إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الحبيب جغام لـ"الصباح": علينا اليوم ان نُطور من أدائنا الإذاعي دون السقوط في الابتذال

تونس-الصباح

بعد عشرين سنة من الغياب استعاد الإذاعي الكبير الحبيب جغام مكانه معدا ومقدما للبرنامج الإذاعي الصباحي المباشر "يوم سعيد" على موجات الإذاعة الوطنية الذي غادره سنة 2004

جاءت هذه العودة بقرار من السيدة هندة بن علية الغريبي الرئيسة المديرة العامة لمؤسسة الإذاعة التونسية وهو قرار استقبله الجمهور العريض من مستمعي الإذاعة الوطنية بارتياح كبير اعتبارا لما يتميز به الإذاعي الحبيب جغام من حرفية وحس إبداعي متفرد من خلال اختيارات غنائية تنم عن حس فني يعمل على الارتقاء بالذائقة الفنية إلى الأفضل والأجمل والأرقى ويقطع مع الابتذال والضجيج والاستسهال كما تتوفر عند الحبيب جغام خلفية ثقافية معتبرة تنتصر للفعل الثقافي الجاد ويبحث عما يثري معارف المتلقي في شتى المجالات بعيدا عن الإثارة الرخيصة.

محسن بن احمد

في لقاء جمعه بـ "الصباح" تحدث الحبيب جغام عن هذه العودة إلى برنامج " يوم سعيد" بالقول: "بعد عشرين سنة أعود إلى برنامج " يوم سعيد" بروح جديدة فيها محبة وشغف متواصل بالإذاعة وخاصة من خلال " يوم سعيد" الذي يعد احد أهم البرامج الصباحية على موجات الإذاعة الوطنية فقد كان هذا البرنامج نافذة الإذاعة على المجتمع التونسي ومن خلاله يستقبل المستمع يوما جديدا فيه أهم الأخبار المتعلقة باهتمامات ومشاغل المواطن التونسي في كل المجالات خاصة في وقت لم يكن فيه ازدحام وفوضى ما نشهده اليوم في الإذاعات المتعددة والتي تتنافس بمنوعات الصباح " الماتينال " كما يقولون بتركيزهم وتوجيه اهتماماتهم إلى الإثارة المجانية في اغلب الأحيان".

ويضيف الحبيب جغام: "للتاريخ أقول أن برنامج يوم سعيد انطلق سنة 1977بالثلاثي صالح جغام والبشير رجب ومحمد علي بلحولة ثم التحق بهم نجيب الخطاب وصالح بيزيد بعد ذلك . وتسلم المشعل بعد هذا الفريق جيل متمحس لمواصلة المسيرة فكان الحبيب جغام ونبيل بن زكري ووليد التليلي، ومع تعاقب الإدارات في الإذاعة الوطنية اجتهد كل منشط في إضفاء بصمته الخاصة بالتنوع في الاختيارات الغنائية ورصد الأخبار المهمة ومواكبة الأحداث التي تهم شتى مجالات الحياة ليسجل البرنامج بعد ذلك  تراجعا عندما انساق العدد الكبير من المستمعين في تونس وراء ظاهرة الفوضى"

**الا ترى أن مسؤولية هذا الانسياق وراء ما وصفته بظاهرة الفوضى يتحملها المنشط؟

-"حاول عدد من المنشطين الجيل الأخير استمالة العدد الكبير من المستمعين بتقديم ما فرضته الساحة بمختلف تياراتها الثقافية والسياسية والفنية والرياضية وحتى الحزبية، وقد كان برنامج "يوم سعيد" محل اهتمام كبير من طرف القائمين على شبكات البرامج في كل الإذاعات.

واذكر هنا من باب الطرافة أن والدتي فاطمة جغام كانت تستمع لي ولشقيقي صالح وكانت ترجوني أن أكون أكثر قربا من نوعية الضيوف وحتى الأغاني التي ترضي اكبر عدد من المستمعين فقد كانت والدتي رحمها الله المستمعة الأولى التي لا تفارق جهاز "الترانزيستور" وهي تتنقل به حسب نشاطها المنزلي من "السقيفة" إلى المطبخ إلى فناء الدار فضلا عن الجهاز الخشبي الذي وجدناه منذ ولادتنا.

**هل تراك بنهجك الذي اخترته لعملك الإذاعي قادرا على الصمود اليوم ؟

-صحيح ان المشهد السمعي اليوم عرف متغيرات كثيرة وهذا ما يجعلنا جميعا وفي اغلب البرامج نسعى إلى أن نطور من أدائنا وننوع من اختياراتنا ونعطي مجالا للجيل الجديد حتى نكون من المواكبين لكل ما يطرأ على مجتمعنا وعلى ذائقة الناس واحتياجاتهم ورغباتهم دون السقوط في السهولة والسذاجة والابتذال

**مرت أمس الذكرى 26 لرحيل رائد التنشيط التلفزيوني المباشر والإذاعي الخالد نجيب الخطاب كيف تقرأ تجربته مع برنامج "يوم سعيد"

-كان الراحل نجيب الخطاب رافدا مهما في مجموعة المنشطين الذين تعاقبوا على "يوم سعيد" بلونه المميز وخفة روحه وهو ما أضفى حيوية على البرنامج باعتبار أن ذلك غاية مطلوبة من المستمعين في الاستماع إلى أصوات لا تتشابه.

فقد كان لشقيقي صالح جغام نهجه الخاص واختياراته الغنائية وكذلك البشير رجب ووليد التليلي ونبيل بن زكري وصالح بيزيد وحاتم بن عمارة وصولا إلى معز الغربي واماني بولعراس وكريمة الوسلاتي وكلثوم السعيدي ورين بن شعلية ,,,فهناك من أضاف وهناك من مر مرور الكرام

**ماذا تحتفظ من ذكريات مع الراحل نجيب الخطاب ؟

-علاقتي بالراحل نجيب الخطاب طيبة في مجملها وأذكر يوم اتصل بي وانا مازلت في إذاعة المنستير مقترحا علي  أن نسوي ربطا مشتركا مباشرا بين الإذاعة الوطنية وإذاعة المنستير بما ان الفنان مارسيل خليفة ملتزم معي للحضور في برنامجي " همزة وصل " على موجات إذاعة المنستير الذي يتزامن موعده وتوقيته مع برنامج " ألوان وأجواء " لنجيب الخطاب على موجات الإذاعة الوطنية فقد بادر نجيب الخطاب بتوجيه الدعوة إلى مارسيل خليفة ليكون ضيفه في برنامجه إلا أن هذا الأخير اعتذر على اعتبار انه ملتزم معي وتم الاتفاق على أن يكون هناك ربط مباشر بين البرنامجين وكسب هذا البث المباشر المشترك الرهان من خلال الارتياح الكبير الذي عبر عنه الجمهور العريض من المستمعين لهذه الحلقة المشتركة المباشرة ولا اخفي سرا أن هذه التجربة المشتركة جعلتني أكثر قربا من نجيب الخطاب.

 

 الحبيب جغام لـ"الصباح":  علينا اليوم ان نُطور من أدائنا الإذاعي دون السقوط في الابتذال

تونس-الصباح

بعد عشرين سنة من الغياب استعاد الإذاعي الكبير الحبيب جغام مكانه معدا ومقدما للبرنامج الإذاعي الصباحي المباشر "يوم سعيد" على موجات الإذاعة الوطنية الذي غادره سنة 2004

جاءت هذه العودة بقرار من السيدة هندة بن علية الغريبي الرئيسة المديرة العامة لمؤسسة الإذاعة التونسية وهو قرار استقبله الجمهور العريض من مستمعي الإذاعة الوطنية بارتياح كبير اعتبارا لما يتميز به الإذاعي الحبيب جغام من حرفية وحس إبداعي متفرد من خلال اختيارات غنائية تنم عن حس فني يعمل على الارتقاء بالذائقة الفنية إلى الأفضل والأجمل والأرقى ويقطع مع الابتذال والضجيج والاستسهال كما تتوفر عند الحبيب جغام خلفية ثقافية معتبرة تنتصر للفعل الثقافي الجاد ويبحث عما يثري معارف المتلقي في شتى المجالات بعيدا عن الإثارة الرخيصة.

محسن بن احمد

في لقاء جمعه بـ "الصباح" تحدث الحبيب جغام عن هذه العودة إلى برنامج " يوم سعيد" بالقول: "بعد عشرين سنة أعود إلى برنامج " يوم سعيد" بروح جديدة فيها محبة وشغف متواصل بالإذاعة وخاصة من خلال " يوم سعيد" الذي يعد احد أهم البرامج الصباحية على موجات الإذاعة الوطنية فقد كان هذا البرنامج نافذة الإذاعة على المجتمع التونسي ومن خلاله يستقبل المستمع يوما جديدا فيه أهم الأخبار المتعلقة باهتمامات ومشاغل المواطن التونسي في كل المجالات خاصة في وقت لم يكن فيه ازدحام وفوضى ما نشهده اليوم في الإذاعات المتعددة والتي تتنافس بمنوعات الصباح " الماتينال " كما يقولون بتركيزهم وتوجيه اهتماماتهم إلى الإثارة المجانية في اغلب الأحيان".

ويضيف الحبيب جغام: "للتاريخ أقول أن برنامج يوم سعيد انطلق سنة 1977بالثلاثي صالح جغام والبشير رجب ومحمد علي بلحولة ثم التحق بهم نجيب الخطاب وصالح بيزيد بعد ذلك . وتسلم المشعل بعد هذا الفريق جيل متمحس لمواصلة المسيرة فكان الحبيب جغام ونبيل بن زكري ووليد التليلي، ومع تعاقب الإدارات في الإذاعة الوطنية اجتهد كل منشط في إضفاء بصمته الخاصة بالتنوع في الاختيارات الغنائية ورصد الأخبار المهمة ومواكبة الأحداث التي تهم شتى مجالات الحياة ليسجل البرنامج بعد ذلك  تراجعا عندما انساق العدد الكبير من المستمعين في تونس وراء ظاهرة الفوضى"

**الا ترى أن مسؤولية هذا الانسياق وراء ما وصفته بظاهرة الفوضى يتحملها المنشط؟

-"حاول عدد من المنشطين الجيل الأخير استمالة العدد الكبير من المستمعين بتقديم ما فرضته الساحة بمختلف تياراتها الثقافية والسياسية والفنية والرياضية وحتى الحزبية، وقد كان برنامج "يوم سعيد" محل اهتمام كبير من طرف القائمين على شبكات البرامج في كل الإذاعات.

واذكر هنا من باب الطرافة أن والدتي فاطمة جغام كانت تستمع لي ولشقيقي صالح وكانت ترجوني أن أكون أكثر قربا من نوعية الضيوف وحتى الأغاني التي ترضي اكبر عدد من المستمعين فقد كانت والدتي رحمها الله المستمعة الأولى التي لا تفارق جهاز "الترانزيستور" وهي تتنقل به حسب نشاطها المنزلي من "السقيفة" إلى المطبخ إلى فناء الدار فضلا عن الجهاز الخشبي الذي وجدناه منذ ولادتنا.

**هل تراك بنهجك الذي اخترته لعملك الإذاعي قادرا على الصمود اليوم ؟

-صحيح ان المشهد السمعي اليوم عرف متغيرات كثيرة وهذا ما يجعلنا جميعا وفي اغلب البرامج نسعى إلى أن نطور من أدائنا وننوع من اختياراتنا ونعطي مجالا للجيل الجديد حتى نكون من المواكبين لكل ما يطرأ على مجتمعنا وعلى ذائقة الناس واحتياجاتهم ورغباتهم دون السقوط في السهولة والسذاجة والابتذال

**مرت أمس الذكرى 26 لرحيل رائد التنشيط التلفزيوني المباشر والإذاعي الخالد نجيب الخطاب كيف تقرأ تجربته مع برنامج "يوم سعيد"

-كان الراحل نجيب الخطاب رافدا مهما في مجموعة المنشطين الذين تعاقبوا على "يوم سعيد" بلونه المميز وخفة روحه وهو ما أضفى حيوية على البرنامج باعتبار أن ذلك غاية مطلوبة من المستمعين في الاستماع إلى أصوات لا تتشابه.

فقد كان لشقيقي صالح جغام نهجه الخاص واختياراته الغنائية وكذلك البشير رجب ووليد التليلي ونبيل بن زكري وصالح بيزيد وحاتم بن عمارة وصولا إلى معز الغربي واماني بولعراس وكريمة الوسلاتي وكلثوم السعيدي ورين بن شعلية ,,,فهناك من أضاف وهناك من مر مرور الكرام

**ماذا تحتفظ من ذكريات مع الراحل نجيب الخطاب ؟

-علاقتي بالراحل نجيب الخطاب طيبة في مجملها وأذكر يوم اتصل بي وانا مازلت في إذاعة المنستير مقترحا علي  أن نسوي ربطا مشتركا مباشرا بين الإذاعة الوطنية وإذاعة المنستير بما ان الفنان مارسيل خليفة ملتزم معي للحضور في برنامجي " همزة وصل " على موجات إذاعة المنستير الذي يتزامن موعده وتوقيته مع برنامج " ألوان وأجواء " لنجيب الخطاب على موجات الإذاعة الوطنية فقد بادر نجيب الخطاب بتوجيه الدعوة إلى مارسيل خليفة ليكون ضيفه في برنامجه إلا أن هذا الأخير اعتذر على اعتبار انه ملتزم معي وتم الاتفاق على أن يكون هناك ربط مباشر بين البرنامجين وكسب هذا البث المباشر المشترك الرهان من خلال الارتياح الكبير الذي عبر عنه الجمهور العريض من المستمعين لهذه الحلقة المشتركة المباشرة ولا اخفي سرا أن هذه التجربة المشتركة جعلتني أكثر قربا من نجيب الخطاب.

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews