إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

أسلحة بيضاء في مدارس ووسائل نقل .. تلاميذ في الصفوف الأمامية للجريمة..من المسؤول؟

تونس-الصباح

عندما يستبدل التلاميذ الكراس والقلم بالسكاكين والزجاجات الحارقة، يتسلحون بها وهم في طريقهم إلى مدارسهم ومعاهدهم، وضع بات ينبئ بالخطر على إثر حوادث إجرامية متتالية نفذها تلاميذ

مفيدة القيزاني

تعرض الخميس الموافق لـ18 أفريل الجاري أستاذ تعليم ثانوي إلى الاعتداء بالعنف بواسطة آلة حادة "سكين" من الحجم الكبير من قبل تلميذه داخل قاعة الدرس أثناء حصة التدريس بالمدرسة الإعدادية دار الأمان بالقيروان، مما تسبّب في إصابته بجروح على مستوى الظهر

وتعطلت الدروس بالمدرسة المذكورة وحضر المندوب الجهوي للتربية وعدد من الأساتذة والنقابيين والوحدات الأمنية وتحول الأستاذ المتضرر للمستشفى لتلقي العلاج.

كما تعرّض تلميذان (16 و17 سنة) إلى إصابات باستعمال آلة حادة، مما تطلب نقلهما للعلاج في القصرين وأصيب أحد التلميذين على مستوى اليد فيما تعرض الثاني لإصابة على مستوى أسفل الصدر

 وقد جدت معركة بين مجموعة من التلاميذ داخل حافلة نقل مدرسي في المنطقة الرابطة بين منطقتي القصرين المدينة وخمودة استعمل فيها آلة حادة من المرجح أن تكون سلاحا أبيضا، مما أدى إلى إصابة التلميذين

اعتداء بساطور..

وتعود أطوار هذه الحادثة إلى وقت سابق حين استغل تلميذ عمره 17 عاما وجود أستاذ التاريخ والجغرافيا وحيدا داخل القسم لينهال عليه بساطور وسكين متسببا له في إصابات بليغة على مستوى الرأس والوجه واليد وقالت أستاذة بمعهد ابن رشيق في فيديو إنها سمعت الأستاذ الضحية يستغيث ويقول

"باش نموت" (سأموت) وحين هرعت إليه صحبة زميلها وجدته ينزف وقد أصيب رأسه بساطور من جهة الجبين حتى العنق وكانت ذراعه تحمل آثار طعنات عميقة.

وتقول الأستاذة إن الضحية على الأرجح حاول حماية وجهه إلا أن التلميذ أردفه بطعنات أخرى بسكين على مستوى اليد، وآلة الجريمة بقيت ملقاة على الأرض تحمل آثار الدماء.

وخضع الأستاذ الضحية لعدة عمليات جراحية بسبب الاعتداء الذي تسبب في كسر في جمجمته وقطع في شرايين إحدى يديه، وجرح غائر في وجهه.

وروى بعض الأساتذة من شهود العيان في الحادثة أن الاعتداء كان مفاجئا وشنيعا، وكان الأستاذ في وضع خطير جدا.

وأوضحت أستاذة بالمعهد أن التلميذ نفذ الاعتداء احتجاجا على عدم تمكينه من إجراء اختبار التاريخ والجغرافيا بسبب غياب غير مبرر، وأضافت، في تصريحات إعلامية، أن التلميذ سليم وسلوكه طبيعي ووضعه العائلي مستقر ولا مبرر لمثل هذا الاعتداء.

وأصدرت وزارة التربية بيانا نددت فيه بالحادثة مؤكدة حرصها على الإحاطة بالأستاذ الضحية وبعائلته وبكل المنتسبين للعائلة التربوية، متعهدة باتخاذ الإجراءات اللازمة.

حادثة خطيرة جدت في وقت سابق بجهة المروج انطلق البحث فيها على إثر توفّر معلومات لدى الوحدات الأمنية التابعة لمركز الأمن الوطني بالمروج الرابع مفادها تخطيط عدد من التلاميذ للتحضير للإعتداء بالعنف على مجموعة أخرى من التلاميذ باستعمال آلات حادة وأسلحة بيضاء وقوارير حارقة والتحريض فيما بينهم عبر موقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك".

فأولت الوحدات الأمنية الموضوع الأهمية اللاّزمة وبتكثيف التحريات الميدانية أمكن القبض على أحدهم، حيث أكّد اعتزامهم التحضير للقيام بالإعتداء بالعنف على مجموعة من التلاميذ على خلفية تعرض أحد أصدقائهم إلى الإعتداء من قبل المجموعة المذكورة.

وبالقبض على أصدقاء التلميذ المذكور تباعا أكّدوا ما سبق ذاكرين أنهم أخفوا قوارير حارقة بأحد المنازل المهجورة بالجهة وقد تم حجز16 قارورة.

وباستشارة ممثل النيابة العمومية أذن بالإحتفاظ بجميع الأطراف والأبحاث مازالت متواصلة في شأنهم.

وفي وقت سابق تداولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو صادم من أمام إحدى المدارس بولاية سليانة، أظهر تلميذ إبتدائي بصدد رشق المدرسة التي يدرس فيها بقارورة "مولوتوف" ثم لاذ بالفرار.

كما تمكنت في وقت سابق وحدات الحرس الوطني بمعتمدية سوق الجديد من ولاية سيدي بوزيد من ضبط 4 أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و 11 سنة وهم تلاميذ بحوزتهم 4 قوارير "مولوتوف" داخل سور مدرسة ابتدائية تابعة ترابيا لمعتمدية سوق الجديد من ولاية سيدي بوزيد.

وفي ذات السياق تعرض ثلاثة تلاميذ بالمدرسة الإعدادية حي النور في ولاية القصرين إلى إصابات بحروق خفيفة، بعد إلقاء زجاجة "مولوتوف" في ساحة المدرسة.

كما تم فتح بحث تحقيقي ضدّ 4 أطفال (تلاميذ) بتهمة محاولة حرق مدرسة إعدادية بجهة حي الرياض.

و قد تم إشعار مدير المؤسسة التربوية والذي قام بدوره بإعلام الوحدات الأمنية التي تحولت على عين المكان وبصفة فورية، وتم ضبط أحد الأطفال (مُدبّرالاعتداء) و4 آخرين مشاركين في العملية.

وفي وقت سابق تمكنت الوحدات الأمنية بالقصرين من القبض على 10 تلاميذ شاركوا في أعمال شغب شهدتها إعدادية الزهور تمثلت في اعتداء بالحجارة على المدرسين وإقدامهم على خلع أبوابها الخارجية ورشقها بالمولوتوف وإشعال العجلات المطاطية وسط الساحة.

 تلاميذ برتبة مجرمين..

في قراءته لظاهرة العنف في صفوف التلاميذ وتحول بعضهم إلى مجرمين يرتادون المؤسسات التربوية مسلحين بسكاكين وآلات حادة من أنواع مختلفة يرى الباحث في علم الاجتماع أن مؤسسات التنشئة الاجتماعية اليوم في تونس والتي يفترض بها حماية الأطفال والشباب وتأطيرهم وتأهيلهم تحولت إلى تهديد لهذا الجيل الجديد، تهديد يعصف بأمنه النفسي والاجتماعي ويهدد مستقبله، دولة مقصرة ومجتمع مضطرب وعائلة مفككة ومدرسة منفرة تلك هي حال مجتمعنا اليوم والذي أصبح يمثل تهديدا حقيقيا للسلامة النفسية والجسدية لجيل برمته على نفسه وعلى غيره.

عائلة إما مفككة أو عنيفة أو مستقيلة فرطت في مهمة التربية لمؤسسات تنشئة اجتماعية بديلة وعوضت التربية بمجرد عملية إنفاق مادي، أسرة عنيفة تسلط فيها أقسى درجات العنف على الأفراد فيما بينهم أو على الطفل باعتباره أضعف حلقة فيها:جرائم عائلية بالجملة،عنف أسري،تحرش جنسي،زنا محارم...هذه صورة الأسرة في تونس الآن فلا نستغرب ارتفاع حجم العنف والانتحار والانحراف والجريمة لدى الأطفال والشباب في سن التمدرس.

مدرسة عنيفة ومنفرة..

وعندما نتحدث هنا عن المدرسة فإننا نقصد بها جميع مؤسسات التربية والتكوين انطلاقا من دور الحضانة ورياض الأطفال مرورا بالمدارس الابتدائية وصولا إلى الاعداديات والمعاهد.

فنحن اليوم إزاء منظومة تربوية عنيفة تمارس كل أنواع العنف النفسي والبدني على الأطفال، وبصدد تكوين جيل من الوحوش لأنها تقوم على العنف المسلط من الكهول وتنمي روح التنافس والغلبة لدى الأطفال عوض أن تعلمهم قيم التعايش والاندماج والابتكار.لا نستغرب إذن من هذه الأرقام المفزعة للانقطاع المدرسي سنويا ولا حجم العنف المدرسي المستشري ولا هذا الكره الدفين للمدرسة إلى درجة تدفع تلاميذها لحرقها بمن فيها حتى ولو كانوا تلاميذ مثلهم.

بيئة تربوية خطيرة ..

لا يمكن عزل المدرسة التونسية عن محيطها الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، ففصلها عن هذا المحيط هو فصل منهجي وليس واقعي والدليل على ذلك أن هذا المحيط يؤثر في المدرسة والمنتسبين إليها إلى حد كبير، فالتربية والتعليم أمور لا تقتصر على فضاء المدرسة أو عملية التدريس، بل تتعداها لتشمل بيئة تربوية تتظافر فيها وسائل وأساليب الإحاطة والمرافقة من أجل تأمين تربية جيدة وتعليم جيد ، فاختصار التربية في القسم وفضاء المدرسة مقاربة خاطئة وقاصرة والدليل أن المدرسة لا تنتج الجنوح والجريمة والعنف بل هي في أغلب الحالات ضحية لكل السلوكيات المنافية للحياة المدرسية الوافدة عليها من محيطها، وبقدر ما نولي اليوم أهمية للتعليم والتدريس التي تمثل مهام المدرسة الأساسية،يجب أن نولي أيضا اهتماما بالجوانب التربوية التي تهددها البيئة الخارجية حيث يكون التلميذ عرضة لكل أنواع المخاطر والسلوكيات الخطيرة وعصابات الجريمة المنظمة التي تروج ثقافة ومواد الإجرام من مخدرات ودعارة وغيرها التي تحول التلميذ من طفل إلى مجرم.

الحلول..

أمام هذا الخطر المحدق بمستقبل أبنائنا ومجتمعنا،جدير بنا أن نتحرك ولا نكتفي بالملاحظة والإدانة كما يفعل كل العاجزين، بل علينا رسم إستراتيجية وطنية لفهم هذه الظاهرة ومقاومتها والتوقي منها. إستراتيجية تقوم على جملة من المحاور المترابطة والمتكاملة ومنها:

- فتح مدارات الحوار مع الأطفال والشباب المنتسبين للمعاهد والاعداديات

- إصلاح تربوي يركز على التكوين الجيد أكثر من المنافسة

- التخفيف من الزمن المدرسي المرهق الذي تحول إلى نوع من الاعتقال المدرسي المدمر لأبنائنا

- نشر ثقافة الحياة وتدعيم الأنشطة الثقافية والترفيهية

- جعل المرافقة التربوية والنفسية خدمة أساسية وقائمة بذاتها وليس على هامش العملية التعليمية

- تكوين لجان علمية تتظافر فيها كل الاختصاصات لدرس و متابعة الأساليب والطرق الناجعة للحد منها ومن خطورتها وانتشارها و القيام بدراسات ميدانية معمقة لهذه الظاهرة

- تحسيس الأسر والعائلات بها من أجل مراقبة أبنائهم ومرافقتهم وحمايتهم وتوعيتهم

علينا إذن مراجعة منوالنا التربوي في كامل مؤسسات التنشئة الاجتماعية،فالتربية الجيدة الحديثة التي تؤمن جيلا آمنا ونافعا تقوم بها مؤسسات الدولة والمبادرات المجتمعية والجماعية في سياق وبرنامج مجتمعي منسجم الرؤية وواضح التوجهات وفي محيط مدني يرعاه وينميه وينشره في المجتمع.

وخلص بلحاج محمد إلى القول بأننا إزاء أزمة اجتماعة حقيقية تعصف بحاضر جيل وبمستقبل مجتمع،فالجيل الحالي إذا ترك وحيدا يواجه مصيره فسيكون عبارة عن قنبلة موقوتة تشكل خطرا عليه وعلى محيطه وعلى مجتمعه.

رئيس جمعية الأولياء والتلاميذ لـ"الصباح": آن الأوان لإيجاد الحلول لظاهرة العنف المدرسي

تونس - الصباح

رضا الزهروني رئيس جمعية الأولياء والتلاميذ وخلال تعليقه على ظاهرة تفشي العنف في المؤسسات التربوية

 اعتبر في تصريح لـ"الصباح" أن الظاهرة تتفاقم من سنة إلى أخرى ويرجع ذلك إلى فشل المنظومة التربوية التي تؤسس لعقلية الإحباط وخلق ثورة على الواقع، مشددا على أنه من الضروري أن ترفع من أدائها لأنها السبب الرئيسي في تفشي تلك الظاهرة مشيرا إلى أن الفئة العنيفة هي فئة المراهقين والمراهقات الذين فقدوا الأمل في النجاح معتبرا انه آن الأوان لإيجاد الحلول ولا نكتفي بالتنديد بالظاهرة وتناولها في وسائل الإعلام.

صباح الشابي

 وتتحمل العائلة أيضا المسؤولية والمربين وكذلك فشل المنظومة الثقافية وهذا ما جعلنا حسب رأيه نقف على ظاهرة العنف بالمؤسسات التربوية والتي تتفاقم مثلما أشار سنة وراء سنة، إضافة إلى انعدام الحلول وعدم التعامل مع الظاهرة بالطريقة المطلوبة المتمثلة في العمل الميداني اليومي وفي كافة المؤسسات التربوية التي تكون نسبة تواتر العنف فيها أكثر من بقية المؤسسات التربوية الأخرى إذ أنه لا يمكن أن نعتبر أن الـ6500 مؤسسة تربوية ببلادنا تفشى فيها العنف حسب قوله ولكن درجات العنف بجميع أصنافه تختلف من مؤسسة إلى أخرى وتختلف أسبابه وضحاياها لذلك فإن التعامل مع هذه الظاهرة ودراستها تكون عن طريق تجميع معلومات من قبل هياكل المؤسسات التربوية والمحلية والجهوية والمركزية ويجب كذلك أن يكون جزء هام من سياسات الدولة في مخططات برامجها التعليمية السنوية يتعلق بمقاومة العنف من خلال تكثيف الدوريات الأمنية بالمؤسسات التربوية التي تكون فيها ظاهرة العنف متفشية أكثر من غيرها او بعث مختصين نفسانيين او اجتماعيين في بعض المؤسسات التربوية الأخرى.

لذلك يرى أن المسؤولية مشتركة لعلاج الظاهرة وهي مسؤولية يتحملها الأولياء و المربين داعيا إياهم إلى تفادي الخطاب العنيف والاستفزازي الذي بلغ درجات غير مسبوقة في الأيام الأخيرة خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.

 كما اعتبر أن إدارات المؤسسات التربوية وفي مقدمتهم الدولة يتحملان المسؤولية فالدولة حسب رأيه تفتقد إلى السياسات الجدية والخطط الواضحة الأهداف من خلال مقاربة عملية وميدانية تشاركية متواصلة في الزمان والمكان للتوقي من تلك الظاهرة وغيرها من الظواهر الأخرى على غرار المخدرات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أسلحة بيضاء في مدارس ووسائل نقل ..  تلاميذ في الصفوف الأمامية للجريمة..من المسؤول؟

تونس-الصباح

عندما يستبدل التلاميذ الكراس والقلم بالسكاكين والزجاجات الحارقة، يتسلحون بها وهم في طريقهم إلى مدارسهم ومعاهدهم، وضع بات ينبئ بالخطر على إثر حوادث إجرامية متتالية نفذها تلاميذ

مفيدة القيزاني

تعرض الخميس الموافق لـ18 أفريل الجاري أستاذ تعليم ثانوي إلى الاعتداء بالعنف بواسطة آلة حادة "سكين" من الحجم الكبير من قبل تلميذه داخل قاعة الدرس أثناء حصة التدريس بالمدرسة الإعدادية دار الأمان بالقيروان، مما تسبّب في إصابته بجروح على مستوى الظهر

وتعطلت الدروس بالمدرسة المذكورة وحضر المندوب الجهوي للتربية وعدد من الأساتذة والنقابيين والوحدات الأمنية وتحول الأستاذ المتضرر للمستشفى لتلقي العلاج.

كما تعرّض تلميذان (16 و17 سنة) إلى إصابات باستعمال آلة حادة، مما تطلب نقلهما للعلاج في القصرين وأصيب أحد التلميذين على مستوى اليد فيما تعرض الثاني لإصابة على مستوى أسفل الصدر

 وقد جدت معركة بين مجموعة من التلاميذ داخل حافلة نقل مدرسي في المنطقة الرابطة بين منطقتي القصرين المدينة وخمودة استعمل فيها آلة حادة من المرجح أن تكون سلاحا أبيضا، مما أدى إلى إصابة التلميذين

اعتداء بساطور..

وتعود أطوار هذه الحادثة إلى وقت سابق حين استغل تلميذ عمره 17 عاما وجود أستاذ التاريخ والجغرافيا وحيدا داخل القسم لينهال عليه بساطور وسكين متسببا له في إصابات بليغة على مستوى الرأس والوجه واليد وقالت أستاذة بمعهد ابن رشيق في فيديو إنها سمعت الأستاذ الضحية يستغيث ويقول

"باش نموت" (سأموت) وحين هرعت إليه صحبة زميلها وجدته ينزف وقد أصيب رأسه بساطور من جهة الجبين حتى العنق وكانت ذراعه تحمل آثار طعنات عميقة.

وتقول الأستاذة إن الضحية على الأرجح حاول حماية وجهه إلا أن التلميذ أردفه بطعنات أخرى بسكين على مستوى اليد، وآلة الجريمة بقيت ملقاة على الأرض تحمل آثار الدماء.

وخضع الأستاذ الضحية لعدة عمليات جراحية بسبب الاعتداء الذي تسبب في كسر في جمجمته وقطع في شرايين إحدى يديه، وجرح غائر في وجهه.

وروى بعض الأساتذة من شهود العيان في الحادثة أن الاعتداء كان مفاجئا وشنيعا، وكان الأستاذ في وضع خطير جدا.

وأوضحت أستاذة بالمعهد أن التلميذ نفذ الاعتداء احتجاجا على عدم تمكينه من إجراء اختبار التاريخ والجغرافيا بسبب غياب غير مبرر، وأضافت، في تصريحات إعلامية، أن التلميذ سليم وسلوكه طبيعي ووضعه العائلي مستقر ولا مبرر لمثل هذا الاعتداء.

وأصدرت وزارة التربية بيانا نددت فيه بالحادثة مؤكدة حرصها على الإحاطة بالأستاذ الضحية وبعائلته وبكل المنتسبين للعائلة التربوية، متعهدة باتخاذ الإجراءات اللازمة.

حادثة خطيرة جدت في وقت سابق بجهة المروج انطلق البحث فيها على إثر توفّر معلومات لدى الوحدات الأمنية التابعة لمركز الأمن الوطني بالمروج الرابع مفادها تخطيط عدد من التلاميذ للتحضير للإعتداء بالعنف على مجموعة أخرى من التلاميذ باستعمال آلات حادة وأسلحة بيضاء وقوارير حارقة والتحريض فيما بينهم عبر موقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك".

فأولت الوحدات الأمنية الموضوع الأهمية اللاّزمة وبتكثيف التحريات الميدانية أمكن القبض على أحدهم، حيث أكّد اعتزامهم التحضير للقيام بالإعتداء بالعنف على مجموعة من التلاميذ على خلفية تعرض أحد أصدقائهم إلى الإعتداء من قبل المجموعة المذكورة.

وبالقبض على أصدقاء التلميذ المذكور تباعا أكّدوا ما سبق ذاكرين أنهم أخفوا قوارير حارقة بأحد المنازل المهجورة بالجهة وقد تم حجز16 قارورة.

وباستشارة ممثل النيابة العمومية أذن بالإحتفاظ بجميع الأطراف والأبحاث مازالت متواصلة في شأنهم.

وفي وقت سابق تداولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو صادم من أمام إحدى المدارس بولاية سليانة، أظهر تلميذ إبتدائي بصدد رشق المدرسة التي يدرس فيها بقارورة "مولوتوف" ثم لاذ بالفرار.

كما تمكنت في وقت سابق وحدات الحرس الوطني بمعتمدية سوق الجديد من ولاية سيدي بوزيد من ضبط 4 أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و 11 سنة وهم تلاميذ بحوزتهم 4 قوارير "مولوتوف" داخل سور مدرسة ابتدائية تابعة ترابيا لمعتمدية سوق الجديد من ولاية سيدي بوزيد.

وفي ذات السياق تعرض ثلاثة تلاميذ بالمدرسة الإعدادية حي النور في ولاية القصرين إلى إصابات بحروق خفيفة، بعد إلقاء زجاجة "مولوتوف" في ساحة المدرسة.

كما تم فتح بحث تحقيقي ضدّ 4 أطفال (تلاميذ) بتهمة محاولة حرق مدرسة إعدادية بجهة حي الرياض.

و قد تم إشعار مدير المؤسسة التربوية والذي قام بدوره بإعلام الوحدات الأمنية التي تحولت على عين المكان وبصفة فورية، وتم ضبط أحد الأطفال (مُدبّرالاعتداء) و4 آخرين مشاركين في العملية.

وفي وقت سابق تمكنت الوحدات الأمنية بالقصرين من القبض على 10 تلاميذ شاركوا في أعمال شغب شهدتها إعدادية الزهور تمثلت في اعتداء بالحجارة على المدرسين وإقدامهم على خلع أبوابها الخارجية ورشقها بالمولوتوف وإشعال العجلات المطاطية وسط الساحة.

 تلاميذ برتبة مجرمين..

في قراءته لظاهرة العنف في صفوف التلاميذ وتحول بعضهم إلى مجرمين يرتادون المؤسسات التربوية مسلحين بسكاكين وآلات حادة من أنواع مختلفة يرى الباحث في علم الاجتماع أن مؤسسات التنشئة الاجتماعية اليوم في تونس والتي يفترض بها حماية الأطفال والشباب وتأطيرهم وتأهيلهم تحولت إلى تهديد لهذا الجيل الجديد، تهديد يعصف بأمنه النفسي والاجتماعي ويهدد مستقبله، دولة مقصرة ومجتمع مضطرب وعائلة مفككة ومدرسة منفرة تلك هي حال مجتمعنا اليوم والذي أصبح يمثل تهديدا حقيقيا للسلامة النفسية والجسدية لجيل برمته على نفسه وعلى غيره.

عائلة إما مفككة أو عنيفة أو مستقيلة فرطت في مهمة التربية لمؤسسات تنشئة اجتماعية بديلة وعوضت التربية بمجرد عملية إنفاق مادي، أسرة عنيفة تسلط فيها أقسى درجات العنف على الأفراد فيما بينهم أو على الطفل باعتباره أضعف حلقة فيها:جرائم عائلية بالجملة،عنف أسري،تحرش جنسي،زنا محارم...هذه صورة الأسرة في تونس الآن فلا نستغرب ارتفاع حجم العنف والانتحار والانحراف والجريمة لدى الأطفال والشباب في سن التمدرس.

مدرسة عنيفة ومنفرة..

وعندما نتحدث هنا عن المدرسة فإننا نقصد بها جميع مؤسسات التربية والتكوين انطلاقا من دور الحضانة ورياض الأطفال مرورا بالمدارس الابتدائية وصولا إلى الاعداديات والمعاهد.

فنحن اليوم إزاء منظومة تربوية عنيفة تمارس كل أنواع العنف النفسي والبدني على الأطفال، وبصدد تكوين جيل من الوحوش لأنها تقوم على العنف المسلط من الكهول وتنمي روح التنافس والغلبة لدى الأطفال عوض أن تعلمهم قيم التعايش والاندماج والابتكار.لا نستغرب إذن من هذه الأرقام المفزعة للانقطاع المدرسي سنويا ولا حجم العنف المدرسي المستشري ولا هذا الكره الدفين للمدرسة إلى درجة تدفع تلاميذها لحرقها بمن فيها حتى ولو كانوا تلاميذ مثلهم.

بيئة تربوية خطيرة ..

لا يمكن عزل المدرسة التونسية عن محيطها الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، ففصلها عن هذا المحيط هو فصل منهجي وليس واقعي والدليل على ذلك أن هذا المحيط يؤثر في المدرسة والمنتسبين إليها إلى حد كبير، فالتربية والتعليم أمور لا تقتصر على فضاء المدرسة أو عملية التدريس، بل تتعداها لتشمل بيئة تربوية تتظافر فيها وسائل وأساليب الإحاطة والمرافقة من أجل تأمين تربية جيدة وتعليم جيد ، فاختصار التربية في القسم وفضاء المدرسة مقاربة خاطئة وقاصرة والدليل أن المدرسة لا تنتج الجنوح والجريمة والعنف بل هي في أغلب الحالات ضحية لكل السلوكيات المنافية للحياة المدرسية الوافدة عليها من محيطها، وبقدر ما نولي اليوم أهمية للتعليم والتدريس التي تمثل مهام المدرسة الأساسية،يجب أن نولي أيضا اهتماما بالجوانب التربوية التي تهددها البيئة الخارجية حيث يكون التلميذ عرضة لكل أنواع المخاطر والسلوكيات الخطيرة وعصابات الجريمة المنظمة التي تروج ثقافة ومواد الإجرام من مخدرات ودعارة وغيرها التي تحول التلميذ من طفل إلى مجرم.

الحلول..

أمام هذا الخطر المحدق بمستقبل أبنائنا ومجتمعنا،جدير بنا أن نتحرك ولا نكتفي بالملاحظة والإدانة كما يفعل كل العاجزين، بل علينا رسم إستراتيجية وطنية لفهم هذه الظاهرة ومقاومتها والتوقي منها. إستراتيجية تقوم على جملة من المحاور المترابطة والمتكاملة ومنها:

- فتح مدارات الحوار مع الأطفال والشباب المنتسبين للمعاهد والاعداديات

- إصلاح تربوي يركز على التكوين الجيد أكثر من المنافسة

- التخفيف من الزمن المدرسي المرهق الذي تحول إلى نوع من الاعتقال المدرسي المدمر لأبنائنا

- نشر ثقافة الحياة وتدعيم الأنشطة الثقافية والترفيهية

- جعل المرافقة التربوية والنفسية خدمة أساسية وقائمة بذاتها وليس على هامش العملية التعليمية

- تكوين لجان علمية تتظافر فيها كل الاختصاصات لدرس و متابعة الأساليب والطرق الناجعة للحد منها ومن خطورتها وانتشارها و القيام بدراسات ميدانية معمقة لهذه الظاهرة

- تحسيس الأسر والعائلات بها من أجل مراقبة أبنائهم ومرافقتهم وحمايتهم وتوعيتهم

علينا إذن مراجعة منوالنا التربوي في كامل مؤسسات التنشئة الاجتماعية،فالتربية الجيدة الحديثة التي تؤمن جيلا آمنا ونافعا تقوم بها مؤسسات الدولة والمبادرات المجتمعية والجماعية في سياق وبرنامج مجتمعي منسجم الرؤية وواضح التوجهات وفي محيط مدني يرعاه وينميه وينشره في المجتمع.

وخلص بلحاج محمد إلى القول بأننا إزاء أزمة اجتماعة حقيقية تعصف بحاضر جيل وبمستقبل مجتمع،فالجيل الحالي إذا ترك وحيدا يواجه مصيره فسيكون عبارة عن قنبلة موقوتة تشكل خطرا عليه وعلى محيطه وعلى مجتمعه.

رئيس جمعية الأولياء والتلاميذ لـ"الصباح": آن الأوان لإيجاد الحلول لظاهرة العنف المدرسي

تونس - الصباح

رضا الزهروني رئيس جمعية الأولياء والتلاميذ وخلال تعليقه على ظاهرة تفشي العنف في المؤسسات التربوية

 اعتبر في تصريح لـ"الصباح" أن الظاهرة تتفاقم من سنة إلى أخرى ويرجع ذلك إلى فشل المنظومة التربوية التي تؤسس لعقلية الإحباط وخلق ثورة على الواقع، مشددا على أنه من الضروري أن ترفع من أدائها لأنها السبب الرئيسي في تفشي تلك الظاهرة مشيرا إلى أن الفئة العنيفة هي فئة المراهقين والمراهقات الذين فقدوا الأمل في النجاح معتبرا انه آن الأوان لإيجاد الحلول ولا نكتفي بالتنديد بالظاهرة وتناولها في وسائل الإعلام.

صباح الشابي

 وتتحمل العائلة أيضا المسؤولية والمربين وكذلك فشل المنظومة الثقافية وهذا ما جعلنا حسب رأيه نقف على ظاهرة العنف بالمؤسسات التربوية والتي تتفاقم مثلما أشار سنة وراء سنة، إضافة إلى انعدام الحلول وعدم التعامل مع الظاهرة بالطريقة المطلوبة المتمثلة في العمل الميداني اليومي وفي كافة المؤسسات التربوية التي تكون نسبة تواتر العنف فيها أكثر من بقية المؤسسات التربوية الأخرى إذ أنه لا يمكن أن نعتبر أن الـ6500 مؤسسة تربوية ببلادنا تفشى فيها العنف حسب قوله ولكن درجات العنف بجميع أصنافه تختلف من مؤسسة إلى أخرى وتختلف أسبابه وضحاياها لذلك فإن التعامل مع هذه الظاهرة ودراستها تكون عن طريق تجميع معلومات من قبل هياكل المؤسسات التربوية والمحلية والجهوية والمركزية ويجب كذلك أن يكون جزء هام من سياسات الدولة في مخططات برامجها التعليمية السنوية يتعلق بمقاومة العنف من خلال تكثيف الدوريات الأمنية بالمؤسسات التربوية التي تكون فيها ظاهرة العنف متفشية أكثر من غيرها او بعث مختصين نفسانيين او اجتماعيين في بعض المؤسسات التربوية الأخرى.

لذلك يرى أن المسؤولية مشتركة لعلاج الظاهرة وهي مسؤولية يتحملها الأولياء و المربين داعيا إياهم إلى تفادي الخطاب العنيف والاستفزازي الذي بلغ درجات غير مسبوقة في الأيام الأخيرة خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.

 كما اعتبر أن إدارات المؤسسات التربوية وفي مقدمتهم الدولة يتحملان المسؤولية فالدولة حسب رأيه تفتقد إلى السياسات الجدية والخطط الواضحة الأهداف من خلال مقاربة عملية وميدانية تشاركية متواصلة في الزمان والمكان للتوقي من تلك الظاهرة وغيرها من الظواهر الأخرى على غرار المخدرات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews