إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

أمام خطورة الوضع البيئي.. جمعية تونسية تراهن على الذكاء الاصطناعي للحد من التغيرات المناخية

 

تونس – الصباح

اختارت رئيسة الجمعية التونسية  للتغيرات المناخية والتنمية المستدامة العمل على تحويل فكرة توظيف التقنيات العلمية والتكنولوجية المتطورة لخدمة الأهداف المتمثلة في نشر المعرفة حول آخر المستجدات في عالم المناخ والبيئة وتحسيس المواطنين بضرورة الانخراط في العناية بهذين المجالين عبر طرق مختلفة للحد من التداعيات السلبية التي لطالما نبهت منها المنظمات والهياكل العالمية والوطنية المختصة في المجال. وهو ما أكدته غادة حسين، رئيسة الجمعية التي تتكون تركيبتها من عدد من المختصين في مجالات البيئة والمناخ وعلوم البحار والفلاحة والبيولوجيا وغيرهم.

وأفادت غادة حسين في حديثها لـ"الصباح"، عن هذه المقاربة التي طرحتها الجمعية في رمضان الماضي بأن الهدف منها هو نشر المعرفة والتعريف بالخبرات المتعلقة بالابتكارات العلمية وأهمية تطبيقها لتحقيق التنمية المستدامة من ناحية والتصدي للمتغيرات المناخية من ناحية أخرى. وأضاف قائلة:"أعتقد أن التكنولوجيات العصرية أصبحت في متناول الجميع ثم أن الذكاء الاصطناعي الذي أصبح بدوره لغة العصر، لذلك راهنا على توظيف هذه العوامل لدفع أكبر عدد ممكن من التونسيين للوعي بخطورة الوضع البيئي والمناخي وضرورة التهيؤ للانخراط في إتباع الطرق العلمية الكفيلة بحماية المحيط والبيئة على نحو يمكن من الحد من تداعيات هذه التغيرات التي أكدتها المنظمات العالمية للصحة والمناخ والبيئة وبينت الأرقام التي تم تقديمها في قمة المناخ الأخيرة "كوبا دبي" 2024 مدى خطورتها على الحياة بشكل عام في ظل تواصل تهاون البلدان وعدم وعي المواطنين بخطورة ذلك".

 وتعتبر رئيسة الجمعية التونسية للتغيرات المناخية والتنمية المستدامة أن المراهنة على توظيف الذكاء الاصطناعي لتعميم المعرفة كخطوة أولى في نشاط الجمعية يأتي في سياق مساعي أعضائها لاسيما منهم المهندسين والخبراء والباحثين الذين ينشطون على مستوى وطني وعالمي، لدفع المواطنين للانخراط في المبادرات والأنشطة والبرامج التي تهدف للعناية بالبيئة والمحيط وضمان تنمية مستدامة تناغما مع النتائج والتوجيهات التي ما انفكت تقدمها المنظمات والهياكل العالمية التي تعنى بالمناخ خاصة أمام تأكيد هذه الجهات على أن التغيرات المناخية هي حقيقة اليوم في ظل الارتفاع المسجل في درجات الحرارة على الأرض وما أكدته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من تسجيل تغيرات كبيرة في مستوى الغلاف الجوي للأرض وتأثير ذلك مع الأرض والمحيطات والطقس والمناخ.

وتجدر الإشارة إلى أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية كانت قد حذرت في جانفي الماضي من خطورة تسجيل انخفاض شديد في سمك الطبقات الجليدية وبلوغ مؤشرات تغير المناخ مستويات قياسية، قبل دخول فصل الصيف وذلك بسبب التركيز العالي لثاني أكسيد الكربون، حسب تأكيد الأمم المتحدة.

وبينت غادة حسين أن توظيف الذكاء الاصطناعي لحث المواطنين على التخلي عن بعض العادات والسلوكيات لحماية المحيط والمحافظة على الثروة الفلاحية والبحرية من خلال التحسيس بالتعاطي السليم مع النفايات المنزلية والطبية والبلاستيك بالأساس. وأضافت قائلة:"هناك نتائج دراسات علمية عالمية بينت وجود أثار وترسبات خطيرة للبلاستيك في مياه الشرب، كما أن رمي النفايات المنزلية وغيرها له تداعيات خطيرة ليس على صحة المستهلك فقط وإنما بتأثيره السلبي على خصوبة الأرض وخطورته على الثروة الحيوانية والبحرية. لذلك فإن الخبراء والمهندسين في الجمعية من بينهم زهير الحلاوي وعياض اللبان اخترنا جميعا المراهنة على التوجه إلى عامة التونسيين للتحسيس بأهمية حماية المحيط والبيئة وتعميم ذلك عبر الوسائط التكنولوجية الحديثة والذكاء الاصطناعي خاصة أن بلادنا مهددة بشح مائي كبير".

كما أفادت محدثتنا أن نفس المشروع الذي قدمته الجمعية في رمضان الماضي يهدف أيضا لتحسيس المواطنين وتوجيههم وفق نصائح وحقائق علمية بحتة على غرار تفسير وتوضيح أهمية استعمال المياه المعالجة في الزراعات الفلاحية، وتعتبر محدثتنا أن شريحة واسعة من التونسيين لا تزال لا تتقبل استهلاك مواد فلاحية وزراعية تم استعمال المياه المستعملة المعالجة في عملية ريها.

وتعتبر محدثتنا في ذات السياق أن الجمعية بادرت بهذه الخطوة الجديدة منطلقة من تجارب حصلت في تونس باعتماد نتائج علمية وأرقام وإحصائيات جديدة حول المياه والتغيرات المناخية والبيئة والسواحل البحرية وغيرها، وذلك في توجهها لجمهور التكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي على أن يتم تعميم التجربة لتشمل عدة مجالات علمية في المستقبل القريب.

فيما أفادت أن المبادرة موجهة بالأساس لعامة الناس ولكن يمكن للهياكل والمؤسسات والمختصين في مجالات علمية وفلاحية الاستثمار في مجالات الطاقة والاقتصاد الأخضر وغيرها من الصناعات الأخرى والاستئناس بتجربة الجمعية المنفتحة على كل المجالات العلمية، حسب تأكيدها، لتوحيد الجهود للحد من تداعيات التغيرات المناخية التي يشهدها العالم وعلى بلادنا الانخراط في ذلك للمحافظة على بيئة سليمة كفيلة بضمان ظروف عيش صحية وسليمة لكل الكائنات الحية. وأضافت موضحة بقولها: "بلادنا كما العالم سجلت في سنة 2023 أكبر نسب للتغيرات المناخية بعد أن أكدت منظمة الأرصاد الجوية العالمية أن نسبة الحرارة بلغت زيادة بـ1.52%  على خلاف ما كان متوقعا، ونجم عن ذلك  ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة ونقص في تهاطل الأمطار قابله شح في المياه وتراجع مخزون المياه من ناحية أخرى فضلا عن ارتفاع عدد الحرائق لذلك على الجميع تعديل سلوكه في علاقة بالنفايات والمياه والغابات".

وتعتبر رئيسة الجمعية التونسية للتغيرات المناخية والتنمية المستديمة أن حماية توظيف التقنيات والتكنولوجيات الحديثة للتوعية والتحسيس بضرورة انتهاج سلوك حضاري يتمثل في عدم رمي النفايات والفضلات في الفضاء العام والمحيط والتبذير في استهلاك المياه ورمي البلاستيك في السواحل البحرية أو الغابات والأراضي الفلاحية وذلك بعد أن أثبتت نتائج بحوث علمية مدى خطورة ذلك على صحة المستهلك وعلى التنمية في حد ذاتها. 

نزيهة الغضباني 

أمام خطورة الوضع البيئي..   جمعية تونسية تراهن على الذكاء الاصطناعي للحد من التغيرات المناخية

 

تونس – الصباح

اختارت رئيسة الجمعية التونسية  للتغيرات المناخية والتنمية المستدامة العمل على تحويل فكرة توظيف التقنيات العلمية والتكنولوجية المتطورة لخدمة الأهداف المتمثلة في نشر المعرفة حول آخر المستجدات في عالم المناخ والبيئة وتحسيس المواطنين بضرورة الانخراط في العناية بهذين المجالين عبر طرق مختلفة للحد من التداعيات السلبية التي لطالما نبهت منها المنظمات والهياكل العالمية والوطنية المختصة في المجال. وهو ما أكدته غادة حسين، رئيسة الجمعية التي تتكون تركيبتها من عدد من المختصين في مجالات البيئة والمناخ وعلوم البحار والفلاحة والبيولوجيا وغيرهم.

وأفادت غادة حسين في حديثها لـ"الصباح"، عن هذه المقاربة التي طرحتها الجمعية في رمضان الماضي بأن الهدف منها هو نشر المعرفة والتعريف بالخبرات المتعلقة بالابتكارات العلمية وأهمية تطبيقها لتحقيق التنمية المستدامة من ناحية والتصدي للمتغيرات المناخية من ناحية أخرى. وأضاف قائلة:"أعتقد أن التكنولوجيات العصرية أصبحت في متناول الجميع ثم أن الذكاء الاصطناعي الذي أصبح بدوره لغة العصر، لذلك راهنا على توظيف هذه العوامل لدفع أكبر عدد ممكن من التونسيين للوعي بخطورة الوضع البيئي والمناخي وضرورة التهيؤ للانخراط في إتباع الطرق العلمية الكفيلة بحماية المحيط والبيئة على نحو يمكن من الحد من تداعيات هذه التغيرات التي أكدتها المنظمات العالمية للصحة والمناخ والبيئة وبينت الأرقام التي تم تقديمها في قمة المناخ الأخيرة "كوبا دبي" 2024 مدى خطورتها على الحياة بشكل عام في ظل تواصل تهاون البلدان وعدم وعي المواطنين بخطورة ذلك".

 وتعتبر رئيسة الجمعية التونسية للتغيرات المناخية والتنمية المستدامة أن المراهنة على توظيف الذكاء الاصطناعي لتعميم المعرفة كخطوة أولى في نشاط الجمعية يأتي في سياق مساعي أعضائها لاسيما منهم المهندسين والخبراء والباحثين الذين ينشطون على مستوى وطني وعالمي، لدفع المواطنين للانخراط في المبادرات والأنشطة والبرامج التي تهدف للعناية بالبيئة والمحيط وضمان تنمية مستدامة تناغما مع النتائج والتوجيهات التي ما انفكت تقدمها المنظمات والهياكل العالمية التي تعنى بالمناخ خاصة أمام تأكيد هذه الجهات على أن التغيرات المناخية هي حقيقة اليوم في ظل الارتفاع المسجل في درجات الحرارة على الأرض وما أكدته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من تسجيل تغيرات كبيرة في مستوى الغلاف الجوي للأرض وتأثير ذلك مع الأرض والمحيطات والطقس والمناخ.

وتجدر الإشارة إلى أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية كانت قد حذرت في جانفي الماضي من خطورة تسجيل انخفاض شديد في سمك الطبقات الجليدية وبلوغ مؤشرات تغير المناخ مستويات قياسية، قبل دخول فصل الصيف وذلك بسبب التركيز العالي لثاني أكسيد الكربون، حسب تأكيد الأمم المتحدة.

وبينت غادة حسين أن توظيف الذكاء الاصطناعي لحث المواطنين على التخلي عن بعض العادات والسلوكيات لحماية المحيط والمحافظة على الثروة الفلاحية والبحرية من خلال التحسيس بالتعاطي السليم مع النفايات المنزلية والطبية والبلاستيك بالأساس. وأضافت قائلة:"هناك نتائج دراسات علمية عالمية بينت وجود أثار وترسبات خطيرة للبلاستيك في مياه الشرب، كما أن رمي النفايات المنزلية وغيرها له تداعيات خطيرة ليس على صحة المستهلك فقط وإنما بتأثيره السلبي على خصوبة الأرض وخطورته على الثروة الحيوانية والبحرية. لذلك فإن الخبراء والمهندسين في الجمعية من بينهم زهير الحلاوي وعياض اللبان اخترنا جميعا المراهنة على التوجه إلى عامة التونسيين للتحسيس بأهمية حماية المحيط والبيئة وتعميم ذلك عبر الوسائط التكنولوجية الحديثة والذكاء الاصطناعي خاصة أن بلادنا مهددة بشح مائي كبير".

كما أفادت محدثتنا أن نفس المشروع الذي قدمته الجمعية في رمضان الماضي يهدف أيضا لتحسيس المواطنين وتوجيههم وفق نصائح وحقائق علمية بحتة على غرار تفسير وتوضيح أهمية استعمال المياه المعالجة في الزراعات الفلاحية، وتعتبر محدثتنا أن شريحة واسعة من التونسيين لا تزال لا تتقبل استهلاك مواد فلاحية وزراعية تم استعمال المياه المستعملة المعالجة في عملية ريها.

وتعتبر محدثتنا في ذات السياق أن الجمعية بادرت بهذه الخطوة الجديدة منطلقة من تجارب حصلت في تونس باعتماد نتائج علمية وأرقام وإحصائيات جديدة حول المياه والتغيرات المناخية والبيئة والسواحل البحرية وغيرها، وذلك في توجهها لجمهور التكنولوجيات الحديثة والذكاء الاصطناعي على أن يتم تعميم التجربة لتشمل عدة مجالات علمية في المستقبل القريب.

فيما أفادت أن المبادرة موجهة بالأساس لعامة الناس ولكن يمكن للهياكل والمؤسسات والمختصين في مجالات علمية وفلاحية الاستثمار في مجالات الطاقة والاقتصاد الأخضر وغيرها من الصناعات الأخرى والاستئناس بتجربة الجمعية المنفتحة على كل المجالات العلمية، حسب تأكيدها، لتوحيد الجهود للحد من تداعيات التغيرات المناخية التي يشهدها العالم وعلى بلادنا الانخراط في ذلك للمحافظة على بيئة سليمة كفيلة بضمان ظروف عيش صحية وسليمة لكل الكائنات الحية. وأضافت موضحة بقولها: "بلادنا كما العالم سجلت في سنة 2023 أكبر نسب للتغيرات المناخية بعد أن أكدت منظمة الأرصاد الجوية العالمية أن نسبة الحرارة بلغت زيادة بـ1.52%  على خلاف ما كان متوقعا، ونجم عن ذلك  ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة ونقص في تهاطل الأمطار قابله شح في المياه وتراجع مخزون المياه من ناحية أخرى فضلا عن ارتفاع عدد الحرائق لذلك على الجميع تعديل سلوكه في علاقة بالنفايات والمياه والغابات".

وتعتبر رئيسة الجمعية التونسية للتغيرات المناخية والتنمية المستديمة أن حماية توظيف التقنيات والتكنولوجيات الحديثة للتوعية والتحسيس بضرورة انتهاج سلوك حضاري يتمثل في عدم رمي النفايات والفضلات في الفضاء العام والمحيط والتبذير في استهلاك المياه ورمي البلاستيك في السواحل البحرية أو الغابات والأراضي الفلاحية وذلك بعد أن أثبتت نتائج بحوث علمية مدى خطورة ذلك على صحة المستهلك وعلى التنمية في حد ذاتها. 

نزيهة الغضباني 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews