* "الوحدة السياسية" بين الفصائل الفلسطينية غير ممكنة حاليا
* المقاومة المسلحة موحدة ميدانيا
* إن حصل استفتاء فإن الشعب الفلسطيني سيجنح إلى خيار المقاومة
تعريف:
- متحصل على الإجازة في إدارة الأعمال.
- رئيس دائرة العلاقات العربية والدولية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
- عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي.
- ممثل لحركة الجهاد الإسلامي في لبنان.
تونس الصباح
قال رئيس دائرة العلاقات العربية والدولية وعضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إحسان عطايا، أن جيش الاحتلال متردد في اجتياح رفح، وأن الولايات المتحدة تسعى لإنقاذه من هزيمة سيمنى بها هناك.
وأردف عطايا في حوار لـ"الصباح، أن الذهاب إلى وحدة تجمع الفصائل الفلسطينية كافة، صعب المنال حاليا، وذلك لوجود اختلاف في المشاريع السياسية مشيرا في السياق نفسه، لوجود عمل مشترك بين كل فصائل المقاومة ميدانيا سواء في الضفة أو قطاع غزة.
أجرى الحوار: نزار مقني
*اليوم الوضع في قطاع غزة مأساوي، خاصة مع تحشيد جيش الاحتلال لقواته للتوغل في رفح، هل ترون أن الاحتلال سيستمر في هذه العملية أم أنه سيقوم بـ"نصف عملية" لإرضاء اليمين الديني الصهيوني وكذلك إرضاء الإدارة الأمريكية التي تضغط عليه بشدة لعدم المواصلة فيها؟
العدو الصهيوني يعمل بالتنسيق الكامل وبإدارة للعدو الأمريكي لفلسطين، فأمريكا اليوم أعلنت عدائها الصريح لفلسطين وبشكل واضح وتقود هذه الحرب الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وتسعى لتهجير جزء كبير من الشعب الفلسطيني.
فشلت في محطة أولى في التهجير المباشر من فلسطين إلى اﻷردن، واليوم تسعى لتهجير غير مباشر عبر مزيد من القتل وخصوصا قتل الأطفال والنساء، وتدمير البيوت على رؤوس أصحابها، ومزيد الاعتقالات والحصار والتضييق من أجل أن يتخلى جزء من الشعب الفلسطيني عن أرضه.
هذا التناغم بين أمريكا وكيان العدو الصهيوني يجعل أحيانا من بعض ما يدار في الإعلام نوعا من الأكاذيب والخداع، لتضليل الرأي العام، فالعدو الصهيوني متردد في دخول رفح والتوغل فيها على المستوى البري لأنه يدرك تماما، صعوبة المعركة التي ستواجهه في رفح، وما واجهه من مقاومة باسلة في خان يونس وشمال غزة وكل المناطق التي دخلها، تدعه يخشى المواجهة، وربما خشية أن يفاجأ بما لا يتوقعه في رفح، حيث أن المقاومين والمقاتلين في رفح، استفادوا من تجربة القتال في المناطق الأخرى واستعدوا بشكل مختلف أيضا في هذه المنطقة.
وأمس (أمس اﻷول). كان الهجوم على جباليا عملا بطوليا للمقاومة، كاد أن يُوقع في أيدي المقاومة عدد من الأسرى الصهاينة، لو لا أن العدو الصهيوني قصفهم وقتلهم حتى لا يقعوا أسرى في أيدي المقاومين.
إذن العدو يعيش حالة إرباك في موضوع الدخول إلى رفح بشكل كامل، والبدء بهذه العملية أساسا، بالرغم من أنه بدأها، ولكنه مصمم على استكمال العدوان على ما تبقى من غزة، يعني رفح.
أمريكا عندما تطلق تصريحات إعلامية، وكأنها لا تريد للعدو أن يدخل رفح، وكأنها تقوم بتكتيك إعلامي وميداني، هي تريد أن يتم القضاء والقتل، ولكن دون الدخول الكامل، لأنها تدرك أن هذا الدخول سيوقعها في خسائر ومفاجآت.. وبالتالي أي خسارة لهذا العدو في الميدان هي خسارة لأمريكا وبريطانيا، وكل هذا الحلف الذي يقاتل الشعب الفلسطيني.
لذلك أمريكا حريصة على ألا يتكبد هذا العدو خسائر وألا يهزم، بشكل واضح، حتى لا تكون هزيمة لها في المنطقة، سواء على المستوى العسكري أو المعنوي.
من هنا فإن كل ما يجري تداوله أحيانا من تصريحات أمريكية عن عدم تشجيع العدو أو ضمان سلامة الفلسطينيين أو تجنب تكبير الخسائر البشرية.. هذا كله نوع من محاولة تلميع صورته الملطخة بدماء الأطفال، وليظهر وكأنه ليس شريكا في تقتيلهم.
وستكون هناك مفاجآت ستؤدي إلى إرباك هذا العدو أكثر ومزيد التخبط الذي يعيشه، ولن يستطيع بدخوله رفح، أن يغير مجرى المعركة لمصلحته، بل العكس، فدخول رفح سيزيد من إرباكه وخسائره، واستنزافه.
*نلاحظ أن البيت الداخلي الفلسطيني، وخاصة الجانب الفصائلي أصبح اليوم أكثر قربا لبعضه، وملتصقا بهمّ واحد وهي الحرب الدائرة في غزة، ولكن باختلافات معينة، فهناك من يرى أن الأولوية اليوم تكمن في وقف إطلاق النار، وهناك من يقول إن المواجهة مع العدو الصهيوني تأتي في المرتبة اﻷولى ثم يأتي الحديث عن أي مساحة سياسية مشتركة، هل ترون أن هذه الوحدة في الرؤى يمكن أن تكون اللبنة اﻷولى لـ"توحيد الفصائل"، مثل دخول الجهاد الإسلامي وحماس إلى منظمة التحرير بهدف معالجة الهمّ الفلسطيني وليس وفق اختلافات إيديولوجية؟
الخلافات الفلسطينية ليست خلافات عقدية أو أيديولوجية، الخلافات الفلسطينية هي خلافات بين مشروعين، مشروع يؤمن بمقاومة العدو الصهيوني بكل الوسائل وعلى رأسها المقاومة المسلحة من أجل تحرير فلسطين، كامل فلسطين، وقسم آخر من الفصائل الفلسطينية يؤمن بمشروع التعايش مع الاحتلال والتفاوض معه وإمكانية إقامة دولة فلسطينية على جزء من اﻷراضي المحتلة، وهذا القسم وقع اتفاقية هي اتفاقية أوسلو (اتفاقية أو معاهدة أوسلو، أو أوسلو 1، والمعروفة رسمياً باسم إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي هو اتفاق سلام وقعته إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن الأمريكية في 13 سبتمبر 1993، بحضور الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون. وسمي الاتفاق نسبة إلى مدينة أوسلو النرويجية التي تمت فيها المحادثات السرّية عام 1991 وأفرزت هذا الاتفاق في ما عرف بمؤتمر مدريد) والتي تنازل فيها عن معظم اﻷراضي الفلسطينية، وهذا المشروع ثبت بكل التجارب السابقة، وخلال كل هذه السنوات وبالأدلة الدامغة أنه مشروع فشل فشلا ذريعا، وأن أمريكا والعدو الصهيوني لا يريدان أن إعطاء الفلسطينيين مترا مربعا واحد، وليس على الأراضي المحتلة سنة 1967، وثبت أن هذا المشروع تم إسقاطه عندما أعلن الرئيس الامريكي الأسبق دونالد ترامب، أن القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل سفارة بلاده للقدس، وهذه كانت دلالة واضحة بأن المشروع الأمريكي مشروع لا يريد، أن يعطي الفلسطينيين دولة، لأنه مشروع لتصفية هذه القضية وتهويد فلسطين.
وهذا كله يعني أن هذا المشروع فاشل، وهناك جزء من فصائل منظمة التحرير جمد عضويته فيها، وجزء آخر أعلن فشل اتفاق أوسلو وبدأ يحارب هذا الاتفاق ويرفضه، والجزء البسيط اﻷقل مازال متمسكا بهذا الاتفاق لأنه يمسك بزمام ما يسمى بالسلطة الفلسطينية، وهناك قيود ومصالح.
انطلاقا من هذا، فإننا نعتبر أن الخلاف ليس عقديا أو إيديولوجيا، بالعكس هو خلاف بين مشروعين، وهذا الخلاف يجعلنا نذهب إلى نقطة مهمة: ما الذي كان يوحد فصائل المقاومة وقواها والشعب الفلسطيني؟ إنها مقاومة الاحتلال.
ففي مواجهة الاحتلال، وفي أي معركة، كنت تجد الشعب الفلسطيني موحدا إلى جانب المقاومة.
واليوم إن حصل استفتاء، فإن الشعب الفلسطيني سيجنح إلى خيار المقاومة، وإلا لماذا يصبر هذا الشعب في غزة اليوم ويقدم كل هذه التضحيات؟ فقط لأنه يؤمن بمشروع المقاومة.
هذا المسار، الذي كان يتجلى في مقاومة الاحتلال والاقتراب خطوة نحو تحرير فلسطين، ظهر في معركة "سيف القدس" (حرب بين المقاومة وإسرائيل في قطاع غزة عرفت باسم معركة سيف القدس في أوت 2022)، إن أبناء الشعب الفلسطيني في أراضي 48 خرجوا من أجل مساندة القدس والمشاركة في معركة التي شعروا بأنها قربتهم من تحرير فلسطين، وهذه الوحدة هي التي يخشاها أعداؤنا، لذلك يعملون دائما على تمزيق وتفتيت الشعب الفلسطيني.
*إذن أنتم تنادون بمشروع مغاير لمشروع منظمة التحرير يكون جامعا لكل الفصائل الفلسطينية؟
نحن إذا أردنا أن نذهب إلى وحدة، هذا حاليا بعيد المنال، لأن الخلاف في موضوع الرؤية السياسية والبرنامج الوطني الفلسطيني هو خلاف حول منهجين ومشروعين.
أما أن نذهب إلى وحدة ميدانية، مقاومة ميدانية موحدة، فهذا جسدناه، نحن كمقاومة جسدنا الوحدة الميدانية، فعلى سبيل المثال "سرايا القدس" التابعة للجهاد الإسلامي، تعمل يدا بيد مع "كتائب شهداء الأقصى" التابعة لحركة فتح يدا بيد، في جنين مثلا وفي الضفة الغربية وكذلك في غزة، وبالتالي ليس لنا إشكال مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، مشكلتنا مع المشروع الوطني.
حتى أكثر من ذلك، حركة الجهاد الإسلامي، استطاعت أن تسهم في وحدة الموقف السياسي في عملية المفاوضات التي تجري بعد العدوان على غزة في 7 أكتوبر، حيث فوضنا حماس لتفاوض عن الجانب الفلسطيني، حتى لا يتم التفاوض مع مجموعة فصائل، تفاوض مع فصيل واحد، وهذا اﻷخير ينسق مع بقية الفصائل، وهذا فوت الفرصة على من يسعى للاصطياد في المياه العكرة، وكثير من محاولات شق الصف الفلسطيني.
نحن لا نسعى لتشكيل أطر بديلة عن منظمة التحرير، نحن نعتبر أنه على فصائل منظمة التحرير الفلسطينية التي اقتنعت بأن مشروع أوسلو فاشل، ولم يعد صالحا، عيها أن تسقط هذا المشروع، فالمطلوب اليوم إسقاط هذا المشروع بشكل كامل، فإذا اسقط هذا المشروع، فالوحدة الفلسطينية محققة، ليس المشكل أن يكون ذلك في هذا الإطار أو خارجه، لأنك حينها ستكون ضمن الإطار الفلسطيني والوعاء الفلسطيني اﻷوسع، وهذا ما يطمح إليه، أي مقاوم فلسطيني.
اﻵن إذا أردنا أن نشارك في هذا الإطار الذي يسمى منظمة التحرير، على أصحاب المشروع اﻷول، أو أصحاب المشروع الثاني أن يتخلى عن هذا المشروع، أو يقتنع بأصحاب المشروع الآخر، حتى نصبح في إطار واحد.. وإلا فإن هذا الإطار ستكون فيه مشكلة.
* "الوحدة السياسية" بين الفصائل الفلسطينية غير ممكنة حاليا
* المقاومة المسلحة موحدة ميدانيا
* إن حصل استفتاء فإن الشعب الفلسطيني سيجنح إلى خيار المقاومة
تعريف:
- متحصل على الإجازة في إدارة الأعمال.
- رئيس دائرة العلاقات العربية والدولية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
- عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي.
- ممثل لحركة الجهاد الإسلامي في لبنان.
تونس الصباح
قال رئيس دائرة العلاقات العربية والدولية وعضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إحسان عطايا، أن جيش الاحتلال متردد في اجتياح رفح، وأن الولايات المتحدة تسعى لإنقاذه من هزيمة سيمنى بها هناك.
وأردف عطايا في حوار لـ"الصباح، أن الذهاب إلى وحدة تجمع الفصائل الفلسطينية كافة، صعب المنال حاليا، وذلك لوجود اختلاف في المشاريع السياسية مشيرا في السياق نفسه، لوجود عمل مشترك بين كل فصائل المقاومة ميدانيا سواء في الضفة أو قطاع غزة.
أجرى الحوار: نزار مقني
*اليوم الوضع في قطاع غزة مأساوي، خاصة مع تحشيد جيش الاحتلال لقواته للتوغل في رفح، هل ترون أن الاحتلال سيستمر في هذه العملية أم أنه سيقوم بـ"نصف عملية" لإرضاء اليمين الديني الصهيوني وكذلك إرضاء الإدارة الأمريكية التي تضغط عليه بشدة لعدم المواصلة فيها؟
العدو الصهيوني يعمل بالتنسيق الكامل وبإدارة للعدو الأمريكي لفلسطين، فأمريكا اليوم أعلنت عدائها الصريح لفلسطين وبشكل واضح وتقود هذه الحرب الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وتسعى لتهجير جزء كبير من الشعب الفلسطيني.
فشلت في محطة أولى في التهجير المباشر من فلسطين إلى اﻷردن، واليوم تسعى لتهجير غير مباشر عبر مزيد من القتل وخصوصا قتل الأطفال والنساء، وتدمير البيوت على رؤوس أصحابها، ومزيد الاعتقالات والحصار والتضييق من أجل أن يتخلى جزء من الشعب الفلسطيني عن أرضه.
هذا التناغم بين أمريكا وكيان العدو الصهيوني يجعل أحيانا من بعض ما يدار في الإعلام نوعا من الأكاذيب والخداع، لتضليل الرأي العام، فالعدو الصهيوني متردد في دخول رفح والتوغل فيها على المستوى البري لأنه يدرك تماما، صعوبة المعركة التي ستواجهه في رفح، وما واجهه من مقاومة باسلة في خان يونس وشمال غزة وكل المناطق التي دخلها، تدعه يخشى المواجهة، وربما خشية أن يفاجأ بما لا يتوقعه في رفح، حيث أن المقاومين والمقاتلين في رفح، استفادوا من تجربة القتال في المناطق الأخرى واستعدوا بشكل مختلف أيضا في هذه المنطقة.
وأمس (أمس اﻷول). كان الهجوم على جباليا عملا بطوليا للمقاومة، كاد أن يُوقع في أيدي المقاومة عدد من الأسرى الصهاينة، لو لا أن العدو الصهيوني قصفهم وقتلهم حتى لا يقعوا أسرى في أيدي المقاومين.
إذن العدو يعيش حالة إرباك في موضوع الدخول إلى رفح بشكل كامل، والبدء بهذه العملية أساسا، بالرغم من أنه بدأها، ولكنه مصمم على استكمال العدوان على ما تبقى من غزة، يعني رفح.
أمريكا عندما تطلق تصريحات إعلامية، وكأنها لا تريد للعدو أن يدخل رفح، وكأنها تقوم بتكتيك إعلامي وميداني، هي تريد أن يتم القضاء والقتل، ولكن دون الدخول الكامل، لأنها تدرك أن هذا الدخول سيوقعها في خسائر ومفاجآت.. وبالتالي أي خسارة لهذا العدو في الميدان هي خسارة لأمريكا وبريطانيا، وكل هذا الحلف الذي يقاتل الشعب الفلسطيني.
لذلك أمريكا حريصة على ألا يتكبد هذا العدو خسائر وألا يهزم، بشكل واضح، حتى لا تكون هزيمة لها في المنطقة، سواء على المستوى العسكري أو المعنوي.
من هنا فإن كل ما يجري تداوله أحيانا من تصريحات أمريكية عن عدم تشجيع العدو أو ضمان سلامة الفلسطينيين أو تجنب تكبير الخسائر البشرية.. هذا كله نوع من محاولة تلميع صورته الملطخة بدماء الأطفال، وليظهر وكأنه ليس شريكا في تقتيلهم.
وستكون هناك مفاجآت ستؤدي إلى إرباك هذا العدو أكثر ومزيد التخبط الذي يعيشه، ولن يستطيع بدخوله رفح، أن يغير مجرى المعركة لمصلحته، بل العكس، فدخول رفح سيزيد من إرباكه وخسائره، واستنزافه.
*نلاحظ أن البيت الداخلي الفلسطيني، وخاصة الجانب الفصائلي أصبح اليوم أكثر قربا لبعضه، وملتصقا بهمّ واحد وهي الحرب الدائرة في غزة، ولكن باختلافات معينة، فهناك من يرى أن الأولوية اليوم تكمن في وقف إطلاق النار، وهناك من يقول إن المواجهة مع العدو الصهيوني تأتي في المرتبة اﻷولى ثم يأتي الحديث عن أي مساحة سياسية مشتركة، هل ترون أن هذه الوحدة في الرؤى يمكن أن تكون اللبنة اﻷولى لـ"توحيد الفصائل"، مثل دخول الجهاد الإسلامي وحماس إلى منظمة التحرير بهدف معالجة الهمّ الفلسطيني وليس وفق اختلافات إيديولوجية؟
الخلافات الفلسطينية ليست خلافات عقدية أو أيديولوجية، الخلافات الفلسطينية هي خلافات بين مشروعين، مشروع يؤمن بمقاومة العدو الصهيوني بكل الوسائل وعلى رأسها المقاومة المسلحة من أجل تحرير فلسطين، كامل فلسطين، وقسم آخر من الفصائل الفلسطينية يؤمن بمشروع التعايش مع الاحتلال والتفاوض معه وإمكانية إقامة دولة فلسطينية على جزء من اﻷراضي المحتلة، وهذا القسم وقع اتفاقية هي اتفاقية أوسلو (اتفاقية أو معاهدة أوسلو، أو أوسلو 1، والمعروفة رسمياً باسم إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي هو اتفاق سلام وقعته إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن الأمريكية في 13 سبتمبر 1993، بحضور الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون. وسمي الاتفاق نسبة إلى مدينة أوسلو النرويجية التي تمت فيها المحادثات السرّية عام 1991 وأفرزت هذا الاتفاق في ما عرف بمؤتمر مدريد) والتي تنازل فيها عن معظم اﻷراضي الفلسطينية، وهذا المشروع ثبت بكل التجارب السابقة، وخلال كل هذه السنوات وبالأدلة الدامغة أنه مشروع فشل فشلا ذريعا، وأن أمريكا والعدو الصهيوني لا يريدان أن إعطاء الفلسطينيين مترا مربعا واحد، وليس على الأراضي المحتلة سنة 1967، وثبت أن هذا المشروع تم إسقاطه عندما أعلن الرئيس الامريكي الأسبق دونالد ترامب، أن القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل سفارة بلاده للقدس، وهذه كانت دلالة واضحة بأن المشروع الأمريكي مشروع لا يريد، أن يعطي الفلسطينيين دولة، لأنه مشروع لتصفية هذه القضية وتهويد فلسطين.
وهذا كله يعني أن هذا المشروع فاشل، وهناك جزء من فصائل منظمة التحرير جمد عضويته فيها، وجزء آخر أعلن فشل اتفاق أوسلو وبدأ يحارب هذا الاتفاق ويرفضه، والجزء البسيط اﻷقل مازال متمسكا بهذا الاتفاق لأنه يمسك بزمام ما يسمى بالسلطة الفلسطينية، وهناك قيود ومصالح.
انطلاقا من هذا، فإننا نعتبر أن الخلاف ليس عقديا أو إيديولوجيا، بالعكس هو خلاف بين مشروعين، وهذا الخلاف يجعلنا نذهب إلى نقطة مهمة: ما الذي كان يوحد فصائل المقاومة وقواها والشعب الفلسطيني؟ إنها مقاومة الاحتلال.
ففي مواجهة الاحتلال، وفي أي معركة، كنت تجد الشعب الفلسطيني موحدا إلى جانب المقاومة.
واليوم إن حصل استفتاء، فإن الشعب الفلسطيني سيجنح إلى خيار المقاومة، وإلا لماذا يصبر هذا الشعب في غزة اليوم ويقدم كل هذه التضحيات؟ فقط لأنه يؤمن بمشروع المقاومة.
هذا المسار، الذي كان يتجلى في مقاومة الاحتلال والاقتراب خطوة نحو تحرير فلسطين، ظهر في معركة "سيف القدس" (حرب بين المقاومة وإسرائيل في قطاع غزة عرفت باسم معركة سيف القدس في أوت 2022)، إن أبناء الشعب الفلسطيني في أراضي 48 خرجوا من أجل مساندة القدس والمشاركة في معركة التي شعروا بأنها قربتهم من تحرير فلسطين، وهذه الوحدة هي التي يخشاها أعداؤنا، لذلك يعملون دائما على تمزيق وتفتيت الشعب الفلسطيني.
*إذن أنتم تنادون بمشروع مغاير لمشروع منظمة التحرير يكون جامعا لكل الفصائل الفلسطينية؟
نحن إذا أردنا أن نذهب إلى وحدة، هذا حاليا بعيد المنال، لأن الخلاف في موضوع الرؤية السياسية والبرنامج الوطني الفلسطيني هو خلاف حول منهجين ومشروعين.
أما أن نذهب إلى وحدة ميدانية، مقاومة ميدانية موحدة، فهذا جسدناه، نحن كمقاومة جسدنا الوحدة الميدانية، فعلى سبيل المثال "سرايا القدس" التابعة للجهاد الإسلامي، تعمل يدا بيد مع "كتائب شهداء الأقصى" التابعة لحركة فتح يدا بيد، في جنين مثلا وفي الضفة الغربية وكذلك في غزة، وبالتالي ليس لنا إشكال مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، مشكلتنا مع المشروع الوطني.
حتى أكثر من ذلك، حركة الجهاد الإسلامي، استطاعت أن تسهم في وحدة الموقف السياسي في عملية المفاوضات التي تجري بعد العدوان على غزة في 7 أكتوبر، حيث فوضنا حماس لتفاوض عن الجانب الفلسطيني، حتى لا يتم التفاوض مع مجموعة فصائل، تفاوض مع فصيل واحد، وهذا اﻷخير ينسق مع بقية الفصائل، وهذا فوت الفرصة على من يسعى للاصطياد في المياه العكرة، وكثير من محاولات شق الصف الفلسطيني.
نحن لا نسعى لتشكيل أطر بديلة عن منظمة التحرير، نحن نعتبر أنه على فصائل منظمة التحرير الفلسطينية التي اقتنعت بأن مشروع أوسلو فاشل، ولم يعد صالحا، عيها أن تسقط هذا المشروع، فالمطلوب اليوم إسقاط هذا المشروع بشكل كامل، فإذا اسقط هذا المشروع، فالوحدة الفلسطينية محققة، ليس المشكل أن يكون ذلك في هذا الإطار أو خارجه، لأنك حينها ستكون ضمن الإطار الفلسطيني والوعاء الفلسطيني اﻷوسع، وهذا ما يطمح إليه، أي مقاوم فلسطيني.
اﻵن إذا أردنا أن نشارك في هذا الإطار الذي يسمى منظمة التحرير، على أصحاب المشروع اﻷول، أو أصحاب المشروع الثاني أن يتخلى عن هذا المشروع، أو يقتنع بأصحاب المشروع الآخر، حتى نصبح في إطار واحد.. وإلا فإن هذا الإطار ستكون فيه مشكلة.