إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد.. "الأونروا".. انتصار ميداني في زمن الخذلان الدولي..

 

أكثر من مائتي يوم تمر اليوم على العدوان المتواصل على غزة الصامدة بمختلف الأجيال الفلسطينية فيها من أطفال ونساء وشباب وشيوخ فيها رغم ما منيت به من خذلان ولامبالاة وعجز دولي وعربي على مدى الأشهر السبعة الماضية. صمود أسطوري سيسجله التاريخ على وقع الخراب والدمار الشامل وحصيلة الضحايا والمصابين والمقابر الجماعية والجثث المشوهة التي بترت أعضاءها أو تعرضت لسلخ جلودها على يد جيش الاحتلال...

كما سبق وتوقعنا فقد فشل الاحتلال عن تقديم أي أدلة تدين "الأونروا" أو تثبت مشاركة عناصره في عملية "طوفان الأقصى" أو ارتباطه بحركة "حماس" كما كانت حكومة ناتنياهو تأمل للتخلص من وجود "الأونروا".. وقناعتنا أن سلطات الاحتلال لن تنجح في تقديم ما يدين الوكالة حتى لو طالبت بإجراء مزيد التحقيقات في هذا الاتجاه.. صحيح أن حكومة الاحتلال نجحت في تأليب عديد العواصم الأوروبية التي كانت تساهم في تمويل جهود "الأونروا" التي تبقى رغم الاحتلال شريان الحياة لملايين النازحين على مدى عقود طويلة من الاحتلال ودفعت بعد حملة شيطانية للوكالة بعض الدول إلى تعليق تمويلاتها التي دونها لا يمكنها مواصلة مهامها في توفير المساعدات الإنسانية للاجئين.. وقد تراجع بعض هذه الدول ومنها اليابان وكندا وغيرها لاحقا عن تجميد التمويلات قبل حتى نشر نتائج التقرير الذي ترأسته وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا في هذا الاتجاه والذي خلص إلى أنه "أنه لا بديل عن الوكالة، وأن إسرائيل لم تقدم أدلة على مزاعم ارتباط موظفي الوكالة بحركة حماس أو انتمائهم إلى منظمات إرهابية"...

وقد كان واضحا منذ بداية الحرب على غزة أن أحد أهداف الاحتلال غير المعلنة إلى جانب أهدافه العسكرية في غزة كان ولا يزال الضغط لإنهاء دور وكالة "الأنروا" بشكل نهائي وليس بشكل مؤقت.. ولاشك أن أسبابا كثيرة تدفع الاحتلال إلى إنهاء وجود الوكالة التي ارتبطت منذ نشأتها في أعقاب النكبة بشؤون اللاجئين الفلسطينيين على أن تزول بزوال الأسباب التي أدت إلى تأسيسها وهي عودة اللاجئين إلى ديارهم التي اطردوا منها قسرا وفق للقرار الأممي عدد194. ولأن الاحتلال دأب على إسقاط مختلف القرارات الدولية التي تذكر بحق الشعب الفلسطيني على أرضه فقد اعتبر أن في وجود "الأونروا" ما يجعل حق العودة قائما في الأذهان وما يذكر العالم بالخطإ التاريخي الذي لحق الشعب الفلسطيني المشرد بسبب الاحتلال ..

والواقع أن من الأسباب التي تؤرق الاحتلال في علاقة بوجود "الأونروا" هو الدور الحيوي للوكالة التي تعد متنفس اللاجئين الفلسطينيين والتي تظل سندا أساسيا للفلسطينيين في المخيمات في توفير احتياجاتهم الصحية ولكن وهنا بيت القصيد خاصة في توفير التعليم لمختلف الأجيال الفلسطينية التي لم يمنعها الاحتلال من مواصلة التعليم والتميز في مختلف المجالات والاختصاصات وقد تصدر تلاميذ فلسطين من مختلف المستويات طليعة الترتيب في مختلف تقارير التنمية البشرية لكل من الأمم المتحدة ولجامعة الدول العربية... وقد انتبهت سلطات الاحتلال مبكرا إلى خطورة سلاح التعليم والمعرفة في صفوف الفلسطينيين على مخططاتها في إلغاء وطمس الذاكرة الفلسطينية.. ولعل ما يتابعه العالم من إصرار على المضي قدما في العمليات الانتقامية والتشفي من أهالي غزة واستهداف أي فرصة لمواصلة تعليم التعليم الفلسطينيين وهو ما يتضح بشكل خاص من الاستهداف الممنهج وتدمير مختلف المدارس والجامعات التي تنتشر في غزة إلى جانب تدمير كل المنشآت الثقافية والمتاحف ومراكز البحوث وغيرها ...

وقد اسقط أمس تقرير اللجنة المستقلة الذي ورد في خمسين صفحة حسابات ناتنياهو زمرته ممن كانوا يعولون على التخلص من "الأونروا" بدعم الحليف الأمريكي.. وجاء التقرير ليسحب البساط أمام خطة ناتنياهو ويؤكد على أهمية ودور الأونرا في تقديم المساعدات الإنسانية الحيوية للاجئين الفلسطينيين في غزة والأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية...

لقد حاولت حكومة الاحتلال بكل الطرق استهداف "الأونروا" في وجودها ومنيت بخيبة واسعة ولعل في هذا أول انتصار لغزة على الحملات الدعائية التي يشنها الاحتلال و"اللوبيات" المتنفذة في مختلف وسائل الإعلام العربي الذي وقع أسيرا للرواية الإسرائيلية...

اسيا العتروس

 

أكثر من مائتي يوم تمر اليوم على العدوان المتواصل على غزة الصامدة بمختلف الأجيال الفلسطينية فيها من أطفال ونساء وشباب وشيوخ فيها رغم ما منيت به من خذلان ولامبالاة وعجز دولي وعربي على مدى الأشهر السبعة الماضية. صمود أسطوري سيسجله التاريخ على وقع الخراب والدمار الشامل وحصيلة الضحايا والمصابين والمقابر الجماعية والجثث المشوهة التي بترت أعضاءها أو تعرضت لسلخ جلودها على يد جيش الاحتلال...

كما سبق وتوقعنا فقد فشل الاحتلال عن تقديم أي أدلة تدين "الأونروا" أو تثبت مشاركة عناصره في عملية "طوفان الأقصى" أو ارتباطه بحركة "حماس" كما كانت حكومة ناتنياهو تأمل للتخلص من وجود "الأونروا".. وقناعتنا أن سلطات الاحتلال لن تنجح في تقديم ما يدين الوكالة حتى لو طالبت بإجراء مزيد التحقيقات في هذا الاتجاه.. صحيح أن حكومة الاحتلال نجحت في تأليب عديد العواصم الأوروبية التي كانت تساهم في تمويل جهود "الأونروا" التي تبقى رغم الاحتلال شريان الحياة لملايين النازحين على مدى عقود طويلة من الاحتلال ودفعت بعد حملة شيطانية للوكالة بعض الدول إلى تعليق تمويلاتها التي دونها لا يمكنها مواصلة مهامها في توفير المساعدات الإنسانية للاجئين.. وقد تراجع بعض هذه الدول ومنها اليابان وكندا وغيرها لاحقا عن تجميد التمويلات قبل حتى نشر نتائج التقرير الذي ترأسته وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولونا في هذا الاتجاه والذي خلص إلى أنه "أنه لا بديل عن الوكالة، وأن إسرائيل لم تقدم أدلة على مزاعم ارتباط موظفي الوكالة بحركة حماس أو انتمائهم إلى منظمات إرهابية"...

وقد كان واضحا منذ بداية الحرب على غزة أن أحد أهداف الاحتلال غير المعلنة إلى جانب أهدافه العسكرية في غزة كان ولا يزال الضغط لإنهاء دور وكالة "الأنروا" بشكل نهائي وليس بشكل مؤقت.. ولاشك أن أسبابا كثيرة تدفع الاحتلال إلى إنهاء وجود الوكالة التي ارتبطت منذ نشأتها في أعقاب النكبة بشؤون اللاجئين الفلسطينيين على أن تزول بزوال الأسباب التي أدت إلى تأسيسها وهي عودة اللاجئين إلى ديارهم التي اطردوا منها قسرا وفق للقرار الأممي عدد194. ولأن الاحتلال دأب على إسقاط مختلف القرارات الدولية التي تذكر بحق الشعب الفلسطيني على أرضه فقد اعتبر أن في وجود "الأونروا" ما يجعل حق العودة قائما في الأذهان وما يذكر العالم بالخطإ التاريخي الذي لحق الشعب الفلسطيني المشرد بسبب الاحتلال ..

والواقع أن من الأسباب التي تؤرق الاحتلال في علاقة بوجود "الأونروا" هو الدور الحيوي للوكالة التي تعد متنفس اللاجئين الفلسطينيين والتي تظل سندا أساسيا للفلسطينيين في المخيمات في توفير احتياجاتهم الصحية ولكن وهنا بيت القصيد خاصة في توفير التعليم لمختلف الأجيال الفلسطينية التي لم يمنعها الاحتلال من مواصلة التعليم والتميز في مختلف المجالات والاختصاصات وقد تصدر تلاميذ فلسطين من مختلف المستويات طليعة الترتيب في مختلف تقارير التنمية البشرية لكل من الأمم المتحدة ولجامعة الدول العربية... وقد انتبهت سلطات الاحتلال مبكرا إلى خطورة سلاح التعليم والمعرفة في صفوف الفلسطينيين على مخططاتها في إلغاء وطمس الذاكرة الفلسطينية.. ولعل ما يتابعه العالم من إصرار على المضي قدما في العمليات الانتقامية والتشفي من أهالي غزة واستهداف أي فرصة لمواصلة تعليم التعليم الفلسطينيين وهو ما يتضح بشكل خاص من الاستهداف الممنهج وتدمير مختلف المدارس والجامعات التي تنتشر في غزة إلى جانب تدمير كل المنشآت الثقافية والمتاحف ومراكز البحوث وغيرها ...

وقد اسقط أمس تقرير اللجنة المستقلة الذي ورد في خمسين صفحة حسابات ناتنياهو زمرته ممن كانوا يعولون على التخلص من "الأونروا" بدعم الحليف الأمريكي.. وجاء التقرير ليسحب البساط أمام خطة ناتنياهو ويؤكد على أهمية ودور الأونرا في تقديم المساعدات الإنسانية الحيوية للاجئين الفلسطينيين في غزة والأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية...

لقد حاولت حكومة الاحتلال بكل الطرق استهداف "الأونروا" في وجودها ومنيت بخيبة واسعة ولعل في هذا أول انتصار لغزة على الحملات الدعائية التي يشنها الاحتلال و"اللوبيات" المتنفذة في مختلف وسائل الإعلام العربي الذي وقع أسيرا للرواية الإسرائيلية...

اسيا العتروس

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews