إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد.. أحرار من خلف القضبان!..

 

لم يدع الفائز بجائزة بوكر إلى المنصّة ولم يصفّق له الجمهور ولم  تنشر له صور بالمناسبة ولم يلق كلمة أمام الحضور..

هكذا حال الأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات  الإسرائيلية القابعين خلف القضبان وهم الذين لم ينفكوا عن تحقيق الانتصارات على السجان والاستهزاء بكل القيود والأغلال التي تطوقهم  لتنطق قضية فلسطين في كل مرة من بهم صمم وتشهد على إرادة لا تقهر لهذا الشعب الذي تفننوا في قتله وتشريده وتهجيره فكان كل مرة يعود وينتفض من رماده  ..

من خلف أسوار السجون ينتصر صوت فلسطين على قبضة السجان ويهزم كل الحواجز الإسمنتية والأسلاك الشائكة التي أقامها ليذكر العالم بأن هناك آلاف الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي يرفضون الاستسلام للاحتلال.. كل العالم تحدث عن باسم خندقجي الأسير الفلسطيني الفائز بجائزة البوكر العربية.. جائزة مستحقة تتزامن مع حرب الإبادة المسعورة التي تشن على غزة ومعها يرتفع صوت فلسطين مخاطبا كل العالم.. باسم خندقجي، الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لعام 2024 عن روايته "قناع بلون السماء" أسير في عقده الرابع أمضى نصفها في سجون الاحتلال وهو يواجه أحكاما مؤبدة.. "قناع بلون السماء ليس أول عنوان يصدر له.. والحقيقة أن للأسرى الفلسطينيين الأبطال القابعين في سجون الاحتلال حكايات مع الإبداع حيث لم ينجح السجان في إلغاء ذاكرتهم أو سرقة إرادتهم أو سلبهم إنسانيتهم ...

باسم خندقجي أصيل مدينة نابلس روائي فلسطيني وصحفي كان يفترض أن يكون حرا يمارس مهاراته كما يشاء ولكن الاحتلال رفض وعمد الى ملاحقته وبتر أحلامه.. ولكن باسم كان عنيدا ولا يقبل الانكسار وكغيره من الأسرى واصل تعليمه في السجن كتب القصص القصيرة إلى غاية اعتقاله في 2004 وانتسب لجامعة القدس حيث كانت رسالته عن الدراسات الإسرائيلية في العلوم السياسية.. الأسرى الفلسطينيون غير قابلين للتطويع رغم كل القمع الذي يتعرضون له.. الأسير مروان البرغوثي المحكوم بعشرات أحكام الإعدام تمكن من إعداد رسالة الدكتوراه وهو في سجنه ونجح في تسريبها ونشرها ولم ترصده أعين الاحتلال المتوثبة لخنق  وتحطيم كل نفس ودفع الأسرى الى الإحباط   ..

أكثر من تسعة آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال والمئات اعتقلوا في الضفة بعد طوفان الأقصى ولا مجال لأهاليهم للوصول إليهم.. لم يتخلف الأسرى الفلسطينيون عن تخليد معاناتهم بكل الطرق المتاحة وجعلها جزءا من الذاكرة الفلسطينية المثقلة بالجروح والمعاناة مع الاحتلال والتهجير والتجويع والإبادة بكل أدواتها ..

لقد أعاد هذا الفوز الفلسطيني المستحق بجائزة البوكر الى المشهد ملف الأسيرات والأسرى الفلسطينيين المنسيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية..وأعاد الى الأذهان أيضا مسلسل المفاوضات المستمر منذ أكثر من سبعة أشهر على عملية طوفان الأقصى لتحرير الرهائن الإسرائيليين والتحركات الدولية في كل الاتجاهات لتحقيق هذا الهدف حتى وإن أدى ذلك الى إبادة كل أهالي غزة وتدمير القطاع على رؤوسهم ..

حياة الفلسطيني لا قيمة ولا ثمن لها أمام حياة الإسرائيلي هذا ما يريد العالم تأكيده من خلال ما يجري في غزة من قصف ومن مجازر يومية ولكنه في المقابل يتجاهل حياة الفلسطينيين الأسرى ومنهم من قضى أكثر من ثلاثة عقود في السجون الإسرائيلية.. أخيرا وليس آخرا سجلت الذاكرة الفلسطينية والأسرى الفلسطينيين قبل أيام رحيل وليد أبودقة الأسير الذي قضى أكثر من ثلاثة عقود في السجون الإسرائيلية ومات دون أن يحتضن طفلته.. وليد أبودقة أسير تحدى الاحتلال من خلف القضبان وتمكن من تحقيق ما كان يحلم به عندما تمكن من تهريب ذاكرته ونجح في نقل رسالته الى العالم عبر تهريب للنطفة التي ستحملها زوجته لتضع ابنتهما "ميلاد "التي كتب لها قبل رحيله "أنت أجمل تهريب لذاكرتي.. أنت رسالتي للمستقبل".

رحل وليد أبودقة ولكن ذاكرته استمرت.. وليس من الواضح إن كان باسم  خندقجي سيستعيد حريته يوما ولكن الأكيد أن حلمه مستمر ولا يمكن لأي سجان في العالم ومهما كانت قوته مصادرة أو بتر أو إلغاء هذا الحلم مع الحرية ...

