إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

افتتاحية "الصباح": بين إيران وإسرائيل.. "تشنجّ" ودّي!!

 

لم يفاجأ العالم بالرد الإيراني على استهداف قنصليتها في دمشق من قبل الكيان الإسرائيلي، بل كانت المفاجأة من طريقة الرد وكأن طهران بحثت فقط على رد الاعتبار وتسجيل نقطة دون الإضرار بالعدو الدائم لا في العتاد ولا في القوات ولا في البنى التحتية.

الهجوم الإيراني كان بالفعل غير مسبوق باعتباره استهدف العمق الإسرائيلي بأكثر من 300 مسيرة وصاروخ.. تم الإعلان عن إطلاقها بصفة مسبقة وتم إبلاغ ما تسميه إيران بـ"الشيطان الأكبر"، في إشارة إلى الولايات المتحدة عبر قطر وتركيا بحيثياته ووسائله، وتم استخدام أسلحة ظلت لساعات في الجو قبل وصول بعضها إلى أهدافها.. وكأن طهران كانت ترغب فقط في الإيفاء بما التزمت به لكن دون المساس أو الإضرار بالعدو الذي تهدد دائما بسحقه ومحوه من الخريطة..، لم يكن الرد قاسيا مثلما توعدت طهران بعد  الغارة الجوية التي استهدفت قنصليتها في العاصمة السورية دمشق يوم الاثنين غرة أفريل الجاري ما أدى إلى مقتل 13 شخصا، من بينهم سبعة من أعضاء الحرس الثوري الإيراني وستة مواطنين سوريين..

فصواريخ إيران ومسيراتها تم اعتراض جلها في السماء من قبل وسائل الدفاع الأمريكية والإسرائيلية وربما حتى العربية، والبقية الباقية سقطت في "ارض" العدو دون أن تخلف أضرارا رغم أن الجيش الإيراني أعلن أن هجومه على إسرائيل "حقق جميع أهدافه"... يبدو أن إيران رغبت فقط في تسجيل نقطة التعادل وتسجيل أنها "تجرأت" على الرد وخشيت من تسجيل أضرار بالعدو تجبره وتجيز له الرد وهو ما يمكن أن  يحرج طهران مجددا ويجعلها مجبرة على الرد وربما الدخول في حرب لا أحد مستعد لها ولا احد يتنبأ بعواقبها ليس، على الطرفين فحسب بل على المنطقة ككل وربما العالم…

ما يمكن تأكيده بعد "المناورة" الإيرانية هو:

- أولا إن ما حصل يوم 13 افريل الجاري أكد أن القوى النووية لا يمكن أن تدخل في حروب فعلية فيما بينها، وأن الحروب الكبرى انتهت وأن التحركات العسكرية لا يمكن أن تكون اليوم إلا من دولة قوية ضد أخرى ضعيفة..

- ثانيا أن أية دولة في الشرق الأوسط لا يمكنها المساس بإسرائيل رغم التهديدات واستعراض القوى بما في ذلك إيران التي قابلت استهداف سيادتها وقتل رعاياها عن طريق الغدر بهجوم معلن لم يحقق مكاسب ولم يضر بالعدو، ولو استمرت طهران في تهديداتها والتظاهر باستعداداتها للردّ لكان أفضل لها ولكسبت الحرب النفسية التي تقلق الكيان الإسرائيلي وقياداته وشعبه بشكل كبير ليبقى يعيش قلق حالة الطوارئ وهي حالة ترعب الشارع الإسرائيلي خاصة بعد عملية "طوفان الأقصى" وما سببته من ذعر لدى الإسرائيليين.

- ثالثا إن الكيان الإسرائيلي ليس بالقوة الخارقة وليس بالجيش الذي لا يقهر والدليل على ذلك أنه عجز عن صد صواريخ وطائرات مسيرة وصلت "أراضيه" وأنه استعان بسلاح الجو الأمريكي والفرنسي خاصة لصد الهجوم.

- أخيرا وليس آخرا، فإن المناوشة الإيرانية الإسرائيلية أثبتت لأهل غزة أنه لا يمكن الاعتماد إلا على أنفسهم وأن القوى الإقليمية من الجوار لن ترد على الجرائم الإسرائيلية المرتكبة منذ 194 يوما في قطاع غزة ولن تناصر الغزاويين إلا بالشعارات والخطابات رافعين شعار بنو إسرائيل لموسى "اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا هاهنا قاعدون"...

سفيان رجب

 

لم يفاجأ العالم بالرد الإيراني على استهداف قنصليتها في دمشق من قبل الكيان الإسرائيلي، بل كانت المفاجأة من طريقة الرد وكأن طهران بحثت فقط على رد الاعتبار وتسجيل نقطة دون الإضرار بالعدو الدائم لا في العتاد ولا في القوات ولا في البنى التحتية.

الهجوم الإيراني كان بالفعل غير مسبوق باعتباره استهدف العمق الإسرائيلي بأكثر من 300 مسيرة وصاروخ.. تم الإعلان عن إطلاقها بصفة مسبقة وتم إبلاغ ما تسميه إيران بـ"الشيطان الأكبر"، في إشارة إلى الولايات المتحدة عبر قطر وتركيا بحيثياته ووسائله، وتم استخدام أسلحة ظلت لساعات في الجو قبل وصول بعضها إلى أهدافها.. وكأن طهران كانت ترغب فقط في الإيفاء بما التزمت به لكن دون المساس أو الإضرار بالعدو الذي تهدد دائما بسحقه ومحوه من الخريطة..، لم يكن الرد قاسيا مثلما توعدت طهران بعد  الغارة الجوية التي استهدفت قنصليتها في العاصمة السورية دمشق يوم الاثنين غرة أفريل الجاري ما أدى إلى مقتل 13 شخصا، من بينهم سبعة من أعضاء الحرس الثوري الإيراني وستة مواطنين سوريين..

فصواريخ إيران ومسيراتها تم اعتراض جلها في السماء من قبل وسائل الدفاع الأمريكية والإسرائيلية وربما حتى العربية، والبقية الباقية سقطت في "ارض" العدو دون أن تخلف أضرارا رغم أن الجيش الإيراني أعلن أن هجومه على إسرائيل "حقق جميع أهدافه"... يبدو أن إيران رغبت فقط في تسجيل نقطة التعادل وتسجيل أنها "تجرأت" على الرد وخشيت من تسجيل أضرار بالعدو تجبره وتجيز له الرد وهو ما يمكن أن  يحرج طهران مجددا ويجعلها مجبرة على الرد وربما الدخول في حرب لا أحد مستعد لها ولا احد يتنبأ بعواقبها ليس، على الطرفين فحسب بل على المنطقة ككل وربما العالم…

ما يمكن تأكيده بعد "المناورة" الإيرانية هو:

- أولا إن ما حصل يوم 13 افريل الجاري أكد أن القوى النووية لا يمكن أن تدخل في حروب فعلية فيما بينها، وأن الحروب الكبرى انتهت وأن التحركات العسكرية لا يمكن أن تكون اليوم إلا من دولة قوية ضد أخرى ضعيفة..

- ثانيا أن أية دولة في الشرق الأوسط لا يمكنها المساس بإسرائيل رغم التهديدات واستعراض القوى بما في ذلك إيران التي قابلت استهداف سيادتها وقتل رعاياها عن طريق الغدر بهجوم معلن لم يحقق مكاسب ولم يضر بالعدو، ولو استمرت طهران في تهديداتها والتظاهر باستعداداتها للردّ لكان أفضل لها ولكسبت الحرب النفسية التي تقلق الكيان الإسرائيلي وقياداته وشعبه بشكل كبير ليبقى يعيش قلق حالة الطوارئ وهي حالة ترعب الشارع الإسرائيلي خاصة بعد عملية "طوفان الأقصى" وما سببته من ذعر لدى الإسرائيليين.

- ثالثا إن الكيان الإسرائيلي ليس بالقوة الخارقة وليس بالجيش الذي لا يقهر والدليل على ذلك أنه عجز عن صد صواريخ وطائرات مسيرة وصلت "أراضيه" وأنه استعان بسلاح الجو الأمريكي والفرنسي خاصة لصد الهجوم.

- أخيرا وليس آخرا، فإن المناوشة الإيرانية الإسرائيلية أثبتت لأهل غزة أنه لا يمكن الاعتماد إلا على أنفسهم وأن القوى الإقليمية من الجوار لن ترد على الجرائم الإسرائيلية المرتكبة منذ 194 يوما في قطاع غزة ولن تناصر الغزاويين إلا بالشعارات والخطابات رافعين شعار بنو إسرائيل لموسى "اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا هاهنا قاعدون"...

سفيان رجب

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews