إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. مصوّر الزعيم !…

 

يرويها: أبوبكر الصغير

في انتخابات 2014 ، انطلاقا من حرصه على الظهور في أجمل وأحسن مظهر، قام احد المترشحين لاستحقاق الرّئاسية بجلب فريق تصوير أجنبي من أفضل المصورين المحترفين لينجزوا له صورة رسمية كلفته عشرات الآلاف من الدنانير .

 حصل في عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي وفي مناسبة وطنية مهمّة أن أعدت جهة رسمية لافتات تحمل صور من كان يسمىّ بـ"صانع التغيير"  سحبت آلاف النسخ منها .

   قبل توزيعها  أرسلت نسخة منها "للاطلاع" لقصر قرطاج لتفاجأ بعد ذلك باتصال من قبل  احد المسؤولين يطلب منها عدم  نشر اللاّفتة وضرورة  تغيير الصورة وإعادة طبعها من جديد وهو ما تمّ فعلا .

  عند السّؤال عن سبب  الرفض تبيّن ظهور بعض "الشعرات البيض"  في راس الرئيس بما أعطى انطباعا بشيخوخته .

    الصورة الفوتوغرافية تجعلنا نرى بشكل مختلف، كما لم نر نفس الشيء  من قبل .

   منذ اكتشافها ، تبقى الصورة  عالقة في تدفق الخطاب، نتحدث عن نفسها  وتتحدث عنا.

 إن الحديث عن الصّورة  الفوتوغرافية  يكاد يصبح تحديًا بمجرد الانتقال من مجرد ورقة أو لوحة  إلى استخدامها بكلّ ما تحمله من رسائل ومضامين  .

يُظهر التاريخ الرائع للتصوير الفوتوغرافي والمختارات عالية الجودة تنوع المواقف والحماس الذي تثيره هذه الأداة في التواصل والتأثير في البشر  .

   بحري السوسي،  فنان مبدع  من المنستير، كان ابرز المصورين في حياة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة.

يقول إن المجاهد الأكبر  لا يمانع  في تصوير لقطات نادرة بالكاميرا، من حياته  الخاصة  المهنية والعائلية، حتى عندما يمازح زوجته وسيلة أو يقبلها لا يرفض أن تلتقط لهما صورة،  كان بسيطا،  يحب عائلته الصغيرة، ويرغب أن يخلد ذلك للأجيال اللاّحقة .

 المعروف عن بورقيبة أنّه كان حريصا على صورته، مهتمّا بها أشدّ الاهتمام،  لم يكن يظهر في المناسبات الرسمية  وحتّى في الأوساط العائلية إِلَّا في لباس أنيق  يليق بسامي مقامه .

آخر صور  بورقيبة في آخر أيام حياته كان يظهر طريح الفراش وفِي حالة ضعف وعجز كامل، على خلاف ما تخلّد في أذهان التونسيين من صورة الزعيم البطل  .

 وكان هذا الموقف متعمدا من قبل حكام تلك الفترة، في رسالة بنهاية الزعيم.

 انّ تنوع الاستجابات الفنية الممكنة للصورة، والتي تنتهي باستحالة وجودها تفرض علينا قراءات مختلفة و رسائل محددة .

قبل انتخابات 2019 كان هناك حديث قوي عن إمكان ترشّح رئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي، لأعلى منصب في الدولة الرئاسة، كان لا بدّ أن تكتمل صورة هذا الراغب في كرسي الحكم والقادم من بعيد، لم يكن ذلك الاّ ببدلة أوروبية زرقاء في لون السماء وربطة عنق يضعها لأول مرة في حياته وهو الذي لطالما رأى فيها موقفا حضاريا عقائديا يفضح تبعية  غرب صليبي !.

 في نظرية  إستراتيجية الاتصال القائمة على الصورة . يتمتع التصوير الفوتوغرافي بمكانة فريدة في قطاع التسويق السياسي . باعتبار ان الصورة تسمح  بنشر المعلومات بسرعة.

  بفضل الصورة،  يتذكر  المتلقي ويشارك المحتوى الخاص  و ينخرط في الرسالة .

 تشير الدراسات العلمية إلى أن الصور تنتج تفاعلًا أكبر بما يصل إلى  سبع مرات من الخطاب أو النص.  علاوة على ذلك، تعمل الصورة  المرئية على تثمين القيمة المقبولية  الشخصية.

 الم يقل ربّ صورة خير من ألف كلمة .

 فأينما كان هناك ضوء، يمكن للمرء أن يصور !.

حكاياتهم  .. مصوّر الزعيم !…

 

يرويها: أبوبكر الصغير

في انتخابات 2014 ، انطلاقا من حرصه على الظهور في أجمل وأحسن مظهر، قام احد المترشحين لاستحقاق الرّئاسية بجلب فريق تصوير أجنبي من أفضل المصورين المحترفين لينجزوا له صورة رسمية كلفته عشرات الآلاف من الدنانير .

 حصل في عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي وفي مناسبة وطنية مهمّة أن أعدت جهة رسمية لافتات تحمل صور من كان يسمىّ بـ"صانع التغيير"  سحبت آلاف النسخ منها .

   قبل توزيعها  أرسلت نسخة منها "للاطلاع" لقصر قرطاج لتفاجأ بعد ذلك باتصال من قبل  احد المسؤولين يطلب منها عدم  نشر اللاّفتة وضرورة  تغيير الصورة وإعادة طبعها من جديد وهو ما تمّ فعلا .

  عند السّؤال عن سبب  الرفض تبيّن ظهور بعض "الشعرات البيض"  في راس الرئيس بما أعطى انطباعا بشيخوخته .

    الصورة الفوتوغرافية تجعلنا نرى بشكل مختلف، كما لم نر نفس الشيء  من قبل .

   منذ اكتشافها ، تبقى الصورة  عالقة في تدفق الخطاب، نتحدث عن نفسها  وتتحدث عنا.

 إن الحديث عن الصّورة  الفوتوغرافية  يكاد يصبح تحديًا بمجرد الانتقال من مجرد ورقة أو لوحة  إلى استخدامها بكلّ ما تحمله من رسائل ومضامين  .

يُظهر التاريخ الرائع للتصوير الفوتوغرافي والمختارات عالية الجودة تنوع المواقف والحماس الذي تثيره هذه الأداة في التواصل والتأثير في البشر  .

   بحري السوسي،  فنان مبدع  من المنستير، كان ابرز المصورين في حياة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة.

يقول إن المجاهد الأكبر  لا يمانع  في تصوير لقطات نادرة بالكاميرا، من حياته  الخاصة  المهنية والعائلية، حتى عندما يمازح زوجته وسيلة أو يقبلها لا يرفض أن تلتقط لهما صورة،  كان بسيطا،  يحب عائلته الصغيرة، ويرغب أن يخلد ذلك للأجيال اللاّحقة .

 المعروف عن بورقيبة أنّه كان حريصا على صورته، مهتمّا بها أشدّ الاهتمام،  لم يكن يظهر في المناسبات الرسمية  وحتّى في الأوساط العائلية إِلَّا في لباس أنيق  يليق بسامي مقامه .

آخر صور  بورقيبة في آخر أيام حياته كان يظهر طريح الفراش وفِي حالة ضعف وعجز كامل، على خلاف ما تخلّد في أذهان التونسيين من صورة الزعيم البطل  .

 وكان هذا الموقف متعمدا من قبل حكام تلك الفترة، في رسالة بنهاية الزعيم.

 انّ تنوع الاستجابات الفنية الممكنة للصورة، والتي تنتهي باستحالة وجودها تفرض علينا قراءات مختلفة و رسائل محددة .

قبل انتخابات 2019 كان هناك حديث قوي عن إمكان ترشّح رئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي، لأعلى منصب في الدولة الرئاسة، كان لا بدّ أن تكتمل صورة هذا الراغب في كرسي الحكم والقادم من بعيد، لم يكن ذلك الاّ ببدلة أوروبية زرقاء في لون السماء وربطة عنق يضعها لأول مرة في حياته وهو الذي لطالما رأى فيها موقفا حضاريا عقائديا يفضح تبعية  غرب صليبي !.

 في نظرية  إستراتيجية الاتصال القائمة على الصورة . يتمتع التصوير الفوتوغرافي بمكانة فريدة في قطاع التسويق السياسي . باعتبار ان الصورة تسمح  بنشر المعلومات بسرعة.

  بفضل الصورة،  يتذكر  المتلقي ويشارك المحتوى الخاص  و ينخرط في الرسالة .

 تشير الدراسات العلمية إلى أن الصور تنتج تفاعلًا أكبر بما يصل إلى  سبع مرات من الخطاب أو النص.  علاوة على ذلك، تعمل الصورة  المرئية على تثمين القيمة المقبولية  الشخصية.

 الم يقل ربّ صورة خير من ألف كلمة .

 فأينما كان هناك ضوء، يمكن للمرء أن يصور !.

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews