بقلم: البشير المشرقي
خريف وبعد الخريف
اشتياق كثير
ووجد كبير
وأجنحة حملتها الرياح
ولكنها لا تطير
خريف أخير
وعيناك مشرفتان
على فلك اللازورد
على شرفة فيهما
يترامى العبير
وقلبي شراع
تقاذفه الموج
يا أيها الوقت طر بي
إلى واحة في عيون
الحبيبة
قف لحظة كي أمد
يدي للدقائق ضاعت
وضاع ربيع الفؤاد
الكسير
قف دقيقة صمت
على عمر
ضاع في الأمنيات
وفي الوهم ضاع
ولا تترك الروح
ظمأى
قف فقلبي تقطع
بين سنابك
حزن خرافي
ولا حول للقلب ،
لا مهرب
لا كؤوس ولا
نغمات
ولا قمر يتجلى
فأرضي يباب
ولا غيم مر
عليها
أنا واقف ههنا
تشتهيني المسافات
يترعني شجن
من طراز رفيع
يموت على حدقي
الحلم
عند الهزيع الأخير
هنا واحة الذكريات
أدخليها كما أنت
أيتها المهجة البائسه
أدخليها
فنار التذكر
فاكهة للجوانح!..
موتك حلو
ومنفاك حلو
لماذا انتظارك
يا أيها الشارد
الخطو ؟
لي زمن لم أر الغيم
يهمي على
شرفتي
لم أر النجم
يدخل بيتي
ولا القمر المتعالي
يراني
أراوده لحظة
من شرود
أيها الوقت طر
واسحب العطر مني
وكل الشهادات مني
لماذا انتظارك ؟
أعرف أني على أهبة
للرحيل إليها..
حدائق من جلنار
ومن ياسمين مسجى
تراودني من زمان
وكنت اشتهيت شذاها
ولكنني لم أزل أتحسس
درب الوصول إليها
أيا غابة الذكريات
خذيني
دعيني أمت
لحظة تحت صفصافة
الزمن المتخلي!
خذيني الى
موجة في
عيون الحبيبة
كي أتجلى
وأختصر الوجع المر
أبكي دقائق
في حضرة الليل..
أبكي رمادي
أرى وجه من كنت
أحببتهم
قبل أن يتوارى
نهاري
دعيني هناك
يحدثني السرو
والباسقات
من النخل..
هذا الشتاء المطل
وثلج اراه
يغطي مساربنا
الحالكه
فكيف يواجه قلبي
الشتاء المداهم؟
أيتها الغيمة
العابره
احمليني إليها
هناك سأقضي
ليالي وجدي
أمر على
طرق كنت أمشي عليها
احمليني
رذاذا من الشوق
يهمي
على حيز من
يديها
رياحين من بلد
الشاق واق !
احمليني
نسائم بالياسمين
مبللة ،
باشتياقي
احمليني فلا حول
للقلب
لا حول للروح
كلت سنابك
خيلي
وما أسعفتني الثواني
ولا هطلت فوق
فيئي
سيول الغمام
تعبت في الحنين
جوانحنا
وتعبنا
فاين الخمائل
كي يهزج الطير
ذات اشتهاء
على نخب اوجاعنا
العائده!
هذه اخر الأغنيات
ردديها معي
يا جميع جهاتي
فقد ذبل الورد
جفت غصوني
تصدت لنا الريح
والوقت فات !