بعد أن كانت المدرسة الحلّ لكلّ مشاكل البلاد وأبرز دافع وعامل ومحرّك للرقي والتقدم، أصبحت في تونس المشكل الذي يتهدّد أمان واستقرار المجتمع .
إنّ إعداد الطفل لدخول هذا الكون المجتمعي مهمة المدرسة الحديثة، نحن نعيش أزمة صامتة في مؤسساتنا التعليمية قد تؤدي إلى تحول جوهري في سياسات والأدوار الطبيعية للمدرسة نفسها .
تتخلى هذه السياسات عن مسؤوليتها والحاجة إلى تدريب المواطنين على الانخراط والانتصار للقيم الإنسانية والأخلاقية لما فيه صالح المجموعة لتتجه عكس ذلك تماما الى تطوير سلوكات ومواقف هي ثمرة إسقاطات برامج ومضامين ليس لها من مهمّة الاّ مزيد تخريب ما هو مخرّب .
كنت تابعت بعض الدروس التي تقدّم لمساعدة تلاميذنا.. صراحة، صُدمت بهذا المستوى الذي أصبح عليه بعض مدرّسينا بسبب ما حصل من عبث طال كلّ قطاع التعليم تحديدا ركائز المنظومة التربوية خاصة بما هو موصول بالموارد البشرية.
أعتقد أنّ قرارين خطيرين هما سببا كارثة وضعنا التعليمي :
- الأول، ما قام به وزير حقوقي سابق عند تولّي وزارة التربية بعد ثورة 14 جانفي مباشرة بإقالة مئات من أفضل وأحسن مديري المدارس والمعاهد وإقصاء مئات المدرّسين من ذوي الكفاءة والخبرة بتهمة الارتباط بالنظام السابق !
- الثاني، هذه الانتدابات العشوائية للمدرّسين والتي غالبا ما تتمّ حسب الولاء السياسي أو النقابي .
وقد حصلت الكارثة .
يتعين على حداثتنا اليوم أن تتصارع بين اتجاهين شرسين مناهضين: الدغمائية والسخرية. يجب على المجتمع أن يسمح لمواطني المستقبل بتطوير أدوات فكرية تتجنب الوقوع في خطر الشعبوية والفردية المسعورة المتطرفة.
ولمواجهة هذه المخاطر، يبدو لنا النموذج التفسيري، الذي يتجسد عمليًا من خلال القراءة بموقف عقلاني لمنظومة تعليم من أجل عالم مليء بالمشاكل .
نحن هنا نراهن على ظهور اهتمام داخلي يتولد من قدرة المعلم أولا وأخيرا على استعادة الاهتمامات والأسئلة والتحسسات والتجوال والفتوحات المعرفية. فالمعلم وحده يمكنه، من خلال مقاربة ثقافية حازمة، أن يثير التماهي مع الحالة الإنسانية التي تحشد ذكاء كل طفل وتربطه بواقعه .
إنه الوريث الحقيقي للإصلاح والبناء .
نحن نراهن على أن تبادل الأسئلة يسمح للإجابات بالهروب من التحجر ومن مزيد السير في اتجاه الكارثة .
إن كونك جزءًا من حركة المعرفة في حد ذاته يعيد نكهة المدرسة البناءة المصلحة للمجتمع .
دور المدرسة هو إعادة اكتشاف هذه الرسالة النبيلة العظيمة، وجعل التربية موضوعا مثيرا للاهتمام في حد ذاتها، والسماح لكل طفل وتلميذ بأن يكون جزءًا من المغامرة الجماعية للبناء والإصلاح من جديد.
نحن لسنا محتاجين إلى كثير من المعرفة والعلم، ولكننا محتاجون إلى كثير من الأخلاق الفاضلة .
يرويها: أبوبكر الصغير
بعد أن كانت المدرسة الحلّ لكلّ مشاكل البلاد وأبرز دافع وعامل ومحرّك للرقي والتقدم، أصبحت في تونس المشكل الذي يتهدّد أمان واستقرار المجتمع .
إنّ إعداد الطفل لدخول هذا الكون المجتمعي مهمة المدرسة الحديثة، نحن نعيش أزمة صامتة في مؤسساتنا التعليمية قد تؤدي إلى تحول جوهري في سياسات والأدوار الطبيعية للمدرسة نفسها .
تتخلى هذه السياسات عن مسؤوليتها والحاجة إلى تدريب المواطنين على الانخراط والانتصار للقيم الإنسانية والأخلاقية لما فيه صالح المجموعة لتتجه عكس ذلك تماما الى تطوير سلوكات ومواقف هي ثمرة إسقاطات برامج ومضامين ليس لها من مهمّة الاّ مزيد تخريب ما هو مخرّب .
كنت تابعت بعض الدروس التي تقدّم لمساعدة تلاميذنا.. صراحة، صُدمت بهذا المستوى الذي أصبح عليه بعض مدرّسينا بسبب ما حصل من عبث طال كلّ قطاع التعليم تحديدا ركائز المنظومة التربوية خاصة بما هو موصول بالموارد البشرية.
أعتقد أنّ قرارين خطيرين هما سببا كارثة وضعنا التعليمي :
- الأول، ما قام به وزير حقوقي سابق عند تولّي وزارة التربية بعد ثورة 14 جانفي مباشرة بإقالة مئات من أفضل وأحسن مديري المدارس والمعاهد وإقصاء مئات المدرّسين من ذوي الكفاءة والخبرة بتهمة الارتباط بالنظام السابق !
- الثاني، هذه الانتدابات العشوائية للمدرّسين والتي غالبا ما تتمّ حسب الولاء السياسي أو النقابي .
وقد حصلت الكارثة .
يتعين على حداثتنا اليوم أن تتصارع بين اتجاهين شرسين مناهضين: الدغمائية والسخرية. يجب على المجتمع أن يسمح لمواطني المستقبل بتطوير أدوات فكرية تتجنب الوقوع في خطر الشعبوية والفردية المسعورة المتطرفة.
ولمواجهة هذه المخاطر، يبدو لنا النموذج التفسيري، الذي يتجسد عمليًا من خلال القراءة بموقف عقلاني لمنظومة تعليم من أجل عالم مليء بالمشاكل .
نحن هنا نراهن على ظهور اهتمام داخلي يتولد من قدرة المعلم أولا وأخيرا على استعادة الاهتمامات والأسئلة والتحسسات والتجوال والفتوحات المعرفية. فالمعلم وحده يمكنه، من خلال مقاربة ثقافية حازمة، أن يثير التماهي مع الحالة الإنسانية التي تحشد ذكاء كل طفل وتربطه بواقعه .
إنه الوريث الحقيقي للإصلاح والبناء .
نحن نراهن على أن تبادل الأسئلة يسمح للإجابات بالهروب من التحجر ومن مزيد السير في اتجاه الكارثة .
إن كونك جزءًا من حركة المعرفة في حد ذاته يعيد نكهة المدرسة البناءة المصلحة للمجتمع .
دور المدرسة هو إعادة اكتشاف هذه الرسالة النبيلة العظيمة، وجعل التربية موضوعا مثيرا للاهتمام في حد ذاتها، والسماح لكل طفل وتلميذ بأن يكون جزءًا من المغامرة الجماعية للبناء والإصلاح من جديد.
نحن لسنا محتاجين إلى كثير من المعرفة والعلم، ولكننا محتاجون إلى كثير من الأخلاق الفاضلة .