إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الحشرة القرمزية.. الفطريات والحشرات.. هل خرجت الأمراض النباتية عن السيطرة؟

تونس – الصباح

هل يتسبب تغير المناخ في ظهور الآفات النباتية سواء الفطريات أو الحشرات؟  تفيد عديد الدراسات والبحوث في المجال الفلاحي أن تغير المناخ يجعل النبات أكثر ضعفا ويجعل الآفة أكثر قوة ويؤدي استمرا مثل هذه التغيرات التي تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة ونزول الأمطار في غير وقتها في المساعدة على "استيطان" آفات جديدة تكون سببا رئيسيا لفقدان التنوع البيولوجي. بالإضافة إلى ذلك، سيكون ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير طبيعي في فصل الشتاء وبداية الربيع سبباً لتوطين آفات جديدة وظهورها بمواعيد مبكرة.

ووفقا للمختصين في المجال فان التغيرات المناخية لعبت دورا هاما في ظهور عديد الفيروسات والحشرات والفطريات النباتية فكثر الحديث عن الحشرة القرمزية وفطريات الحبوب وغيرها من الأمراض النباتية.

وفي تصريحه لـ الصباح" قال طارق المخزومي عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحة والصيد البحري المكلف بالمياه والتغيرات المناخية أن الظهور الملفت لهذه الفيروسات والفطريات والحشرات مرتبط بالتغيرات المناخية فمثلا في مكثر نزل الصقيع المعروف "بالجليدة" في الأيام الأخيرة مما اثر على الصابة وخاصة القمح الصلب عندما يكون في مرحلة الإزهار مع العلم أن "الجليدة" درجة تأثيرها على المحاصيل تصل إلى نسبة 100 بالمائة.

وأضاف محدثنا أن الأمراض الفطرية على غرار التبقع التبسوري في القمح الصلب والصدأ بأنواعه في القمح والتبقع الشبكي في الشعير، هذه أمراض فطرية يقع التدخل لمقاومتها عبر المداواة وتتسبب فيها التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة ونزول الأمطار وينتج عنها ارتفاع درجة الرطوبة ما يتسبب في ظهورها.

وبالنسبة للحشرة القرمزية اعتبر عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحة أنها تنتشر بسرعة كبيرة حيث تقوم الريح بحملها من مكان إلى آخر، ويمكن أن تنتقل هذه الحشرات عبر التصاقها بالآلات الفلاحية والشاحنات وأصواف الأغنام والأعلاف “التبن”، وللتغيرات المناخية دور كبير في ظهورها، مؤكدا أن هناك جهات في تونس لم تتواجد فيها هذه الفطريات من قبل لطبيعة المناخ فيها.

وحسب المخزومي فان الفطريات والحشرات ومختلف الأمراض النباتية موجودة منذ القدم وهو ما يؤثر على كمية وجودة المنتوج وعلى البيئة ونسبة الرطوبة في الأرض والمياه الجوفية العميقة.

وفي نفس السياق قال المخزومي إن التين الشوكي المعروف في تونس باسم “الهندي” يلعب دورا هاما في مقاومة التصحر والمحافظة على التنوع البيولوجي وبما أنه يستعمل في عدة مجالات كغذاء للإنسان أو كمصدر أعلاف للدواب أو لتصنيع متوجات علاجية وأخرى تجميلية.

وكان المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، أكد أنّ الحشرة القرمزية في تونس خرجت عن سيطرة الدولة وهي تنتشر بنسق سريع، وما زالت تنتشر.

وتعتبر الحشرة القشرية القرمزية من الآفات الخطيرة بالنسبة لغراسات التين الشوكي إذ أنها تلحق أضرارا بليغة بهذا النبات لكونها تمتص نسغ أو عصارة النبتة فتظهر على الألواح مناطق مصفرة تتسع شيئا فشيئا لتؤدي في النهاية إلى سقوط اللوح المصاب وموت الجذع في حالة شدة الإصابة.

