إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

يوسف شقرة رئيس اتحاد الكتاب لـ"الصباح": معرض الكتاب لهذا العام حقق نجاحا ولكن لم يبلغ الطموحات العالية

 

حاوره :وليد عبداللاوي

تونس-الصباح

التقت "الصباح" الشاعر ورئيس اتحاد الكتاب الجزائريين يوسف شقرة صاحب مشروع جديد في مجال الشعر، للحديث عن دور معارض الكتاب في الحراك الأدبي والثقافي، عن رأيه حول تنظيم الدورة 38 للمعرض الدولي للكتاب بالكرم، فضلا عن أهم أعماله الأخيرة ومساهمة المبدعين الجزائريين في نقل واقعنا العربي فنيا.. فكان الحوار التالي... 

*بداية الى أي مدى تعتبر أن إقامة معارض دولية للكتاب من شأنها أن تساهم في تنشيط الحراك الأدبي والثقافي؟

-معارض الكتب حراك ثقافي بالأساس وهي تشجيع للمقروئية فضلا عن الحفاظ على التراث المتبادل الخاص بالكتاب.. أما عن مدى توفيقها فذلك يرجع إلى واضع الاستراتيجية الثقافية التي تختلف من مكان الى مكان ومن بلد الى بلد ومن إمكانيات الى أخرى.. إذ هناك بلدان تضع كل اهتماماتها لهذا المعرض أو ذاك لتشجع بكل طاقاتها وإمكاناتها حتى يأخذ المعرض حقه من الإقبال والزوار والقراء على حد السواء فتجد مواكبة للمعرض انشطة ثقافية من داخل تلك البلد ومن خارجها، فإذا وضعنا الامكانيات المطلوبة لتشجيع الناشر في الطباعة ثم في قضية نقل الكتاب من مكان إلى ٱخر، الى جانب العوائق التي يمكن أن تعترض الناشر -ولنكن صرحاء مع انفسنا - تبقى تجارة الكتب غير مربحة باعتبار أن الناشر في النهاية تاجر ونادرا ما يحقق ارباحا كبيرة ، وأعتقد انه في حال توفير ضمان للناشر سيكون إقباله كبيرا.. أما إذا تعددت المساحة الارضية للمعرض وكثر عدد الناشرين تجد الإقبال أكثر وتزداد المقتنيات والمشتريات بمدى خفض الأسعار ، فيجب أخذ هذه المسألة بعين الاعتبار لأن الوضعيات المادية من شأنها أن تثقل كاهل المواطن، تجده يتحسر يقرأ العنوان ولا يستطيع اقتناء الكتاب ليغادر وفي قلبه غصة، واعطيكم مثالا بسيطا، كنت اتجول في جناح فلسطين فيه نسخة وحيدة لكتاب لا يساوي ثمنه قيمة هذا المؤلف، فثمنه بلغ خمسة وتسعين دينارا، هنا أتساءل: كيف لصوت صاحبه أن يصل للٱخر....

أرى أن الدولة لا بد أن تتدخل من خلال وضع استراتيجية، لا استراتيجة أشخاص.. وطرح العديد من التساؤلات: ماذا نريد من إقامة معرض دولي للكتاب؟ هل نريد كسبا تجاريا ؟ هل نبحث عن فنتازيا إشهارية؟ وعرض شبه مسرحي بأننا اقمنا معرضا فيه كذا وكذا ثم نختفي من يوم الافتتاح ولا نجد شيئا؟ أو تبليغ رسالة القراءة والمقروئية ؟ .. أرى انه لا بد من تضحيات مالية من الدولة سواء بإعفاء جمركي أو بإعفاء كراء المساحات الخاصة بالأجنحة .. كما يمكن للدولة أن تتكفل باقتناء جزء من المسترجعات عند انهاء فعاليات المعرض لضمان تعميم القراءة والنجاح في التثقيف"...

+هل من مؤاخذات عن الإقبال والتنظيم في هذا الدورة؟

-بحكم الجغرافيا وسكني بعنابة اعرف الكثير بحكم زياراتي المتعددة.. لا نستطيع أن نلوم أحدا باعتبار أن المعرض الغي من طرف وزيرة سابقة لتعاد برمجته في الوقت المخصص له بإذن من رئيس الدولة قيس الدولة الذي يولي الكتاب أهمية كبرى، وهذا انتصار في حد ذاته.. أعتقد أن معرض الكتاب لهذا العام حقق نجاحا ولكن لم يبلغ الطموحات العالية باعتبار الظروف السالف ذكرها.. وخفض الميزانية المرصودة الى النصف..

وبالتالي لا يمكن تصنيف المعرض ضمن المعارض الكبرى التي تضخ اموالا ضخمة على غرار معرض الشارقة، ذلك أن تونس لها مشروع ثقافي تنموي حضاري بينما الٱخر له مشروع إعلامي..

+من تونس ننتقل الى الجزائر.. هل نجح المبدعون الجزائريون في في نقل الواقع فنيا على المستوى المحلي والعربي؟  

-لا يمكن لأي مبدع أن ينطلق من أمكنة لا يعرفها.. مرجعيته حتما ستكون الواقع.. أما عملية نقله من خلال الانتاجات الإبداعية فتتطلب تجاوز الواقع ونقلك الى عالم ٱخر، عالم من التصورات والٱلام والأفكار التي يريد المبدع إيصالها..

فالمبدع ابن بيئته وهنا توجد التقاطعات .. تقاطعات بين الدول لأن الإنسان واحد.. هناك قواسم مشتركة اينما كان المبدع لكن دون الانسلاخ عما يعيشه ويعكسه واقعه..

+لك العديد من دواوين شعر ترجمت الى العديد من اللغات، لكن هل فكرت في الميل الى جنس الرواية ؟

-ٱخر كتاب وقعته في المعرض الدولي للكتاب في دورته38 وتحديدا في دار يافا للدراسات عنوانه "من كتاب المهد الاخير" طبع في تونس.. أنا لا أخرج عن دائرة الكتابة في مجال الشعر

 وفي المستقبل القريب لا أفكر في كتابة قصة أو رواية أو جنس ادبي ٱخر..

أنا الآن بصدد التحضير لمشروع وهو ثلاثية في الشعر بداتها بالكتاب الأول سميته "اليوسفيات" منذ حوالي ثلاث سنوات الحلقة الثانية منه صدر في تونس من كتاب "المهدي الأخير"الحلقة الثالثة ستصدر في القاهرة وهي "مزامير يوسف" .. حلقة متكاملة فيها تجربة إبداعية جديدة تأخذ من الصوفية ومن التجليات وايضا تتضمن ما اسميته ب "النص المثقف" الذي يحتاج الى قراءات وليس قراءة لأن فيه تفرعات ويحيلك الى نصوص أخرى .. وهذه تجربة جديدة اشتغلت عليها حوالي تسع سنوات.. تبقى محاولات شعرية الى جانب دواوين اخرى ترجمت الى العديد من اللغات

 

يوسف شقرة رئيس اتحاد الكتاب لـ"الصباح":  معرض الكتاب لهذا العام حقق نجاحا ولكن لم يبلغ الطموحات العالية

 

حاوره :وليد عبداللاوي

تونس-الصباح

التقت "الصباح" الشاعر ورئيس اتحاد الكتاب الجزائريين يوسف شقرة صاحب مشروع جديد في مجال الشعر، للحديث عن دور معارض الكتاب في الحراك الأدبي والثقافي، عن رأيه حول تنظيم الدورة 38 للمعرض الدولي للكتاب بالكرم، فضلا عن أهم أعماله الأخيرة ومساهمة المبدعين الجزائريين في نقل واقعنا العربي فنيا.. فكان الحوار التالي... 

*بداية الى أي مدى تعتبر أن إقامة معارض دولية للكتاب من شأنها أن تساهم في تنشيط الحراك الأدبي والثقافي؟

-معارض الكتب حراك ثقافي بالأساس وهي تشجيع للمقروئية فضلا عن الحفاظ على التراث المتبادل الخاص بالكتاب.. أما عن مدى توفيقها فذلك يرجع إلى واضع الاستراتيجية الثقافية التي تختلف من مكان الى مكان ومن بلد الى بلد ومن إمكانيات الى أخرى.. إذ هناك بلدان تضع كل اهتماماتها لهذا المعرض أو ذاك لتشجع بكل طاقاتها وإمكاناتها حتى يأخذ المعرض حقه من الإقبال والزوار والقراء على حد السواء فتجد مواكبة للمعرض انشطة ثقافية من داخل تلك البلد ومن خارجها، فإذا وضعنا الامكانيات المطلوبة لتشجيع الناشر في الطباعة ثم في قضية نقل الكتاب من مكان إلى ٱخر، الى جانب العوائق التي يمكن أن تعترض الناشر -ولنكن صرحاء مع انفسنا - تبقى تجارة الكتب غير مربحة باعتبار أن الناشر في النهاية تاجر ونادرا ما يحقق ارباحا كبيرة ، وأعتقد انه في حال توفير ضمان للناشر سيكون إقباله كبيرا.. أما إذا تعددت المساحة الارضية للمعرض وكثر عدد الناشرين تجد الإقبال أكثر وتزداد المقتنيات والمشتريات بمدى خفض الأسعار ، فيجب أخذ هذه المسألة بعين الاعتبار لأن الوضعيات المادية من شأنها أن تثقل كاهل المواطن، تجده يتحسر يقرأ العنوان ولا يستطيع اقتناء الكتاب ليغادر وفي قلبه غصة، واعطيكم مثالا بسيطا، كنت اتجول في جناح فلسطين فيه نسخة وحيدة لكتاب لا يساوي ثمنه قيمة هذا المؤلف، فثمنه بلغ خمسة وتسعين دينارا، هنا أتساءل: كيف لصوت صاحبه أن يصل للٱخر....

أرى أن الدولة لا بد أن تتدخل من خلال وضع استراتيجية، لا استراتيجة أشخاص.. وطرح العديد من التساؤلات: ماذا نريد من إقامة معرض دولي للكتاب؟ هل نريد كسبا تجاريا ؟ هل نبحث عن فنتازيا إشهارية؟ وعرض شبه مسرحي بأننا اقمنا معرضا فيه كذا وكذا ثم نختفي من يوم الافتتاح ولا نجد شيئا؟ أو تبليغ رسالة القراءة والمقروئية ؟ .. أرى انه لا بد من تضحيات مالية من الدولة سواء بإعفاء جمركي أو بإعفاء كراء المساحات الخاصة بالأجنحة .. كما يمكن للدولة أن تتكفل باقتناء جزء من المسترجعات عند انهاء فعاليات المعرض لضمان تعميم القراءة والنجاح في التثقيف"...

+هل من مؤاخذات عن الإقبال والتنظيم في هذا الدورة؟

-بحكم الجغرافيا وسكني بعنابة اعرف الكثير بحكم زياراتي المتعددة.. لا نستطيع أن نلوم أحدا باعتبار أن المعرض الغي من طرف وزيرة سابقة لتعاد برمجته في الوقت المخصص له بإذن من رئيس الدولة قيس الدولة الذي يولي الكتاب أهمية كبرى، وهذا انتصار في حد ذاته.. أعتقد أن معرض الكتاب لهذا العام حقق نجاحا ولكن لم يبلغ الطموحات العالية باعتبار الظروف السالف ذكرها.. وخفض الميزانية المرصودة الى النصف..

وبالتالي لا يمكن تصنيف المعرض ضمن المعارض الكبرى التي تضخ اموالا ضخمة على غرار معرض الشارقة، ذلك أن تونس لها مشروع ثقافي تنموي حضاري بينما الٱخر له مشروع إعلامي..

+من تونس ننتقل الى الجزائر.. هل نجح المبدعون الجزائريون في في نقل الواقع فنيا على المستوى المحلي والعربي؟  

-لا يمكن لأي مبدع أن ينطلق من أمكنة لا يعرفها.. مرجعيته حتما ستكون الواقع.. أما عملية نقله من خلال الانتاجات الإبداعية فتتطلب تجاوز الواقع ونقلك الى عالم ٱخر، عالم من التصورات والٱلام والأفكار التي يريد المبدع إيصالها..

فالمبدع ابن بيئته وهنا توجد التقاطعات .. تقاطعات بين الدول لأن الإنسان واحد.. هناك قواسم مشتركة اينما كان المبدع لكن دون الانسلاخ عما يعيشه ويعكسه واقعه..

+لك العديد من دواوين شعر ترجمت الى العديد من اللغات، لكن هل فكرت في الميل الى جنس الرواية ؟

-ٱخر كتاب وقعته في المعرض الدولي للكتاب في دورته38 وتحديدا في دار يافا للدراسات عنوانه "من كتاب المهد الاخير" طبع في تونس.. أنا لا أخرج عن دائرة الكتابة في مجال الشعر

 وفي المستقبل القريب لا أفكر في كتابة قصة أو رواية أو جنس ادبي ٱخر..

أنا الآن بصدد التحضير لمشروع وهو ثلاثية في الشعر بداتها بالكتاب الأول سميته "اليوسفيات" منذ حوالي ثلاث سنوات الحلقة الثانية منه صدر في تونس من كتاب "المهدي الأخير"الحلقة الثالثة ستصدر في القاهرة وهي "مزامير يوسف" .. حلقة متكاملة فيها تجربة إبداعية جديدة تأخذ من الصوفية ومن التجليات وايضا تتضمن ما اسميته ب "النص المثقف" الذي يحتاج الى قراءات وليس قراءة لأن فيه تفرعات ويحيلك الى نصوص أخرى .. وهذه تجربة جديدة اشتغلت عليها حوالي تسع سنوات.. تبقى محاولات شعرية الى جانب دواوين اخرى ترجمت الى العديد من اللغات

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews