إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في الذكرى 60 للجلاء الزراعي... أكثر من 80 % من الفلاحة اجتماعية وليست اقتصادية

 

 

بمناسبة إحياء الذكرى 60 للجلاء الزراعي ،ينظم الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري"اجتماعا فلاحيا عاما" . وذلك اليوم بمقره المركزي.

وفي هذا السياق، علق مساعد رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري ناصر العمدوني ، حديثه لـ"الصباح"، قائلا في ذكرى الجلاء الزراعي يمكن أن نقول "عيد بأية حال عدت يا عيد".

وواصل العمدوني التوضيح بان اتحاد الفلاحين سينطلق اليوم السبت بتنظيم اجتماع عام للفلاحين والبحارة تحت إشراف رئيس المنظمة وسيكون تحت شعار "من الجلاء الزراعي نحو السيادة الغذائية " وسيحضره إطارات ومنظوري المنظمة الفلاحية بكافة هياكلها المركزية والجهوية والمحلية .

مضيفا انه تم توجيه الدعوة للعديد من الوزارات التي لديها علاقة مباشرة او غير مباشرة بالقطاع الفلاحي وعلى رأسها وزارة الفلاحة ووزارات التجارة والمالية وغيرها كما تم توجيه الدعوة لمجموعة من الخبراء لأنه في اختتام الفعاليات سيتم الإعلان عن تشكيل فرق تفكير و ورشات وسيكون عددها 6 ورشات تتعلق بالجلاء الزراعي وتاريخ المنظمة والتغييرات المناخية والإنتاج الحيواني والإنتاج النباتي ومسالك التوزيع والسياسات الفلاحية وورشة الصيد البحري.

وأفاد الناصر العمدوني أن اللجان ستتشكل وتجتمع وسيتم تحديد هيكلتها من رؤساء ومقررين لتحدد برنامج عمل دوري لاجتماعاتها كما ستعرض مخرجاتها في أفق شهرين من انطلاق أشغالها ليتم على إثرها تدوينه جميع المخرجات في كتيّب باعتبار أن الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري يمثل قوة اقتراح سيعرض على وزارة الإشراف والسلط.

كما أوضح الناصر العمدوني انه سيتم بالتوازي مع تشكيل الورشات واللجان ، الإعلان كذلك عن مجموعة من المبادرات الأخرى في علاقة بالوضع الفلاحي رافضا الكشف عن مزيد التفاصيل.

كما انتقد مساعد رئيس اتحاد الفلاحين سياسة وزارة الإشراف ، قائلا إنهم صلب الاتحاد يعملون في صميم خيارات رئيس الجمهورية في علاقة بالاشتغال على التأمين الغذائي للشعب التونسي في إطار نظرية الأمن الغذائي ولكن الإدارة على مستوى وزارة الإشراف تعتقد أنها تمتلك الحقيقة المطلقة وتشتغل بعقلية المرور بقوة .

وقال العمدوني :"عندما لا يتم تشريكنا في التصورات فلا يمكن أن نكون شركاء في الانجاز وبالنسبة لنا البيروقراطية مازالت موجودة ولابد من مراجعة القوانين المتعلقة بالقطاع الفلاحي وتسهيل الإجراءات ودعم المنتج وليس الإنتاج وتشريك المهنة في التصورات لصالح النهوض بالقطاع "

كما انتقد مساعد رئيس اتحاد الفلاحين، تعامل مجلس النواب معهم مؤكدا أنهم دائما ما يناقشون قوانين تتعلق أساسا بالقطاع الفلاحي ولا يستأنسون برأي المهنة ويعمدون الى إقصائهم وكأنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة وفق تعبيره.

وحول سؤال "الصباح" عن تقييمهم للمنوال الزراعي الحالي في بلادنا ، قال الناصر العمدوني انه قبل الحديث عن المنوال الزراعي الموجود حاليا في البلاد لابد من الإجابة عن سؤال اية فلاحة نريد؟ وهو ما سيحيلنا إلى سؤال عن أي منوال فلاحي نريد ؟

وواصل محدثنا التوضيح بأن الفلاحة حاليا في تونس يعتبر اكثر من 80 بالمائة منها اجتماعي وليس اقتصادي وبالتالي هي فلاحة في وضعية هشّة وتتأثر بأي إشكال في الخارج او في الداخل .

ودعا العمدوني الى ضرورة أن تكون الفلاحة التونسية اقتصادية قائمة على المردودية الاقتصادية واعتبار الفلاح او البحار شريكا استراتيجيا وليس حالة اجتماعية وبالتالي فإن الجانب الذي يجب الاشتغال عليه هو الجانب الاجتماعي الحالي مؤكدا أن اتحاد الفلاحين يسعى إلى أن يصبح 80 بالمائة من الفلاحة التونسية اقتصادية و20 بالمائة اجتماعية ولم يتم ذلك إلا عبر هياكل مهنية في إطار شركات تعاونية وهياكل مهنية وحتى ضمن شركات أهلية .

وقال مساعد رئيس اتحاد الفلاحين : "مشكلتنا اليوم عدم اعتبار الفلاح شريك فاعل في الدورة الاقتصادية وذلك لا يمكن ان يتم إلا بالمحافظة على منظومة الإنتاج المهددة حاليا لان المردودية الاقصادية بحساب الربح والخسارة تسجل عزوفا عن الإنتاج لان الكلفة غير متوفرة للفلاح التونسي موضحا أن التوريد لابد أن يكون مدروسا بمعنى أن يوفر الإنتاج للشعب ويعدل نظرية الطلب دون المساس بالمنتوجات المحلية التي لديها كلفتها وينتجها الفلاح التونسي .

كما انتقد العمدوني في حديثه صندوق الدعم الذي قال انه غير موجه لمستحقيه في علاقة بالمواد الأساسية مؤكدا أن مادة الشاي المدعمة بأموال طائلة غير مصنفة مادة أساسية .

أما في ما يتعلق بالخيارات الزراعية في بلادنا وحول ما إن كانت تتماشى مع متطلبات الوضع ، دعا الناصر العمدوني الى فتح ملف الفلاحة على قاعدة التحدي وكيفية الوصول إلى الاكتفاء الذاتي في علاقة بالأمن الغذائي والأمن القومي مضيفا أن المواد الأساسية او المواد الإستراتيجية المقسمة إلى صنفين بين مواد جالبة للعملة الصعبة مثل زيت الزيتون والتمور ومنتوجات البحر ومنتوجات أخرى استراتيجية تستنزف العملة الصعبة مثل الحبوب.

وفي هذا السياق قال العمدوني ان الحل هو المحافظة على المنتوجات الاستراتيجية واتخاذ قرار بالحاق المنتوجات التي تستنزف العملة الصعبة الى ماهو منتوجات استراتيجية للوصول الى الاكتفاء الذاتي ولا يمكن ان يتحقق ذلك بزيادة المساحات لانها ستكون على حساب منتوجات اخرى وستمنع من التداول الزراعي بل بالترفيع في الانتاجية .

يذكر أن الاجتماع الفلاحي بمناسبة الذكرى الستين للجلاء الزراعي ستتخلله ورشات عمل ومعرض وثائقي مصور تحت عنوان: "الاستعمار الزراعي بتونس وتأميم الأراضي الفلاحية :من 12 ماي 1881 الى 12 ماي 1964 " وفق ما أعلن عنه الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري.

اميرة الدريدي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 في الذكرى 60 للجلاء الزراعي...  أكثر من 80 % من الفلاحة اجتماعية وليست اقتصادية

 

 

بمناسبة إحياء الذكرى 60 للجلاء الزراعي ،ينظم الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري"اجتماعا فلاحيا عاما" . وذلك اليوم بمقره المركزي.

وفي هذا السياق، علق مساعد رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري ناصر العمدوني ، حديثه لـ"الصباح"، قائلا في ذكرى الجلاء الزراعي يمكن أن نقول "عيد بأية حال عدت يا عيد".

وواصل العمدوني التوضيح بان اتحاد الفلاحين سينطلق اليوم السبت بتنظيم اجتماع عام للفلاحين والبحارة تحت إشراف رئيس المنظمة وسيكون تحت شعار "من الجلاء الزراعي نحو السيادة الغذائية " وسيحضره إطارات ومنظوري المنظمة الفلاحية بكافة هياكلها المركزية والجهوية والمحلية .

مضيفا انه تم توجيه الدعوة للعديد من الوزارات التي لديها علاقة مباشرة او غير مباشرة بالقطاع الفلاحي وعلى رأسها وزارة الفلاحة ووزارات التجارة والمالية وغيرها كما تم توجيه الدعوة لمجموعة من الخبراء لأنه في اختتام الفعاليات سيتم الإعلان عن تشكيل فرق تفكير و ورشات وسيكون عددها 6 ورشات تتعلق بالجلاء الزراعي وتاريخ المنظمة والتغييرات المناخية والإنتاج الحيواني والإنتاج النباتي ومسالك التوزيع والسياسات الفلاحية وورشة الصيد البحري.

وأفاد الناصر العمدوني أن اللجان ستتشكل وتجتمع وسيتم تحديد هيكلتها من رؤساء ومقررين لتحدد برنامج عمل دوري لاجتماعاتها كما ستعرض مخرجاتها في أفق شهرين من انطلاق أشغالها ليتم على إثرها تدوينه جميع المخرجات في كتيّب باعتبار أن الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري يمثل قوة اقتراح سيعرض على وزارة الإشراف والسلط.

كما أوضح الناصر العمدوني انه سيتم بالتوازي مع تشكيل الورشات واللجان ، الإعلان كذلك عن مجموعة من المبادرات الأخرى في علاقة بالوضع الفلاحي رافضا الكشف عن مزيد التفاصيل.

كما انتقد مساعد رئيس اتحاد الفلاحين سياسة وزارة الإشراف ، قائلا إنهم صلب الاتحاد يعملون في صميم خيارات رئيس الجمهورية في علاقة بالاشتغال على التأمين الغذائي للشعب التونسي في إطار نظرية الأمن الغذائي ولكن الإدارة على مستوى وزارة الإشراف تعتقد أنها تمتلك الحقيقة المطلقة وتشتغل بعقلية المرور بقوة .

وقال العمدوني :"عندما لا يتم تشريكنا في التصورات فلا يمكن أن نكون شركاء في الانجاز وبالنسبة لنا البيروقراطية مازالت موجودة ولابد من مراجعة القوانين المتعلقة بالقطاع الفلاحي وتسهيل الإجراءات ودعم المنتج وليس الإنتاج وتشريك المهنة في التصورات لصالح النهوض بالقطاع "

كما انتقد مساعد رئيس اتحاد الفلاحين، تعامل مجلس النواب معهم مؤكدا أنهم دائما ما يناقشون قوانين تتعلق أساسا بالقطاع الفلاحي ولا يستأنسون برأي المهنة ويعمدون الى إقصائهم وكأنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة وفق تعبيره.

وحول سؤال "الصباح" عن تقييمهم للمنوال الزراعي الحالي في بلادنا ، قال الناصر العمدوني انه قبل الحديث عن المنوال الزراعي الموجود حاليا في البلاد لابد من الإجابة عن سؤال اية فلاحة نريد؟ وهو ما سيحيلنا إلى سؤال عن أي منوال فلاحي نريد ؟

وواصل محدثنا التوضيح بأن الفلاحة حاليا في تونس يعتبر اكثر من 80 بالمائة منها اجتماعي وليس اقتصادي وبالتالي هي فلاحة في وضعية هشّة وتتأثر بأي إشكال في الخارج او في الداخل .

ودعا العمدوني الى ضرورة أن تكون الفلاحة التونسية اقتصادية قائمة على المردودية الاقتصادية واعتبار الفلاح او البحار شريكا استراتيجيا وليس حالة اجتماعية وبالتالي فإن الجانب الذي يجب الاشتغال عليه هو الجانب الاجتماعي الحالي مؤكدا أن اتحاد الفلاحين يسعى إلى أن يصبح 80 بالمائة من الفلاحة التونسية اقتصادية و20 بالمائة اجتماعية ولم يتم ذلك إلا عبر هياكل مهنية في إطار شركات تعاونية وهياكل مهنية وحتى ضمن شركات أهلية .

وقال مساعد رئيس اتحاد الفلاحين : "مشكلتنا اليوم عدم اعتبار الفلاح شريك فاعل في الدورة الاقتصادية وذلك لا يمكن ان يتم إلا بالمحافظة على منظومة الإنتاج المهددة حاليا لان المردودية الاقصادية بحساب الربح والخسارة تسجل عزوفا عن الإنتاج لان الكلفة غير متوفرة للفلاح التونسي موضحا أن التوريد لابد أن يكون مدروسا بمعنى أن يوفر الإنتاج للشعب ويعدل نظرية الطلب دون المساس بالمنتوجات المحلية التي لديها كلفتها وينتجها الفلاح التونسي .

كما انتقد العمدوني في حديثه صندوق الدعم الذي قال انه غير موجه لمستحقيه في علاقة بالمواد الأساسية مؤكدا أن مادة الشاي المدعمة بأموال طائلة غير مصنفة مادة أساسية .

أما في ما يتعلق بالخيارات الزراعية في بلادنا وحول ما إن كانت تتماشى مع متطلبات الوضع ، دعا الناصر العمدوني الى فتح ملف الفلاحة على قاعدة التحدي وكيفية الوصول إلى الاكتفاء الذاتي في علاقة بالأمن الغذائي والأمن القومي مضيفا أن المواد الأساسية او المواد الإستراتيجية المقسمة إلى صنفين بين مواد جالبة للعملة الصعبة مثل زيت الزيتون والتمور ومنتوجات البحر ومنتوجات أخرى استراتيجية تستنزف العملة الصعبة مثل الحبوب.

وفي هذا السياق قال العمدوني ان الحل هو المحافظة على المنتوجات الاستراتيجية واتخاذ قرار بالحاق المنتوجات التي تستنزف العملة الصعبة الى ماهو منتوجات استراتيجية للوصول الى الاكتفاء الذاتي ولا يمكن ان يتحقق ذلك بزيادة المساحات لانها ستكون على حساب منتوجات اخرى وستمنع من التداول الزراعي بل بالترفيع في الانتاجية .

يذكر أن الاجتماع الفلاحي بمناسبة الذكرى الستين للجلاء الزراعي ستتخلله ورشات عمل ومعرض وثائقي مصور تحت عنوان: "الاستعمار الزراعي بتونس وتأميم الأراضي الفلاحية :من 12 ماي 1881 الى 12 ماي 1964 " وفق ما أعلن عنه الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري.

اميرة الدريدي