كما كشفت نتائج بحث علمي حول تيبّس ثمار الدلاع، أنجز في إطار البحث الدولي بالمعهد الوطني للبحوث الزراعية بتونس، أن المسبب الرئيسي لتيبّس ثمار الدلاع هو فيروس ''تقزم واصفرار الحمص'' الذي ينتقل بواسطة الحشرات النطاطة ويتسبب في تشوهات تتمثل في بروز جذور بيضاء داخل الثمرة واصفرار لونها من الداخل وتغير طعمها، وتمت ملاحظة أول الإصابات بتيبس الدلاع منذ سنة 1994 في عدد من الحقول بعمادات زعفرانة ورقادة من ولاية القيروان ثم انتقلت تدريجيا إلى ولايات سيدي بوزيد وزغوان وقابس وقفصة وباجة.

وقد تبين بعد إجراء عدة بحوث داخل تونس وخارجها شملت عديد الفيروسات أفضت نتائج البحث العلمي حول ''متلازمة تيبس الدلاع والحشرات الناقلة له''، أجريت بمخابر البحث بالمعهد الوطني للبحوث الزراعية إلى اكتشاف هذا الفيروس الذي تسبب كذلك في نقل نفس المرض إلى الطماطم وإصابتها بالتيبس وتبقع القشرة الخارجية للحبة باللون الأصفر ووجود جذور متصلبة داخل الحبة، كما تم اكتشافه، مؤخرا، في الفلفل الفصلي.

كما يعد فيروس ''تقزم واصفرار الحمص'' من الفيروسات المستجدة والخطيرة وهو يتميز بسرعة الانتشار والتحول ويصيب ثمرة الدلاع خاصة خلال الفترة الأخيرة من النضج، ولتفادي هذا الفيروس من الضروري مقاومة الحشرات النطاطة المتسببة في نقل هذا الفيروس والزراعة المبكرة لثمار الدلاع وتغطيتها والقضاء على الحشائش داخل الحقل وخارجه لتفادي انتشار الحشرات النطاطة باعتبارها حشرات ثاقبة للثمار وماصة لعصارتها على غرار الذبابة البيضاء.

جهاد الكلبوسي

 الحشرة القرمزية.. الفطريات والحشرات.. هل خرجت الأمراض النباتية عن السيطرة؟

تونس – الصباح

هل يتسبب تغير المناخ في ظهور الآفات النباتية سواء الفطريات أو الحشرات؟  تفيد عديد الدراسات والبحوث في المجال الفلاحي أن تغير المناخ يجعل النبات أكثر ضعفا ويجعل الآفة أكثر قوة ويؤدي استمرا مثل هذه التغيرات التي تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة ونزول الأمطار في غير وقتها في المساعدة على "استيطان" آفات جديدة تكون سببا رئيسيا لفقدان التنوع البيولوجي. بالإضافة إلى ذلك، سيكون ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير طبيعي في فصل الشتاء وبداية الربيع سبباً لتوطين آفات جديدة وظهورها بمواعيد مبكرة.

ووفقا للمختصين في المجال فان التغيرات المناخية لعبت دورا هاما في ظهور عديد الفيروسات والحشرات والفطريات النباتية فكثر الحديث عن الحشرة القرمزية وفطريات الحبوب وغيرها من الأمراض النباتية.

وفي تصريحه لـ الصباح" قال طارق المخزومي عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحة والصيد البحري المكلف بالمياه والتغيرات المناخية أن الظهور الملفت لهذه الفيروسات والفطريات والحشرات مرتبط بالتغيرات المناخية فمثلا في مكثر نزل الصقيع المعروف "بالجليدة" في الأيام الأخيرة مما اثر على الصابة وخاصة القمح الصلب عندما يكون في مرحلة الإزهار مع العلم أن "الجليدة" درجة تأثيرها على المحاصيل تصل إلى نسبة 100 بالمائة.

وأضاف محدثنا أن الأمراض الفطرية على غرار التبقع التبسوري في القمح الصلب والصدأ بأنواعه في القمح والتبقع الشبكي في الشعير، هذه أمراض فطرية يقع التدخل لمقاومتها عبر المداواة وتتسبب فيها التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة ونزول الأمطار وينتج عنها ارتفاع درجة الرطوبة ما يتسبب في ظهورها.

وبالنسبة للحشرة القرمزية اعتبر عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحة أنها تنتشر بسرعة كبيرة حيث تقوم الريح بحملها من مكان إلى آخر، ويمكن أن تنتقل هذه الحشرات عبر التصاقها بالآلات الفلاحية والشاحنات وأصواف الأغنام والأعلاف “التبن”، وللتغيرات المناخية دور كبير في ظهورها، مؤكدا أن هناك جهات في تونس لم تتواجد فيها هذه الفطريات من قبل لطبيعة المناخ فيها.

وحسب المخزومي فان الفطريات والحشرات ومختلف الأمراض النباتية موجودة منذ القدم وهو ما يؤثر على كمية وجودة المنتوج وعلى البيئة ونسبة الرطوبة في الأرض والمياه الجوفية العميقة.

وفي نفس السياق قال المخزومي إن التين الشوكي المعروف في تونس باسم “الهندي” يلعب دورا هاما في مقاومة التصحر والمحافظة على التنوع البيولوجي وبما أنه يستعمل في عدة مجالات كغذاء للإنسان أو كمصدر أعلاف للدواب أو لتصنيع متوجات علاجية وأخرى تجميلية.

وكان المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، أكد أنّ الحشرة القرمزية في تونس خرجت عن سيطرة الدولة وهي تنتشر بنسق سريع، وما زالت تنتشر.

وتعتبر الحشرة القشرية القرمزية من الآفات الخطيرة بالنسبة لغراسات التين الشوكي إذ أنها تلحق أضرارا بليغة بهذا النبات لكونها تمتص نسغ أو عصارة النبتة فتظهر على الألواح مناطق مصفرة تتسع شيئا فشيئا لتؤدي في النهاية إلى سقوط اللوح المصاب وموت الجذع في حالة شدة الإصابة.

كما كشفت نتائج بحث علمي حول تيبّس ثمار الدلاع، أنجز في إطار البحث الدولي بالمعهد الوطني للبحوث الزراعية بتونس، أن المسبب الرئيسي لتيبّس ثمار الدلاع هو فيروس ''تقزم واصفرار الحمص'' الذي ينتقل بواسطة الحشرات النطاطة ويتسبب في تشوهات تتمثل في بروز جذور بيضاء داخل الثمرة واصفرار لونها من الداخل وتغير طعمها، وتمت ملاحظة أول الإصابات بتيبس الدلاع منذ سنة 1994 في عدد من الحقول بعمادات زعفرانة ورقادة من ولاية القيروان ثم انتقلت تدريجيا إلى ولايات سيدي بوزيد وزغوان وقابس وقفصة وباجة.

وقد تبين بعد إجراء عدة بحوث داخل تونس وخارجها شملت عديد الفيروسات أفضت نتائج البحث العلمي حول ''متلازمة تيبس الدلاع والحشرات الناقلة له''، أجريت بمخابر البحث بالمعهد الوطني للبحوث الزراعية إلى اكتشاف هذا الفيروس الذي تسبب كذلك في نقل نفس المرض إلى الطماطم وإصابتها بالتيبس وتبقع القشرة الخارجية للحبة باللون الأصفر ووجود جذور متصلبة داخل الحبة، كما تم اكتشافه، مؤخرا، في الفلفل الفصلي.

كما يعد فيروس ''تقزم واصفرار الحمص'' من الفيروسات المستجدة والخطيرة وهو يتميز بسرعة الانتشار والتحول ويصيب ثمرة الدلاع خاصة خلال الفترة الأخيرة من النضج، ولتفادي هذا الفيروس من الضروري مقاومة الحشرات النطاطة المتسببة في نقل هذا الفيروس والزراعة المبكرة لثمار الدلاع وتغطيتها والقضاء على الحشائش داخل الحقل وخارجه لتفادي انتشار الحشرات النطاطة باعتبارها حشرات ثاقبة للثمار وماصة لعصارتها على غرار الذبابة البيضاء.

جهاد الكلبوسي

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews