إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. طفولة السياسي ..!.

 

يرويها: أبو بكر الصغير

   كلّ سياسي نتاج أمر أو شيء ما .

 لا ينتمي الإنسان إلى نفسه إلا إذا كان ينتمي أولاً وقبل كل شيء إلى مجموعة، إلى مجتمع.

     لا يُنظر إلى الفرد إلا من خلال منظور الأسرة، العائلة، المحيط، المدينة، المكان الطبيعي للمجتمع البشري.

   الطفولة ومسارات الحياة لهما تأثير عن أيّ سياسات تنتهجها قيادات وزعامات لمّا تتمكن من السلطة، من النفوذ، من الحكم .

  يرى الطفل نفسه فقط على أنه "رجل غير مصنوع". مثل هذا النهج السلبي يسمح، في أفضل الأحوال، بتقديم الطفل ككائن غير مكتمل، “إنسان غير محدد".

    الزمن وحده يتكفّل بذلك ، بـ "صنعه" .

  مسألة هوية الطفل، أو ولادته، إذا جاز التعبير، تطرح نفسها في ضوء جديد.

   السؤال إذن هو كيف، ومتى، تمكن الطفل من التمتع، في تاريخ الأفكار السياسية، بهوية لم تكن خاصة فحسب، بل تشاركية .

  من أهم الجوانب التي أثّرت في الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة بما دفعه إلى انجاز ذلك الانتصار العظيم لحقوق المرأة من خلال إصدار مجلة الأحوال الشخصية ما عاشه من يتم في طفولته وما لمسه من معاناة أمه .

  الزعيم مانديلا بقدر ما عاش طفولة وشبابا ظلما وقهرا وعنصرية وسجنا بسبب سياسات التمييز للبيض، غدا مثالا للتسامح والتعايش والتحابب والتقارب بين الناس .

 كان غاندي من أسرة صالحة لا يخرج منها قديس إلا مثله، كانت أمه ذات خلق عظيم محبوبة جدا في محيطها تكتفي في اليوم بوجبة واحدة من الطعام، وكانت تصوم في معظم الأيام .

  من يصنع الإنسان. في المرآة التي يحملها الأوائل، المربون له أم المجتمع والأحداث.

يميل الأطفال أولاً إلى إعادة إنتاج السلوك السياسي لوالديهم كنموذج ثمّ ما يترسّخ لديهم من قيم وأفكار في طفولتهم .

   إنها في البداية عملية تلقي سلبية دون أيّ تقييم آو تقدير موقف شخصي، حيث يعتقد الأطفال ما يعتقده آباؤهم أو من يحيطون بهم .

  يتأثرون بالمعرفة السياسية التي تلقن لهم وما يبرز في تحديد الهوية والمشاركة .

 أعلن الزعيم الألماني “بسمارك” حين انتصاره على الفرنسيين سنة 1870-1871 مقولته العظيمة:“لقد انتصرنا بمدارسنا”، بمعنى كيف تربي وتعلم أطفالك ستعرف ما يمكن أن تجنيه، وستعلم كذلك من سيقودون وطنك .

 لقد اهتممنا بكلَ شيء ونسينا ما هو الأهم، التنشئة السياسية لأطفالنا، من يقوم بذلك تحديدا وكيف وبأي إمكانيات وآليات.

  ليست المسالة مجرّد عنوان أو درس في حصة تربية مدنية وهي أكثر الحصص المنبوذة والمحتقرة من قبل التلاميذ باعتبار أن ضاربها ضعيف، بل أساسا باكتساب المعارف والمهارات اللازمة لاستيعاب واقع المجتمع وأهدافه وقيمه، وتعزيز روح الانتماء والولاء للوطن، والإحساس بالمسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع وقضاياه، وتعريف الطفل بحقوقه وواجباته، وطبيعة علاقته بمؤسسات الدولة وأفراد المجتمع، لدمجه في المجتمع بشكل يضمن مشاركته في بناء مستقبل وطنه.

    لا شيء يؤثر على مستقبل الإنسان قدر أحداث الطفولة والعالم الذي يتعايش فيه وهو لا يزال طفلا.

 

حكاياتهم  .. طفولة السياسي ..!.

 

يرويها: أبو بكر الصغير

   كلّ سياسي نتاج أمر أو شيء ما .

 لا ينتمي الإنسان إلى نفسه إلا إذا كان ينتمي أولاً وقبل كل شيء إلى مجموعة، إلى مجتمع.

     لا يُنظر إلى الفرد إلا من خلال منظور الأسرة، العائلة، المحيط، المدينة، المكان الطبيعي للمجتمع البشري.

   الطفولة ومسارات الحياة لهما تأثير عن أيّ سياسات تنتهجها قيادات وزعامات لمّا تتمكن من السلطة، من النفوذ، من الحكم .

  يرى الطفل نفسه فقط على أنه "رجل غير مصنوع". مثل هذا النهج السلبي يسمح، في أفضل الأحوال، بتقديم الطفل ككائن غير مكتمل، “إنسان غير محدد".

    الزمن وحده يتكفّل بذلك ، بـ "صنعه" .

  مسألة هوية الطفل، أو ولادته، إذا جاز التعبير، تطرح نفسها في ضوء جديد.

   السؤال إذن هو كيف، ومتى، تمكن الطفل من التمتع، في تاريخ الأفكار السياسية، بهوية لم تكن خاصة فحسب، بل تشاركية .

  من أهم الجوانب التي أثّرت في الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة بما دفعه إلى انجاز ذلك الانتصار العظيم لحقوق المرأة من خلال إصدار مجلة الأحوال الشخصية ما عاشه من يتم في طفولته وما لمسه من معاناة أمه .

  الزعيم مانديلا بقدر ما عاش طفولة وشبابا ظلما وقهرا وعنصرية وسجنا بسبب سياسات التمييز للبيض، غدا مثالا للتسامح والتعايش والتحابب والتقارب بين الناس .

 كان غاندي من أسرة صالحة لا يخرج منها قديس إلا مثله، كانت أمه ذات خلق عظيم محبوبة جدا في محيطها تكتفي في اليوم بوجبة واحدة من الطعام، وكانت تصوم في معظم الأيام .

  من يصنع الإنسان. في المرآة التي يحملها الأوائل، المربون له أم المجتمع والأحداث.

يميل الأطفال أولاً إلى إعادة إنتاج السلوك السياسي لوالديهم كنموذج ثمّ ما يترسّخ لديهم من قيم وأفكار في طفولتهم .

   إنها في البداية عملية تلقي سلبية دون أيّ تقييم آو تقدير موقف شخصي، حيث يعتقد الأطفال ما يعتقده آباؤهم أو من يحيطون بهم .

  يتأثرون بالمعرفة السياسية التي تلقن لهم وما يبرز في تحديد الهوية والمشاركة .

 أعلن الزعيم الألماني “بسمارك” حين انتصاره على الفرنسيين سنة 1870-1871 مقولته العظيمة:“لقد انتصرنا بمدارسنا”، بمعنى كيف تربي وتعلم أطفالك ستعرف ما يمكن أن تجنيه، وستعلم كذلك من سيقودون وطنك .

 لقد اهتممنا بكلَ شيء ونسينا ما هو الأهم، التنشئة السياسية لأطفالنا، من يقوم بذلك تحديدا وكيف وبأي إمكانيات وآليات.

  ليست المسالة مجرّد عنوان أو درس في حصة تربية مدنية وهي أكثر الحصص المنبوذة والمحتقرة من قبل التلاميذ باعتبار أن ضاربها ضعيف، بل أساسا باكتساب المعارف والمهارات اللازمة لاستيعاب واقع المجتمع وأهدافه وقيمه، وتعزيز روح الانتماء والولاء للوطن، والإحساس بالمسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع وقضاياه، وتعريف الطفل بحقوقه وواجباته، وطبيعة علاقته بمؤسسات الدولة وأفراد المجتمع، لدمجه في المجتمع بشكل يضمن مشاركته في بناء مستقبل وطنه.

    لا شيء يؤثر على مستقبل الإنسان قدر أحداث الطفولة والعالم الذي يتعايش فيه وهو لا يزال طفلا.

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews