إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. ايطاليو العالم.. يلتقون في تونس !.

 

يرويها: أبو بكر الصغير

   يشير مصطلح الشتات، بمعناه السياسي والاجتماعي، إلى التشتت الجغرافي للمجموعات العرقية التي أُجبرت على العيش منفصلة عن المجموعة التي تنتمي إليها، وتم دمجها كأقلية، بأي طريقة كانت، داخل مجتمع مختلف وتواجه بسبب انتمائها المزدوج، مع مشاكل خطيرة في بحثها عن الهوية وفي توضيح اهتماماتها .

   بحكم بنية المجتمع المضيف وهي تونس، نجد أنفسنا أمام ظاهرتي الأقلية والانتماء العرقي.

  فوجود معالم ذات طبيعة مختلفة (ديانة، معتقدات، لغات) خلق علاقات مركزية ومحيطية، بين الأغلبية والأقلية باعتبار القضايا المتعلقة بالغرابة والألفة، والتثاقف والاستيعاب، وفقدان الهوية واكتسابها، وغياب الانتماء والارتباط .

 كانت تونس عبر كلّ تاريخها ارض استيطان ولجوء وعبور، هناك دائمًا ظواهر هجرة، اليها، من كلَ جهات الأرض .

  تلاقت واجتمعت على أرضها حضارات وقوميات وشعوب مختلفة بما خلق صدمات ثقافية وعلاقات مرتبكة بين أجناس وأعراق مختلفة. علاوة على ذلك، فقد كان من سماتها كدولة عظيمة ذات التاريخ العظيم، أن تتجاهل ببرود الفوارق العرقية والثقافية، وتدمج المجموعات المختلفة أو على الأقل تستعيدها من محيطها وتحل محلها وتسكنها بينها.

   شكّلت إيطاليا منذ بداية التاريخ وبحكم قربها الجغرافي وأهمّية الرّوابط منذ عهدي إمبراطوريتي قرطاج وروما التي تجمعها بتونس، وأيضا بسبب ظروف مرّت بها في بعض أطوار تاريخها، مصدرا من أهمّ مصادر التّدفّقات السّكاّنية التي حصلت باتّجاه تونس.

  الحضور الايطالي بتونس، سبق الحضور الفرنسي.

كانت نسبة الرعايا الإيطاليين في تونس عام 1870، تمثل أكثر من15% من الأوروبيين، ولكن مع القليل من رأس المال الثقافي (60% كانوا أميين).

  وفي عام 1881، استقبلت تونس 10.000 مواطن إيطالي هاجروا إليها (مقابل700 فرنسي فقط).

بالرغم من أن الايطاليين وبخلاف الفرنسيين؟ لم يستعمروا تونس سياسيا، إلا أن الواقع يشهد على خصوصيتهم وتميزهم، وتمكنهم من استمرارية نشاطهم، وتأثيرهم على كافة المستويات، وبالتالي فالجالية الايطالية كانت الأكثر فاعلية بين الجاليات الأخرى، وعلى مدى عقود من الزمن استطاعت ترك بصماتها في البلاد.

في سابقة أولى من نوعها أعلن "أنجيلو سولازو"، رئيس اتحاد الإيطاليين في العالم (CIM) وهي تعدّ أكبر شتات من بين كلّ الشعوب المهاجرة، أن الاتحاد يدرس تنظيم مؤتمره السنوي في أكتوبر المقبل في تونس.

وذلك بعد آخر مؤتمر له في كوبا عام 2022 وضم ما يقرب من 800 مشارك من بينهم أكثر من 500 من كبار رجال الأعمال في العالم.

 قال "أنجيلو سولازو" في تصريح صحفي:"إن اختيار تونس له ما يبرره بشدة بسبب القرب الجغرافي وأهمية مجتمع الأعمال الإيطالي العامل في تونس". وفي الواقع، يوجد في تونس 977 شركة إيطالية توظف82 ألف شخص. مع العلم أن اتحادات الإيطاليين في العالم هي هيئات منتخبة تمثل المواطنين الإيطاليين المقيمين في الخارج، وتتعاون مع المكاتب القنصلية لتحديد الاحتياجات الاجتماعية والثقافية والمدنية والاقتصادية للمجتمع الإيطالي الذي يعيش في الخارج.

 أذا تقرَر فعلا وبشكل نهائي عقد مؤتمر اتحاد الايطاليين ببلادنا، فإنها فرصة مهمة جدا لتحقيق جملة من الأهداف من أهمها :

 - التعريف بتونس كوجهة سياحية مغرية وسيكون الايطاليون الذين سيحضرون بالمئات اكبر سفراء لها في جميع أنحاء العالم.

- الذين سيشاركون في المؤتمر جانب كبير منهم من كبار رجال الأعمال وأصحاب المؤسسات، وهذه فرصة للتعريف والتشجيع على الاستثمار وإقامة المشاريع ببلادنا.

- كما أنّ جلّهم وبحكم القرب سيستضيف بالمناسبة الأقارب والأحباب للحضور والتلاقي في تونس بما سيخلق حركية سياحية.

 لهذا أدعو شخصيا ألاّ تفوّت وزارة السياحة وبقية الهيئات الحكومية الفرصة للاستعداد للحدث خاصة من حيث توفير الوثائق والمنشورات باللغة الايطالية وإعداد برامج لقاءات أعمال وشراكات ثقافية وسياحية ولم لا، إقامة حفل ضخم تونسي - ايطالي .

يكمن الكرم الحقيقي تجاه المستقبل في إعطاء الحاضر بأكمله .

 فليكن الكرم قوتنا، حتى لو كان الحب كذلك ! .

 

 

حكاياتهم  .. ايطاليو العالم.. يلتقون في تونس !.

 

يرويها: أبو بكر الصغير

   يشير مصطلح الشتات، بمعناه السياسي والاجتماعي، إلى التشتت الجغرافي للمجموعات العرقية التي أُجبرت على العيش منفصلة عن المجموعة التي تنتمي إليها، وتم دمجها كأقلية، بأي طريقة كانت، داخل مجتمع مختلف وتواجه بسبب انتمائها المزدوج، مع مشاكل خطيرة في بحثها عن الهوية وفي توضيح اهتماماتها .

   بحكم بنية المجتمع المضيف وهي تونس، نجد أنفسنا أمام ظاهرتي الأقلية والانتماء العرقي.

  فوجود معالم ذات طبيعة مختلفة (ديانة، معتقدات، لغات) خلق علاقات مركزية ومحيطية، بين الأغلبية والأقلية باعتبار القضايا المتعلقة بالغرابة والألفة، والتثاقف والاستيعاب، وفقدان الهوية واكتسابها، وغياب الانتماء والارتباط .

 كانت تونس عبر كلّ تاريخها ارض استيطان ولجوء وعبور، هناك دائمًا ظواهر هجرة، اليها، من كلَ جهات الأرض .

  تلاقت واجتمعت على أرضها حضارات وقوميات وشعوب مختلفة بما خلق صدمات ثقافية وعلاقات مرتبكة بين أجناس وأعراق مختلفة. علاوة على ذلك، فقد كان من سماتها كدولة عظيمة ذات التاريخ العظيم، أن تتجاهل ببرود الفوارق العرقية والثقافية، وتدمج المجموعات المختلفة أو على الأقل تستعيدها من محيطها وتحل محلها وتسكنها بينها.

   شكّلت إيطاليا منذ بداية التاريخ وبحكم قربها الجغرافي وأهمّية الرّوابط منذ عهدي إمبراطوريتي قرطاج وروما التي تجمعها بتونس، وأيضا بسبب ظروف مرّت بها في بعض أطوار تاريخها، مصدرا من أهمّ مصادر التّدفّقات السّكاّنية التي حصلت باتّجاه تونس.

  الحضور الايطالي بتونس، سبق الحضور الفرنسي.

كانت نسبة الرعايا الإيطاليين في تونس عام 1870، تمثل أكثر من15% من الأوروبيين، ولكن مع القليل من رأس المال الثقافي (60% كانوا أميين).

  وفي عام 1881، استقبلت تونس 10.000 مواطن إيطالي هاجروا إليها (مقابل700 فرنسي فقط).

بالرغم من أن الايطاليين وبخلاف الفرنسيين؟ لم يستعمروا تونس سياسيا، إلا أن الواقع يشهد على خصوصيتهم وتميزهم، وتمكنهم من استمرارية نشاطهم، وتأثيرهم على كافة المستويات، وبالتالي فالجالية الايطالية كانت الأكثر فاعلية بين الجاليات الأخرى، وعلى مدى عقود من الزمن استطاعت ترك بصماتها في البلاد.

في سابقة أولى من نوعها أعلن "أنجيلو سولازو"، رئيس اتحاد الإيطاليين في العالم (CIM) وهي تعدّ أكبر شتات من بين كلّ الشعوب المهاجرة، أن الاتحاد يدرس تنظيم مؤتمره السنوي في أكتوبر المقبل في تونس.

وذلك بعد آخر مؤتمر له في كوبا عام 2022 وضم ما يقرب من 800 مشارك من بينهم أكثر من 500 من كبار رجال الأعمال في العالم.

 قال "أنجيلو سولازو" في تصريح صحفي:"إن اختيار تونس له ما يبرره بشدة بسبب القرب الجغرافي وأهمية مجتمع الأعمال الإيطالي العامل في تونس". وفي الواقع، يوجد في تونس 977 شركة إيطالية توظف82 ألف شخص. مع العلم أن اتحادات الإيطاليين في العالم هي هيئات منتخبة تمثل المواطنين الإيطاليين المقيمين في الخارج، وتتعاون مع المكاتب القنصلية لتحديد الاحتياجات الاجتماعية والثقافية والمدنية والاقتصادية للمجتمع الإيطالي الذي يعيش في الخارج.

 أذا تقرَر فعلا وبشكل نهائي عقد مؤتمر اتحاد الايطاليين ببلادنا، فإنها فرصة مهمة جدا لتحقيق جملة من الأهداف من أهمها :

 - التعريف بتونس كوجهة سياحية مغرية وسيكون الايطاليون الذين سيحضرون بالمئات اكبر سفراء لها في جميع أنحاء العالم.

- الذين سيشاركون في المؤتمر جانب كبير منهم من كبار رجال الأعمال وأصحاب المؤسسات، وهذه فرصة للتعريف والتشجيع على الاستثمار وإقامة المشاريع ببلادنا.

- كما أنّ جلّهم وبحكم القرب سيستضيف بالمناسبة الأقارب والأحباب للحضور والتلاقي في تونس بما سيخلق حركية سياحية.

 لهذا أدعو شخصيا ألاّ تفوّت وزارة السياحة وبقية الهيئات الحكومية الفرصة للاستعداد للحدث خاصة من حيث توفير الوثائق والمنشورات باللغة الايطالية وإعداد برامج لقاءات أعمال وشراكات ثقافية وسياحية ولم لا، إقامة حفل ضخم تونسي - ايطالي .

يكمن الكرم الحقيقي تجاه المستقبل في إعطاء الحاضر بأكمله .

 فليكن الكرم قوتنا، حتى لو كان الحب كذلك ! .

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews