إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

غرق مراكب الهجرة غير النظامية يحصد 341 ضحية منذ بداية السنة

 

تونس- الصباح

الفرحة التي أظهرها فيديو أهالي أحد الأحياء بولاية القيروان، لخبر وصول أبنائهم الى ايطاليا، جعل من مسألة إيقافهم وإيداعهم السجن هناك مسألة ثانوية.

فالمهم بالنسبة لهم بعد أسبوعين من فقدان أبنائهم وانقطاع الاتصال بهم أنهم على قيد الحياة. ولن يكونوا أرقاما تنضاف الى عدد المفقودين والضحايا في حوض البحر الأبيض المتوسط.

رحلات هجرة غير نظامية يركبها يوميا عشرات التونسيين والتونسيات من مختلف الأعمار، يرتفع نسقها أحيانا ويتراجع أحيانا أخرى. تنجح في الكثير منها في الوصول الى الضفة الشمالية للمتوسط وتتعرض في عدد آخر الى المنع والإيقاف من قبل الحرس البحري ما لم تتحول الرحلة الى مأساة بعد غرق المركب وفقدان ربانه السيطرة وخط الوصول.

وطبقا للمعلومات المجمعة من قبل قسم الهجرة بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والواردة في البلاغات الرسمية أو في شهادات الناجين من عمليات الهجرة غير النظامية، تسجل السواحل التونسية شهريا حوادث غرق عدد من المشاركين في عمليات هجرة، حيث سجل شهر أفريل الماضي أعلى عدد، أين عرف 373 بين ضحية ومفقود في عمليات "حرقة"، يأتي بعده شهر مارس بـ92 ضحية ومفقودا في شهر جوان الذي عرف 74 ضحية ومفقودا.

وحسب رصد قسم الهجرة سجلت سنة 2023 الى غاية شهر نوفمبر الماضي 523 بين ضحية ومفقود في عمليات الهجرة غير النظامية المسجلة. وهو عدد يتضاعف حسب تصريحات رسمية صادرة عن وزارة الداخلية التي تقول إن العدد يصل الى الـ1300 ضحية. ويصعب حسب موقع المنتدى تحديد جنسيات المفقودين والضحايا في عمليات الهجرة غير النظامية.

في نفس الوقت تكشف المنظمة الدولية للهجرة، أن عدد الذين لقوا حتفهم أو اختفوا في وسط وشرق البحر الأبيض المتوسط خلال الشهر الأول من سنة 2024، قد بلغ نحو 100 شخص، وهو ضعف أعداد الوفيات غرقا خلال الفترة نفسها من العام الماضي .

وجاء خلال كلمة كمال الفقي وزير الداخلية التونسي في افتتاح "الملتقى العربي للحد من تهريب المهاجرين وتعزيز مسار الهجرة الآمنة والنظامية"، الذي ينتظم منذ أول أمس بالعاصمة بالتعاون مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والمنظمة الدولية للهجرة، انه تم إحباط 3 آلاف و369 عملية هجرة غير نظامية منذ بداية السنة وانتشال 341 جثة، منها 336 تعود لأجانب بعد تعرض 103 مراكب للغرق.

وحسب مديرة مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، روفين مينيكديويلا، خلال اجتماع مجلس الأمن المخصص لأزمة المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط، إنه تم "حتى 24 سبتمبر، إحصاء أكثر من 2500 شخص بين قتيل ومفقود خلال سنة 2023".

وأضافت: "يمثل هذا الرقم زيادة بمقدار الثلثين، مقارنة بالسنة التي سبقتها 2022، والتي سجلت فقدان 1680 شخصا.

وتحوّل البحر الأبيض المتوسط خلال السنوات الأخيرة، حسب مفوضة شؤون اللاجئين، إلى مقبرة لأحلام من حاولوا عبوره إلى أوروبا، ورغم محاولات وقف هذه الظاهرة، لم تتعب القوارب غير النظامية من المحاولة.

وللإشارة سُجلت أكثر من 20 ألف وفاة منذ عام 2014، على طول الطريق البحري الخطير بين شمال إفريقيا والشواطئ الجنوبية لأوروبا.

ومنذ عام 2015، تم إنقاذ نحو 300 ألف شخص أثناء محاولتهم العبور عبر البحر الأبيض المتوسط، وفق وكالة الحدود وخفر السواحل الأوروبية.

ريم سوودي

غرق مراكب الهجرة غير النظامية يحصد 341 ضحية منذ بداية السنة

 

تونس- الصباح

الفرحة التي أظهرها فيديو أهالي أحد الأحياء بولاية القيروان، لخبر وصول أبنائهم الى ايطاليا، جعل من مسألة إيقافهم وإيداعهم السجن هناك مسألة ثانوية.

فالمهم بالنسبة لهم بعد أسبوعين من فقدان أبنائهم وانقطاع الاتصال بهم أنهم على قيد الحياة. ولن يكونوا أرقاما تنضاف الى عدد المفقودين والضحايا في حوض البحر الأبيض المتوسط.

رحلات هجرة غير نظامية يركبها يوميا عشرات التونسيين والتونسيات من مختلف الأعمار، يرتفع نسقها أحيانا ويتراجع أحيانا أخرى. تنجح في الكثير منها في الوصول الى الضفة الشمالية للمتوسط وتتعرض في عدد آخر الى المنع والإيقاف من قبل الحرس البحري ما لم تتحول الرحلة الى مأساة بعد غرق المركب وفقدان ربانه السيطرة وخط الوصول.

وطبقا للمعلومات المجمعة من قبل قسم الهجرة بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والواردة في البلاغات الرسمية أو في شهادات الناجين من عمليات الهجرة غير النظامية، تسجل السواحل التونسية شهريا حوادث غرق عدد من المشاركين في عمليات هجرة، حيث سجل شهر أفريل الماضي أعلى عدد، أين عرف 373 بين ضحية ومفقود في عمليات "حرقة"، يأتي بعده شهر مارس بـ92 ضحية ومفقودا في شهر جوان الذي عرف 74 ضحية ومفقودا.

وحسب رصد قسم الهجرة سجلت سنة 2023 الى غاية شهر نوفمبر الماضي 523 بين ضحية ومفقود في عمليات الهجرة غير النظامية المسجلة. وهو عدد يتضاعف حسب تصريحات رسمية صادرة عن وزارة الداخلية التي تقول إن العدد يصل الى الـ1300 ضحية. ويصعب حسب موقع المنتدى تحديد جنسيات المفقودين والضحايا في عمليات الهجرة غير النظامية.

في نفس الوقت تكشف المنظمة الدولية للهجرة، أن عدد الذين لقوا حتفهم أو اختفوا في وسط وشرق البحر الأبيض المتوسط خلال الشهر الأول من سنة 2024، قد بلغ نحو 100 شخص، وهو ضعف أعداد الوفيات غرقا خلال الفترة نفسها من العام الماضي .

وجاء خلال كلمة كمال الفقي وزير الداخلية التونسي في افتتاح "الملتقى العربي للحد من تهريب المهاجرين وتعزيز مسار الهجرة الآمنة والنظامية"، الذي ينتظم منذ أول أمس بالعاصمة بالتعاون مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والمنظمة الدولية للهجرة، انه تم إحباط 3 آلاف و369 عملية هجرة غير نظامية منذ بداية السنة وانتشال 341 جثة، منها 336 تعود لأجانب بعد تعرض 103 مراكب للغرق.

وحسب مديرة مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، روفين مينيكديويلا، خلال اجتماع مجلس الأمن المخصص لأزمة المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط، إنه تم "حتى 24 سبتمبر، إحصاء أكثر من 2500 شخص بين قتيل ومفقود خلال سنة 2023".

وأضافت: "يمثل هذا الرقم زيادة بمقدار الثلثين، مقارنة بالسنة التي سبقتها 2022، والتي سجلت فقدان 1680 شخصا.

وتحوّل البحر الأبيض المتوسط خلال السنوات الأخيرة، حسب مفوضة شؤون اللاجئين، إلى مقبرة لأحلام من حاولوا عبوره إلى أوروبا، ورغم محاولات وقف هذه الظاهرة، لم تتعب القوارب غير النظامية من المحاولة.

وللإشارة سُجلت أكثر من 20 ألف وفاة منذ عام 2014، على طول الطريق البحري الخطير بين شمال إفريقيا والشواطئ الجنوبية لأوروبا.

ومنذ عام 2015، تم إنقاذ نحو 300 ألف شخص أثناء محاولتهم العبور عبر البحر الأبيض المتوسط، وفق وكالة الحدود وخفر السواحل الأوروبية.

ريم سوودي