إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

اليوم الذكرى 26 لرحيله .. نزار قباني ... النغم العاشق للحب والحرية

تونس-الصباح

30 افريل 1998 -30 افريل 2024 – ست وعشرون سنة تمر اليوم على رحيل شاعر استثنائي حطم أسوار المعاجم وفتح النوافذ العتيقة لتنطلق منها مفردات اللغة في الشوارع والميادين العربية معلنة رفضها للاستكانة والخنوع , ثائرة على السائد ...رافعة لواء الحب والرومانسية والأحلام التواقة الى معانقة الشمس 

نزار قباني الديبلوماسي والشاعر الذي لم تتوحد  ولم تجتمع الأمة العربية على شاعر بعد أمير الشعراء احمد شوقي مثلما اجتمعت على الشاعر الخالد ...شاعر ليس ككل الشعراء في قصائده وإبداعاته مثل نزار قباني.. 

نزار قباني عشق في المرأة أنوثتها.. رقتها.. جدائل شعرها الحريري الطويل المنسدل على كتفيها  فكان أن وهبها أحاسيسه ..شوقه.. حنينه العميق المرهف  ..

نزار قباني صرخ في وجه الخنوع العربي "تزوجتك أيتها الحرية " وصرخ في وجه الاستسلام " إذا كنت قد صرخت في وجه العالم العربي هذا الصراخ الذي وصل إلى حد الهمجية فلأن الإنسان لا يصرخ عادة إلا حينما تكون مساحة الجرح أكبر من مساحة الطعنة وكمية دموعه أكبر من مساحة عينيه"   

محسن بن أحمد

ليس غريبا أن يتهافت الملحنون على قصائد شاعر قدره أن يكون فوق النسيان أمس واليوم وغدا ...قصائد هي بلسم المتألمين والمحبين والثائرين.. هي قصائد الحياة التي نهفو إليها وهي قصائد الحب التي نستلذ بلهيبها.. وهي قصائد الإرادة الحرة والاعتزاز بالهوية العربية والرفض القاطع للاستكانة والخنوع والجمود.

في خضم هذه القصائد التي وجدت طريقها إلى الأغنية العربية تستوقفنا 5 قصائد نادرة لم تلق حظها من الرواج وقد تكون غير معروفة لدى الجمهور العربي العريض.

 "أصبح الآن عندي بندقية" القصيد الوحيد بصوت أم كلثوم

لئن اقتحم نزار قباني الاغنية العربية بقصيده " أيظن " لنجاة الصغيرة والحان محمد عبد الوهاب فإنه في ذات الوقت كان يمني النفس أن تغني له أم كلثوم.. 

جمع لقاء بين محمد عبد الوهاب ونزار قباني كانت نتيجته " أصبح عندي الآن بندقية " ليكون القصيد الوحيد الذي شدت به أم كلثوم من المدونة الشعرية لنزار قباني ...كان قصيدا سياسيا وقد أعطاه صوتها بعدا ملحميا رائعا واستثنائيا:"أصبح عندي الآن بندقية..إلى فلسطين خذوني معكم..إلى ربى حزينة كوجه المجدلية.. إلى القباب الخضر..والحجارة البنية..أصبح عندي الآن بندقية ".

 رسالة الى جمال عبد الناصر

كان يوم 30 سبتمبر 1970 حزينا غائما في كامل أرجاء الوطن العربي ...يوم رحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر

بكى نزار قباني الزعيم الراحل بكل حرقة في قصيده "عندي خطاب عاجل إليك " الذي تلقفه أمير النغم العربي رياض السنباطي وقدمته أم كلثوم مرة وحيدة في دقائق :"عندي خطاب عاجل إليك..لكن لا أجد الكلام..فالصبرلا صبر له والنوم لا ينام  .

رسالة من امرأة مجهولة

" رسالة من امرأة مجهولة " وعنوانه الأصلي "رسالة من امرأة حاقدة " تلقفته فائزة احمد بعد أن تولى محمد سلطان تلحينه..هذا القصيد الاستثنائي تم منع تداوله وبثه في عديد الإذاعات العربية لجرأة الطرح فيه: لاتدخلي لا  ...وسددت في وجهي الطريق بمرفقيك

وزعمت لي .. أن الرفاق أتوا إليك.. أهم الرفاق أتوا إليك" ..أم إن سيدة لديك؟..تحتل بعدي ساعديك؟.. وصرخت محتدما.. قفي..والريح تمضغ معطفي..والذل يكسو موقفي ..لا تعتذر أبدا ولا تتأسف..أنا لست آسفة عليك.."

"طوق الياسمين" قصيد لم يستمع إليه نزار

انطلقت رحلة الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي مع أشعار نزار قباني بقصيد " كلمات" ...كسبت ماجدة الرومي الرهان الذي فسح لها المجال للنهل من قصائد نزار قباني فكان قصيد " بيروت ست الدنيا " و"مع الجريدة " ثم " طوق الياسمين " الذي أراده كاظم الساهر لنفسه غير أن نزار رفض ذلك على اعتبار أنه وعد به ماجدة الرومي

كان في الحسبان أن يكون نزار قباني ضيف الشرف الرئيسي يوم 1 ماي 1998 لحفل ماجدة الرومي والاستماع لأول مرة لقصيد طوق الياسمين بصوتها غير أن الأجل المحتوم كانت له الكلمة العليا ليرحل نزار قباني إلى جنات الخلد دون الاستماع لـ" طوق الياسمين " بصوت ماجدة الرومي على الركح 

"القدس".. قصيد لم تقدمه شادية 

شادية واحدة من الأصوات الطربية العربية الخالدة وجدت نفسها في رحاب أشعار نزار قباني من خلال قصيد "القدس" الذي صاغه الملحن الكبير رياض السنباطي وقد سعى من ناحيته عبدالحليم حافظ للفوز به فكان الخلاف بينهما وكانت نتيجته أن ضاع القصيد واللحن في الزحام

تلقف كاظم الساهر القصيد وتولى تلحينه وسجله بالاشتراك مع لطيفة العرفاوي: "بكيت حتى انتهت الدموع.. بكيت حتى ذابت الشموع.. يا قدس يا مدينة الأحزاب..من ينقذ الإنسان.. من يوقف العدوان..يا قدس إن الموت فينا موزع.. كل أطفال العرب .. يرمون في مقبرة واحدة" 

معارك في حياة نزار قباني 

منذ دخل نزار قباني مملكة الشعر بديوانه الأول " قالت لي سمراء " سنة 1944 حتى وجد نفسه في مواجهة أهل السياسية في الوطن العربي لتتحول حياته إلى معركة دائمة  مع معارضيه ومن ابرز هذه المعارك

-معركة قصيد " خبز وحشيش وقمر " الذي أثار رجال الدين في سوريا فكانت مطالبتهم بطرده من السلك الديبلوماسي وانتقلت المعركة إلى البرلمان السوري ليكون بذلك أول شاعر تناقش أشعاره في البرلمان

-معركة قصيد " هوامش على دفتر النكسة " ,,, أثار هذا القصيد عاصفة شديدة في كامل أرجاء الوطن العربي ولعنف القصيد صدر قرار بمنع إذاعة أغاني نزار وأشعاره في الإذاعات والقنوات التلفزيونية العربية

- في 1990 صدر قرار من وزارة التعليم المصرية بحذف قصيدة "عند الجدار" من مناهج الدراسة بالمدارس الإعدادية لما تضمنه من معان غير مقبولة وقد أثار القرار ضجة في حينها واعترض عليه الكثير من الشعراء في  مصر والوطن العربي.

اليوم الذكرى 26 لرحيله ..   نزار قباني ... النغم العاشق للحب والحرية

تونس-الصباح

30 افريل 1998 -30 افريل 2024 – ست وعشرون سنة تمر اليوم على رحيل شاعر استثنائي حطم أسوار المعاجم وفتح النوافذ العتيقة لتنطلق منها مفردات اللغة في الشوارع والميادين العربية معلنة رفضها للاستكانة والخنوع , ثائرة على السائد ...رافعة لواء الحب والرومانسية والأحلام التواقة الى معانقة الشمس 

نزار قباني الديبلوماسي والشاعر الذي لم تتوحد  ولم تجتمع الأمة العربية على شاعر بعد أمير الشعراء احمد شوقي مثلما اجتمعت على الشاعر الخالد ...شاعر ليس ككل الشعراء في قصائده وإبداعاته مثل نزار قباني.. 

نزار قباني عشق في المرأة أنوثتها.. رقتها.. جدائل شعرها الحريري الطويل المنسدل على كتفيها  فكان أن وهبها أحاسيسه ..شوقه.. حنينه العميق المرهف  ..

نزار قباني صرخ في وجه الخنوع العربي "تزوجتك أيتها الحرية " وصرخ في وجه الاستسلام " إذا كنت قد صرخت في وجه العالم العربي هذا الصراخ الذي وصل إلى حد الهمجية فلأن الإنسان لا يصرخ عادة إلا حينما تكون مساحة الجرح أكبر من مساحة الطعنة وكمية دموعه أكبر من مساحة عينيه"   

محسن بن أحمد

ليس غريبا أن يتهافت الملحنون على قصائد شاعر قدره أن يكون فوق النسيان أمس واليوم وغدا ...قصائد هي بلسم المتألمين والمحبين والثائرين.. هي قصائد الحياة التي نهفو إليها وهي قصائد الحب التي نستلذ بلهيبها.. وهي قصائد الإرادة الحرة والاعتزاز بالهوية العربية والرفض القاطع للاستكانة والخنوع والجمود.

في خضم هذه القصائد التي وجدت طريقها إلى الأغنية العربية تستوقفنا 5 قصائد نادرة لم تلق حظها من الرواج وقد تكون غير معروفة لدى الجمهور العربي العريض.

 "أصبح الآن عندي بندقية" القصيد الوحيد بصوت أم كلثوم

لئن اقتحم نزار قباني الاغنية العربية بقصيده " أيظن " لنجاة الصغيرة والحان محمد عبد الوهاب فإنه في ذات الوقت كان يمني النفس أن تغني له أم كلثوم.. 

جمع لقاء بين محمد عبد الوهاب ونزار قباني كانت نتيجته " أصبح عندي الآن بندقية " ليكون القصيد الوحيد الذي شدت به أم كلثوم من المدونة الشعرية لنزار قباني ...كان قصيدا سياسيا وقد أعطاه صوتها بعدا ملحميا رائعا واستثنائيا:"أصبح عندي الآن بندقية..إلى فلسطين خذوني معكم..إلى ربى حزينة كوجه المجدلية.. إلى القباب الخضر..والحجارة البنية..أصبح عندي الآن بندقية ".

 رسالة الى جمال عبد الناصر

كان يوم 30 سبتمبر 1970 حزينا غائما في كامل أرجاء الوطن العربي ...يوم رحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر

بكى نزار قباني الزعيم الراحل بكل حرقة في قصيده "عندي خطاب عاجل إليك " الذي تلقفه أمير النغم العربي رياض السنباطي وقدمته أم كلثوم مرة وحيدة في دقائق :"عندي خطاب عاجل إليك..لكن لا أجد الكلام..فالصبرلا صبر له والنوم لا ينام  .

رسالة من امرأة مجهولة

" رسالة من امرأة مجهولة " وعنوانه الأصلي "رسالة من امرأة حاقدة " تلقفته فائزة احمد بعد أن تولى محمد سلطان تلحينه..هذا القصيد الاستثنائي تم منع تداوله وبثه في عديد الإذاعات العربية لجرأة الطرح فيه: لاتدخلي لا  ...وسددت في وجهي الطريق بمرفقيك

وزعمت لي .. أن الرفاق أتوا إليك.. أهم الرفاق أتوا إليك" ..أم إن سيدة لديك؟..تحتل بعدي ساعديك؟.. وصرخت محتدما.. قفي..والريح تمضغ معطفي..والذل يكسو موقفي ..لا تعتذر أبدا ولا تتأسف..أنا لست آسفة عليك.."

"طوق الياسمين" قصيد لم يستمع إليه نزار

انطلقت رحلة الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي مع أشعار نزار قباني بقصيد " كلمات" ...كسبت ماجدة الرومي الرهان الذي فسح لها المجال للنهل من قصائد نزار قباني فكان قصيد " بيروت ست الدنيا " و"مع الجريدة " ثم " طوق الياسمين " الذي أراده كاظم الساهر لنفسه غير أن نزار رفض ذلك على اعتبار أنه وعد به ماجدة الرومي

كان في الحسبان أن يكون نزار قباني ضيف الشرف الرئيسي يوم 1 ماي 1998 لحفل ماجدة الرومي والاستماع لأول مرة لقصيد طوق الياسمين بصوتها غير أن الأجل المحتوم كانت له الكلمة العليا ليرحل نزار قباني إلى جنات الخلد دون الاستماع لـ" طوق الياسمين " بصوت ماجدة الرومي على الركح 

"القدس".. قصيد لم تقدمه شادية 

شادية واحدة من الأصوات الطربية العربية الخالدة وجدت نفسها في رحاب أشعار نزار قباني من خلال قصيد "القدس" الذي صاغه الملحن الكبير رياض السنباطي وقد سعى من ناحيته عبدالحليم حافظ للفوز به فكان الخلاف بينهما وكانت نتيجته أن ضاع القصيد واللحن في الزحام

تلقف كاظم الساهر القصيد وتولى تلحينه وسجله بالاشتراك مع لطيفة العرفاوي: "بكيت حتى انتهت الدموع.. بكيت حتى ذابت الشموع.. يا قدس يا مدينة الأحزاب..من ينقذ الإنسان.. من يوقف العدوان..يا قدس إن الموت فينا موزع.. كل أطفال العرب .. يرمون في مقبرة واحدة" 

معارك في حياة نزار قباني 

منذ دخل نزار قباني مملكة الشعر بديوانه الأول " قالت لي سمراء " سنة 1944 حتى وجد نفسه في مواجهة أهل السياسية في الوطن العربي لتتحول حياته إلى معركة دائمة  مع معارضيه ومن ابرز هذه المعارك

-معركة قصيد " خبز وحشيش وقمر " الذي أثار رجال الدين في سوريا فكانت مطالبتهم بطرده من السلك الديبلوماسي وانتقلت المعركة إلى البرلمان السوري ليكون بذلك أول شاعر تناقش أشعاره في البرلمان

-معركة قصيد " هوامش على دفتر النكسة " ,,, أثار هذا القصيد عاصفة شديدة في كامل أرجاء الوطن العربي ولعنف القصيد صدر قرار بمنع إذاعة أغاني نزار وأشعاره في الإذاعات والقنوات التلفزيونية العربية

- في 1990 صدر قرار من وزارة التعليم المصرية بحذف قصيدة "عند الجدار" من مناهج الدراسة بالمدارس الإعدادية لما تضمنه من معان غير مقبولة وقد أثار القرار ضجة في حينها واعترض عليه الكثير من الشعراء في  مصر والوطن العربي.

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews