إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بمناسبة قمة كوريا وإفريقيا.. وفد أكاديمي من سيول في تونس لدفع العلاقات والتقارب بين الشعبين

 

تحتضن العاصمة الكورية سيول يومي 4 و5 جوان القادم أشغال الدورة الأولى لقمة "كوريا الجنوبية- إفريقيا" التي تمثل محطة هامة سواء للبلد المنظم كوريا الجنوبية،  أو للقارة الإفريقية التي تتطلع إلى مستقبل أفضل والتي تجد نفسها في مفترق شراكات ما دامت تغري، لما تزخر به من ثروات طبيعية ولتوفر العنصر البشري، القوى الصاعدة وتلك التي لها حسابات وتطلعات دولية إلى جانب القوى الباحثة عن تعاون متكافئ يعود بالفائدة على الجميع هذا دون أن ننسى القوى التي سبق وأن استعمرت الدول الإفريقية كبريطانيا وفرنسا إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا. ولا بد هنا أن نتوقف عند جانب من جوانب العلاقات بين تونس وكوريا الجنوبية وذلك من خلال الزيارة التي أداها في غضون الأسبوع المنقضي وفد أكاديمي كوري إلى تونس.

 وإذا كانت الزيارة تندرج بالدرجة الأولى ضمن التعريف بأهداف قمة كوريا وإفريقيا فإنها أكدت أيضا على وجود رغبة كورية في تعميق العلاقات في جميع المستويات مع بلادنا. وينتمي الوفد الأكاديمي إلى جامعة "هان- يانغ" وقاده الأستاذ "سونغسوو كيم" مدير معهد دراسات إفريقيا وأوروبا الذي يمثل مؤسسة بحثية هامة تنشط ضمن نفس الجامعة. ومن خلال اللقاءات التي عقدها مع أكاديميين ودبلوماسيين تونسيين تجلى تقدير واضح لتونس وشعبها ترجمه باستمرار الأستاذ "سونغسوو كيم" الذي حرص على التأكيد أن الشعب الكوري ينظر بتقدير واحترام كبيرين للشعب التونسي الذي لعب عبر التاريخ أدوارا هامة تتجاوز مساحة البلاد التونسية بكثير وهو ما يعني أن تونس لها مكانة محورية تتجلى خاصة في المحطات التاريخية الكبرى وأشار "سونغسوو كيم" هنا إلى دور قرطاج والقيروان في إفريقيا والعالم علاوة على دور تونس في مقاومة الاستعمار وفي نشر قيم التعاون والتسامح بين الشعوب .

 هذه النقاط هي محل تثمين من الجانب الكوري وهي أيضا نقاط التقاء مع الرؤية الكورية والتي كانت وراء المبادرة بتنظيم قمة كوريا وإفريقيا والتي تندرج ضمن تكريس بنود أجندا 2063 والتي يرى الجانب الكوري أنها توفر عوامل إضافية لتطوير العلاقات بين تونس وكوريا الجنوبية على قاعدة البحث عن التميز والتكامل والمصلحة المشتركة. الأستاذ "سونغسوو كيم" أشار في هذا الصدد إلى أن كوريا الجنوبية تدرك أنها أصبحت تحتل موقعا متميزا على الصعيد العالمي وأنها لم تبلغ هذه المكانة بتهديد الدول الأخرى واستعمارها أو بتوفر ثروات طبيعية بل بالمراهنة على المواطن الكوري وإتاحة كل الظروف التي تجعله قادرا على الإبداع والتقدم وهو ما جعل من كوريا الجنوبية نموذجا في تجسيد "القوة الناعمة" في العالم. ويعتبر الأستاذ "سونغسوو كيم" أن تونس تملك مقومات "القوة الناعمة" لأنها تملك عنصرا بشريا ناشطا ومتكونا ولأنها راهنت على التعليم ولم يفته أن يبرز هنا تميز النخب الأكاديمية والديبلوماسية في تونس وأن يعبر عن إعجابه بالمدرسة القومية للإدارة، التي أدى لها زيارة مطولة وكان له - والوفد المرافق له لقاء مطول مع الإطار المدرس والطلبة- وهنا أشار الأستاذ "سونغسوو كيم" إلى أن البحث العلمي يلعب دورا هاما في التجربة الكورية لأنه مدخل أساسي من مداخل التنمية ويمكن أن يكون هناك تطوير للتعاون في هذا المجال بين الجامعات التونسية ونظيراتها الكورية خاصة وأن السنوات الأخيرة شهدت إقبال الطلبة التونسيين على الدراسة في الجامعات الكورية إلى جانب أن عددا من الطلبة الكوريين يختارون تونس لدراسة اللغة العربية. ومن أهم الأشياء التي يمكن أن تساعد على تطوير التعاون في مجال البحث العلمي المنفتح على التنمية ما تشهده تونس وكوريا الجنوبية من تطور ظاهرة الشركات الناشئة التي تساعد على تشبيك العلاقة بين اقتصاد البلدين وعلى خوض تجربة التعاون الثلاثي خاصة وأن تونس منفتحة على إفريقيا.

الأكاديمي الكوري أشار إلى أن الهدف من قمة كوريا وإفريقيا هو مواجهة التحولات الكبرى التي تعيش على وقعها الإنسانية كالتحولات المناخية وشح الغذاء وقضايا الطاقة، وأشار في هذا السياق إلى أنه بالإمكان تطوير التعاون في مجال الفلاحة والصيد البحري بين تونس وكوريا الجنوبية واستغلال التجربة الكورية في استصلاح الأراضي وتقنيات الري والمردودية وفي تربية الأسماك وأن تونس تمتلك مقومات التطور في مجال الطاقة الشمسية وطاقة المياه. وهذه الاعتبارات،  تجعل كوريا الجنوبية تتطلع حسب الأستاذ "سونغسوو كيم" إلى أن تكون المشاركة التونسية في قمة "كوريا-إفريقيا" في أعلى مستوى لأن ذلك سيعزز العلاقات بين تونس وكوريا الجنوبية من ناحية وسيعود بالفائدة على الاقتصاد التونسي خاصة وأن سيول ستضع أمام رؤساء الدول المشاركين مشاريع هامة واستثمارات بعضها آني وحيني لأن أحد نقاط "القوة الناعمة" الكورية هو تغليب الفعل على الكلام .

آية العماري

بمناسبة قمة كوريا وإفريقيا..  وفد أكاديمي من سيول في تونس لدفع العلاقات والتقارب بين الشعبين

 

تحتضن العاصمة الكورية سيول يومي 4 و5 جوان القادم أشغال الدورة الأولى لقمة "كوريا الجنوبية- إفريقيا" التي تمثل محطة هامة سواء للبلد المنظم كوريا الجنوبية،  أو للقارة الإفريقية التي تتطلع إلى مستقبل أفضل والتي تجد نفسها في مفترق شراكات ما دامت تغري، لما تزخر به من ثروات طبيعية ولتوفر العنصر البشري، القوى الصاعدة وتلك التي لها حسابات وتطلعات دولية إلى جانب القوى الباحثة عن تعاون متكافئ يعود بالفائدة على الجميع هذا دون أن ننسى القوى التي سبق وأن استعمرت الدول الإفريقية كبريطانيا وفرنسا إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا. ولا بد هنا أن نتوقف عند جانب من جوانب العلاقات بين تونس وكوريا الجنوبية وذلك من خلال الزيارة التي أداها في غضون الأسبوع المنقضي وفد أكاديمي كوري إلى تونس.

 وإذا كانت الزيارة تندرج بالدرجة الأولى ضمن التعريف بأهداف قمة كوريا وإفريقيا فإنها أكدت أيضا على وجود رغبة كورية في تعميق العلاقات في جميع المستويات مع بلادنا. وينتمي الوفد الأكاديمي إلى جامعة "هان- يانغ" وقاده الأستاذ "سونغسوو كيم" مدير معهد دراسات إفريقيا وأوروبا الذي يمثل مؤسسة بحثية هامة تنشط ضمن نفس الجامعة. ومن خلال اللقاءات التي عقدها مع أكاديميين ودبلوماسيين تونسيين تجلى تقدير واضح لتونس وشعبها ترجمه باستمرار الأستاذ "سونغسوو كيم" الذي حرص على التأكيد أن الشعب الكوري ينظر بتقدير واحترام كبيرين للشعب التونسي الذي لعب عبر التاريخ أدوارا هامة تتجاوز مساحة البلاد التونسية بكثير وهو ما يعني أن تونس لها مكانة محورية تتجلى خاصة في المحطات التاريخية الكبرى وأشار "سونغسوو كيم" هنا إلى دور قرطاج والقيروان في إفريقيا والعالم علاوة على دور تونس في مقاومة الاستعمار وفي نشر قيم التعاون والتسامح بين الشعوب .

 هذه النقاط هي محل تثمين من الجانب الكوري وهي أيضا نقاط التقاء مع الرؤية الكورية والتي كانت وراء المبادرة بتنظيم قمة كوريا وإفريقيا والتي تندرج ضمن تكريس بنود أجندا 2063 والتي يرى الجانب الكوري أنها توفر عوامل إضافية لتطوير العلاقات بين تونس وكوريا الجنوبية على قاعدة البحث عن التميز والتكامل والمصلحة المشتركة. الأستاذ "سونغسوو كيم" أشار في هذا الصدد إلى أن كوريا الجنوبية تدرك أنها أصبحت تحتل موقعا متميزا على الصعيد العالمي وأنها لم تبلغ هذه المكانة بتهديد الدول الأخرى واستعمارها أو بتوفر ثروات طبيعية بل بالمراهنة على المواطن الكوري وإتاحة كل الظروف التي تجعله قادرا على الإبداع والتقدم وهو ما جعل من كوريا الجنوبية نموذجا في تجسيد "القوة الناعمة" في العالم. ويعتبر الأستاذ "سونغسوو كيم" أن تونس تملك مقومات "القوة الناعمة" لأنها تملك عنصرا بشريا ناشطا ومتكونا ولأنها راهنت على التعليم ولم يفته أن يبرز هنا تميز النخب الأكاديمية والديبلوماسية في تونس وأن يعبر عن إعجابه بالمدرسة القومية للإدارة، التي أدى لها زيارة مطولة وكان له - والوفد المرافق له لقاء مطول مع الإطار المدرس والطلبة- وهنا أشار الأستاذ "سونغسوو كيم" إلى أن البحث العلمي يلعب دورا هاما في التجربة الكورية لأنه مدخل أساسي من مداخل التنمية ويمكن أن يكون هناك تطوير للتعاون في هذا المجال بين الجامعات التونسية ونظيراتها الكورية خاصة وأن السنوات الأخيرة شهدت إقبال الطلبة التونسيين على الدراسة في الجامعات الكورية إلى جانب أن عددا من الطلبة الكوريين يختارون تونس لدراسة اللغة العربية. ومن أهم الأشياء التي يمكن أن تساعد على تطوير التعاون في مجال البحث العلمي المنفتح على التنمية ما تشهده تونس وكوريا الجنوبية من تطور ظاهرة الشركات الناشئة التي تساعد على تشبيك العلاقة بين اقتصاد البلدين وعلى خوض تجربة التعاون الثلاثي خاصة وأن تونس منفتحة على إفريقيا.

الأكاديمي الكوري أشار إلى أن الهدف من قمة كوريا وإفريقيا هو مواجهة التحولات الكبرى التي تعيش على وقعها الإنسانية كالتحولات المناخية وشح الغذاء وقضايا الطاقة، وأشار في هذا السياق إلى أنه بالإمكان تطوير التعاون في مجال الفلاحة والصيد البحري بين تونس وكوريا الجنوبية واستغلال التجربة الكورية في استصلاح الأراضي وتقنيات الري والمردودية وفي تربية الأسماك وأن تونس تمتلك مقومات التطور في مجال الطاقة الشمسية وطاقة المياه. وهذه الاعتبارات،  تجعل كوريا الجنوبية تتطلع حسب الأستاذ "سونغسوو كيم" إلى أن تكون المشاركة التونسية في قمة "كوريا-إفريقيا" في أعلى مستوى لأن ذلك سيعزز العلاقات بين تونس وكوريا الجنوبية من ناحية وسيعود بالفائدة على الاقتصاد التونسي خاصة وأن سيول ستضع أمام رؤساء الدول المشاركين مشاريع هامة واستثمارات بعضها آني وحيني لأن أحد نقاط "القوة الناعمة" الكورية هو تغليب الفعل على الكلام .

آية العماري

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews