إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

عرض قبل الأول لمسرحية " الصًراط" .. محاكمة لمجتمع نخرته السياسة

 

محسن بن احمد

 

تونس- الصباح

 

أن يلتقي صابر الحامي في الإخراج وروضة المنصوري في الإنتاج فهذا يعني أن الحصيلة هي إبداع على الركح له طعمه الخاص ورؤيته الفنية الاستثنائية التي تؤكد مرة أخرى أن صابر الحامي يبقى أحد رواد العملية المسرحية تونسيا وعربيا وأنه ليس مخرجا مسرحيا فحسب …بل هو مدرسة متحركة في فنون الركح …

 

أما روضة المنصوري فهي مبدعة جمعت بين الحرفية والجرأة الإبداعية النادرة المفعمة بالأمل والحب والتفاؤل والجدية والتوق إلى الأفضل والأجمل والأرقى

 

مساء الاثنين الماضي كانت قاعة المبدعين الشبان على موعد مع العرض قبل الأول للعمل المسرحي الجديد " الصّراط " وهو عمل التقت فيه روضة المنصوري بصفتها المنتجة من خلال شركة المختار للإنتاج الفني ومديرتها روضة المنصوري والمخرج صابر الحامي

 

جسد أحداث هذا العمل الذي تابعه عدد هام ومحترم من أهل المسرح والثقافة نخبة من الأسماء الواعدة في العملية الإبداعية المسرحية وهم جهاد اليحياوي وأسماء العابد ويسرى طرابلسي ووليد الغربي. في حين كانت السينوغرافيا لحسان السلامي

 

ما يلفت الانتباه في هذا العمل هي درجة وفاء المخرج لتوجهه المسرحي وهو صاحب النص أيضا من خلال التوقف عند العديد من القضايا الاجتماعية الحارقة، من ذلك التظاهر بما ليس فيه وهي ظاهرة أصبحت متفشية في أوساط المجتمع فهناك اليوم ما يخفي حقيقته بغطاء المبادئ الأخلاقية والخير والإيثار عن النفس وتغييب المصلحة الضيقة فهذه الفئة إن صح التعبير تعيش الازدواجية بين ما يتم التصريح به في العلن وما تتم ممارسته في الخفاء

 

وفتحت المسرحية أيضا نافذة على تونس بعد الثورة وما عاشته وعرفته من أزمات وما عاشه المجتمع التونسي من هزات عميقة اعتبارا لموجة التطرف الديني والإرهاب الذي ذهب ضحيته العديد من التونسيين

 

ولم تغفل المسرحية في ذات الوقت النخب السياسية التي دخلت في صراع فيما بينها من خلال أطروحات ومواقف يقول أصحابها أنها الحل للخروج بالبلاد إلى بر الأمان.

 

ومن هذا المنطلق فان " الصراط " هي جرد لسنوات عمت الفوضى فيها البلاد من خلال مراجعة ومحاسبة ذاتية وجماعية للمواقف الفردية

 

هي محاكمة لفترة قاحلة عصيبة فيها من الرعب والخوف والحيرة وعدم الاستقرار ما يشي بأننا نعيش فترة استثنائية طغت عليها المحسوبية والأنانية وحب الذات، ليبرز السؤال التالي متى سيدرك الفاعلون السياسيون الأهمية الاستراتيجية للعلاقة الجدلية بين “السياسي” و”المجتمعي”؟

 

ويأتينا الجواب من الأستاذ والمحلل المغربي "حسن زهير" بقوله في أحد مقالاته التحليلية "إن الفاعل السياسي عندما يكون واعيا بالحركية الاجتماعية التي تجري أمامه تصبح لنشاطه السياسي مردودية أكثر وفعالية أكبر، وإذا عزل فكره وممارسته عن الواقع المجتمعي وما يطرأ عليه من تطورات وميول واتجاهات فإنه يقع دون شك في ما يمكن أن نسميه “السياسة السياسية” التي تجعله ضحية الانطباعية على مستوى تفكيره والعشوائية على صعيد ممارساته؛ وبالتالي تُفقده الرؤية الناجعة والرأي السديد" .. فهل يعي سياسيونا هذه الحقيقة ؟

عرض قبل الأول لمسرحية " الصًراط" .. محاكمة لمجتمع نخرته السياسة

 

محسن بن احمد

 

تونس- الصباح

 

أن يلتقي صابر الحامي في الإخراج وروضة المنصوري في الإنتاج فهذا يعني أن الحصيلة هي إبداع على الركح له طعمه الخاص ورؤيته الفنية الاستثنائية التي تؤكد مرة أخرى أن صابر الحامي يبقى أحد رواد العملية المسرحية تونسيا وعربيا وأنه ليس مخرجا مسرحيا فحسب …بل هو مدرسة متحركة في فنون الركح …

 

أما روضة المنصوري فهي مبدعة جمعت بين الحرفية والجرأة الإبداعية النادرة المفعمة بالأمل والحب والتفاؤل والجدية والتوق إلى الأفضل والأجمل والأرقى

 

مساء الاثنين الماضي كانت قاعة المبدعين الشبان على موعد مع العرض قبل الأول للعمل المسرحي الجديد " الصّراط " وهو عمل التقت فيه روضة المنصوري بصفتها المنتجة من خلال شركة المختار للإنتاج الفني ومديرتها روضة المنصوري والمخرج صابر الحامي

 

جسد أحداث هذا العمل الذي تابعه عدد هام ومحترم من أهل المسرح والثقافة نخبة من الأسماء الواعدة في العملية الإبداعية المسرحية وهم جهاد اليحياوي وأسماء العابد ويسرى طرابلسي ووليد الغربي. في حين كانت السينوغرافيا لحسان السلامي

 

ما يلفت الانتباه في هذا العمل هي درجة وفاء المخرج لتوجهه المسرحي وهو صاحب النص أيضا من خلال التوقف عند العديد من القضايا الاجتماعية الحارقة، من ذلك التظاهر بما ليس فيه وهي ظاهرة أصبحت متفشية في أوساط المجتمع فهناك اليوم ما يخفي حقيقته بغطاء المبادئ الأخلاقية والخير والإيثار عن النفس وتغييب المصلحة الضيقة فهذه الفئة إن صح التعبير تعيش الازدواجية بين ما يتم التصريح به في العلن وما تتم ممارسته في الخفاء

 

وفتحت المسرحية أيضا نافذة على تونس بعد الثورة وما عاشته وعرفته من أزمات وما عاشه المجتمع التونسي من هزات عميقة اعتبارا لموجة التطرف الديني والإرهاب الذي ذهب ضحيته العديد من التونسيين

 

ولم تغفل المسرحية في ذات الوقت النخب السياسية التي دخلت في صراع فيما بينها من خلال أطروحات ومواقف يقول أصحابها أنها الحل للخروج بالبلاد إلى بر الأمان.

 

ومن هذا المنطلق فان " الصراط " هي جرد لسنوات عمت الفوضى فيها البلاد من خلال مراجعة ومحاسبة ذاتية وجماعية للمواقف الفردية

 

هي محاكمة لفترة قاحلة عصيبة فيها من الرعب والخوف والحيرة وعدم الاستقرار ما يشي بأننا نعيش فترة استثنائية طغت عليها المحسوبية والأنانية وحب الذات، ليبرز السؤال التالي متى سيدرك الفاعلون السياسيون الأهمية الاستراتيجية للعلاقة الجدلية بين “السياسي” و”المجتمعي”؟

 

ويأتينا الجواب من الأستاذ والمحلل المغربي "حسن زهير" بقوله في أحد مقالاته التحليلية "إن الفاعل السياسي عندما يكون واعيا بالحركية الاجتماعية التي تجري أمامه تصبح لنشاطه السياسي مردودية أكثر وفعالية أكبر، وإذا عزل فكره وممارسته عن الواقع المجتمعي وما يطرأ عليه من تطورات وميول واتجاهات فإنه يقع دون شك في ما يمكن أن نسميه “السياسة السياسية” التي تجعله ضحية الانطباعية على مستوى تفكيره والعشوائية على صعيد ممارساته؛ وبالتالي تُفقده الرؤية الناجعة والرأي السديد" .. فهل يعي سياسيونا هذه الحقيقة ؟

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews