إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم.. لماذا ..!.

 

يرويها: أبو بكر الصغير

   من المؤسف حقا ألا يحظى عندنا حدث اقتصادي عالمي بأهمية "منتدى دافوس" في العاصمة السعودية الرياض الذي التام تحت شعار  "التعاون الدولي والنمو والطاقة من أجل التنمية"، باهتمام كبير من قبل وسائل إعلامنا.

   كانت السلطات السعودية أعلنت قبل فترة استضافة الاجتماع الخاص الأول من نوعه للمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" في الرياض  بحضور عدد من كبار قادة ورؤساء الدول والحكومات، وأكثر من ألف من كبار المسؤولين والخبراء الدوليين وقادة الرأي والمفكرين، من القطاعات الحكومية والخاصة والمنظمات الدولية والمؤسسات الأكاديمية من 92 دولة .

 لا يختلف اثنان انه شرف كبير أن تحتضن عاصمة عربية مثل هذا الحدث العالمي بمكانة "منتدى دافوس" وهذا يندرج في هذا التوجه الجديد لقيادة المملكة في التميّز والريادة في كل مجالات الحياة بما جعلها دولة تسابق الزمن نهضة وتقدما وتطورا وتبهر كلّ العالم بهذا المنجز السعودي.

 بالمناسبة خسرت تونس55 مرتبة في مؤشر التنافسية لـ"منتدى دافوس" وأصبحت تحتل المركز العاشر عربيا بعد أن كانت في سنة 2010 في المرتبة الرابعة .

 لا يختلف اثنان أن الكارثة … في عناوين ثلاثة إذا اجتمعت في قوم :

الجهل والفقر والغباء …

ظاهرة غريبة عجيبة فعلا، لا بدّ من التوقف عندها .

لماذا يبدع ويتألق التونسيون في الخارج أكثر من تألقهم داخل بلادهم ؟!.

هل للأمر علاقة بالمحيط والمناخ، كذلك بالفرص التي تتوفّر لهم وما يعيشونه من حرية المبادرة.

  إن الأمر يتعلّق حقيقة وواقعا، بحالة من عقلية الذكاء الجماعي، الذي هو وحده الدافع نحو تغيير الأداء وخلق الديناميكية.

  لنأخذ مثالا واحدا، الشركات الناشئة (الستارت اب) شركات المشاريع الريادية، التي تنطلق في أعمالها هنا بتونس سنكتشف حجم المتاعب والمعاناة التي يواجهها أصحابها، في حين نراها في لحظة مغادرتها  ومبادرتها بالاستثمار والاستقرار في الخارج تزدهر وتبرز وتحقق النجاحات يعجز أحيانا عن بلوغها أبناء البلد داخل بلادهم.

لنتفق على أمر  بديهي، إنّ التونسي مبدع وذكي بالفطرة ، هذا الكلام ليس من باب الشوفينية أو تمجيد الذات بل مثبت تاريخا وانجازا وواقعا وفعلا .

حتى  الشعوب الأخرى الشقيقة والصديقة تقرّ بذلك وتعترف به  .

السرّ يكمن فيما يعرف بـ «الذكاء الجماعي"، هو الاسم الذي يُقصد به،  الذكاء الذي يتم توزيعه داخل أفراد مجتمع ما.

 إنه يختلف بشكل ملحوظ عن الذكاء الفردي الذي يتعلق بالفرد وحده والذي يعد ذكاءً يمكن اعتباره منعزلا.

 إنّ هنالك عوامل كثيرة تنسق وتعبئ في الوقت الحقيقي كفاءات كل فرد في المجتمع، وتؤسّس لهذا الذكاء الجماعي، ذكاء ثابت راسخ لا ينحرف.

 لا يفهم كل فرد من الأفراد كيفية فرض الانجاز الكامل لأعماله، ولكنه يفهم أنه متناغم ومتعاون ومتناسق مع الآخرين.

إنها عقلية تؤسس في الوقت نفسه ذكاءً فرديًا وكفاءات جماعية لتحقيق هدف أكثر أهمية وهو إشعاع الوطن .

 عقلية مشتركة، من الأفضل أن تكون للجميع ومستقبلًا دائمًا.

 يعمل الذكاء الجماعي على تحديد هذه الأبعاد الثلاثة من خلال الأداء الإبداعي والأداء الاجتماعي والأداء الاقتصادي، من خلال الأداء الإبداعي، لأنه يزيد من جودة وكمية الأفكار المولدة.

  من خلال الأداء الاجتماعي، لأنه يسمح ببدء تشغيل المعدات واتحاد المشاريع.

 من ناحية الأداء الاقتصادي، لأنه يسمح بالتركيز على ما يزيد من القيمة المضافة، واتخاذ القرار بشكل أسرع، بالإضافة إلى المزيد من التقدم في النتيجة.

من أجل تعزيز الذكاء الجماعي، من المهم خلق سياسات وبيئة عمل تفضل التعاون وتغيير الأفكار.

  يجب على المتعاونين أن يشعروا بالثقة والرغبة في المشاركة بأفكارهم ومعارفهم، دون أن يكونوا خبراء أو حتى مختصين .

من خلال الذكاء الجماعي، نشير إلى القدرة على التنظيم الذاتي للإمكانات والوسائل للحصول على نتيجة تتمثل في كلية متفوقة معرفيًا لا تستحوذ على اهتمام الأشخاص الذين يتكونون منها.

    للأسف فإن هذه الرّوح الجماعية لم تعد هي السائدة عندنا اليوم، “كلّ يغني على ليلاه".

إن الذكاء الجماعي هو في الأساس مفهوم وحالة روحية، نحن فقدناه بما كان لهو كلّ هذا الأثر والنتيجة عن حال بلادنا وعلاقاتها وصورتها خارجيا.

 إنّ رحلة الاستكشاف الحقيقية لا تستلزم الذهاب لأراض جديدة، بل تستلزم الرؤية بعيون جديدة.

 فلا طريق لتحقيق النجاح، فالنجاح هو الطريق، لانّ الذي لا يأخذ أحلامه على محمل الجدّ لن يرى تميّزا في مسيرة حياته.

حكاياتهم..   لماذا ..!.

 

يرويها: أبو بكر الصغير

   من المؤسف حقا ألا يحظى عندنا حدث اقتصادي عالمي بأهمية "منتدى دافوس" في العاصمة السعودية الرياض الذي التام تحت شعار  "التعاون الدولي والنمو والطاقة من أجل التنمية"، باهتمام كبير من قبل وسائل إعلامنا.

   كانت السلطات السعودية أعلنت قبل فترة استضافة الاجتماع الخاص الأول من نوعه للمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" في الرياض  بحضور عدد من كبار قادة ورؤساء الدول والحكومات، وأكثر من ألف من كبار المسؤولين والخبراء الدوليين وقادة الرأي والمفكرين، من القطاعات الحكومية والخاصة والمنظمات الدولية والمؤسسات الأكاديمية من 92 دولة .

 لا يختلف اثنان انه شرف كبير أن تحتضن عاصمة عربية مثل هذا الحدث العالمي بمكانة "منتدى دافوس" وهذا يندرج في هذا التوجه الجديد لقيادة المملكة في التميّز والريادة في كل مجالات الحياة بما جعلها دولة تسابق الزمن نهضة وتقدما وتطورا وتبهر كلّ العالم بهذا المنجز السعودي.

 بالمناسبة خسرت تونس55 مرتبة في مؤشر التنافسية لـ"منتدى دافوس" وأصبحت تحتل المركز العاشر عربيا بعد أن كانت في سنة 2010 في المرتبة الرابعة .

 لا يختلف اثنان أن الكارثة … في عناوين ثلاثة إذا اجتمعت في قوم :

الجهل والفقر والغباء …

ظاهرة غريبة عجيبة فعلا، لا بدّ من التوقف عندها .

لماذا يبدع ويتألق التونسيون في الخارج أكثر من تألقهم داخل بلادهم ؟!.

هل للأمر علاقة بالمحيط والمناخ، كذلك بالفرص التي تتوفّر لهم وما يعيشونه من حرية المبادرة.

  إن الأمر يتعلّق حقيقة وواقعا، بحالة من عقلية الذكاء الجماعي، الذي هو وحده الدافع نحو تغيير الأداء وخلق الديناميكية.

  لنأخذ مثالا واحدا، الشركات الناشئة (الستارت اب) شركات المشاريع الريادية، التي تنطلق في أعمالها هنا بتونس سنكتشف حجم المتاعب والمعاناة التي يواجهها أصحابها، في حين نراها في لحظة مغادرتها  ومبادرتها بالاستثمار والاستقرار في الخارج تزدهر وتبرز وتحقق النجاحات يعجز أحيانا عن بلوغها أبناء البلد داخل بلادهم.

لنتفق على أمر  بديهي، إنّ التونسي مبدع وذكي بالفطرة ، هذا الكلام ليس من باب الشوفينية أو تمجيد الذات بل مثبت تاريخا وانجازا وواقعا وفعلا .

حتى  الشعوب الأخرى الشقيقة والصديقة تقرّ بذلك وتعترف به  .

السرّ يكمن فيما يعرف بـ «الذكاء الجماعي"، هو الاسم الذي يُقصد به،  الذكاء الذي يتم توزيعه داخل أفراد مجتمع ما.

 إنه يختلف بشكل ملحوظ عن الذكاء الفردي الذي يتعلق بالفرد وحده والذي يعد ذكاءً يمكن اعتباره منعزلا.

 إنّ هنالك عوامل كثيرة تنسق وتعبئ في الوقت الحقيقي كفاءات كل فرد في المجتمع، وتؤسّس لهذا الذكاء الجماعي، ذكاء ثابت راسخ لا ينحرف.

 لا يفهم كل فرد من الأفراد كيفية فرض الانجاز الكامل لأعماله، ولكنه يفهم أنه متناغم ومتعاون ومتناسق مع الآخرين.

إنها عقلية تؤسس في الوقت نفسه ذكاءً فرديًا وكفاءات جماعية لتحقيق هدف أكثر أهمية وهو إشعاع الوطن .

 عقلية مشتركة، من الأفضل أن تكون للجميع ومستقبلًا دائمًا.

 يعمل الذكاء الجماعي على تحديد هذه الأبعاد الثلاثة من خلال الأداء الإبداعي والأداء الاجتماعي والأداء الاقتصادي، من خلال الأداء الإبداعي، لأنه يزيد من جودة وكمية الأفكار المولدة.

  من خلال الأداء الاجتماعي، لأنه يسمح ببدء تشغيل المعدات واتحاد المشاريع.

 من ناحية الأداء الاقتصادي، لأنه يسمح بالتركيز على ما يزيد من القيمة المضافة، واتخاذ القرار بشكل أسرع، بالإضافة إلى المزيد من التقدم في النتيجة.

من أجل تعزيز الذكاء الجماعي، من المهم خلق سياسات وبيئة عمل تفضل التعاون وتغيير الأفكار.

  يجب على المتعاونين أن يشعروا بالثقة والرغبة في المشاركة بأفكارهم ومعارفهم، دون أن يكونوا خبراء أو حتى مختصين .

من خلال الذكاء الجماعي، نشير إلى القدرة على التنظيم الذاتي للإمكانات والوسائل للحصول على نتيجة تتمثل في كلية متفوقة معرفيًا لا تستحوذ على اهتمام الأشخاص الذين يتكونون منها.

    للأسف فإن هذه الرّوح الجماعية لم تعد هي السائدة عندنا اليوم، “كلّ يغني على ليلاه".

إن الذكاء الجماعي هو في الأساس مفهوم وحالة روحية، نحن فقدناه بما كان لهو كلّ هذا الأثر والنتيجة عن حال بلادنا وعلاقاتها وصورتها خارجيا.

 إنّ رحلة الاستكشاف الحقيقية لا تستلزم الذهاب لأراض جديدة، بل تستلزم الرؤية بعيون جديدة.

 فلا طريق لتحقيق النجاح، فالنجاح هو الطريق، لانّ الذي لا يأخذ أحلامه على محمل الجدّ لن يرى تميّزا في مسيرة حياته.

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews