إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بين دروس الدعم والفيديوهات التعليمية.. الأسر التونسية في مواجهة "فقر التعلم"!

 

- فريد المحواشي الخبير في علم النفس التربوي لـ"الصباح : "مخاطر فيديوهات التعلم أكثر من منافعها.. وتؤدي إلى صعوبات التعلم "

تونس - الصباح

تراجع المستوى التعليمي وضعف المؤهلات لدى جزء هام من التلاميذ وصولا إلى ارتفاع غير مسبوق للتسرب المدرسي دفعت بالعائلة التونسية إلى البحث عن حلول "ترقيعية" لترميم المستوى التعليمي للأبناء إما عبر اللجوء إلى المدارس الخاصة أو بالاعتماد عل دروس الدعم التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من المنظومة التعليمية في تونس.

كما تؤكد أرقام وزارة التربية أن قرابة 75 بالمائة من تلاميذ السنة السادسة ابتدائي "السيزيام" و83 بالمائة من تلاميذ السنة التاسعة من التعليم الأساسي "النوفيام" هم في حالة شبه أمية.

وفي جانب آخر نجد العديد من التونسيين يستنجدون بفيديوهات تعليمية موجودة على منصات التواصل الاجتماعي والتي يؤكد عديد الخبراء انعكاسات هذه المضامين على قدرات التعلم لدى التلاميذ.

فريد المحواشي الخبير في علم النفس التربوي أكد لـ"الصباح" أن مخاطر فيديوهات التعلم أكبر من منافعها لأنها مجهولة المصدر ولا تمثل إلا نوعا من الإسقاطات على التلميذ.

وحذر الخبير في علم النفس التربوي من تكاثر هذه الفيديوهات مشيرا إلى أن إحدى الدراسات حول علم الأعصاب كشفت تأثير الشاشة على الأطفال الذين أصبحت لديهم صعوبات التعلم بسبب هذه الفيديوهات واستعمالها لساعات طويلة.

وشدد محدثنا على أن دوافع استعمال مثل هذه الفيدوهات يعود إلى خلل في المنظومة التعليمية التي أنتجت طغيان الكم على النوع وغاب عنها تقييم المعارف والمهارات وجعل الجميع في سباق لأجل الأعداد .

وفي نفس السياق شدد العديد من الخبراء في الشأن التربوي في مناسبات عديدة على ضرورة تحسين مهارات تلاميذ المرحلة الابتدائية، لأن نتائج التقييمات الدولية والمحلية عاينت وضعا مثيرا للقلق يتعلق أساسا بتدني مهارات التلاميذ في تونس خاصة المنتسبين إلى المدارس العمومية في مادة القراءة وهو ما يستدعي إعادة النظر في طرق وآليات المعتمدة حاليا في تدريس هذه المادة في المدارس التونسية.

كما شدد الخبراء على أن مادة القراءة تعد مفتاح جميع التعلمات ولا يمكن دونها تحصيل أي معارف غير أنها تدرس بطرق وآليات غير موحدة ترتكز غالبا على اجتهادات المعلم.

وجدير بالذكر أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" أكدت في دراسات سابقة أن 72 بالمائة من التلاميذ التونسيين لا يجيدون القراءة بالعربية.

وقد طرح البنك الدولي مفهوم “فقر التعلّم” لتسليط الضوء على أزمة التعلّم التي تشهدها مختلف دول العالم وتحديدًا منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويعبّر فقر التعلّم عن نسبة التلاميذ الذين لا يستطيعون قراءة نص بسيط وفهم محتواه في سن العاشرة. فقد يكون التلاميذ يلتحقون بالمدارس فعلا لكنهم لا يتلقون فيها المهارات الأساسية التي يحتاجون إليها في الحياة العملية.

وإضافة إلى ذلك يواجه التعليم اليوم أزمة متداخلة هي الفاقد التعليمي الذي يشير إلى المهارات والمعلومات التي يفقدها التلميذ نتيجة خلل في العملية التعليمية أو انقطاعها، وبالتالي يؤثر على تحقيق التقدم الأكاديمي المنشود. والخلل الذي واجهناه بعد جائحة فيروس كوفيد-19 والذي فاقم المشكلة هو إغلاق المدارس والتحول الكلي إلى التعليم عن بعد.

جهاد الكلبوسي

 

 

 

 

بين دروس الدعم والفيديوهات التعليمية..  الأسر التونسية في مواجهة "فقر التعلم"!

 

- فريد المحواشي الخبير في علم النفس التربوي لـ"الصباح : "مخاطر فيديوهات التعلم أكثر من منافعها.. وتؤدي إلى صعوبات التعلم "

تونس - الصباح

تراجع المستوى التعليمي وضعف المؤهلات لدى جزء هام من التلاميذ وصولا إلى ارتفاع غير مسبوق للتسرب المدرسي دفعت بالعائلة التونسية إلى البحث عن حلول "ترقيعية" لترميم المستوى التعليمي للأبناء إما عبر اللجوء إلى المدارس الخاصة أو بالاعتماد عل دروس الدعم التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من المنظومة التعليمية في تونس.

كما تؤكد أرقام وزارة التربية أن قرابة 75 بالمائة من تلاميذ السنة السادسة ابتدائي "السيزيام" و83 بالمائة من تلاميذ السنة التاسعة من التعليم الأساسي "النوفيام" هم في حالة شبه أمية.

وفي جانب آخر نجد العديد من التونسيين يستنجدون بفيديوهات تعليمية موجودة على منصات التواصل الاجتماعي والتي يؤكد عديد الخبراء انعكاسات هذه المضامين على قدرات التعلم لدى التلاميذ.

فريد المحواشي الخبير في علم النفس التربوي أكد لـ"الصباح" أن مخاطر فيديوهات التعلم أكبر من منافعها لأنها مجهولة المصدر ولا تمثل إلا نوعا من الإسقاطات على التلميذ.

وحذر الخبير في علم النفس التربوي من تكاثر هذه الفيديوهات مشيرا إلى أن إحدى الدراسات حول علم الأعصاب كشفت تأثير الشاشة على الأطفال الذين أصبحت لديهم صعوبات التعلم بسبب هذه الفيديوهات واستعمالها لساعات طويلة.

وشدد محدثنا على أن دوافع استعمال مثل هذه الفيدوهات يعود إلى خلل في المنظومة التعليمية التي أنتجت طغيان الكم على النوع وغاب عنها تقييم المعارف والمهارات وجعل الجميع في سباق لأجل الأعداد .

وفي نفس السياق شدد العديد من الخبراء في الشأن التربوي في مناسبات عديدة على ضرورة تحسين مهارات تلاميذ المرحلة الابتدائية، لأن نتائج التقييمات الدولية والمحلية عاينت وضعا مثيرا للقلق يتعلق أساسا بتدني مهارات التلاميذ في تونس خاصة المنتسبين إلى المدارس العمومية في مادة القراءة وهو ما يستدعي إعادة النظر في طرق وآليات المعتمدة حاليا في تدريس هذه المادة في المدارس التونسية.

كما شدد الخبراء على أن مادة القراءة تعد مفتاح جميع التعلمات ولا يمكن دونها تحصيل أي معارف غير أنها تدرس بطرق وآليات غير موحدة ترتكز غالبا على اجتهادات المعلم.

وجدير بالذكر أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" أكدت في دراسات سابقة أن 72 بالمائة من التلاميذ التونسيين لا يجيدون القراءة بالعربية.

وقد طرح البنك الدولي مفهوم “فقر التعلّم” لتسليط الضوء على أزمة التعلّم التي تشهدها مختلف دول العالم وتحديدًا منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويعبّر فقر التعلّم عن نسبة التلاميذ الذين لا يستطيعون قراءة نص بسيط وفهم محتواه في سن العاشرة. فقد يكون التلاميذ يلتحقون بالمدارس فعلا لكنهم لا يتلقون فيها المهارات الأساسية التي يحتاجون إليها في الحياة العملية.

وإضافة إلى ذلك يواجه التعليم اليوم أزمة متداخلة هي الفاقد التعليمي الذي يشير إلى المهارات والمعلومات التي يفقدها التلميذ نتيجة خلل في العملية التعليمية أو انقطاعها، وبالتالي يؤثر على تحقيق التقدم الأكاديمي المنشود. والخلل الذي واجهناه بعد جائحة فيروس كوفيد-19 والذي فاقم المشكلة هو إغلاق المدارس والتحول الكلي إلى التعليم عن بعد.

جهاد الكلبوسي