إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد.. منع وقوع المذ بحة أولى من التباكي ..

 

أكثر من سبب من شأنه أن يدفع للاعتقاد أن المجتمع الدولي وصناع القرار من حلفاء إسرائيل تحديدا، لا يريدون إيقاف الحرب المسعورة في غزة وأنهم غير معنيين بإيقاف المجازر التي تستهدف الأطفال والنساء والشيوخ، بل إنهم يدفعون الى إطالة عمر هذا العدوان ومد كيان الاحتلال بكل الإمكانيات والأسباب لضمان استمرار آلة الحرب في حصد الأرواح وتدمير ما بقي في قطاع غزة الغارق في دماء وأشلاء أبنائه.. فمن غير المنطقي في شيء الاعتقاد بأن هذا الكيان المارق قادر على تحدي واحتقار كل العالم أو أنه بإمكانه أو من حقه تجاوز كل الخطوط الحمراء في العبث بحياة الملايين من الفلسطينيين بدعوى الدفاع عن النفس أو لرد معاداة السامية ..

والأكيد أنه مهما بلغ استهتار هذا الكيان بكل شعوب الأرض فإنه ما كان له أن يمضي قدما في تنفيذ مجازره لولا أن هذه الأطراف تطلب منه وتريد القيام بذلك لأهداف لا يمكن أن تخفى على ملاحظ، وهي تتنزل في إطار عقلية انتقائية تعتقد أنها متفوقة على كل شعوب الأرض وأنها أحق من غيرها بالبقاء.. وإذا كان هذا الموقف لا يستغرب من الغرب حليف هذا الكيان وسبب ظهوره ونشأته من رحم الأمم المتحدة، فإن موقف الكثير من الدول العربية والإسلامية الداعمة لهذا الكيان لا يمكن فهمه ..

تتواتر التحذيرات من كل الاتجاهات بشأن مذبحة إسرائيلية قادمة في مدينة رفح حيث يتجمع أكثر من مليون فلسطيني ضاقت بهم السبل ولا يجدون موقعا أمنا يلجأون إليه.. مذبحة تبدو ملامحها واضحة وستكون العار التاريخي الذي سيلحق الجميع إذا تم تنفيذها ولن يكون بالإمكان التنصل منه أو إزالته من الذاكرة.. وذلك لعدة أسباب أهمها ثلاث، وهو أنه وإزاء ما يجري من إبادة جماعية في غزة منذ أكثر من مئاتي يوم فإن كل شيء جائز أمام إصرار كيان الاحتلال المارق على المضي قدما في استصغار العالم بمختلف مؤسساته الدولية السياسية والإنسانية والقانونية، والسبب الثاني أن المجتمع الدولي وصناع القرار يقفون عاجزين أمام هذا الكيان ولا يتجاوزون في أفضل حالات التضامن والدعم مع غزة الشهيدة إصدار التقارير الإنسانية المثقلة بالإحصائيات المروعة حول جحافل الشهداء والمرضى والجرحى ما يعني أن كل الأطراف المعنية شرقا أو غربا، لا يمكنها أن تذهب الى أبعد من ذلك في إيقاف هذه الحرب وأن السبب الثالث وهو الأهم في قناعتنا فإن تدفق السلاح على هذا الكيان لا سيما من الحليف الأمريكي يجعله أكثر انتفاخا وأكثر تعطشا للدم.. والأكيد أنه إلى جانب الصراع الأصلي حول الأرض والهوية والذاكرة فهناك أيضا صراع مصانع السلاح والمتحكمين في صناعة الموت والمتنافسين على اختبار أحدث أنواع السلاح حتى وإن كان ذلك على رؤوس الضحايا طالما أن ذلك يعزز ويضخم أرصدتهم في البنوك العالمية.. أحدث التقارير الأممية وبعد أكثر من ستة أشهر من الحرب تؤكد أن إعادة إعمار غزة لن تتم قبل القرن القادم في حال توقفت الحرب اليوم وأن إعادة إعمار غزة ستحتاج الى أربعين أو خمسين مليار دولار، لأن الاحتلال لم يترك شيئا من البنى التحتية أو المساكن أو المدارس أو المستشفيات أو الجامعات أو المساجد لم يستهدفه.. طبعا دون اعتبار للقنابل التي لم تنفجر والتي تظل قنابل موقوتة تهدد الأحياء في غزة.. كل من زار غزة وغادرها من أطباء أو مسعفين أو إعلاميين في حالة صدمة لهول ما خبروه ورأوه.. فرانشيسكا البانيز المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في فلسطين المحتلة تقول إن هناك أطباء غادروا غزة في حالة انهيار كامل بسبب ما مر عليهم من محن أثناء أداء مهامهم تحت القصف الإسرائيلي في غزة وأن أغلب هؤلاء مازالوا في حالة صدمة وعاجزين عن استئناف ممارسة مهنتهم منذ الخروج من غزة.. فرق الأمم المتحدة تتحدث عن دمار غير مسبوق لم يشهد له العالم مثيلا منذ الحرب العالمية الثانية وأن إعادة بناء وإعمار ما تهدم لن يتم قبل 2040 في حال انطلق العمل اليوم.. نحو سبع وثلاثين مليون طن من الركام المكدس في غزة لا يمكن إزالته قبل أربعة عشرة عاما.. ورغم حجم الكارثة فإن منطق القتل والتدمير والإبادة يظل سيد المشهد.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة يسجل اغتيال 142 صحفية وصحفيا في غزة رقم يتجاوز عدد ضحايا الصحفيين في الحربين العالميتين وحرب فيتنام والمفقودون بالآلاف.. بما يعني أن كل يوم يمضي دون توقف المجزرة، سيحمل معه المزيد من الضحايا والمصابين والمشردين والأيتام وسيضاعف أعداد الأطفال والشباب مبتوري الأطراف.. الحقيقة التي لا نكاد ننتبه لها في غمرة الأكاذيب التي تروج عن تفاؤل وتقدم في المفاوضات لإيقاف الحرب أن من يملكون مفتاح إنهاء الحرب وفي مقدمتهم أمريكا والرئيس بايدن لا يريدون التحرك ولا يريدون التلويح أو استخدام هذا المفتاح ولا يريدون لهذه الحرب أن تتوقف قبل أن يحققوا أهدافهم وليس أهداف نتنياهو فحسب ..

آسيا العتروس

 

 

ممنوع من الحياد..  منع وقوع المذ بحة أولى من التباكي ..

 

أكثر من سبب من شأنه أن يدفع للاعتقاد أن المجتمع الدولي وصناع القرار من حلفاء إسرائيل تحديدا، لا يريدون إيقاف الحرب المسعورة في غزة وأنهم غير معنيين بإيقاف المجازر التي تستهدف الأطفال والنساء والشيوخ، بل إنهم يدفعون الى إطالة عمر هذا العدوان ومد كيان الاحتلال بكل الإمكانيات والأسباب لضمان استمرار آلة الحرب في حصد الأرواح وتدمير ما بقي في قطاع غزة الغارق في دماء وأشلاء أبنائه.. فمن غير المنطقي في شيء الاعتقاد بأن هذا الكيان المارق قادر على تحدي واحتقار كل العالم أو أنه بإمكانه أو من حقه تجاوز كل الخطوط الحمراء في العبث بحياة الملايين من الفلسطينيين بدعوى الدفاع عن النفس أو لرد معاداة السامية ..

والأكيد أنه مهما بلغ استهتار هذا الكيان بكل شعوب الأرض فإنه ما كان له أن يمضي قدما في تنفيذ مجازره لولا أن هذه الأطراف تطلب منه وتريد القيام بذلك لأهداف لا يمكن أن تخفى على ملاحظ، وهي تتنزل في إطار عقلية انتقائية تعتقد أنها متفوقة على كل شعوب الأرض وأنها أحق من غيرها بالبقاء.. وإذا كان هذا الموقف لا يستغرب من الغرب حليف هذا الكيان وسبب ظهوره ونشأته من رحم الأمم المتحدة، فإن موقف الكثير من الدول العربية والإسلامية الداعمة لهذا الكيان لا يمكن فهمه ..

تتواتر التحذيرات من كل الاتجاهات بشأن مذبحة إسرائيلية قادمة في مدينة رفح حيث يتجمع أكثر من مليون فلسطيني ضاقت بهم السبل ولا يجدون موقعا أمنا يلجأون إليه.. مذبحة تبدو ملامحها واضحة وستكون العار التاريخي الذي سيلحق الجميع إذا تم تنفيذها ولن يكون بالإمكان التنصل منه أو إزالته من الذاكرة.. وذلك لعدة أسباب أهمها ثلاث، وهو أنه وإزاء ما يجري من إبادة جماعية في غزة منذ أكثر من مئاتي يوم فإن كل شيء جائز أمام إصرار كيان الاحتلال المارق على المضي قدما في استصغار العالم بمختلف مؤسساته الدولية السياسية والإنسانية والقانونية، والسبب الثاني أن المجتمع الدولي وصناع القرار يقفون عاجزين أمام هذا الكيان ولا يتجاوزون في أفضل حالات التضامن والدعم مع غزة الشهيدة إصدار التقارير الإنسانية المثقلة بالإحصائيات المروعة حول جحافل الشهداء والمرضى والجرحى ما يعني أن كل الأطراف المعنية شرقا أو غربا، لا يمكنها أن تذهب الى أبعد من ذلك في إيقاف هذه الحرب وأن السبب الثالث وهو الأهم في قناعتنا فإن تدفق السلاح على هذا الكيان لا سيما من الحليف الأمريكي يجعله أكثر انتفاخا وأكثر تعطشا للدم.. والأكيد أنه إلى جانب الصراع الأصلي حول الأرض والهوية والذاكرة فهناك أيضا صراع مصانع السلاح والمتحكمين في صناعة الموت والمتنافسين على اختبار أحدث أنواع السلاح حتى وإن كان ذلك على رؤوس الضحايا طالما أن ذلك يعزز ويضخم أرصدتهم في البنوك العالمية.. أحدث التقارير الأممية وبعد أكثر من ستة أشهر من الحرب تؤكد أن إعادة إعمار غزة لن تتم قبل القرن القادم في حال توقفت الحرب اليوم وأن إعادة إعمار غزة ستحتاج الى أربعين أو خمسين مليار دولار، لأن الاحتلال لم يترك شيئا من البنى التحتية أو المساكن أو المدارس أو المستشفيات أو الجامعات أو المساجد لم يستهدفه.. طبعا دون اعتبار للقنابل التي لم تنفجر والتي تظل قنابل موقوتة تهدد الأحياء في غزة.. كل من زار غزة وغادرها من أطباء أو مسعفين أو إعلاميين في حالة صدمة لهول ما خبروه ورأوه.. فرانشيسكا البانيز المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في فلسطين المحتلة تقول إن هناك أطباء غادروا غزة في حالة انهيار كامل بسبب ما مر عليهم من محن أثناء أداء مهامهم تحت القصف الإسرائيلي في غزة وأن أغلب هؤلاء مازالوا في حالة صدمة وعاجزين عن استئناف ممارسة مهنتهم منذ الخروج من غزة.. فرق الأمم المتحدة تتحدث عن دمار غير مسبوق لم يشهد له العالم مثيلا منذ الحرب العالمية الثانية وأن إعادة بناء وإعمار ما تهدم لن يتم قبل 2040 في حال انطلق العمل اليوم.. نحو سبع وثلاثين مليون طن من الركام المكدس في غزة لا يمكن إزالته قبل أربعة عشرة عاما.. ورغم حجم الكارثة فإن منطق القتل والتدمير والإبادة يظل سيد المشهد.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة يسجل اغتيال 142 صحفية وصحفيا في غزة رقم يتجاوز عدد ضحايا الصحفيين في الحربين العالميتين وحرب فيتنام والمفقودون بالآلاف.. بما يعني أن كل يوم يمضي دون توقف المجزرة، سيحمل معه المزيد من الضحايا والمصابين والمشردين والأيتام وسيضاعف أعداد الأطفال والشباب مبتوري الأطراف.. الحقيقة التي لا نكاد ننتبه لها في غمرة الأكاذيب التي تروج عن تفاؤل وتقدم في المفاوضات لإيقاف الحرب أن من يملكون مفتاح إنهاء الحرب وفي مقدمتهم أمريكا والرئيس بايدن لا يريدون التحرك ولا يريدون التلويح أو استخدام هذا المفتاح ولا يريدون لهذه الحرب أن تتوقف قبل أن يحققوا أهدافهم وليس أهداف نتنياهو فحسب ..

آسيا العتروس

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews