مع إلغاء الدورة الرابعة والثلاثين من أيام قرطاج السينمائية تعالت بعض الأصوات من صناع الأفلام ومحبي الفن السابع الفاعلين في المشهد الثقافي أو من هواة الفنون ورواده مستائين من قرار وزيرة الثقافة السابقة .. قرار حمل رسالة تسيء لقطاع ولد على أسس نضالية تؤمن بدور السينما في التغير والمقاومة الثقافية ثم ألغيت إثره تظاهرات فنية أخرى وظلت مواعيد عدد من المهرجانات ضبابية بين الإلغاء والتأجيل من بينها أيام قرطاج الموسيقية ..
اليوم سبات عميق في زوايا مكاتب وزارة الشؤون الثقافية .. تلوح في الأفق ومن جديد أخبار غير مطمئنة حول المواعيد الثقافية والفنية القادمة ولم تعد المسألة كما توحي في توطئة الجانب الرسمي حول تأجيل الاحتفالات "التزاما ودعما للقضية الفلسطينية" ..
فالتصورات بدأت تأخذ بعدا "رقابيا" بين طيات خياراتها مع محاولات لتقليص مظاهر الاحتفاء بالتعبيرات الفنية والثقافية بمختلف أبعادها خاصة الفرجوية ولعّل ما يثير السخرية في المشهد الفني هذه الأيام تهنئة وزارة الشؤون الثقافية على موقعها الرسمي باليوم العالمي للرقص الموافق لـ29 أفريل من كل سنة ونحن لا نملك إلى اليوم مهرجانا دوليا ينظم بصفة منتظمة وبميزانية تراعي أهمية هذا المجال والفاعلين فيه من كوريغرافيين وراقصين وصناع فرجة !!
هذا الكساد الذي يكسو معظم قطاعات الثقافة يخفي إشكالا عميقا ومستعصيا ولا بد للمسئولين على تحديد السياسات الثقافية - إن وجدت - البحث في سبل إعادة إحياء هذا القطاع الحيوي باعتباره قوة ناعمة له نفس إمكانات وأهمية القطاع الاقتصادي ولعّله أكثر جاذبية للاستثمارات الأجنبية إذ تم توظيفه كما يجب في راهنا عالميا يقوم أساسا على صراع الثقافات والحضارات ..
وقد نجحت تركيا على سبيل الذكر من خلال سياساتها الثقافية في غزو محيطها الإقليمي ودول الجوار وعبرت إنتاجاتها الفنية القارات الثلاث ليصبح بفضل هذه الاستراتيجيات القطاع الثقافي قوة تنموية في البلاد
وضع خارطة ثقافية وتحديد مواعيدها الكبرى ضمن مخطط سنوي واضح الأهداف والتطلعات، تشرف على سير أنشطته وزارة الشؤون الثقافية ليس خيارا وإنما ضرورة قصوى وخطوة أولى لوضع ركائز سياسة ثقافية فعالة ومثمرة.
نجلاء قموع
تونس-الصباح
مع إلغاء الدورة الرابعة والثلاثين من أيام قرطاج السينمائية تعالت بعض الأصوات من صناع الأفلام ومحبي الفن السابع الفاعلين في المشهد الثقافي أو من هواة الفنون ورواده مستائين من قرار وزيرة الثقافة السابقة .. قرار حمل رسالة تسيء لقطاع ولد على أسس نضالية تؤمن بدور السينما في التغير والمقاومة الثقافية ثم ألغيت إثره تظاهرات فنية أخرى وظلت مواعيد عدد من المهرجانات ضبابية بين الإلغاء والتأجيل من بينها أيام قرطاج الموسيقية ..
اليوم سبات عميق في زوايا مكاتب وزارة الشؤون الثقافية .. تلوح في الأفق ومن جديد أخبار غير مطمئنة حول المواعيد الثقافية والفنية القادمة ولم تعد المسألة كما توحي في توطئة الجانب الرسمي حول تأجيل الاحتفالات "التزاما ودعما للقضية الفلسطينية" ..
فالتصورات بدأت تأخذ بعدا "رقابيا" بين طيات خياراتها مع محاولات لتقليص مظاهر الاحتفاء بالتعبيرات الفنية والثقافية بمختلف أبعادها خاصة الفرجوية ولعّل ما يثير السخرية في المشهد الفني هذه الأيام تهنئة وزارة الشؤون الثقافية على موقعها الرسمي باليوم العالمي للرقص الموافق لـ29 أفريل من كل سنة ونحن لا نملك إلى اليوم مهرجانا دوليا ينظم بصفة منتظمة وبميزانية تراعي أهمية هذا المجال والفاعلين فيه من كوريغرافيين وراقصين وصناع فرجة !!
هذا الكساد الذي يكسو معظم قطاعات الثقافة يخفي إشكالا عميقا ومستعصيا ولا بد للمسئولين على تحديد السياسات الثقافية - إن وجدت - البحث في سبل إعادة إحياء هذا القطاع الحيوي باعتباره قوة ناعمة له نفس إمكانات وأهمية القطاع الاقتصادي ولعّله أكثر جاذبية للاستثمارات الأجنبية إذ تم توظيفه كما يجب في راهنا عالميا يقوم أساسا على صراع الثقافات والحضارات ..
وقد نجحت تركيا على سبيل الذكر من خلال سياساتها الثقافية في غزو محيطها الإقليمي ودول الجوار وعبرت إنتاجاتها الفنية القارات الثلاث ليصبح بفضل هذه الاستراتيجيات القطاع الثقافي قوة تنموية في البلاد
وضع خارطة ثقافية وتحديد مواعيدها الكبرى ضمن مخطط سنوي واضح الأهداف والتطلعات، تشرف على سير أنشطته وزارة الشؤون الثقافية ليس خيارا وإنما ضرورة قصوى وخطوة أولى لوضع ركائز سياسة ثقافية فعالة ومثمرة.