الشعوب للاحتجاج وإحراج حكوماتها وهو ما أدّى في النهاية الى تغيير العديد من المواقف المنحازة للكيان الصهيوني ..

النتيجة اليوم أن هناك 147 دولة عضوا في المنتظم الأممي من أصل 193 عضوا في الأمم المتحدة، تعترف بدولة فلسطين كدولة ذات عضوية كاملة في الأمم المتحدة، ورغم أن هذا الاعتراف هو أيضا اعتراف ضمني بحق الدولتين ولكنه يبقى انتصارا معنويا لشعب طالما سعى المحتلّ الى اغتياله معنويا ورمزيا ومسح وجوده الجغرافي من الخريطة، ولكن أصحاب الأرض يصرّون دائما على كتابة تاريخ يليق بنضالات الأجيال..

وملحمة 7 أكتوبر ليست مجرد حدث عابر في التاريخ بل إنها منعرج كبير له تبعاته واستتباعاته، حيث نجحت المقاومة بشكل غير مسبوق في كسر كل القيود وفي الوصول الى ضمير الأحرار وفي إبراز عدالة القضية الفلسطينية وحق المدافعين عن أرضهم رغم كل التشويهات وماكينات الدعاية المضادة التي حاولت إلصاق كل الصفات المشينة بالمقاومة وقولبتها في قالب الإيديولوجيا وإفقادها السند الشعبي باللعب على هذا المعطى ..

ولكن المقاومة التي ضمت فصائل مختلفة، نجحت في كسر الصورة النمطية التي ظل لسنوات يروّجها الإعلام الغربي واستطاعت بذكاء شديد أن تجعل من القضية الفلسطينية، مجددا، قضية الأحرار في العالم وأن تعيد كتابة اليقينيات الغربية بطريقة أقرب الى الواقع وأقرب الى الحقيقة.. وتغيير اليقينيات انتهى الى تغيير المواقف التي انتهت بدورها الى الاعتراف بفلسطين كدولة لها سيادة  !

منية العرفاوي