إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

افتاحية "الصباح". خطوة في طريق طويلة

إثر أول لقاء تشاوري مغاربي جمع، أول أمس في قصر قرطاج، الرئيس قيس سعيد بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، صدر "بيان تونس" الذي نص، من جملة ما نص عليه، على "تكوين فرق عمل مشتركة يعهد إليها تنسيق الجهود لحماية أمن الحدود المشتركة من أخطار وتبعات الهجرة غير النظامية، وغيرها من مظاهر الجريمة المنظمة، وفق مقاربة تشاركية.. وتكوين فريق عمل مشترك لصياغة آليات لإقامة مشاريع واستثمارات كبرى مشتركة.. هذا بالإضافة إلى التعجيل بـتنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين الدول الثلاث وتطوير التعاون وتذليل الصعوبات المعيقة لانسياب السلع وتسريع إجراءات تنقل الأفراد وإقامة مناطق تجارية حرة بينها".

إجراءات وقرارات مبشرة بكل خير في أول لقاء بين قادة الدول الثلاث الذين قرروا الاجتماع كل ثلاثة أشهر لدفع هذا التعاون المشترك والعمل من أجل تحقيق تكامل اقتصادي بين "الترويكا" المغاربية ولم لا خلق تكتل جديد بديل عن اتحاد المغرب العربي.. وهنا لا بد من التوقف عند هذا الهيكل "الميت" المتوقف عن أي نشاط منذ عقود جراء الخلافات السياسية بين دوله الخمس وخاصة الخلاف الجزائري المغربي الذي مثل الخنجر الذي ذُبح به اتحاد المغرب العربي بعيد إنشائه يوم 17 فيفري 1989.

لقاء الثلاثي أول أمس، كنا نأمل أن يكون خماسيا وأن يكون لقاء طي النزاعات والخلافات من أجل إعادة بناء اتحاد مغاربي، ولد عليلا وعاش عاجزا، ثم قبر وانتهى أمره ولم يتبق منه سوى تسمية وأمانة عامة لا نشاط ولا تحرك لها.. كنا نأمل في أن تلتقي الأيادي ويتعانق الإخوة الأعداء وتترك الخلافات جانبا في ظل ظرفية أكثر من دقيقة تمر بها منطقتنا المغاربية والعربية ومحيطها الإقليمي والدولي.. كنا نأمل في أن تساير منطقتنا بقية التكتلات الإقليمية الدولية الأخرى والتي حولت ضعف دولها إلى قوة.. كنا نأمل في أن تتفق دولنا الخمس ولم لا الست إذا ما أضفنا إليها مصر، على تحقيق الاندماج والتنمية الشاملة والعمل من أجل قطب سياسي وتكتل اقتصادي فاعل يكون له وزنه في الساحة الدولية.. كنا نأمل في فتح الحدود ومنح حرية التنقل الكاملة للأفراد والسلع، وإستراتيجية أمنية مشتركة ومنطقة اقتصادية حرة...

لكن كل ذلك ظل حلم الشعوب لا أكثر ورفض القادة المسايرة، بل إن الخلافات زادت وتوسعت وحتى التمثيل الديبلوماسي بين بعضها انعدم أو أنزل إلى مستويات دنيا وحتى الرياضة نالها النصيب من التوتر ولنا في لقاء جزائري مغربي نهاية الأسبوع الماضي أحسن مثال حيث ألغيت مقابلة دولية رسمية الهامة من أجل قميص وخريطة..

واليوم وأمام الموت السريري، إن لم نقل فناء وانتهاء جسم سمي بـ"اتحاد المغرب العربي"، فإن الواقع يحتم ألا تبقى دوله مكتوفة الأيدي ومقيدة بخلافات لا نعتقد في نهايتها قريبا بل إن الضرورة تفرض التوجه نحو التكتل والاندماج بين أقصى ما يمكن من دول المنطقة على أن تتوسع لاحقا والتركيز أكثر على تكتل اقتصادي فاعل وناجع.. عوض هيكل سياسي يمكن أن يموت ويتوقف بمجرد كلمة أو موقف أو خلاف بسيط..

سـفـيـان رجـب

إثر أول لقاء تشاوري مغاربي جمع، أول أمس في قصر قرطاج، الرئيس قيس سعيد بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، صدر "بيان تونس" الذي نص، من جملة ما نص عليه، على "تكوين فرق عمل مشتركة يعهد إليها تنسيق الجهود لحماية أمن الحدود المشتركة من أخطار وتبعات الهجرة غير النظامية، وغيرها من مظاهر الجريمة المنظمة، وفق مقاربة تشاركية.. وتكوين فريق عمل مشترك لصياغة آليات لإقامة مشاريع واستثمارات كبرى مشتركة.. هذا بالإضافة إلى التعجيل بـتنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين الدول الثلاث وتطوير التعاون وتذليل الصعوبات المعيقة لانسياب السلع وتسريع إجراءات تنقل الأفراد وإقامة مناطق تجارية حرة بينها".

إجراءات وقرارات مبشرة بكل خير في أول لقاء بين قادة الدول الثلاث الذين قرروا الاجتماع كل ثلاثة أشهر لدفع هذا التعاون المشترك والعمل من أجل تحقيق تكامل اقتصادي بين "الترويكا" المغاربية ولم لا خلق تكتل جديد بديل عن اتحاد المغرب العربي.. وهنا لا بد من التوقف عند هذا الهيكل "الميت" المتوقف عن أي نشاط منذ عقود جراء الخلافات السياسية بين دوله الخمس وخاصة الخلاف الجزائري المغربي الذي مثل الخنجر الذي ذُبح به اتحاد المغرب العربي بعيد إنشائه يوم 17 فيفري 1989.

لقاء الثلاثي أول أمس، كنا نأمل أن يكون خماسيا وأن يكون لقاء طي النزاعات والخلافات من أجل إعادة بناء اتحاد مغاربي، ولد عليلا وعاش عاجزا، ثم قبر وانتهى أمره ولم يتبق منه سوى تسمية وأمانة عامة لا نشاط ولا تحرك لها.. كنا نأمل في أن تلتقي الأيادي ويتعانق الإخوة الأعداء وتترك الخلافات جانبا في ظل ظرفية أكثر من دقيقة تمر بها منطقتنا المغاربية والعربية ومحيطها الإقليمي والدولي.. كنا نأمل في أن تساير منطقتنا بقية التكتلات الإقليمية الدولية الأخرى والتي حولت ضعف دولها إلى قوة.. كنا نأمل في أن تتفق دولنا الخمس ولم لا الست إذا ما أضفنا إليها مصر، على تحقيق الاندماج والتنمية الشاملة والعمل من أجل قطب سياسي وتكتل اقتصادي فاعل يكون له وزنه في الساحة الدولية.. كنا نأمل في فتح الحدود ومنح حرية التنقل الكاملة للأفراد والسلع، وإستراتيجية أمنية مشتركة ومنطقة اقتصادية حرة...

لكن كل ذلك ظل حلم الشعوب لا أكثر ورفض القادة المسايرة، بل إن الخلافات زادت وتوسعت وحتى التمثيل الديبلوماسي بين بعضها انعدم أو أنزل إلى مستويات دنيا وحتى الرياضة نالها النصيب من التوتر ولنا في لقاء جزائري مغربي نهاية الأسبوع الماضي أحسن مثال حيث ألغيت مقابلة دولية رسمية الهامة من أجل قميص وخريطة..

واليوم وأمام الموت السريري، إن لم نقل فناء وانتهاء جسم سمي بـ"اتحاد المغرب العربي"، فإن الواقع يحتم ألا تبقى دوله مكتوفة الأيدي ومقيدة بخلافات لا نعتقد في نهايتها قريبا بل إن الضرورة تفرض التوجه نحو التكتل والاندماج بين أقصى ما يمكن من دول المنطقة على أن تتوسع لاحقا والتركيز أكثر على تكتل اقتصادي فاعل وناجع.. عوض هيكل سياسي يمكن أن يموت ويتوقف بمجرد كلمة أو موقف أو خلاف بسيط..

سـفـيـان رجـب

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews