إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

نحو تشكل تكتل مغاربي جديد.. تونس تحتضن غدا أول "اجتماع تشاوري" بين رؤساء تونس وليبيا والجزائر

تونس- الصباح

أعلنت رئاسة الجمهورية التونسية أن اجتماعا تشاوريا على مستوى قادة الدول سيعقد بين تونس والجزائر وليبيا يوم غد الاثنين بتونس العاصمة.

وقالت الرئاسة أمس في بلاغ لها إنه و"بدعوة من رئيس الجمهورية قيس سعيّد، يؤدي فخامة الرئيس عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وفخامة الرئيس محمد يونس المنفي، رئيس المجلس الرئاسي بدولة ليبيا، زيارة إلى تونس غدا الاثنين 22 أفريل الجاري، للمشاركة في الاجتماع التشاوري الأوّل بين قادة البلدان الشقيقة الثلاثة".

ويأتي لقاء القمة للبلدان الثلاثة تنفيذا لتفاهمات بين قادة البلدان الثلاثة خلال اجتماعهم على هامش القمة السابعة للغاز التي انعقدت بالجزائر أوائل شهر مارس الماضي.

ويسعى البلدان الثلاثة إلى عقد مشاورات على مستوى القمة كل ثلاثة أشهر بينها من أجل، الذي اعتبره الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أنه بداية تشكل تكتل مغاربي جديد .

وكان بلاغ صدر عن رئاسة الجمهورية الجزائرية، بعد انتهاء قمة البلدان المصدرة للغاز، أوضح أن الرؤساء الثلاثة "تدارسوا أيضًا الأوضاع السائدة في المنطقة المغاربية، ليخلُص اللقاء إلى ضرورة تكثيف الجهود وتوحيدها لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية بما يعود على شعوب البلدان الثلاثة بالإيجاب. كما تقرّر عقد لقاء مغاربي ثلاثي، كلّ ثلاثة أشهر، يكون الأوّل في تونس بعد شهر رمضان المبارك".

يذكر أن الرئيس سعيد كان قد أفاد في تصريحات إعلامية على هامش قمة الغاز في الجزائر بأنه سيتم تنظيم لقاء ثلاثي تونسي جزائري ليبي مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي وسيتم عقده في تونس.

ومن المقرر أن يكون التكتل الثلاثي الجديد وفق ما ورد في البلاغ الرئاسة الجزائري، إطارا للتنسيق الأمني باعتبار تقاسم الحدود المشتركة فيما بينها، وتنسيقا سياسيا في ما يهم القضايا والملفات المغاربية والإقليمية والدولية، ذات الاهتمام المشترك بما يتيح توحيد المواقف في شأنها..، كما يهدف إلى الرفع من مستوى التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري..

ويطرح هذا الاجتماع التنسيق الثلاثي، تساؤلات بشأن مستقبل الاتحاد المغاربي الذي يتكون من خمس دول مغاربية (تونس الجزائر ليبيا، موريتانيا، المغرب) وتأسس في شهر فيفري 1989 بمراكش، لكنه يعرف جمودا في نشاط مؤسساته منذ سنوات، بسبب تفاقم الخلافات الثنائية خاصة بين الجزائر والمغرب على خلفية قضية الصحراء الغربية..

كما يطرح غياب موريتانيا عن القمة الثلاثية وما إذا كان التكتل الجديد سيقتصر على وجود الدول الثلاث فقط دون المغرب والجزائر، غير أن الرئيس تبون كان قد صرح مؤخرا خلال حوار تلفزي في الجزائر أنه "اتفق مع ليبيا وتونس وموريتانيا على العمل معا لخلق كيان مغاربي مشترك، وليس موجها ضد أي دولة، وأشار إلى أن سبب القرار يعود إلى غياب عمل مغاربي مشترك، وهو ما دفع نحو الاتفاق على عقد لقاءات مغاربية دون إقصاء أي طرف، والباب مفتوح للجميع".

وقال أيضا:“هذا التكتل غير موجه ضد أي دولة أخرى، فالباب مفتوح أمام دول المنطقة”، لأنه من “غير المقبول” عزل أي طرف."

ويفهم من تصريح تبون، أن موريتانيا قد تكون مرشحة للانضمام بدورها إلى هذه اللقاءات بحكم العلاقات الوطيدة بين الجزائر ونواق الشط والتي تدعمت مؤخرا بالإعلان عن مشاريع استثمارية مشتركة مثل مشروع طريق بري يربط بين الجزائر وموريتانيا..

بدوره، اعتبر وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف في تصريحات صحفية، أن ما تقوم به بلاده يمثل مسعى لسد الفراغ ولا يعني خلق بديل لما هو موجود، ورأى أن “الاتحاد المغاربي موجود لكنه في غيبوبة”، مشيرا إلى أن “المؤسسات المنبثقة عن الاتحاد لم تلغ، والاتفاقيات التي وقعت في إطاره ستستمر".

 واستطرد “لم تعد سارية المفعول بحكم الظروف لكنها موجودة”، مردفا أن “الرئيس تبون اقترح صيغة جديدة، إذ لا يمكن انتظار عودة الاتحاد المغاربي إلى الحياة دون تحرك أو تقديم بديل".

وكانت وسائل الإعلام الجزائرية، بما في ذلك الرسمية قد تحدثت عن مشروع تكتل مغاربي جديد استنادا إلى ما قاله تبون "انطلاقا من الفراغ الموجود حاليا حيث لا يوجد عمل مغاربي مشترك"..

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الجزائري أشرف يوم الخميس الماضي على افتتاح معبر حدودي يربط ولاية تندوف الجزائرية بالزويرات الموريتانية، وأعلن مؤخرا عن إقامة منطقة تبادل تجاري حرّ مع تونس، تم التفاهم بشأنها خلال زيارة رئيس الحكومة التونسية أحمد الحشاني إلى الجزائر في أكتوبر 2023..، كما تم الإعلان عن منطقة أخرى مع ليبيا تزامناً مع ترتيبات لإعادة فتح المعبر البرّي الدبداب غدامس بين الجزائر وليبيا، في خطوة تهدف إلى رفع حجم التبادلات التجارية بين البلدين لتصل إلى حدود 3.1 مليار دولار..

وكما أتمت الدول الثلاث منذ شهر نوفمبر 2023، إتمام الربط التزامني بين شبكات نقل الكهرباء بما أتاح رفع حجم المبادلات البينية إلى أكثر من 2 في المائة بين الدول الثلاث..

رفيق بن عبد الله

 

 

نحو تشكل تكتل مغاربي جديد..  تونس تحتضن غدا أول "اجتماع تشاوري" بين رؤساء تونس وليبيا والجزائر

تونس- الصباح

أعلنت رئاسة الجمهورية التونسية أن اجتماعا تشاوريا على مستوى قادة الدول سيعقد بين تونس والجزائر وليبيا يوم غد الاثنين بتونس العاصمة.

وقالت الرئاسة أمس في بلاغ لها إنه و"بدعوة من رئيس الجمهورية قيس سعيّد، يؤدي فخامة الرئيس عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وفخامة الرئيس محمد يونس المنفي، رئيس المجلس الرئاسي بدولة ليبيا، زيارة إلى تونس غدا الاثنين 22 أفريل الجاري، للمشاركة في الاجتماع التشاوري الأوّل بين قادة البلدان الشقيقة الثلاثة".

ويأتي لقاء القمة للبلدان الثلاثة تنفيذا لتفاهمات بين قادة البلدان الثلاثة خلال اجتماعهم على هامش القمة السابعة للغاز التي انعقدت بالجزائر أوائل شهر مارس الماضي.

ويسعى البلدان الثلاثة إلى عقد مشاورات على مستوى القمة كل ثلاثة أشهر بينها من أجل، الذي اعتبره الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أنه بداية تشكل تكتل مغاربي جديد .

وكان بلاغ صدر عن رئاسة الجمهورية الجزائرية، بعد انتهاء قمة البلدان المصدرة للغاز، أوضح أن الرؤساء الثلاثة "تدارسوا أيضًا الأوضاع السائدة في المنطقة المغاربية، ليخلُص اللقاء إلى ضرورة تكثيف الجهود وتوحيدها لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية بما يعود على شعوب البلدان الثلاثة بالإيجاب. كما تقرّر عقد لقاء مغاربي ثلاثي، كلّ ثلاثة أشهر، يكون الأوّل في تونس بعد شهر رمضان المبارك".

يذكر أن الرئيس سعيد كان قد أفاد في تصريحات إعلامية على هامش قمة الغاز في الجزائر بأنه سيتم تنظيم لقاء ثلاثي تونسي جزائري ليبي مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي وسيتم عقده في تونس.

ومن المقرر أن يكون التكتل الثلاثي الجديد وفق ما ورد في البلاغ الرئاسة الجزائري، إطارا للتنسيق الأمني باعتبار تقاسم الحدود المشتركة فيما بينها، وتنسيقا سياسيا في ما يهم القضايا والملفات المغاربية والإقليمية والدولية، ذات الاهتمام المشترك بما يتيح توحيد المواقف في شأنها..، كما يهدف إلى الرفع من مستوى التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري..

ويطرح هذا الاجتماع التنسيق الثلاثي، تساؤلات بشأن مستقبل الاتحاد المغاربي الذي يتكون من خمس دول مغاربية (تونس الجزائر ليبيا، موريتانيا، المغرب) وتأسس في شهر فيفري 1989 بمراكش، لكنه يعرف جمودا في نشاط مؤسساته منذ سنوات، بسبب تفاقم الخلافات الثنائية خاصة بين الجزائر والمغرب على خلفية قضية الصحراء الغربية..

كما يطرح غياب موريتانيا عن القمة الثلاثية وما إذا كان التكتل الجديد سيقتصر على وجود الدول الثلاث فقط دون المغرب والجزائر، غير أن الرئيس تبون كان قد صرح مؤخرا خلال حوار تلفزي في الجزائر أنه "اتفق مع ليبيا وتونس وموريتانيا على العمل معا لخلق كيان مغاربي مشترك، وليس موجها ضد أي دولة، وأشار إلى أن سبب القرار يعود إلى غياب عمل مغاربي مشترك، وهو ما دفع نحو الاتفاق على عقد لقاءات مغاربية دون إقصاء أي طرف، والباب مفتوح للجميع".

وقال أيضا:“هذا التكتل غير موجه ضد أي دولة أخرى، فالباب مفتوح أمام دول المنطقة”، لأنه من “غير المقبول” عزل أي طرف."

ويفهم من تصريح تبون، أن موريتانيا قد تكون مرشحة للانضمام بدورها إلى هذه اللقاءات بحكم العلاقات الوطيدة بين الجزائر ونواق الشط والتي تدعمت مؤخرا بالإعلان عن مشاريع استثمارية مشتركة مثل مشروع طريق بري يربط بين الجزائر وموريتانيا..

بدوره، اعتبر وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف في تصريحات صحفية، أن ما تقوم به بلاده يمثل مسعى لسد الفراغ ولا يعني خلق بديل لما هو موجود، ورأى أن “الاتحاد المغاربي موجود لكنه في غيبوبة”، مشيرا إلى أن “المؤسسات المنبثقة عن الاتحاد لم تلغ، والاتفاقيات التي وقعت في إطاره ستستمر".

 واستطرد “لم تعد سارية المفعول بحكم الظروف لكنها موجودة”، مردفا أن “الرئيس تبون اقترح صيغة جديدة، إذ لا يمكن انتظار عودة الاتحاد المغاربي إلى الحياة دون تحرك أو تقديم بديل".

وكانت وسائل الإعلام الجزائرية، بما في ذلك الرسمية قد تحدثت عن مشروع تكتل مغاربي جديد استنادا إلى ما قاله تبون "انطلاقا من الفراغ الموجود حاليا حيث لا يوجد عمل مغاربي مشترك"..

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الجزائري أشرف يوم الخميس الماضي على افتتاح معبر حدودي يربط ولاية تندوف الجزائرية بالزويرات الموريتانية، وأعلن مؤخرا عن إقامة منطقة تبادل تجاري حرّ مع تونس، تم التفاهم بشأنها خلال زيارة رئيس الحكومة التونسية أحمد الحشاني إلى الجزائر في أكتوبر 2023..، كما تم الإعلان عن منطقة أخرى مع ليبيا تزامناً مع ترتيبات لإعادة فتح المعبر البرّي الدبداب غدامس بين الجزائر وليبيا، في خطوة تهدف إلى رفع حجم التبادلات التجارية بين البلدين لتصل إلى حدود 3.1 مليار دولار..

وكما أتمت الدول الثلاث منذ شهر نوفمبر 2023، إتمام الربط التزامني بين شبكات نقل الكهرباء بما أتاح رفع حجم المبادلات البينية إلى أكثر من 2 في المائة بين الدول الثلاث..

رفيق بن عبد الله

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews