بوجمعة الدنداني
اللغة العربية معرضة للانقراض رغم كل ما قيل وما يقال من توفر عناصر الحياة من بينها القران أو الدين
قال نزار قباني
وسترجع يومًا يا ولدي *** مهزومًا مكسورَ الوجدان
وستعرف بعد رحيل العمر *** بأنك كنت تطارد خيط دخان
فحبيبة قلبك ليس لها *** أرضٌ أو وطنٌ أو عنوان
ما أصعب أن تهوى امرأةً *** يا ولدي ليس لها عنوان
هناك من الحكماء من يعرف كيف ومتى يصطاد ومتى يدخل يده في الجراب عندما تنام الأفاعي وأنا لا اعرف كيف بل ربما لان القضايا التي أتناولها لاتحظى بالاهتمام ولم تعد تهم الناس مثلا مسالة اللغة العربية ،لا شك أنها استقرت في أذهان الناس ولم تعد موضوعا مطروحا أو يتهدده أي خطر لذا يرونها كمن يفتح الأبواب المفتوحة .
هل هذا يكفي ؟
أرى نفس الرأي فاللغة بعد قرون استقرت وتجاوزت المحنة او خطورة الاندثار ولكن الاختلاف في أني أرى أن اللغة وهي عنصر مهم بل أساسي في حياة الأمة العربية وهذه الأمة معرضة للاضمحلال يصبح هذا العنصر ، وقد أحاط به الفرانكفونيون وتشجيعهم للغة الفرنسية وللهجة الدارجة لإضعاف العربية وإحلالها محل العربية ، معرض أيضا للاضمحلال .
وماعرفناه في السابق من لغات اضمحلت وبادت وماتت بالآلاف في أمريكا فقط أكثر من 135 لغة أبيدت. عندما تموت ، واعتقد أنها ماتت ، السيدة ماري سميث جون تكون لغة إياك قد ماتت لأنها آخر من تبقى من المتكلمين بها بالالسكا الأمريكية .
اليونسكو تقول انه في أفق 2050 هناك 3000 لغة مهددة بالانقراض من بين 6000 لغة مستعملة الآن هل العربية ستكون من بين هذه اللغات ؟ لو لم تكن من بين هذه اللغات المنقرضة لماذا أقرت اليونسكو يوم 18 أكتوبر من كل سنة بداية من سنة 2018 كيوم عالمي للغة العربية ؟
هل توجست من الفرانكفونية مثلا ؟ من اللهجات الدارجة ؟ هل استنتجت ضعف العربية في التأقلم مع المنجزات التكنولوجية والعلمية وضعفها على مجاراة التطور ؟ أم هناك توقع بانحسار العربية لضعف الاستعمال فاللغة تحيى وتتطور بالاستعمال . ام ان حملة غربية استعمارية تعمل على قتل اللغة العربية؟
فكم من لغة ماتت واندثرت بسبب الإهمال.
كل وسال الإعلام الخاصة والعامة، التعليم نفسه يتكلم الدارجة ، لم تعد العربية لازمة ومفروضة بل في عصر التعدد والحرية الشخصية مسموح التعبير بالدارجة ولما لا بالازدواجية اللغوية كما نراها يوميا في تلفزاتنا وإذاعاتنا .
إذن إحساسي بان اللغة العربية معرضة للانقراض رغم كل ما قيل وما يقال من توفر عناصر الحياة من بينها القران أو الدين ومع ذلك تنحسر وتصبح مقيمة في المساجد فقط معزولة عن الحياة ، فلابد من عمل لدعمها وتوفير كل الظروف لإحيائها لأنها عنصر مهم من عناصر الهوية العربية والشخصية العربية . وأنا ازعم ان إضعاف اللغة العربية ودعم الفرانكفونية وهيمنة اللغة الفرنسية على الفضاء العمومي والإعلامي والمؤسسات والمعاملات والتدريس بها في كل مراحل التعليم خاصة العالي .
ودعم اللهجات الدارجة وانتشار اللهجات العامية وتشجيعها واستعمالها في كل المواقع بما فيها التدريس والأخطر السعي إلى تحويل هذه اللهجات الشفوية إلى مستوى الكتابة وما نشهده اليوم من نشر لروايات وتأسيس جمعيات للدفاع عن اللهجة والكتابة بها امر خطير جدا.
وبعض الأقليات والصهيونية الخ كلها عوامل هدم للهوية العربية فاللهجة العراقية اليوم تطغى عليها الكلمات الفارسية وفي شمال سوريا الكلمات التركية ، فالأمة العربية الوحيدة عبر التاريخ التي حافظت على امتدادها التاريخي والحضاري واللغوي والجغرافي .
هذا الإحساس قادني بعد الثورة وأنا ممتلئ بأهدافها ومنتش وبتحريرها للجميع وللعقول كاتبت كل التلفزات والإذاعات طالبا منها ان تحترم استعمال اللغة العربية في برامجها ولم أتلق أي رد من مئات الإذاعات والتلفازات إلا إذاعة أوكسجين ببنزرت طمأنتني وشكرتني على المبادرة .
كان هذا في سنة 2012
سنة 2018 قررت ان الجأ للمحكمة الإدارية بعد ان نشرت أكثر من مقال وهي على التوالي :
المرض التونسي :المغلوب يقلد الغالب
الفساد الحضاري : اللغة العربية نكبة ؟
إلى السيد رئيس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري
مستقبل تونس : وعي اللحظة ووعي التاريخ
هل نحتاج إلى قانون ؟ الأمن اللغوي
المشروع القومي هو المستهدف ؟
وطبعا لا احد تفاعل مع المقالات خاصة الهيئة التي من واجبها الاهتمام باللغة وبوسيلة الاتصال واحترام هوية الشعب واحترام الدستور وظلت بكماء واكتفت بالجوانب التقنية في مهمتها .
إذن لجأت للمحكمة الإدارية كآخر معقل الدفاع عن لغة البلاد ولكنني اصطدمت بعقلية لا تفهم روح القانون وتتمسك بقشوره بماذا عللت رفضها ؟
بعد انتظار دام خمس سنوات تقرر المحكمة الإدارية بعدم قبول الدعوى وجاء تبريرها كالأتي :
( حيث يهدف المدعي من خلال الدعوى الراهنة إلى إلغاء قرار الرفض الضمني المتولد عن صمت رئيس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري إزاء مطلبه الموجه إليه قصد اتخاذ إجراءات لحماية اللغة العربية في وسائل الإعلام التونسية .
وحيث ينص الفصل 6 من القانون المتعلق بالمحكمة الإدارية على انه " يقبل القيام بدعوى تجاوز السلطة من طرف كل من يثبت أن له مصلحة مادية كانت أو معنوية في إلغاء مقرر إداري ما "
وحيث استقر فقه قضاء هذه المحكمة على اعتبار أن دعوى تجاوز السلطة ليست بالدعوى الشعبية التي يجوز القيام بها من أي شخص يروم ذلك بل يشترط لقبولها توفر شرط المصلحة في القائم بها والتي تقترن بوجود حقوق أو منافع مادية أو معنوية ثابتة وشخصية ومباشرة ومشروعة يهدف المدعي إلى حمايتها أو الحصول عليها من خلال رفعها .
وحيث وترتيبا على ما تقدم ، فان توجه المدعي بمطلب إلى رئيس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري قصد حثه على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية اللغة العربية في وسائل الإعلام التونسية يكون صادرا عمن لا صفة له ولا يتولد عنه أي قرار إداري قابل للطعن فيه بالإلغاء ، الأمر الذي يتجه معه عدم قبول الدعوى .)
الا يتوفر شرط المصلحة في الدعوى التي رفعتها ؟ أليست اللغة والإضرار بها هو ضرر شخصي ؟ التنكيل بها في وسائل الإعلام أليس اعتداء على فكري وهويتي وانتمائي ؟ أليس عجن وخلط اللغة بالفرانكفونية والدارجة هو تلوث ذهني وذوقي ومعنوي ومادي ؟
كتب الأستاذ الدكتور محمود الذوادي في كتابه الازدواجية اللغوية الأمارة :"...ولذا فمن غير الصواب الاعتقاد بان آثار الازدواجية اللغوية كلها خير للشباب التونسي لما تكون اللغة الأجنبية صاحبة المكانة الأولى في قلوب مزدوجي اللغة وعقولهم واستعمالاتهم .وعن مثل هذه الحالة يتولد موقف تحقيري للغة الوطنية ،وتصاب هويات الشعوب بالتصدع والارتباك والتذبذب . ونرى يقينا أن القيادات السياسية والنخب الثقافية التونسية ذات الازدواجية اللغوية الأمارة لفترة ما بعد الاستقلال قد أسهمت في ميلاد وتصلب العلاقة غير الطبيعية بين الشباب التونسي واللغة العربية."
قرن ونصف منذ ان اقرت الازدواجية في تونس ونصفها منذ ان غادر الاستعمار بلادنا فهل تحررنا ثقافيا ؟
الازدواجية اللغوية قدرنا منذ الاستعمار وقبله مع خير الدين باشا عندما فرضه رسميا في المدرسة الصادقية ،وكان مؤملا ان تتراجع الدولة التونسية بعد خروج المستعمر عن هذه الازدواجية وتعيد للغة العربية مكانتها وللمجتمع عروبته ولكنها أمعنت في ذلك وتقهقرت اللغة العربية وتواصل تقهقرها إلى يوم الناس هذا حتى صرنا نتساءل ما معنى السيادة الوطنية ؟ هل هو اقتصاد فقط ام لغة وثقافة وحضارة وشعور بالانتماء لحضارة عريقة وتاريخ مجيد لا توفره إلا اللغة الممتدة في التاريخ دون كل لغات العالم .
إذا كانت هناك قوى من أهدافها إضعاف اللغة العربية لأنها إطار جامع لأمةعربية عريقة وتفتيت هذه القوة فليس من مصلحتنا أن نجاري الاستعمار والفرانكفونيين ودعاة الدارجة وان لاننساق وراء الدعوات لأدب تونسي محلي بلهجة محلية قطعا مع الأدب العربي .
ان اللغة العربية ملك للجميع وإذا تضررت نتضرر كلنا وعلى المحكمة الإدارية ان تراجع قوانينها فاللغة ليست مقررا إداريا ولا عقوبة طرد تعسفي ولا اعتداء على موظف إنها قضية شعب ووطن تماما كالوطن هل يحتاج لتحريره إلى البحث عن المصلحة ، في المصلحة أننا بلا أوطان نتشرد فمصلحتنا ان نحمي أوطاننا ومن بين مكوناته اللغة .
هل تراني اصرخ في البرية ؟
• شاعر
بوجمعة الدنداني
اللغة العربية معرضة للانقراض رغم كل ما قيل وما يقال من توفر عناصر الحياة من بينها القران أو الدين
قال نزار قباني
وسترجع يومًا يا ولدي *** مهزومًا مكسورَ الوجدان
وستعرف بعد رحيل العمر *** بأنك كنت تطارد خيط دخان
فحبيبة قلبك ليس لها *** أرضٌ أو وطنٌ أو عنوان
ما أصعب أن تهوى امرأةً *** يا ولدي ليس لها عنوان
هناك من الحكماء من يعرف كيف ومتى يصطاد ومتى يدخل يده في الجراب عندما تنام الأفاعي وأنا لا اعرف كيف بل ربما لان القضايا التي أتناولها لاتحظى بالاهتمام ولم تعد تهم الناس مثلا مسالة اللغة العربية ،لا شك أنها استقرت في أذهان الناس ولم تعد موضوعا مطروحا أو يتهدده أي خطر لذا يرونها كمن يفتح الأبواب المفتوحة .
هل هذا يكفي ؟
أرى نفس الرأي فاللغة بعد قرون استقرت وتجاوزت المحنة او خطورة الاندثار ولكن الاختلاف في أني أرى أن اللغة وهي عنصر مهم بل أساسي في حياة الأمة العربية وهذه الأمة معرضة للاضمحلال يصبح هذا العنصر ، وقد أحاط به الفرانكفونيون وتشجيعهم للغة الفرنسية وللهجة الدارجة لإضعاف العربية وإحلالها محل العربية ، معرض أيضا للاضمحلال .
وماعرفناه في السابق من لغات اضمحلت وبادت وماتت بالآلاف في أمريكا فقط أكثر من 135 لغة أبيدت. عندما تموت ، واعتقد أنها ماتت ، السيدة ماري سميث جون تكون لغة إياك قد ماتت لأنها آخر من تبقى من المتكلمين بها بالالسكا الأمريكية .
اليونسكو تقول انه في أفق 2050 هناك 3000 لغة مهددة بالانقراض من بين 6000 لغة مستعملة الآن هل العربية ستكون من بين هذه اللغات ؟ لو لم تكن من بين هذه اللغات المنقرضة لماذا أقرت اليونسكو يوم 18 أكتوبر من كل سنة بداية من سنة 2018 كيوم عالمي للغة العربية ؟
هل توجست من الفرانكفونية مثلا ؟ من اللهجات الدارجة ؟ هل استنتجت ضعف العربية في التأقلم مع المنجزات التكنولوجية والعلمية وضعفها على مجاراة التطور ؟ أم هناك توقع بانحسار العربية لضعف الاستعمال فاللغة تحيى وتتطور بالاستعمال . ام ان حملة غربية استعمارية تعمل على قتل اللغة العربية؟
فكم من لغة ماتت واندثرت بسبب الإهمال.
كل وسال الإعلام الخاصة والعامة، التعليم نفسه يتكلم الدارجة ، لم تعد العربية لازمة ومفروضة بل في عصر التعدد والحرية الشخصية مسموح التعبير بالدارجة ولما لا بالازدواجية اللغوية كما نراها يوميا في تلفزاتنا وإذاعاتنا .
إذن إحساسي بان اللغة العربية معرضة للانقراض رغم كل ما قيل وما يقال من توفر عناصر الحياة من بينها القران أو الدين ومع ذلك تنحسر وتصبح مقيمة في المساجد فقط معزولة عن الحياة ، فلابد من عمل لدعمها وتوفير كل الظروف لإحيائها لأنها عنصر مهم من عناصر الهوية العربية والشخصية العربية . وأنا ازعم ان إضعاف اللغة العربية ودعم الفرانكفونية وهيمنة اللغة الفرنسية على الفضاء العمومي والإعلامي والمؤسسات والمعاملات والتدريس بها في كل مراحل التعليم خاصة العالي .
ودعم اللهجات الدارجة وانتشار اللهجات العامية وتشجيعها واستعمالها في كل المواقع بما فيها التدريس والأخطر السعي إلى تحويل هذه اللهجات الشفوية إلى مستوى الكتابة وما نشهده اليوم من نشر لروايات وتأسيس جمعيات للدفاع عن اللهجة والكتابة بها امر خطير جدا.
وبعض الأقليات والصهيونية الخ كلها عوامل هدم للهوية العربية فاللهجة العراقية اليوم تطغى عليها الكلمات الفارسية وفي شمال سوريا الكلمات التركية ، فالأمة العربية الوحيدة عبر التاريخ التي حافظت على امتدادها التاريخي والحضاري واللغوي والجغرافي .
هذا الإحساس قادني بعد الثورة وأنا ممتلئ بأهدافها ومنتش وبتحريرها للجميع وللعقول كاتبت كل التلفزات والإذاعات طالبا منها ان تحترم استعمال اللغة العربية في برامجها ولم أتلق أي رد من مئات الإذاعات والتلفازات إلا إذاعة أوكسجين ببنزرت طمأنتني وشكرتني على المبادرة .
كان هذا في سنة 2012
سنة 2018 قررت ان الجأ للمحكمة الإدارية بعد ان نشرت أكثر من مقال وهي على التوالي :
المرض التونسي :المغلوب يقلد الغالب
الفساد الحضاري : اللغة العربية نكبة ؟
إلى السيد رئيس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري
مستقبل تونس : وعي اللحظة ووعي التاريخ
هل نحتاج إلى قانون ؟ الأمن اللغوي
المشروع القومي هو المستهدف ؟
وطبعا لا احد تفاعل مع المقالات خاصة الهيئة التي من واجبها الاهتمام باللغة وبوسيلة الاتصال واحترام هوية الشعب واحترام الدستور وظلت بكماء واكتفت بالجوانب التقنية في مهمتها .
إذن لجأت للمحكمة الإدارية كآخر معقل الدفاع عن لغة البلاد ولكنني اصطدمت بعقلية لا تفهم روح القانون وتتمسك بقشوره بماذا عللت رفضها ؟
بعد انتظار دام خمس سنوات تقرر المحكمة الإدارية بعدم قبول الدعوى وجاء تبريرها كالأتي :
( حيث يهدف المدعي من خلال الدعوى الراهنة إلى إلغاء قرار الرفض الضمني المتولد عن صمت رئيس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري إزاء مطلبه الموجه إليه قصد اتخاذ إجراءات لحماية اللغة العربية في وسائل الإعلام التونسية .
وحيث ينص الفصل 6 من القانون المتعلق بالمحكمة الإدارية على انه " يقبل القيام بدعوى تجاوز السلطة من طرف كل من يثبت أن له مصلحة مادية كانت أو معنوية في إلغاء مقرر إداري ما "
وحيث استقر فقه قضاء هذه المحكمة على اعتبار أن دعوى تجاوز السلطة ليست بالدعوى الشعبية التي يجوز القيام بها من أي شخص يروم ذلك بل يشترط لقبولها توفر شرط المصلحة في القائم بها والتي تقترن بوجود حقوق أو منافع مادية أو معنوية ثابتة وشخصية ومباشرة ومشروعة يهدف المدعي إلى حمايتها أو الحصول عليها من خلال رفعها .
وحيث وترتيبا على ما تقدم ، فان توجه المدعي بمطلب إلى رئيس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري قصد حثه على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية اللغة العربية في وسائل الإعلام التونسية يكون صادرا عمن لا صفة له ولا يتولد عنه أي قرار إداري قابل للطعن فيه بالإلغاء ، الأمر الذي يتجه معه عدم قبول الدعوى .)
الا يتوفر شرط المصلحة في الدعوى التي رفعتها ؟ أليست اللغة والإضرار بها هو ضرر شخصي ؟ التنكيل بها في وسائل الإعلام أليس اعتداء على فكري وهويتي وانتمائي ؟ أليس عجن وخلط اللغة بالفرانكفونية والدارجة هو تلوث ذهني وذوقي ومعنوي ومادي ؟
كتب الأستاذ الدكتور محمود الذوادي في كتابه الازدواجية اللغوية الأمارة :"...ولذا فمن غير الصواب الاعتقاد بان آثار الازدواجية اللغوية كلها خير للشباب التونسي لما تكون اللغة الأجنبية صاحبة المكانة الأولى في قلوب مزدوجي اللغة وعقولهم واستعمالاتهم .وعن مثل هذه الحالة يتولد موقف تحقيري للغة الوطنية ،وتصاب هويات الشعوب بالتصدع والارتباك والتذبذب . ونرى يقينا أن القيادات السياسية والنخب الثقافية التونسية ذات الازدواجية اللغوية الأمارة لفترة ما بعد الاستقلال قد أسهمت في ميلاد وتصلب العلاقة غير الطبيعية بين الشباب التونسي واللغة العربية."
قرن ونصف منذ ان اقرت الازدواجية في تونس ونصفها منذ ان غادر الاستعمار بلادنا فهل تحررنا ثقافيا ؟
الازدواجية اللغوية قدرنا منذ الاستعمار وقبله مع خير الدين باشا عندما فرضه رسميا في المدرسة الصادقية ،وكان مؤملا ان تتراجع الدولة التونسية بعد خروج المستعمر عن هذه الازدواجية وتعيد للغة العربية مكانتها وللمجتمع عروبته ولكنها أمعنت في ذلك وتقهقرت اللغة العربية وتواصل تقهقرها إلى يوم الناس هذا حتى صرنا نتساءل ما معنى السيادة الوطنية ؟ هل هو اقتصاد فقط ام لغة وثقافة وحضارة وشعور بالانتماء لحضارة عريقة وتاريخ مجيد لا توفره إلا اللغة الممتدة في التاريخ دون كل لغات العالم .
إذا كانت هناك قوى من أهدافها إضعاف اللغة العربية لأنها إطار جامع لأمةعربية عريقة وتفتيت هذه القوة فليس من مصلحتنا أن نجاري الاستعمار والفرانكفونيين ودعاة الدارجة وان لاننساق وراء الدعوات لأدب تونسي محلي بلهجة محلية قطعا مع الأدب العربي .
ان اللغة العربية ملك للجميع وإذا تضررت نتضرر كلنا وعلى المحكمة الإدارية ان تراجع قوانينها فاللغة ليست مقررا إداريا ولا عقوبة طرد تعسفي ولا اعتداء على موظف إنها قضية شعب ووطن تماما كالوطن هل يحتاج لتحريره إلى البحث عن المصلحة ، في المصلحة أننا بلا أوطان نتشرد فمصلحتنا ان نحمي أوطاننا ومن بين مكوناته اللغة .
هل تراني اصرخ في البرية ؟
• شاعر