آسيا العتروس

ممنوع من الحياد..   أحرار من  خلف القضبان!..

 

لم يدع الفائز بجائزة بوكر إلى المنصّة ولم يصفّق له الجمهور ولم  تنشر له صور بالمناسبة ولم يلق كلمة أمام الحضور..

هكذا حال الأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات  الإسرائيلية القابعين خلف القضبان وهم الذين لم ينفكوا عن تحقيق الانتصارات على السجان والاستهزاء بكل القيود والأغلال التي تطوقهم  لتنطق قضية فلسطين في كل مرة من بهم صمم وتشهد على إرادة لا تقهر لهذا الشعب الذي تفننوا في قتله وتشريده وتهجيره فكان كل مرة يعود وينتفض من رماده  ..

من خلف أسوار السجون ينتصر صوت فلسطين على قبضة السجان ويهزم كل الحواجز الإسمنتية والأسلاك الشائكة التي أقامها ليذكر العالم بأن هناك آلاف الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي يرفضون الاستسلام للاحتلال.. كل العالم تحدث عن باسم خندقجي الأسير الفلسطيني الفائز بجائزة البوكر العربية.. جائزة مستحقة تتزامن مع حرب الإبادة المسعورة التي تشن على غزة ومعها يرتفع صوت فلسطين مخاطبا كل العالم.. باسم خندقجي، الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لعام 2024 عن روايته "قناع بلون السماء" أسير في عقده الرابع أمضى نصفها في سجون الاحتلال وهو يواجه أحكاما مؤبدة.. "قناع بلون السماء ليس أول عنوان يصدر له.. والحقيقة أن للأسرى الفلسطينيين الأبطال القابعين في سجون الاحتلال حكايات مع الإبداع حيث لم ينجح السجان في إلغاء ذاكرتهم أو سرقة إرادتهم أو سلبهم إنسانيتهم ...

باسم خندقجي أصيل مدينة نابلس روائي فلسطيني وصحفي كان يفترض أن يكون حرا يمارس مهاراته كما يشاء ولكن الاحتلال رفض وعمد الى ملاحقته وبتر أحلامه.. ولكن باسم كان عنيدا ولا يقبل الانكسار وكغيره من الأسرى واصل تعليمه في السجن كتب القصص القصيرة إلى غاية اعتقاله في 2004 وانتسب لجامعة القدس حيث كانت رسالته عن الدراسات الإسرائيلية في العلوم السياسية.. الأسرى الفلسطينيون غير قابلين للتطويع رغم كل القمع الذي يتعرضون له.. الأسير مروان البرغوثي المحكوم بعشرات أحكام الإعدام تمكن من إعداد رسالة الدكتوراه وهو في سجنه ونجح في تسريبها ونشرها ولم ترصده أعين الاحتلال المتوثبة لخنق  وتحطيم كل نفس ودفع الأسرى الى الإحباط   ..

أكثر من تسعة آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال والمئات اعتقلوا في الضفة بعد طوفان الأقصى ولا مجال لأهاليهم للوصول إليهم.. لم يتخلف الأسرى الفلسطينيون عن تخليد معاناتهم بكل الطرق المتاحة وجعلها جزءا من الذاكرة الفلسطينية المثقلة بالجروح والمعاناة مع الاحتلال والتهجير والتجويع والإبادة بكل أدواتها ..

لقد أعاد هذا الفوز الفلسطيني المستحق بجائزة البوكر الى المشهد ملف الأسيرات والأسرى الفلسطينيين المنسيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية..وأعاد الى الأذهان أيضا مسلسل المفاوضات المستمر منذ أكثر من سبعة أشهر على عملية طوفان الأقصى لتحرير الرهائن الإسرائيليين والتحركات الدولية في كل الاتجاهات لتحقيق هذا الهدف حتى وإن أدى ذلك الى إبادة كل أهالي غزة وتدمير القطاع على رؤوسهم ..

حياة الفلسطيني لا قيمة ولا ثمن لها أمام حياة الإسرائيلي هذا ما يريد العالم تأكيده من خلال ما يجري في غزة من قصف ومن مجازر يومية ولكنه في المقابل يتجاهل حياة الفلسطينيين الأسرى ومنهم من قضى أكثر من ثلاثة عقود في السجون الإسرائيلية.. أخيرا وليس آخرا سجلت الذاكرة الفلسطينية والأسرى الفلسطينيين قبل أيام رحيل وليد أبودقة الأسير الذي قضى أكثر من ثلاثة عقود في السجون الإسرائيلية ومات دون أن يحتضن طفلته.. وليد أبودقة أسير تحدى الاحتلال من خلف القضبان وتمكن من تحقيق ما كان يحلم به عندما تمكن من تهريب ذاكرته ونجح في نقل رسالته الى العالم عبر تهريب للنطفة التي ستحملها زوجته لتضع ابنتهما "ميلاد "التي كتب لها قبل رحيله "أنت أجمل تهريب لذاكرتي.. أنت رسالتي للمستقبل".

رحل وليد أبودقة ولكن ذاكرته استمرت.. وليس من الواضح إن كان باسم  خندقجي سيستعيد حريته يوما ولكن الأكيد أن حلمه مستمر ولا يمكن لأي سجان في العالم ومهما كانت قوته مصادرة أو بتر أو إلغاء هذا الحلم مع الحرية ...

آسيا العتروس