إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

سقوط أمير "أجناد الخلافة" في قبضة الأمن والجيش..وأذرع "داعش" تتهاوى على جبال القصرين

تونس-الصباح

سددت أمس الأول وحدات مختصة من الإدارة العامة للحرس الوطني والجيش الوطني وتحت إشراف النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب ضربة موجعة لما بقي من أذيال الإرهاب في بلادنا حيث نجحت في إلقاء القبض على أمير كتيبة أجناد الخلافة الإرهابي المصنف بالخطير جدا "محمود السلامي" المُكنى "يوسف" وذلك على إثر نصب كمين محكم بأحد المسالك المؤدية إلي معاقل العناصر الإرهابية بجبال القصرين، وحجزت بحوزته أسلحة ومتفجرات وأحزمة ناسفة.

كما تمكنت من القبض على عنصر إرهابي ثان مساء الأربعاء الموافق لـ17 افريل الجاري وعنصر ثالث تم القبض عليه لاحقا.

مفيدة القيزاني

وتم القبض على العنصر الثاني على إثر توفر معلومات مفادُها رصد عُنصرين إرهابيّين بجهة "عين الغرم" عمق جبل "السيف" بولاية القصرين، فتمّ تكوين فريق أمني مشترك من أعوان المصلحة الجهوية لمكافحة الإرهاب بالقصرين بالإدارة العامّة للمصالح المختصّة للأمن الوطني وفرقة الإرشاد الحدودي للحرس الوطني، وبتمشيط المكان وبعد نصب كمين محكم أمكن إلقاء القبض على العنصر الإرهابي المدعو "سيف الدين زبيبة" كما تمكنت وحدات الحرس الوطني "حرس الحدود" من إلقاء القبض على عنصر إرهابي ثالث فار في جبال القصرين.

وتمت إحالته على الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب بإدارة مكافحة الإرهاب.

وتجدر الإشارة إلى أن الإرهابي محمود السلامي التحق بالتنظيمات الإرهابية وشارك في عدة عمليات استهدفت التشكيلات الأمنية والعسكرية وعمليات سلب وترويع للمواطنين بالجهة.

كتيبة جند الخلافة..

ظهرت كتيبة "جند الخلافة" لأول مرة في الجزائر سنة 2014، وبايعت تنظيم الدولة الإسلامية، واتخذت من الجبال الحدودية بين الجزائر وتونس مجالا لنشاطها.

وفي سنة 2015 تبنت كتيبة "جند الخلافة" عدة هجمات في تونس منها عملية الحرس الرئاسي والهجوم على متحف باردو.

وكانت قوات الأمن والجيش التونسيين تمكنت من القضاء على قيادات من الصف الأول في كتيبة "جند الخلافة" على غرار سيف الدين الجمالي الملقب بأبي القعقاع إثر اشتباك بين الجيش وعناصر من جند الخلافة في جبل المغيلة ولاية سيدي بوزيد.

وكانت وزارة الداخلية أعلنت يوم 27 ديسمبر الماضي أن الوحدة المُختصّة للحرس الوطني ولواء القوّات الخاصّة للجيش الوطني مدعُومة بوحدات جيش الطيران تمكنت، إثر عمل استخباراتي، من القضاء على 3 إرهابيين خطيرين بجبال القصرين تابعين لكتيبة "جند الخلافة" بتونس. وصنفت تونس سنة 2014 جبل السلوم وعددا من المرتفعات الأخرى في القصرين "منطقة عمليات عسكرية مغلقة" لمكافحة التنظيمات المتطرفة.

العناصر تتهاوى..

نجحت قوات الأمن التونسية في وقت سابق في القضاء على أذرع تنظيمي القاعدة و"داعش" في تونس حيث تمكنت من القضاء على الجزائري أحمد بن عمار بوزيان المكنى "أبو أحمد العنابي"، وهو زعيم كتيبة "عقبة بن نافع"، الفرع التونسي لتنظيم القاعدة، وأحد مساعدي زعيمها أبو عبيدة يوسف العنابي الذي يقود التنظيم منذ مقتل زعيمها السابق عبد المالك دروكدال في شهر جوان من العام الماضي.

و "أبو أحمد العنابي" له تاريخ أسود في الإرهاب داخل الجزائر، ومطلوب لدى الوحدات الأمنية والعسكرية الجزائرية على خلفية مشاركته في العديد من العمليات الإرهابية.

وإلى جانب العنابي، نجحت قوات الأمن التونسية في القضاء على القيادي الجزائري الآخر بكتيبة "عقبة بن نافع"، الساسي بن جيلاني صلوبة (61 سنة)، المكنى "عمي عيسى"، وهو من أقدم وأخطر العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة (التحق بالمجموعات التونسية المتمركزة بالجبال التونسية عام 2014، وتولى مهمة أمين المال بكتيبة "عقبة بن نافع" والإشراف على استقطاب عناصر الدعم والإسناد.. وهو مدرج في قائمة الملاحقين من طرف الوحدات الأمنية والعسكرية الجزائرية لمشاركته في عدد من العمليات الإرهابية ببلاده).

كما لقي 3 إرهابيين تونسيين مصرعهم وهم كل من طارق بن محمد بن صحراوي السليمي (35 سنة) المكنى بـ"أبو سيف"، الذي انضم إلى المجموعات الإرهابية المتمركزة بالجبال التونسية منذ سنة 2013، وبدر الدين ونيسي (25 سنة) الذي التحق بكتيبة "عقبة بن نافع" منذ 2018، و طالب بن محمد يحياوي (39 سنة)، الذي التحق بنفس الكتيبة سنة 2014 مع مجموعة من العناصر الإرهابية الأخرى.

 وهؤلاء جميعهم متورطون في الهجمات الدموية التي شنتها هذه الجماعة الإرهابية داخل الأراضي التونسية، واستهدفت الجنود وعناصر الأمن وحتى المدنيين.

11 عنصرا فقط..

11 عنصرا إرهابيا فقط ظلوا متحصنين بالجبال بعد أن كان عددهم في حدود 117 عنصرا وفق ما صرح به في وقت سابق الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية فاكر بوزغاية لوكالة تونس إفريقيا للأنباء.

موضحا أن عدد العناصر الإرهابية المتحصنة بالمرتفعات تقلّص من 117 عنصرا بين سنتي 2014 و 2016 إلى 11 عنصرا سنة 2023، ينتمون إلى كتيبة "جند الخلافة" الموالية لتنظيم "داعش" الإرهابي.

وتواصل الوحدات الأمنية والعسكرية تعقب المجموعات الإرهابيّة المسلحة المتحصنة بالمرتفعات وخاصة منها الغربية، ومنها ما يُعرف بـ "كتيبة عقبة بن نافع" المنضوية تحت لواء "تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" أو المجموعات التابعة لـ "جند الخلافة".

كما أكد أنه تم القضاء على عدد هام من العناصر الإرهابية وتقليص أعداد العناصر الإرهابية المتحصنة بالجبال من 117 عنصرا بين سنتي 2014 و2016 إلى 11 عنصرا أوائل سنة 2023 تابعين لتنظيم جند الخلافة الموالي لتنظيم داعش الإرهابي والتي كان آخرها بتاريخ 27 ديسمبر الماضي، وتم خلالها القضاء على 3 عناصر إرهابية بارزة تابعة لكتيبة جند الخلافة بتونس وحصر تحركاتهم بمرتفعات سيدي بوزيد والقصرين مع دحر كتيبة "عقبة بن نافع" (موالية لتنظيم القاعدة) خارج تونس، علاوة على كشف عديد الخلايا النائمة أبرزها خلية "طلوت الشامي" الموالية لتنظيم "داعش الإرهابي " التي تم كشفها خلال شهر نوفمبر 2022 وإيقاف 11 عنصر تابع لها.

إفشال مخطط..

ولفت بوزغاية إلى أن الوحدات الأمنية والعسكرية نجحت أيضا في إفشال وإحباط المخطط الإرهابي الذي كان يهدف إلى استهداف المؤسسات السيادية ببنقردان وتصفية الأمنيين والعسكريين وإيهام سكان المدينة بدخول الدولة الإسلامية إلى تونس لإعلانها "إمارة" وذلك يوم 7 مارس 2016، مبينا أنه تم إفشال المخطط والقضاء على 55 إرهابيا وإيقاف 96 منهم مقابل استشهاد 13 أمنيا وعسكريا و 10 مدنيين، مضيفا في الآن نفسه أنه قد تم خلال العملية حجز 220 قطعة سلاح "كلاشنكوف" و15 قاذفة "آر بي جي" و 80 رمانة يدوية و70 لغما مضادا للدبابات مع كشف 4 مخازن أسلحة خارج المدينة.

 ذروة نشاط جند الخلافة..

كانت ذروة نشاط كتيبة "جند الخلافة" الموالية لتنظيم "داعش" الإرهابي في المغرب العربي خلال الفترة الممتدّة من سنة 2013 حتى نهاية سنة 2015، إلّا أن نجاح قوات الأمن التونسي، بالتنسيق مع المخابرات الجزائرية في القضاء على لقمان أبو صخر خلال عملية أمنية في منطقة سيدي عيش في ولاية قفصة عند الحدود في شهر مارس 2015، مثّل ضربة قوية لـ"جند الخلافة"، حيث كان لقمان أبو صخر يقوم بدور المنسِّق بين الجماعات المسلحة الموالية لتنظيم "داعش" في ليبيا وكتيبة "عقبة بن نافع" و"جند الخلافة" في تونس والجزائر.

كما كان من المنتظر أنْ يتم تنصيبه رسميّاً من جانب (أبي بكر البغدادي حينها) وذلك من أجل توحيد الجهود أكثر بين المسلحين في المنطقة وتوسيع نشاطهم في شمال أفريقيا.

تجميد أموال جند الخلافة..

وفي سنة 2019 قررت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب تجميد أموال كتيبة "جند الخلافة" ونحو 40 شخص من المتهمين بالارتباط بهذه الجماعة الإرهابية وبذلك تمكنت تونس من محاصرة نشاط الجماعة الإرهابية وتحجيم قدرتها على الصعود بعد السيطرة على مواردهم الاقتصادية.

تحذير..

وكانت الولايات المتحدة حذرت في 2018 من أنها ستتخذ إجراءات عقابية ضد المجموعات التابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي، المتمركزة خارج سوريا والعراق، وكل من يتعامل معها، ومنها ما يسمى بـ"كتيبة جند الخلافة" الإرهابية المتحصنة بجبال الوسط الغربي بتونس.

وصنفت الولايات المتحدة كتيبة "جند الخلافة"، المتمركزة بالأراضي التونسية، ضمن قائمة المجموعات الإرهابية المبايعة لتنظيم "داعش"، وذلك إلى جانب مجموعات "داعش مصر" و"داعش الفلبين" وتنظيم "موت" بالفلبين و"داعش بنغلاديش" و"داعش الصومال" و"داعش غرب إفريقيا"، محذرة كل من يتعامل معها من أمريكيين وغيرهم، حيث أكدت أنها ستستخدم "سلطة العقوبات ضد كلّ من يثبت ضلوعه في الاتصال أو تمويل الإرهاب بموجب مرسوم يسمح ببلوغ هذه الأهداف".

وأبرزت أن مجموعة "جند الخلافة" الإرهابية، ظهر في تونس كتنظيم بداية من سبتمبر 2014، بعد إعلان مبايعته لأبي بكر البغدادي ونفذت هذه المجموعة عددا من الهجمات الإرهابية في تونس، ومنها قطع رأس الراعي مبروك السلطاني في نوفمبر 2015 وتفجير لغم أرضي استهدف الجيش التونسي ووحدات الأمن في جوان 2016.

الألغام.. القاتل المتخفي..

وعلى امتداد عشر سنوات اعتمدت العناصرالإرهابية المتخفية في الجبال سلاح "الالغام" ذلك القاتل المتخفي الذي كان يهدد حياة السكان المحاذين للجبال حيث انفجرت عدة ألغام وتم تبادل لإطلاق النار بين الجيش الوطني ومسلحين أعلنوا تبعيتهم لكتيبة عقبة بن نافع التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتسلل معظمهم من الجزائر إثر الثورة في 2011،إلى جانب عمليات القصف والتمشيط من قبل الجيش منذ أفريل 2013 حتى أفريل 2015، وأدت إلى بتر سيقان عدة جنود وفقدان آخرين لبصرهم وجرح ووفاة عدة جنود بطرق مختلفة، ومن أبرز الاعتداءات الإرهابية الكمين الذي جد يوم 29 جويلية 2013 وقد أودى بحياة 8 جنود منهم إثنين ماتا ذبحا.

أطلق على إثرها الجيش الوطني عمليات عسكرية واسعة النطاق في 2 أوت 2013 مستخدما المقاتلات والمروحيات الحربية والمدفعية الثقيلة والمدرعات إضافة إلى إقحام القوات الخاصة التونسية وإعلان منطقة عسكرية مغلقة يمنع الدخول إليها بدون ترخيص بهدف محاصرة والقضاء على المجموعة الإرهابية المورطة في ارتكاب جرائم إرهابية وزرع ألغام بالجبال التي يختبئ فيها الإرهابيون.

مصابون وشهداء..

الألغام قاتل متخفي زرعه الإرهابيين بعناية في جوف جبال مغيلة..سمامة ..الشعانبي والسلوم لتحصد أرواح كل من يقترب منها ولتكون آلة الرعب "الجبانة" التي تفتك بأرواح البشر وحتى الحيوانات وقد سقط في وقت سابق بجبل مغيلة الملازم أول سامي الوناسي أصيل ولاية سيدي بوزيد والوكيل أول سيد عماري أصيل ولاية القيروان والعريف أول إسماعيل الخريجي أصيل الحامة ولاية قابس والرقيب أول منعم الدلاعي أصيل ولاية بنزرت.

كما استشهد الوكيل مراد الفداوي بالمستشفى العسكري بالعاصمة بعد تدهور حالته الصحيه وكان أصيب أثناء تنفيذ مهمة عملياتية بالمنطقة، وتم نقله إلى المستشفى الجهوي بالكاف لتلقي العلاج وكانت حالته الصحية وقتها مستقرة.

ولم تستهدف الألغام العسكريين فحسب بل حصدت أرواح المدنيين القاطنين بالمناطق الجبلية القريبة من معاقل الإرهابيين، وحتى حيواناتهم لم تسلم من الألغام التي زرعها الإرهابيون في جبل الشعانبي المتاخم لجبل مغيلة خاصة كتيبة عقبة بن نافع هذه الكتيبة المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي غرست ألغاما تقليدية الصنع في باطن جبال القصرين لمنع القوات العسكرية من التقدم.

 

 

 

 

 

 

 

سقوط أمير "أجناد الخلافة" في قبضة الأمن والجيش..وأذرع "داعش" تتهاوى على جبال القصرين

تونس-الصباح

سددت أمس الأول وحدات مختصة من الإدارة العامة للحرس الوطني والجيش الوطني وتحت إشراف النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب ضربة موجعة لما بقي من أذيال الإرهاب في بلادنا حيث نجحت في إلقاء القبض على أمير كتيبة أجناد الخلافة الإرهابي المصنف بالخطير جدا "محمود السلامي" المُكنى "يوسف" وذلك على إثر نصب كمين محكم بأحد المسالك المؤدية إلي معاقل العناصر الإرهابية بجبال القصرين، وحجزت بحوزته أسلحة ومتفجرات وأحزمة ناسفة.

كما تمكنت من القبض على عنصر إرهابي ثان مساء الأربعاء الموافق لـ17 افريل الجاري وعنصر ثالث تم القبض عليه لاحقا.

مفيدة القيزاني

وتم القبض على العنصر الثاني على إثر توفر معلومات مفادُها رصد عُنصرين إرهابيّين بجهة "عين الغرم" عمق جبل "السيف" بولاية القصرين، فتمّ تكوين فريق أمني مشترك من أعوان المصلحة الجهوية لمكافحة الإرهاب بالقصرين بالإدارة العامّة للمصالح المختصّة للأمن الوطني وفرقة الإرشاد الحدودي للحرس الوطني، وبتمشيط المكان وبعد نصب كمين محكم أمكن إلقاء القبض على العنصر الإرهابي المدعو "سيف الدين زبيبة" كما تمكنت وحدات الحرس الوطني "حرس الحدود" من إلقاء القبض على عنصر إرهابي ثالث فار في جبال القصرين.

وتمت إحالته على الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب بإدارة مكافحة الإرهاب.

وتجدر الإشارة إلى أن الإرهابي محمود السلامي التحق بالتنظيمات الإرهابية وشارك في عدة عمليات استهدفت التشكيلات الأمنية والعسكرية وعمليات سلب وترويع للمواطنين بالجهة.

كتيبة جند الخلافة..

ظهرت كتيبة "جند الخلافة" لأول مرة في الجزائر سنة 2014، وبايعت تنظيم الدولة الإسلامية، واتخذت من الجبال الحدودية بين الجزائر وتونس مجالا لنشاطها.

وفي سنة 2015 تبنت كتيبة "جند الخلافة" عدة هجمات في تونس منها عملية الحرس الرئاسي والهجوم على متحف باردو.

وكانت قوات الأمن والجيش التونسيين تمكنت من القضاء على قيادات من الصف الأول في كتيبة "جند الخلافة" على غرار سيف الدين الجمالي الملقب بأبي القعقاع إثر اشتباك بين الجيش وعناصر من جند الخلافة في جبل المغيلة ولاية سيدي بوزيد.

وكانت وزارة الداخلية أعلنت يوم 27 ديسمبر الماضي أن الوحدة المُختصّة للحرس الوطني ولواء القوّات الخاصّة للجيش الوطني مدعُومة بوحدات جيش الطيران تمكنت، إثر عمل استخباراتي، من القضاء على 3 إرهابيين خطيرين بجبال القصرين تابعين لكتيبة "جند الخلافة" بتونس. وصنفت تونس سنة 2014 جبل السلوم وعددا من المرتفعات الأخرى في القصرين "منطقة عمليات عسكرية مغلقة" لمكافحة التنظيمات المتطرفة.

العناصر تتهاوى..

نجحت قوات الأمن التونسية في وقت سابق في القضاء على أذرع تنظيمي القاعدة و"داعش" في تونس حيث تمكنت من القضاء على الجزائري أحمد بن عمار بوزيان المكنى "أبو أحمد العنابي"، وهو زعيم كتيبة "عقبة بن نافع"، الفرع التونسي لتنظيم القاعدة، وأحد مساعدي زعيمها أبو عبيدة يوسف العنابي الذي يقود التنظيم منذ مقتل زعيمها السابق عبد المالك دروكدال في شهر جوان من العام الماضي.

و "أبو أحمد العنابي" له تاريخ أسود في الإرهاب داخل الجزائر، ومطلوب لدى الوحدات الأمنية والعسكرية الجزائرية على خلفية مشاركته في العديد من العمليات الإرهابية.

وإلى جانب العنابي، نجحت قوات الأمن التونسية في القضاء على القيادي الجزائري الآخر بكتيبة "عقبة بن نافع"، الساسي بن جيلاني صلوبة (61 سنة)، المكنى "عمي عيسى"، وهو من أقدم وأخطر العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة (التحق بالمجموعات التونسية المتمركزة بالجبال التونسية عام 2014، وتولى مهمة أمين المال بكتيبة "عقبة بن نافع" والإشراف على استقطاب عناصر الدعم والإسناد.. وهو مدرج في قائمة الملاحقين من طرف الوحدات الأمنية والعسكرية الجزائرية لمشاركته في عدد من العمليات الإرهابية ببلاده).

كما لقي 3 إرهابيين تونسيين مصرعهم وهم كل من طارق بن محمد بن صحراوي السليمي (35 سنة) المكنى بـ"أبو سيف"، الذي انضم إلى المجموعات الإرهابية المتمركزة بالجبال التونسية منذ سنة 2013، وبدر الدين ونيسي (25 سنة) الذي التحق بكتيبة "عقبة بن نافع" منذ 2018، و طالب بن محمد يحياوي (39 سنة)، الذي التحق بنفس الكتيبة سنة 2014 مع مجموعة من العناصر الإرهابية الأخرى.

 وهؤلاء جميعهم متورطون في الهجمات الدموية التي شنتها هذه الجماعة الإرهابية داخل الأراضي التونسية، واستهدفت الجنود وعناصر الأمن وحتى المدنيين.

11 عنصرا فقط..

11 عنصرا إرهابيا فقط ظلوا متحصنين بالجبال بعد أن كان عددهم في حدود 117 عنصرا وفق ما صرح به في وقت سابق الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية فاكر بوزغاية لوكالة تونس إفريقيا للأنباء.

موضحا أن عدد العناصر الإرهابية المتحصنة بالمرتفعات تقلّص من 117 عنصرا بين سنتي 2014 و 2016 إلى 11 عنصرا سنة 2023، ينتمون إلى كتيبة "جند الخلافة" الموالية لتنظيم "داعش" الإرهابي.

وتواصل الوحدات الأمنية والعسكرية تعقب المجموعات الإرهابيّة المسلحة المتحصنة بالمرتفعات وخاصة منها الغربية، ومنها ما يُعرف بـ "كتيبة عقبة بن نافع" المنضوية تحت لواء "تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" أو المجموعات التابعة لـ "جند الخلافة".

كما أكد أنه تم القضاء على عدد هام من العناصر الإرهابية وتقليص أعداد العناصر الإرهابية المتحصنة بالجبال من 117 عنصرا بين سنتي 2014 و2016 إلى 11 عنصرا أوائل سنة 2023 تابعين لتنظيم جند الخلافة الموالي لتنظيم داعش الإرهابي والتي كان آخرها بتاريخ 27 ديسمبر الماضي، وتم خلالها القضاء على 3 عناصر إرهابية بارزة تابعة لكتيبة جند الخلافة بتونس وحصر تحركاتهم بمرتفعات سيدي بوزيد والقصرين مع دحر كتيبة "عقبة بن نافع" (موالية لتنظيم القاعدة) خارج تونس، علاوة على كشف عديد الخلايا النائمة أبرزها خلية "طلوت الشامي" الموالية لتنظيم "داعش الإرهابي " التي تم كشفها خلال شهر نوفمبر 2022 وإيقاف 11 عنصر تابع لها.

إفشال مخطط..

ولفت بوزغاية إلى أن الوحدات الأمنية والعسكرية نجحت أيضا في إفشال وإحباط المخطط الإرهابي الذي كان يهدف إلى استهداف المؤسسات السيادية ببنقردان وتصفية الأمنيين والعسكريين وإيهام سكان المدينة بدخول الدولة الإسلامية إلى تونس لإعلانها "إمارة" وذلك يوم 7 مارس 2016، مبينا أنه تم إفشال المخطط والقضاء على 55 إرهابيا وإيقاف 96 منهم مقابل استشهاد 13 أمنيا وعسكريا و 10 مدنيين، مضيفا في الآن نفسه أنه قد تم خلال العملية حجز 220 قطعة سلاح "كلاشنكوف" و15 قاذفة "آر بي جي" و 80 رمانة يدوية و70 لغما مضادا للدبابات مع كشف 4 مخازن أسلحة خارج المدينة.

 ذروة نشاط جند الخلافة..

كانت ذروة نشاط كتيبة "جند الخلافة" الموالية لتنظيم "داعش" الإرهابي في المغرب العربي خلال الفترة الممتدّة من سنة 2013 حتى نهاية سنة 2015، إلّا أن نجاح قوات الأمن التونسي، بالتنسيق مع المخابرات الجزائرية في القضاء على لقمان أبو صخر خلال عملية أمنية في منطقة سيدي عيش في ولاية قفصة عند الحدود في شهر مارس 2015، مثّل ضربة قوية لـ"جند الخلافة"، حيث كان لقمان أبو صخر يقوم بدور المنسِّق بين الجماعات المسلحة الموالية لتنظيم "داعش" في ليبيا وكتيبة "عقبة بن نافع" و"جند الخلافة" في تونس والجزائر.

كما كان من المنتظر أنْ يتم تنصيبه رسميّاً من جانب (أبي بكر البغدادي حينها) وذلك من أجل توحيد الجهود أكثر بين المسلحين في المنطقة وتوسيع نشاطهم في شمال أفريقيا.

تجميد أموال جند الخلافة..

وفي سنة 2019 قررت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب تجميد أموال كتيبة "جند الخلافة" ونحو 40 شخص من المتهمين بالارتباط بهذه الجماعة الإرهابية وبذلك تمكنت تونس من محاصرة نشاط الجماعة الإرهابية وتحجيم قدرتها على الصعود بعد السيطرة على مواردهم الاقتصادية.

تحذير..

وكانت الولايات المتحدة حذرت في 2018 من أنها ستتخذ إجراءات عقابية ضد المجموعات التابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي، المتمركزة خارج سوريا والعراق، وكل من يتعامل معها، ومنها ما يسمى بـ"كتيبة جند الخلافة" الإرهابية المتحصنة بجبال الوسط الغربي بتونس.

وصنفت الولايات المتحدة كتيبة "جند الخلافة"، المتمركزة بالأراضي التونسية، ضمن قائمة المجموعات الإرهابية المبايعة لتنظيم "داعش"، وذلك إلى جانب مجموعات "داعش مصر" و"داعش الفلبين" وتنظيم "موت" بالفلبين و"داعش بنغلاديش" و"داعش الصومال" و"داعش غرب إفريقيا"، محذرة كل من يتعامل معها من أمريكيين وغيرهم، حيث أكدت أنها ستستخدم "سلطة العقوبات ضد كلّ من يثبت ضلوعه في الاتصال أو تمويل الإرهاب بموجب مرسوم يسمح ببلوغ هذه الأهداف".

وأبرزت أن مجموعة "جند الخلافة" الإرهابية، ظهر في تونس كتنظيم بداية من سبتمبر 2014، بعد إعلان مبايعته لأبي بكر البغدادي ونفذت هذه المجموعة عددا من الهجمات الإرهابية في تونس، ومنها قطع رأس الراعي مبروك السلطاني في نوفمبر 2015 وتفجير لغم أرضي استهدف الجيش التونسي ووحدات الأمن في جوان 2016.

الألغام.. القاتل المتخفي..

وعلى امتداد عشر سنوات اعتمدت العناصرالإرهابية المتخفية في الجبال سلاح "الالغام" ذلك القاتل المتخفي الذي كان يهدد حياة السكان المحاذين للجبال حيث انفجرت عدة ألغام وتم تبادل لإطلاق النار بين الجيش الوطني ومسلحين أعلنوا تبعيتهم لكتيبة عقبة بن نافع التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتسلل معظمهم من الجزائر إثر الثورة في 2011،إلى جانب عمليات القصف والتمشيط من قبل الجيش منذ أفريل 2013 حتى أفريل 2015، وأدت إلى بتر سيقان عدة جنود وفقدان آخرين لبصرهم وجرح ووفاة عدة جنود بطرق مختلفة، ومن أبرز الاعتداءات الإرهابية الكمين الذي جد يوم 29 جويلية 2013 وقد أودى بحياة 8 جنود منهم إثنين ماتا ذبحا.

أطلق على إثرها الجيش الوطني عمليات عسكرية واسعة النطاق في 2 أوت 2013 مستخدما المقاتلات والمروحيات الحربية والمدفعية الثقيلة والمدرعات إضافة إلى إقحام القوات الخاصة التونسية وإعلان منطقة عسكرية مغلقة يمنع الدخول إليها بدون ترخيص بهدف محاصرة والقضاء على المجموعة الإرهابية المورطة في ارتكاب جرائم إرهابية وزرع ألغام بالجبال التي يختبئ فيها الإرهابيون.

مصابون وشهداء..

الألغام قاتل متخفي زرعه الإرهابيين بعناية في جوف جبال مغيلة..سمامة ..الشعانبي والسلوم لتحصد أرواح كل من يقترب منها ولتكون آلة الرعب "الجبانة" التي تفتك بأرواح البشر وحتى الحيوانات وقد سقط في وقت سابق بجبل مغيلة الملازم أول سامي الوناسي أصيل ولاية سيدي بوزيد والوكيل أول سيد عماري أصيل ولاية القيروان والعريف أول إسماعيل الخريجي أصيل الحامة ولاية قابس والرقيب أول منعم الدلاعي أصيل ولاية بنزرت.

كما استشهد الوكيل مراد الفداوي بالمستشفى العسكري بالعاصمة بعد تدهور حالته الصحيه وكان أصيب أثناء تنفيذ مهمة عملياتية بالمنطقة، وتم نقله إلى المستشفى الجهوي بالكاف لتلقي العلاج وكانت حالته الصحية وقتها مستقرة.

ولم تستهدف الألغام العسكريين فحسب بل حصدت أرواح المدنيين القاطنين بالمناطق الجبلية القريبة من معاقل الإرهابيين، وحتى حيواناتهم لم تسلم من الألغام التي زرعها الإرهابيون في جبل الشعانبي المتاخم لجبل مغيلة خاصة كتيبة عقبة بن نافع هذه الكتيبة المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي غرست ألغاما تقليدية الصنع في باطن جبال القصرين لمنع القوات العسكرية من التقدم.

 

 

 

 

 

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews