إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

افتتاحية "الصباح: حلم الدولة الفلسطينية المستقلة يتبدّد..

 

في الوقت الذي تسعى فيه دول أوروبية ومنها اسبانيا والنرويج وبولندا وايرلندا، إلى حشد تأييد أوروبي ودولي للاعتراف بدولة فلسطينية كاملة العضوية بالأمم المتحدة، أفشلت الولايات المتحدة الأمريكية محاولة جديدة لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة برفعها حق "الفيتو" على تصويت جرى بمجلس الأمن الدولي..

ويؤكد الموقف الأمريكي مساندة واشنطن اللامشروطة للكيان المحتل، وقد كان متوقع الحدوث، لكنه يطرح تساؤلات بشأن ما إذا كان هناك أمل في تحقق إقامة دولة فلسطينية مستقلة في المستقبل القريب ذات حدود جغرافية معلومة..

فإن كان البعض يعتقد أن حلم الدولة الفلسطينية ما يزال أمرا قابلا للتحقق، إلا أن ما يحصل من مجازر وجرائم إبادة جماعية ترتكب يوميا ضد الفلسطينيين وخاصة في قطاع غزة، منذ قرابة سبعة أشهر، ينسف جل جهود السلام في الشرق الأوسط، ويضعف أي أمل في قيام دولة فلسطينية، وحتى فكرة "حل الدولتين"، التي تروج لها الولايات المتحدة منذ عقود..

علما أن جامعة الدول العربية تبنت مبادرة سلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، كان قد أطلقها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز سنة 2002، هدفها إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 مقابل عودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية..

لكن وبعد أكثر من عشرين عاما على المبادرة، يبدو أن العكس هو الذي يحصل وبشكل مجاني لا يخدم القضية الفلسطينية، فجهود التطبيع مع الكيان المحتل على أشدها وبلغت أشواطا متقدمة مع عدد من الدول العربية دون أن يكون مقابلها لا اعتراف بحق الشعب الفلسطيني في التحرر وإقامة دولة مستقلة، ولا في تحقق شرط السلام العادل..

فحرب غزة المتواصلة، التي تقودها قيادات إسرائيلية يمينية متطرفة لا تعترف بحق الفلسطينيين في إقامة دولة على حدود 1967، كشفت زيف شعار "الأرض مقابل السلام"، مع سعي الكيان المحتل إلى التوسع استيطانيا ومصادرة ما تبقى من الأراضي الفلسطينية ومحاصرتها وتقطيع أوصالها عبر الجدار الفاصل حتى لا تبقى لها أية إمكانية واقعية لتأسيس مشروع الدولة..

ويزداد الأمر قتامة، مع سعي إسرائيل إلى تهويد القدس المحتلة بالكامل، والسيطرة على الأراضي والأحياء العربية المقدسية في القدس الشرقية،.. خاصة أن كل ما يجري الآن من قتل وتدمير ممنهج ومحاولات لتهجير سكان غزة المحاصر، يتم في ظل عجز عربي ودولي عن لجم إسرائيل وردعها، مع دعم كامل لحلفاء الكيان الصهيوني وخاصة الولايات المتحدة عسكريا وسياسيا..

ويتناقض الموقف الأمريكي مع أطروحات تروج لها الدبلوماسية الأمريكية بوصفها راعٍ لمحادثات السلام ووسيط موضوعي ويطرح شكوكا جدية بشأن طرحها لحل الدولتين، خاصة أن وزير الخارجية الأمريكي كشف في تبريره لرفع "الفيتو" ضد مشروع القرار القاضي بقبول عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة، بأن الوقت لم يحن بعد للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة..؟!، ويربط تحقق ذلك، بمفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مع إضافة شرط جديد وهو ما أسماه بـ"اندماج إسرائيل أكثر في المحيط العربي"..

 أي بمعنى أوضح، المطلوب من العرب مزيد الرضوخ والخنوع من خلال تطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، مقابل المزيد من التدمير للمدن الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية وهي ما تبقى من الأراضي التاريخية لفلسطين المحتلة التي يفترض أن تقوم عليها الدولة الفلسطينية، حتى لا يبقى أي مكان أو أرض يمكن أن تقام عليها دولة فلسطينية مستقلة كاملة الشروط والأركان..

رفيق بن عبد الله

 

 

 

 

 

 

 

في الوقت الذي تسعى فيه دول أوروبية ومنها اسبانيا والنرويج وبولندا وايرلندا، إلى حشد تأييد أوروبي ودولي للاعتراف بدولة فلسطينية كاملة العضوية بالأمم المتحدة، أفشلت الولايات المتحدة الأمريكية محاولة جديدة لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة برفعها حق "الفيتو" على تصويت جرى بمجلس الأمن الدولي..

ويؤكد الموقف الأمريكي مساندة واشنطن اللامشروطة للكيان المحتل، وقد كان متوقع الحدوث، لكنه يطرح تساؤلات بشأن ما إذا كان هناك أمل في تحقق إقامة دولة فلسطينية مستقلة في المستقبل القريب ذات حدود جغرافية معلومة..

فإن كان البعض يعتقد أن حلم الدولة الفلسطينية ما يزال أمرا قابلا للتحقق، إلا أن ما يحصل من مجازر وجرائم إبادة جماعية ترتكب يوميا ضد الفلسطينيين وخاصة في قطاع غزة، منذ قرابة سبعة أشهر، ينسف جل جهود السلام في الشرق الأوسط، ويضعف أي أمل في قيام دولة فلسطينية، وحتى فكرة "حل الدولتين"، التي تروج لها الولايات المتحدة منذ عقود..

علما أن جامعة الدول العربية تبنت مبادرة سلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، كان قد أطلقها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز سنة 2002، هدفها إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 مقابل عودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية..

لكن وبعد أكثر من عشرين عاما على المبادرة، يبدو أن العكس هو الذي يحصل وبشكل مجاني لا يخدم القضية الفلسطينية، فجهود التطبيع مع الكيان المحتل على أشدها وبلغت أشواطا متقدمة مع عدد من الدول العربية دون أن يكون مقابلها لا اعتراف بحق الشعب الفلسطيني في التحرر وإقامة دولة مستقلة، ولا في تحقق شرط السلام العادل..

فحرب غزة المتواصلة، التي تقودها قيادات إسرائيلية يمينية متطرفة لا تعترف بحق الفلسطينيين في إقامة دولة على حدود 1967، كشفت زيف شعار "الأرض مقابل السلام"، مع سعي الكيان المحتل إلى التوسع استيطانيا ومصادرة ما تبقى من الأراضي الفلسطينية ومحاصرتها وتقطيع أوصالها عبر الجدار الفاصل حتى لا تبقى لها أية إمكانية واقعية لتأسيس مشروع الدولة..

ويزداد الأمر قتامة، مع سعي إسرائيل إلى تهويد القدس المحتلة بالكامل، والسيطرة على الأراضي والأحياء العربية المقدسية في القدس الشرقية،.. خاصة أن كل ما يجري الآن من قتل وتدمير ممنهج ومحاولات لتهجير سكان غزة المحاصر، يتم في ظل عجز عربي ودولي عن لجم إسرائيل وردعها، مع دعم كامل لحلفاء الكيان الصهيوني وخاصة الولايات المتحدة عسكريا وسياسيا..

ويتناقض الموقف الأمريكي مع أطروحات تروج لها الدبلوماسية الأمريكية بوصفها راعٍ لمحادثات السلام ووسيط موضوعي ويطرح شكوكا جدية بشأن طرحها لحل الدولتين، خاصة أن وزير الخارجية الأمريكي كشف في تبريره لرفع "الفيتو" ضد مشروع القرار القاضي بقبول عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة، بأن الوقت لم يحن بعد للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة..؟!، ويربط تحقق ذلك، بمفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مع إضافة شرط جديد وهو ما أسماه بـ"اندماج إسرائيل أكثر في المحيط العربي"..

 أي بمعنى أوضح، المطلوب من العرب مزيد الرضوخ والخنوع من خلال تطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، مقابل المزيد من التدمير للمدن الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية وهي ما تبقى من الأراضي التاريخية لفلسطين المحتلة التي يفترض أن تقوم عليها الدولة الفلسطينية، حتى لا يبقى أي مكان أو أرض يمكن أن تقام عليها دولة فلسطينية مستقلة كاملة الشروط والأركان..

رفيق بن عبد الله

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews