إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

د.منجي الباوندي في محاضرة الاكاديمية الديبلوماسية : بدايتي العلمية كانت متعثرة.. ومبادئ خمسة أوصلتني لنوبل للكيمياء

 

تونس-الصباح

يؤدي زيارة الى بلاده تونس هي الأولى منذ نيله هذا الشرف العلمي الدولي. وكان للباوندي اول أمس لقاء برئيس الجمهورية قيس سعيد الذي قلدّه الصنف الأول من وسام الجمهورية مؤكدا له رهان الدولة على التربية والتعليم والبحث العلمي وتوفير كل الظروف الملائمة للتونسيين والتونسيات حتى يرتقوا إلى أعلى المراتب العلمية، مشيرا إلى أن تونس تزخر بالكفاءات التي هي مبعث افتخار واعتزاز لبلادنا وعديدة هي الدول التي تلجأ إليها لإيمانها بمستواها العلمي العالمي المتميز في كل المجالات حتى تلك الدقيقة والحديثة منها.

سفيان رجب

وبعد لقاء رئيس الدولة، القى الدكتور منجي الباوندي في مدرج الاكاديمية الديبلوماسية، وبحضور نبيل عمار وزير الشؤون الخارجية وثلة من إطارات وزارتي الخارجية والتعليم العالي وعدد كبير من رؤساء البعثات الديبلوماسية، محاضرة تحدث فيها عن مسيرته العلمية والأكاديمية وعن تجاربه وأبحاثه التي قادته إلى نوبل للكيمياء وكيفية إعلامه بالحدث...

بداية متعثرة ثم مسيرة علمية باهرة

في البداية أكد الباوندي، وهو نجل عالم الرياضيات التونسي محمد صالح باوندي، انه ورغم ولادته في باريس فانه يعتبر نفسه تونسيا ولم يتخل عن زيارته للبلاد التي أمضى فيها طفولته وخاصة أيام العطل حيث كان يدرس بباريس قبل ان يستقر في الولايات المتحدة. مشيرا إلى انه من مواليد مارس1961 بباريس حيث درس ثم التحق بالولايات المتحدة وحصل على الماجستير في الكيمياء من جامعة "هارفارد" التي درس فيها بين 1987 و1983، ثم الدكتوراه في الكيمياء من جامعة شيكاغو سنة 1988 ليلتحق بعدها بالبحوث في مخابر موراي هيل الامريكية ثم التدريس والبحوث بجامعة "ماساتشوسيتش" للتكنولوجيا بكامبريدج الامريكية منذ سنة 1990 الى اليوم. مختص بحوثا وتدريسا في مجال الديناميكا الحرارية والحركية وبشكل حصري الدراسة الطيفية للنقاط الكمومية.

بحوث وجوائز

وحول مسيرته العلمية أشار الدكتور باوندي إلى أنه لم يكن يركز جيدا على الامتحانات ورسب في اول امتحان جامعي بعد حصوله على العلامة الأدنى وهي(F) أي تقريبا 23 نقطة من 100 مطلوبة ولم يجب على جل الأسئلة.

وقال، وقتها انتابني نوع من الشك في نفسي وفي مستقبلي الجامعي وفي اختياراتي لاختصاص الفيزياء والكيمياء الذي شعرت انه لا يتوافق معي واختمرت في ذهني نهاية مسيرتي العلمية، لكن فجأة تغير كل شيء امامي بعد مراجعة طريقة العمل ومعرفة اخطائي بل انني اضفت الرياضيات لاختصاص دراستي وبدأت النجاحات لأنني احب ما اعمل. وهذا ما نصحت به طلبتي منذ سنوات حيث انني وضعت خمسة مبادئ لنفسي عملت بها كطالب ثم كأستاذ وباحث وهي: المواظبة على الفضول، مواصلة التعلم في أي وقت، التأقلم مع أي وضعية كانت إيجابية ام سلبية، عدم التخلي عن أي مسار، التمتع بالحياة. وقال ان هذه المبادئ الخمسة انصح بها طلبتي كل عام.

هكذا تم اعلامي بنوبل

وبخصوص جائزة نوبل للكيمياء التي حصل عليها سنة 2013 بمعية مشتركة مع الأمريكي لويس بروس والروسي أليكسي إكيموف وثلاثتهم يعملون في الولايات المتحدة في مجال الجسيمات النانوية، قال الباوندي انه كان نائما وتفاجأ باتصال هاتفي حوالي الساعة الخامسة صباحا وفي مثل هذا الوقت الأكيد أن أي اتصال يحمل نبأ سيئا، وتفاجأ بشخص يتحدث بلكنة سويدية وعرف مباشرة انه من اكاديمية نوبل واعلمه بالخبر المفرح وطلب منه عدم اعلام أي كان بالموضوع، ولكنه تفاجأ بعد ربع ساعة فقط بكم هائل من مكالمات التهنئة أولها من كوريا ثم من بعض طلبته واصدقائه بعد أن سربت الأسماء عن طريق الخطأ إلى بعض المصادر السويدية ومنها الى الصحف قبل ساعات من الإعلان الرسمي.

وقال انه كان يعلم انه من بين المرشحين لنوبل للكيمياء مثلما كان الامر سنة 2020 ولكنه لم يكن متأكدا بالفوز رغم حصوله سنة 2006 على جائزة "ارناست أورلندو لورنس" الأمريكية وهي جائزة علمية هامة جدا.

النقاط الكمومية والجسيمات النانوية

وقدم الدكتور الباوندي خلال المحاضرة في الاكاديمية الديبلوماسية، لمحة عن البحوث والاكتشافات التي مكنته من الفوز بنوبل للكيمياء مشيرا الى انه ومن معه الأمريكي لويس بروس والروسي أليكسي إكيموف، اكتشفوا وابتكروا طريقة تركيبية تجعل النقاط الكمومية قابلة للاستخدام على نطاق واسع للغاية. والنقاط الكمومية هي مكونات صغيرة جداً معتمدة في تكنولوجيا النانو، تستخدم في نشر الضوء عبر أجهزة التلفزيون ومصابيح "ليد"LED وتعطي خصوصية للألوان. كما ان هذا الابتكار يساعد الأطباء الجراحين عند إزالة أنسجة الأورام. ويتراوح قطر النقاط الكمومية، وهي بلورات نانوية شبه موصلة، عادةً من 2 إلى 10 نانومتر.

الدكتور منجي الباوندي لـ"الصباح": "تونسي الأصل اليوم وغدا.. وأضع خبراتي وعلاقاتي على ذمة بلدي"

في دردشة قصيرة على هامش لقاء الاكاديمية الديبلوماسية، تحدث الدكتور منجي الباوندي لـ"الصباح" مؤكدا أن البعض اكتفى بالإشارة الى انه امريكي او فرنسي ولا ينتمي بالمرة الى تونس وهو امر مردود على أصحابه باعتباره متمسكا بجنسيته الاصلية التي ظل محافظا عليها والتي يشير اليها في كل المناسبات وابرزها احتفالات نوبل مؤكدا ان نوبل للكيمياء 2023 نسبت لتونس الى جانب أمريكا وروسيا.

وقال الباوندي انه لن يدخر أي جهد لخدمة بلاده في مختلف المجالات وخاصة الوقوف الى جانب الطلبة والباحثين واضعا خبراته وامكانياته على ذمة الدولة التونسية وكل التونسيين، داعيا الشباب التونسي الى العمل بجدية والثقة بالنفس والاطلاع خاصة على التجارب والبحوث والتقدم العلمي وعدم رمي المنديل عند اول عثرة والمثابرة والتحدي. مؤكدا ان النجاح اوله حلم وطموح ووسطه مثابرة وايمان بالنفس والقدرات وخاتمته تأكيد القدرات ووصول الى الهدف المحدد مسبقا.

 

د.منجي الباوندي في محاضرة الاكاديمية الديبلوماسية :  بدايتي العلمية كانت متعثرة.. ومبادئ خمسة أوصلتني لنوبل للكيمياء

 

تونس-الصباح

يؤدي زيارة الى بلاده تونس هي الأولى منذ نيله هذا الشرف العلمي الدولي. وكان للباوندي اول أمس لقاء برئيس الجمهورية قيس سعيد الذي قلدّه الصنف الأول من وسام الجمهورية مؤكدا له رهان الدولة على التربية والتعليم والبحث العلمي وتوفير كل الظروف الملائمة للتونسيين والتونسيات حتى يرتقوا إلى أعلى المراتب العلمية، مشيرا إلى أن تونس تزخر بالكفاءات التي هي مبعث افتخار واعتزاز لبلادنا وعديدة هي الدول التي تلجأ إليها لإيمانها بمستواها العلمي العالمي المتميز في كل المجالات حتى تلك الدقيقة والحديثة منها.

سفيان رجب

وبعد لقاء رئيس الدولة، القى الدكتور منجي الباوندي في مدرج الاكاديمية الديبلوماسية، وبحضور نبيل عمار وزير الشؤون الخارجية وثلة من إطارات وزارتي الخارجية والتعليم العالي وعدد كبير من رؤساء البعثات الديبلوماسية، محاضرة تحدث فيها عن مسيرته العلمية والأكاديمية وعن تجاربه وأبحاثه التي قادته إلى نوبل للكيمياء وكيفية إعلامه بالحدث...

بداية متعثرة ثم مسيرة علمية باهرة

في البداية أكد الباوندي، وهو نجل عالم الرياضيات التونسي محمد صالح باوندي، انه ورغم ولادته في باريس فانه يعتبر نفسه تونسيا ولم يتخل عن زيارته للبلاد التي أمضى فيها طفولته وخاصة أيام العطل حيث كان يدرس بباريس قبل ان يستقر في الولايات المتحدة. مشيرا إلى انه من مواليد مارس1961 بباريس حيث درس ثم التحق بالولايات المتحدة وحصل على الماجستير في الكيمياء من جامعة "هارفارد" التي درس فيها بين 1987 و1983، ثم الدكتوراه في الكيمياء من جامعة شيكاغو سنة 1988 ليلتحق بعدها بالبحوث في مخابر موراي هيل الامريكية ثم التدريس والبحوث بجامعة "ماساتشوسيتش" للتكنولوجيا بكامبريدج الامريكية منذ سنة 1990 الى اليوم. مختص بحوثا وتدريسا في مجال الديناميكا الحرارية والحركية وبشكل حصري الدراسة الطيفية للنقاط الكمومية.

بحوث وجوائز

وحول مسيرته العلمية أشار الدكتور باوندي إلى أنه لم يكن يركز جيدا على الامتحانات ورسب في اول امتحان جامعي بعد حصوله على العلامة الأدنى وهي(F) أي تقريبا 23 نقطة من 100 مطلوبة ولم يجب على جل الأسئلة.

وقال، وقتها انتابني نوع من الشك في نفسي وفي مستقبلي الجامعي وفي اختياراتي لاختصاص الفيزياء والكيمياء الذي شعرت انه لا يتوافق معي واختمرت في ذهني نهاية مسيرتي العلمية، لكن فجأة تغير كل شيء امامي بعد مراجعة طريقة العمل ومعرفة اخطائي بل انني اضفت الرياضيات لاختصاص دراستي وبدأت النجاحات لأنني احب ما اعمل. وهذا ما نصحت به طلبتي منذ سنوات حيث انني وضعت خمسة مبادئ لنفسي عملت بها كطالب ثم كأستاذ وباحث وهي: المواظبة على الفضول، مواصلة التعلم في أي وقت، التأقلم مع أي وضعية كانت إيجابية ام سلبية، عدم التخلي عن أي مسار، التمتع بالحياة. وقال ان هذه المبادئ الخمسة انصح بها طلبتي كل عام.

هكذا تم اعلامي بنوبل

وبخصوص جائزة نوبل للكيمياء التي حصل عليها سنة 2013 بمعية مشتركة مع الأمريكي لويس بروس والروسي أليكسي إكيموف وثلاثتهم يعملون في الولايات المتحدة في مجال الجسيمات النانوية، قال الباوندي انه كان نائما وتفاجأ باتصال هاتفي حوالي الساعة الخامسة صباحا وفي مثل هذا الوقت الأكيد أن أي اتصال يحمل نبأ سيئا، وتفاجأ بشخص يتحدث بلكنة سويدية وعرف مباشرة انه من اكاديمية نوبل واعلمه بالخبر المفرح وطلب منه عدم اعلام أي كان بالموضوع، ولكنه تفاجأ بعد ربع ساعة فقط بكم هائل من مكالمات التهنئة أولها من كوريا ثم من بعض طلبته واصدقائه بعد أن سربت الأسماء عن طريق الخطأ إلى بعض المصادر السويدية ومنها الى الصحف قبل ساعات من الإعلان الرسمي.

وقال انه كان يعلم انه من بين المرشحين لنوبل للكيمياء مثلما كان الامر سنة 2020 ولكنه لم يكن متأكدا بالفوز رغم حصوله سنة 2006 على جائزة "ارناست أورلندو لورنس" الأمريكية وهي جائزة علمية هامة جدا.

النقاط الكمومية والجسيمات النانوية

وقدم الدكتور الباوندي خلال المحاضرة في الاكاديمية الديبلوماسية، لمحة عن البحوث والاكتشافات التي مكنته من الفوز بنوبل للكيمياء مشيرا الى انه ومن معه الأمريكي لويس بروس والروسي أليكسي إكيموف، اكتشفوا وابتكروا طريقة تركيبية تجعل النقاط الكمومية قابلة للاستخدام على نطاق واسع للغاية. والنقاط الكمومية هي مكونات صغيرة جداً معتمدة في تكنولوجيا النانو، تستخدم في نشر الضوء عبر أجهزة التلفزيون ومصابيح "ليد"LED وتعطي خصوصية للألوان. كما ان هذا الابتكار يساعد الأطباء الجراحين عند إزالة أنسجة الأورام. ويتراوح قطر النقاط الكمومية، وهي بلورات نانوية شبه موصلة، عادةً من 2 إلى 10 نانومتر.

الدكتور منجي الباوندي لـ"الصباح": "تونسي الأصل اليوم وغدا.. وأضع خبراتي وعلاقاتي على ذمة بلدي"

في دردشة قصيرة على هامش لقاء الاكاديمية الديبلوماسية، تحدث الدكتور منجي الباوندي لـ"الصباح" مؤكدا أن البعض اكتفى بالإشارة الى انه امريكي او فرنسي ولا ينتمي بالمرة الى تونس وهو امر مردود على أصحابه باعتباره متمسكا بجنسيته الاصلية التي ظل محافظا عليها والتي يشير اليها في كل المناسبات وابرزها احتفالات نوبل مؤكدا ان نوبل للكيمياء 2023 نسبت لتونس الى جانب أمريكا وروسيا.

وقال الباوندي انه لن يدخر أي جهد لخدمة بلاده في مختلف المجالات وخاصة الوقوف الى جانب الطلبة والباحثين واضعا خبراته وامكانياته على ذمة الدولة التونسية وكل التونسيين، داعيا الشباب التونسي الى العمل بجدية والثقة بالنفس والاطلاع خاصة على التجارب والبحوث والتقدم العلمي وعدم رمي المنديل عند اول عثرة والمثابرة والتحدي. مؤكدا ان النجاح اوله حلم وطموح ووسطه مثابرة وايمان بالنفس والقدرات وخاتمته تأكيد القدرات ووصول الى الهدف المحدد مسبقا.