كان الزمان والمكان كإطارين لقصة "خشبونا" لكاتبتها ايمان بقاعي موغلين في القدم والبعد. فالزمان قديم قديم قديم وقرية مملكة السلام بعيدة بعيدة بعيدة، الزمان والمكان والقدم والبعد محكومين بالعدد 3 هذا الرقم الذي تتوارثه النصوص الأسطورية ونصوص الحكي وقصص الأطفال واليافعين والنصوص الدينية وليتحول الزمان ومعه المكان إلى بعد خرافي ليستمد وقتها هالته من كل ما هو سحري وخيالي.
وتمركز النص القصصي في "خشبونا" حول شخصية محورية تحرك الأحداث بطريقتها ولصالحها وطبقا لتصورها للحياة والمجتمع والآخر فهذه الثلاثية قادتها في مسيرتها من البيت العتيق إلى القصر فلعبة الأمكنة وجدليتها أضاف الكثير من الديناميكية للسرد، فالقارئ يلاحظ الفروقات العديدة بين البيت العتيق والقديم بغرفته الوحيدة وأثاثه الخشبي وحديقته المزروعة بنباتات الريحان والنعناع والزعتر الأخضر مقابل حديقة القصر المترامية الأطراف ومقاعدها ذات الفرش الوثيرة ووسائد ريش النعام وقصر مضاءة أسواره العالية عكس الجدران المتآكلة والتي تشكل سور بيت البطلة "خشبونا" إلى جانب غرف القصر التي لا تعد وبوابته الحديدية وهو يعادل حجم 100 كوخ أو أكثر.
لكن رغم قدم بيتها المتواضع وتآكله إلا أنه يمثل جزءا هام من ذاكرتها وذكرياتها الحلوة والمرة مع مكتبة نهلت منها الكثير وقد تنوعت مضامينها من "قصص الناس الناجحين وحكايات الجن والعفاريت والأقزام والشجرة وكتب الرحلات وكتب الحكمة وكتب السفر وكتب تتحدث عن الله والأرض والإنسان والحيوان" لنجد مكتبة بالقصر وعاملها شيخ أين أعادت ترتيبها وتوظيفها .
أما شخصيات القصة فلكل منهم دور يخدم القصة في مسارها وأهمها شخصية البطلة الفتاة "خشبونا" التي جمعت ما لا يجمع كانت مثقفة محبة للكتاب قارئة له مفعمة بالحيوية والنشاط مقبولة ومحبوبة عند الجميع من رجال ونساء القرية حتى جمهور العملة بالقصر وقال عنها الأمير فتاة تملك هذا العقل الراجح وقال المكتبي " إنها فتاة ذواقة وتحمل بين كتفيها رأسا أكبر بكثير من رؤوس أندادها" و حكيمة أبهرت الأمير في أكثر من موضع بطريقة حديثها وفهمها للحياة والمجتمع مقابل شخصية الأمير المهمل والطائش والمغامر والخجول واللعوب والذكي وطيب القلب والمتنمر.
بل حولته إلى شخص آخر راشد مهتم بشؤون مملكته ورعيته باحثا لهم عن حلول بعد أن قدمت "خشبونا" مشاكل معظمهم كالرسامين والكتاب والمفكرين ومن يعيشون في الأكواخ الموبوءة وهم جوعى ومحتاجون إلى الحنان والكرامة كما يحتاج غيرهم الرعاية والاهتمام.
مقارنة حياة البذخ هذه مع عوالم الفقراء والبسطاء وقد تقدمت في وصفها لحال مملكة السلام التي يمكن أن تتحول إلى مملكة الحرب لأنها "تقبع على فوهة بركان ظلم سينفجر يوما ويحرق الأخضر واليابس" ص24
وحملت الكاتبة إيمان بقاعي نصها السردي العديد من الرسائل الهامة وهي تشكل شخصية الطفل القارئ فاتحة أمامه حقولا مجتمعية ونفسية وبيئية وجدلية الأقوال والأفعال والجاذبية التي هي أهم من الجمال والصداقة ،والتفاعل الايجابي بين الناس لما فيه خيرهما فلقد استطاعت البطلة تحويل الأمير من طائش غير مهتم إلى حكيم يدير شؤون مملكته إذ في الأخير استمع لشواغل رعيته وأمر ببناء المدارس والمعامل والمشافي وجوائز للمبدعين وشهد أنه مع الوعي جدد نفسه وتجدد معه وكأنه يولد من جديد كما ولدت هي الأخرى من جديد بعد أن اختارت أن ترحل لمستقبل أفضل وحصل ما أرادته وبلغت مناها.
وكان للحب مسافات ومساحات انطلق من حبها لبيتها العتيق وجيرانها وعملة القصر حتى وصل للأمير فأحبها لجاذبيتها وثقافتها وإلمامها بمشاكل ومشاغل الناس بل كانت تقدم حلولا لهم كان مرجعها ومصدرها الكم الهائل من الكتب التي طالعتها وقرأتها إذ كانت فكرة الرحلة من تأثير قصة خيالية قرأتها.
"كما كانت تصغي إلى مشاكل الكل باهتمام كبير وتحلها بحكمة استقتها من بطون كتب مكتبتها في بيتها الصغير ومن كتب مكتبة القصر" وهي دعوة للقارئ - الطفل بأن للمطالعة فوائد عدة أولها أنه خير صديق وثانيها كما تقول الكاتبة كانت "سلوتها في ليالي الشتاء الطويلة ومساءات الصيف الحارة" وآخرها تساعدنا عل حل المعضلات والمشاكل التي تعترض طريقنا وقد تتشابه مع مشاكل اعترضت أبطال أو بطلات القصص التي نطالعها فقصة "خشبونا" للكاتبة إيمان بقاعي تحملك إلى عالم خيالي محض عالم القصور والملوك التي يتفاعل معها الطفل تفاعلا ايجابيا استطاعت البطلة إحداث الفرق في علاقتها بالأمير ، كما استطاع حزنها أن يصل ويدهش كل الأشجار والعصافير والنحل والعناكب والكلاب والقطط مع تفاصيل رحلة البحث عن المأوى وأهمية العمل والتعب رافضة العطاء والصدقة وهي القائلة "كل ما يعطى مجانا ينفذ بسرعة" وغيرها من التفاصيل التي تشدك من أول القصة إلى آخرها.
بقلم: طارق العمراوي
كان الزمان والمكان كإطارين لقصة "خشبونا" لكاتبتها ايمان بقاعي موغلين في القدم والبعد. فالزمان قديم قديم قديم وقرية مملكة السلام بعيدة بعيدة بعيدة، الزمان والمكان والقدم والبعد محكومين بالعدد 3 هذا الرقم الذي تتوارثه النصوص الأسطورية ونصوص الحكي وقصص الأطفال واليافعين والنصوص الدينية وليتحول الزمان ومعه المكان إلى بعد خرافي ليستمد وقتها هالته من كل ما هو سحري وخيالي.
وتمركز النص القصصي في "خشبونا" حول شخصية محورية تحرك الأحداث بطريقتها ولصالحها وطبقا لتصورها للحياة والمجتمع والآخر فهذه الثلاثية قادتها في مسيرتها من البيت العتيق إلى القصر فلعبة الأمكنة وجدليتها أضاف الكثير من الديناميكية للسرد، فالقارئ يلاحظ الفروقات العديدة بين البيت العتيق والقديم بغرفته الوحيدة وأثاثه الخشبي وحديقته المزروعة بنباتات الريحان والنعناع والزعتر الأخضر مقابل حديقة القصر المترامية الأطراف ومقاعدها ذات الفرش الوثيرة ووسائد ريش النعام وقصر مضاءة أسواره العالية عكس الجدران المتآكلة والتي تشكل سور بيت البطلة "خشبونا" إلى جانب غرف القصر التي لا تعد وبوابته الحديدية وهو يعادل حجم 100 كوخ أو أكثر.
لكن رغم قدم بيتها المتواضع وتآكله إلا أنه يمثل جزءا هام من ذاكرتها وذكرياتها الحلوة والمرة مع مكتبة نهلت منها الكثير وقد تنوعت مضامينها من "قصص الناس الناجحين وحكايات الجن والعفاريت والأقزام والشجرة وكتب الرحلات وكتب الحكمة وكتب السفر وكتب تتحدث عن الله والأرض والإنسان والحيوان" لنجد مكتبة بالقصر وعاملها شيخ أين أعادت ترتيبها وتوظيفها .
أما شخصيات القصة فلكل منهم دور يخدم القصة في مسارها وأهمها شخصية البطلة الفتاة "خشبونا" التي جمعت ما لا يجمع كانت مثقفة محبة للكتاب قارئة له مفعمة بالحيوية والنشاط مقبولة ومحبوبة عند الجميع من رجال ونساء القرية حتى جمهور العملة بالقصر وقال عنها الأمير فتاة تملك هذا العقل الراجح وقال المكتبي " إنها فتاة ذواقة وتحمل بين كتفيها رأسا أكبر بكثير من رؤوس أندادها" و حكيمة أبهرت الأمير في أكثر من موضع بطريقة حديثها وفهمها للحياة والمجتمع مقابل شخصية الأمير المهمل والطائش والمغامر والخجول واللعوب والذكي وطيب القلب والمتنمر.
بل حولته إلى شخص آخر راشد مهتم بشؤون مملكته ورعيته باحثا لهم عن حلول بعد أن قدمت "خشبونا" مشاكل معظمهم كالرسامين والكتاب والمفكرين ومن يعيشون في الأكواخ الموبوءة وهم جوعى ومحتاجون إلى الحنان والكرامة كما يحتاج غيرهم الرعاية والاهتمام.
مقارنة حياة البذخ هذه مع عوالم الفقراء والبسطاء وقد تقدمت في وصفها لحال مملكة السلام التي يمكن أن تتحول إلى مملكة الحرب لأنها "تقبع على فوهة بركان ظلم سينفجر يوما ويحرق الأخضر واليابس" ص24
وحملت الكاتبة إيمان بقاعي نصها السردي العديد من الرسائل الهامة وهي تشكل شخصية الطفل القارئ فاتحة أمامه حقولا مجتمعية ونفسية وبيئية وجدلية الأقوال والأفعال والجاذبية التي هي أهم من الجمال والصداقة ،والتفاعل الايجابي بين الناس لما فيه خيرهما فلقد استطاعت البطلة تحويل الأمير من طائش غير مهتم إلى حكيم يدير شؤون مملكته إذ في الأخير استمع لشواغل رعيته وأمر ببناء المدارس والمعامل والمشافي وجوائز للمبدعين وشهد أنه مع الوعي جدد نفسه وتجدد معه وكأنه يولد من جديد كما ولدت هي الأخرى من جديد بعد أن اختارت أن ترحل لمستقبل أفضل وحصل ما أرادته وبلغت مناها.
وكان للحب مسافات ومساحات انطلق من حبها لبيتها العتيق وجيرانها وعملة القصر حتى وصل للأمير فأحبها لجاذبيتها وثقافتها وإلمامها بمشاكل ومشاغل الناس بل كانت تقدم حلولا لهم كان مرجعها ومصدرها الكم الهائل من الكتب التي طالعتها وقرأتها إذ كانت فكرة الرحلة من تأثير قصة خيالية قرأتها.
"كما كانت تصغي إلى مشاكل الكل باهتمام كبير وتحلها بحكمة استقتها من بطون كتب مكتبتها في بيتها الصغير ومن كتب مكتبة القصر" وهي دعوة للقارئ - الطفل بأن للمطالعة فوائد عدة أولها أنه خير صديق وثانيها كما تقول الكاتبة كانت "سلوتها في ليالي الشتاء الطويلة ومساءات الصيف الحارة" وآخرها تساعدنا عل حل المعضلات والمشاكل التي تعترض طريقنا وقد تتشابه مع مشاكل اعترضت أبطال أو بطلات القصص التي نطالعها فقصة "خشبونا" للكاتبة إيمان بقاعي تحملك إلى عالم خيالي محض عالم القصور والملوك التي يتفاعل معها الطفل تفاعلا ايجابيا استطاعت البطلة إحداث الفرق في علاقتها بالأمير ، كما استطاع حزنها أن يصل ويدهش كل الأشجار والعصافير والنحل والعناكب والكلاب والقطط مع تفاصيل رحلة البحث عن المأوى وأهمية العمل والتعب رافضة العطاء والصدقة وهي القائلة "كل ما يعطى مجانا ينفذ بسرعة" وغيرها من التفاصيل التي تشدك من أول القصة إلى آخرها.