إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

التوجيه المدرسي للسنة الدراسية 2024/ 2025.. اليوم آخر أجل للتسجيل.. وحيرة كبيرة في صفوف التلاميذ والأولياء

 

تونس: الصباح

تنتهي اليوم 30 أفريل الجاري آجال تسجيل اختيارات التوجيه المدرسي للسنة الدراسية القادمة 2024/ 2025 وسط حيرة التلاميذ والأولياء، وهي حيرة عبر عنها رضا الزهروني رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ ومردها غياب المعلومة بخصوص مخرجات الاستشارة الوطنية حول إصلاح نظام التربية والتعليم في تونس وإن كان سيتم تعديل القانون التوجيهي عدد 80 لسنة 2002 المؤرخ في 23 جويلية 2022  المتعلق بالتعليم، ومراجعة الأمر عدد 1182 لسنة 1992 المؤرخ في 2 جوان 1992 المتعلق بضبط عدد وأنواع الشعب في المرحلة الثانية من التعليم الثانوي وأنواع شهادة الباكالوريا.

وأشار رئيس الجمعية في هذا السياق إلى أنه لا أحد يعرف بعد ما هي التوجهات الكبرى لإصلاح التوجيه المدرسي والجامعي، وكيف سيقع مد الجسور بين منظومات التربية والتكوين المهني والتعليم العالي والتعليم العسكري، وذلك إضافة إلى عدم وضوح الرؤية حول القدرات التشغيلية لمختلف الشعب في تونس وخارجها، وعدم توفر معجم مهن محين يقوم على  دراسات استشرافية تأخذ بعين الاعتبار تسارع نسق التطور التكنولوجي في العالم والانتشار المذهل للذكاء الاصطناعي وتزايد رغبة الشباب في الهجرة والأهم من ذلك واقع المنظومة التربوية.

ووصف الزهروني وضعية المنظومة التربوية بالمزرية وعبر عن قلقه من تراجع دور المدرسة العمومية كمصعد اجتماعي وأبدى استياءه من اتساع الهوة بين المتعلمين المعنيين بعمليات التوجيه. وأضاف أن وزارة التربية لم تقم بالدور الإعلامي المطلوب منها حيال المتعلمين وأسرهم لإنارتهم قبل تعمير بطاقات التوجيه الأولي، وخيرت مواصلة السير على نفس المنوال واقتصرت مثلما فعلت طيلة السنوات الماضية على إعداد منشور حول التوجيه المدرسي للسنة الدراسية الموالية، ومنشور مشترك مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حول روزنامة عمليات التوجيه الجامعي لسنة 2024، وبالتالي اكتفت بالقيام بدور إجرائي فني إداري بحت.

 وذكر أنه رغم اقتراب موعد انتهاء فترة التسجيل فإنه لم يشاهد وزارة التربية نظمت ندوات أو ملتقيات إعلامية حول التوجيه المدرسي، وحتى المنشور المتعلق بالتوجيه الذي نص على اعتبار التلميذ محور عملية التوجيه وعلى ضرورة مرافقته ومساعدته على حسن الاختيار فلم يقع احترامه، وتتمثل الإضافة الوحيدة حسب قول الزهروني في تخصيص منصة الكترونية للتسجيل،  حيث نشرت الوزارة مؤخرا على موقعها الرسمي بلاغا لإعلام المعنيين بالتوجيه المدرسي على مستوى السنتين الأولى والثانية ثانوي بموعد فتح باب تسجيل الاختيارات الفردية وتعمير بطاقات التوجيه المدرسي وآخر أجل للتسجيل.

وفي هذا السياق، كان وزير التربية السابق محمد علي بوغديري وجه بتاريخ 17 جانفي 2024 منشورا إلى المندوبين الجهويين للتربية والمستشارين في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي ومتفقدي التعليم الإعدادي والثانوي ومديري المدارس الإعدادية والمعاهد العمومية والخاصة حول التوجيه المدرسي، شدد من خلاله على ضرورة اعتبار التلميذ محور عملية التوجيه وفاعلا نشطا في بناء مشروعه الدراسي والمهني وتمكينه من أن يختار مساره أو يعدله على ضوء ميولاته الدراسية والمهنية وكفاياته وواقع عالم الشغل.

كما أكد المنشور على اعتماد مقاربة كيفية لتربية التلميذ على الاختيار ولتعزيز استقلاليته وتيسير استكشافه لميوله وقدراته وعدم الاكتفاء بالتقييم الجزائي مرجعا في التوجيه المدرسي وإسناده بمداخل أخرى كالمهارات والدوافع والمشروع الدراسي والمهني والكفاءة الذاتية، فضلا عن اعتماد مقاربة بيداغوجية قائمة على التربية على الاختيار لضمان حق التلميذ في إعلام شامل ونوعي حول المسارات الدراسية والمهنية وتمكينه من الكفايات اللازمة لاتخاذ قراراته وتحقيق أهدافه على المستوى الدراسي والمهني والشخصي.

وتمت الدعوة من خلال المنشور سالف الذكر إلى مراعاة مصلحة التلميذ في مداولات مجالس التوجيه المدرسي باعتماد المرونة في دراسة مطالب الاعتراض على التوجيه التمهيدي أو النهائي من أجل تمكين التلميذ من تعديل مساره الدراسي، والأهم من ذلك نص المنشور على إشراف المستشار في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي على مختلف مراجل التوجيه المدرسي وعملياته كما نص على تنظيم حصص إعلام ومرافقة لفائدة تلاميذ السنوات التاسعة أساسي عام والتاسعة أساسي تقني والأولى والثانية والرابعة ثانوي، وتنظيم مقابلات مع التلاميذ الذين يعيشون صعوبات في بلورة مشاريعهم الدراسية والمهنية لمساعدتهم على تبين ميولهم وقدراتهم وبناء مشاريعهم الدراسية والمهنية وتعزيز استقلاليتهم في اختيار مساراتهم الدراسية وتعديلها وفق مقاربة التربية على الاختيار، وتنظيم اجتماعات بالأولياء لإعلامهم بالمسارات الدراسية والمهنية والجامعية ومساعدتهم على حسن مرافقة منظوريهم في اختيار الآفاق الدراسية المناسبة، وذلك مع إفراد الأولياء الذين يتقدمون بمطالب رسمية بإجراءات خاصة حيث جاء في المنشور أن المستشار في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي ينظم لقاءات فردية بطلب من أولياء التلاميذ الذين تقدموا بمطالب في الغرض عن طريق مدير المؤسسة التربوية في آجال معقولة وبحضور منظوريه لمساعدتهم على حسن بلورة مشروع التوجيه وتجاوز الصعوبات التي تعترضهم.

إصلاح شامل

ويرى رضا الزهروني رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ أن هناك حاجة كبيرة لإصلاح منظومة التوجيه المدرسي والجامعي، ولإعادة النظر في المسالك والشعب لأنه من غير المنطقي تواصل اعتماد منظومة أثبتت فشلها، حيث أنها تقسّم التلاميذ إلى مجموعتين مجموعة صغيرة عدديا يتم توجيهها إلى المسالك والشعب العلمية من رياضات وعلوم وتقنية وإعلامية ويتم الاستناد في ذلك إلى نتائجهم في المواد العلمية والتقنية والحال أن آفاق هذه الاختصاصات مرتبطة أيضا بمدى تفوق التلميذ في اللغات الأجنبية، أما المجموعة الثانية من التلاميذ وهي مجموعة كبيرة من حيث العدد مقارنة بالمجموعة الأولى فيتم توجيههم إلى اختصاص الآداب واختصاص الاقتصاد والخدمات وتبين بالتجربة أن التلاميذ الذين يقع توجيههم إلى هذه الاختصاصات هم من أصحاب النتائج المتوسطة والضعيفة والحال أنها اختصاصات تتطلب قدرات هائلة وثقافة عامة وإلماما كبيرا بشتى المعارف والعلوم الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية وكذلك الرياضات لأن التلميذ الذي يكون ضعيفا في مادة الرياضيات وغير متمكن من اللغة الفرنسية واللغة الانقليزية ستكون أفاقه المستقبلية المهنية بالضرورة محدودة جدا..

الرياضيات

كما أشار رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ إلى عدم ملاءمة منظومة التوجيه المدرسي الحالية مع متطلبات الاقتصاد الوطني. وبين أن تونس في حاجة كبيرة جدا للمختصين في الرياضيات الذين يتقنون في نفس الوقت اللغات الأجنبية، ولكن بالنظر إلى معايير التوجيه لهذه الشعبة القائمة على الصرامة في الاختيار بكيفية تجعلها مفتوحة أمام الأوائل في مادة الرياضيات دون غيرهم،  وبالنظر إلى العدد الضعيف للتلاميذ الذين يتم توجيههم إليها وعدم اشتراط تميزهم في اللغات الأجنبية، فإنه يقع هدر الكثير من الفرص المتاحة أمام تونس من أجل النهوض باقتصادها بالاعتماد على مواردها البشرية المختصة.. ولاحظ أن أغلب الاختصاصات المشغلة مثل الاختصاصات البيئية والتجارية والخدماتية وغيرها  تتطلب بدورها الماما كبيرا بالرياضات واللغات الأجنبية.. 

وأشار الزهروني إلى أن تونس تراهن على ذكاء مواردها البشرية، ولكنها للأسف الشديد تأخرت كثيرا في إعداد الأرضية اللازمة لتربية وتعليم وتكوين جيل جديد قادر على التحليق عاليا سواء داخل حدود الوطن أو خارجه بفضل ما يكتسبه من علوم ومعارف ومهارات وقدرات على المنافسة والتميز وصناعة الفارق.

ولاحظ رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ أن الكثير من التلاميذ المعنيين بعمليات التوجيه المدرسي وكذلك التلاميذ الذين يستعدون لامتحان الباكالوريا وما سيتبعه من عمليات التوجيه الجامعي يشعرون بالإحباط والخوف من المستقبل نتيجة غياب الرؤية وتأخر عملية الإصلاح الشامل للمنظومة التربوية التي شارفت على الانهيار وأدت إلى تفاقم البطالة في صفوف أصحاب الشهادات العليا، وليس هذا فقط بل ساهمت في تزايد عدد المحرومين من حقهم في التعليم فهناك آلاف التلاميذ من مواليد 2017 لم يلتحقوا بمقاعد الدراسة وهو ما يعد جريمة في حقهم، حسب وصفه.

سعيدة بوهلال  

التوجيه المدرسي للسنة الدراسية 2024/ 2025..   اليوم آخر أجل للتسجيل.. وحيرة كبيرة في صفوف التلاميذ والأولياء

 

تونس: الصباح

تنتهي اليوم 30 أفريل الجاري آجال تسجيل اختيارات التوجيه المدرسي للسنة الدراسية القادمة 2024/ 2025 وسط حيرة التلاميذ والأولياء، وهي حيرة عبر عنها رضا الزهروني رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ ومردها غياب المعلومة بخصوص مخرجات الاستشارة الوطنية حول إصلاح نظام التربية والتعليم في تونس وإن كان سيتم تعديل القانون التوجيهي عدد 80 لسنة 2002 المؤرخ في 23 جويلية 2022  المتعلق بالتعليم، ومراجعة الأمر عدد 1182 لسنة 1992 المؤرخ في 2 جوان 1992 المتعلق بضبط عدد وأنواع الشعب في المرحلة الثانية من التعليم الثانوي وأنواع شهادة الباكالوريا.

وأشار رئيس الجمعية في هذا السياق إلى أنه لا أحد يعرف بعد ما هي التوجهات الكبرى لإصلاح التوجيه المدرسي والجامعي، وكيف سيقع مد الجسور بين منظومات التربية والتكوين المهني والتعليم العالي والتعليم العسكري، وذلك إضافة إلى عدم وضوح الرؤية حول القدرات التشغيلية لمختلف الشعب في تونس وخارجها، وعدم توفر معجم مهن محين يقوم على  دراسات استشرافية تأخذ بعين الاعتبار تسارع نسق التطور التكنولوجي في العالم والانتشار المذهل للذكاء الاصطناعي وتزايد رغبة الشباب في الهجرة والأهم من ذلك واقع المنظومة التربوية.

ووصف الزهروني وضعية المنظومة التربوية بالمزرية وعبر عن قلقه من تراجع دور المدرسة العمومية كمصعد اجتماعي وأبدى استياءه من اتساع الهوة بين المتعلمين المعنيين بعمليات التوجيه. وأضاف أن وزارة التربية لم تقم بالدور الإعلامي المطلوب منها حيال المتعلمين وأسرهم لإنارتهم قبل تعمير بطاقات التوجيه الأولي، وخيرت مواصلة السير على نفس المنوال واقتصرت مثلما فعلت طيلة السنوات الماضية على إعداد منشور حول التوجيه المدرسي للسنة الدراسية الموالية، ومنشور مشترك مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حول روزنامة عمليات التوجيه الجامعي لسنة 2024، وبالتالي اكتفت بالقيام بدور إجرائي فني إداري بحت.

 وذكر أنه رغم اقتراب موعد انتهاء فترة التسجيل فإنه لم يشاهد وزارة التربية نظمت ندوات أو ملتقيات إعلامية حول التوجيه المدرسي، وحتى المنشور المتعلق بالتوجيه الذي نص على اعتبار التلميذ محور عملية التوجيه وعلى ضرورة مرافقته ومساعدته على حسن الاختيار فلم يقع احترامه، وتتمثل الإضافة الوحيدة حسب قول الزهروني في تخصيص منصة الكترونية للتسجيل،  حيث نشرت الوزارة مؤخرا على موقعها الرسمي بلاغا لإعلام المعنيين بالتوجيه المدرسي على مستوى السنتين الأولى والثانية ثانوي بموعد فتح باب تسجيل الاختيارات الفردية وتعمير بطاقات التوجيه المدرسي وآخر أجل للتسجيل.

وفي هذا السياق، كان وزير التربية السابق محمد علي بوغديري وجه بتاريخ 17 جانفي 2024 منشورا إلى المندوبين الجهويين للتربية والمستشارين في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي ومتفقدي التعليم الإعدادي والثانوي ومديري المدارس الإعدادية والمعاهد العمومية والخاصة حول التوجيه المدرسي، شدد من خلاله على ضرورة اعتبار التلميذ محور عملية التوجيه وفاعلا نشطا في بناء مشروعه الدراسي والمهني وتمكينه من أن يختار مساره أو يعدله على ضوء ميولاته الدراسية والمهنية وكفاياته وواقع عالم الشغل.

كما أكد المنشور على اعتماد مقاربة كيفية لتربية التلميذ على الاختيار ولتعزيز استقلاليته وتيسير استكشافه لميوله وقدراته وعدم الاكتفاء بالتقييم الجزائي مرجعا في التوجيه المدرسي وإسناده بمداخل أخرى كالمهارات والدوافع والمشروع الدراسي والمهني والكفاءة الذاتية، فضلا عن اعتماد مقاربة بيداغوجية قائمة على التربية على الاختيار لضمان حق التلميذ في إعلام شامل ونوعي حول المسارات الدراسية والمهنية وتمكينه من الكفايات اللازمة لاتخاذ قراراته وتحقيق أهدافه على المستوى الدراسي والمهني والشخصي.

وتمت الدعوة من خلال المنشور سالف الذكر إلى مراعاة مصلحة التلميذ في مداولات مجالس التوجيه المدرسي باعتماد المرونة في دراسة مطالب الاعتراض على التوجيه التمهيدي أو النهائي من أجل تمكين التلميذ من تعديل مساره الدراسي، والأهم من ذلك نص المنشور على إشراف المستشار في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي على مختلف مراجل التوجيه المدرسي وعملياته كما نص على تنظيم حصص إعلام ومرافقة لفائدة تلاميذ السنوات التاسعة أساسي عام والتاسعة أساسي تقني والأولى والثانية والرابعة ثانوي، وتنظيم مقابلات مع التلاميذ الذين يعيشون صعوبات في بلورة مشاريعهم الدراسية والمهنية لمساعدتهم على تبين ميولهم وقدراتهم وبناء مشاريعهم الدراسية والمهنية وتعزيز استقلاليتهم في اختيار مساراتهم الدراسية وتعديلها وفق مقاربة التربية على الاختيار، وتنظيم اجتماعات بالأولياء لإعلامهم بالمسارات الدراسية والمهنية والجامعية ومساعدتهم على حسن مرافقة منظوريهم في اختيار الآفاق الدراسية المناسبة، وذلك مع إفراد الأولياء الذين يتقدمون بمطالب رسمية بإجراءات خاصة حيث جاء في المنشور أن المستشار في الإعلام والتوجيه المدرسي والجامعي ينظم لقاءات فردية بطلب من أولياء التلاميذ الذين تقدموا بمطالب في الغرض عن طريق مدير المؤسسة التربوية في آجال معقولة وبحضور منظوريه لمساعدتهم على حسن بلورة مشروع التوجيه وتجاوز الصعوبات التي تعترضهم.

إصلاح شامل

ويرى رضا الزهروني رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ أن هناك حاجة كبيرة لإصلاح منظومة التوجيه المدرسي والجامعي، ولإعادة النظر في المسالك والشعب لأنه من غير المنطقي تواصل اعتماد منظومة أثبتت فشلها، حيث أنها تقسّم التلاميذ إلى مجموعتين مجموعة صغيرة عدديا يتم توجيهها إلى المسالك والشعب العلمية من رياضات وعلوم وتقنية وإعلامية ويتم الاستناد في ذلك إلى نتائجهم في المواد العلمية والتقنية والحال أن آفاق هذه الاختصاصات مرتبطة أيضا بمدى تفوق التلميذ في اللغات الأجنبية، أما المجموعة الثانية من التلاميذ وهي مجموعة كبيرة من حيث العدد مقارنة بالمجموعة الأولى فيتم توجيههم إلى اختصاص الآداب واختصاص الاقتصاد والخدمات وتبين بالتجربة أن التلاميذ الذين يقع توجيههم إلى هذه الاختصاصات هم من أصحاب النتائج المتوسطة والضعيفة والحال أنها اختصاصات تتطلب قدرات هائلة وثقافة عامة وإلماما كبيرا بشتى المعارف والعلوم الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية وكذلك الرياضات لأن التلميذ الذي يكون ضعيفا في مادة الرياضيات وغير متمكن من اللغة الفرنسية واللغة الانقليزية ستكون أفاقه المستقبلية المهنية بالضرورة محدودة جدا..

الرياضيات

كما أشار رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ إلى عدم ملاءمة منظومة التوجيه المدرسي الحالية مع متطلبات الاقتصاد الوطني. وبين أن تونس في حاجة كبيرة جدا للمختصين في الرياضيات الذين يتقنون في نفس الوقت اللغات الأجنبية، ولكن بالنظر إلى معايير التوجيه لهذه الشعبة القائمة على الصرامة في الاختيار بكيفية تجعلها مفتوحة أمام الأوائل في مادة الرياضيات دون غيرهم،  وبالنظر إلى العدد الضعيف للتلاميذ الذين يتم توجيههم إليها وعدم اشتراط تميزهم في اللغات الأجنبية، فإنه يقع هدر الكثير من الفرص المتاحة أمام تونس من أجل النهوض باقتصادها بالاعتماد على مواردها البشرية المختصة.. ولاحظ أن أغلب الاختصاصات المشغلة مثل الاختصاصات البيئية والتجارية والخدماتية وغيرها  تتطلب بدورها الماما كبيرا بالرياضات واللغات الأجنبية.. 

وأشار الزهروني إلى أن تونس تراهن على ذكاء مواردها البشرية، ولكنها للأسف الشديد تأخرت كثيرا في إعداد الأرضية اللازمة لتربية وتعليم وتكوين جيل جديد قادر على التحليق عاليا سواء داخل حدود الوطن أو خارجه بفضل ما يكتسبه من علوم ومعارف ومهارات وقدرات على المنافسة والتميز وصناعة الفارق.

ولاحظ رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ أن الكثير من التلاميذ المعنيين بعمليات التوجيه المدرسي وكذلك التلاميذ الذين يستعدون لامتحان الباكالوريا وما سيتبعه من عمليات التوجيه الجامعي يشعرون بالإحباط والخوف من المستقبل نتيجة غياب الرؤية وتأخر عملية الإصلاح الشامل للمنظومة التربوية التي شارفت على الانهيار وأدت إلى تفاقم البطالة في صفوف أصحاب الشهادات العليا، وليس هذا فقط بل ساهمت في تزايد عدد المحرومين من حقهم في التعليم فهناك آلاف التلاميذ من مواليد 2017 لم يلتحقوا بمقاعد الدراسة وهو ما يعد جريمة في حقهم، حسب وصفه.

سعيدة بوهلال  

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews