إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. ميلوني ..!.

 

يرويها: أبو بكر الصغير

  بين قرطاج وروما  حكاية طويلة، حكاية  صراع وتنافس  بين أعظم قوتين كبيرتين آنذاك في العالم، عرفت العلاقة بينهما سلسلة من الأحداث المدهشة، غيّرت تاريخَ المنطقة،  أثّرت في مستقبل البشرية ككلّ .

    يذكر  أرسطو، إن قرطاج التي تأسست قبل الإمبراطورية الرومانية بثلاثة قرون والتي تمثّل رمزاً لتاريخ طويل، طالما كان اسمها عنوانا  لإحدى أعرق  الحضارات وأعظم  الإمبراطوريات .

   هي أول جمهورية في التاريخ الإنساني، بل هي أعظم الدول في عصرها، الأهم أول تجربة حكم ديمقراطي إذ لم يكن يوجد حاكم أو ملك أو طاغية على رأسها، إنما الحكم فيها مزدوج على رأسه قائدان  كبيران يُطلق عليهما اسم “شفط”،  تعني القاضي الحاكم،  منتخبان لفترة يحددها مجلس الشيوخ،  يسيطر على كلّ ذلك  مجلس شعبي يصعّده المواطنون .

 هنالك حوالي 100 مدينة وموقع في العالم، يحمل اسم قرطاج أو قرطاجنة، وهو أكثر اسم يتم تداوله.

    لم يحصل أن اهتمت شخصية أوروبية ببلادنا كما حصل مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، التي تحلّ بيننا اليوم 17 أفريل، وفق ما أعلنت عنه الحكومة الإيطاليةُ.

    تحطّ ميلوني الرحال على ارض تدرك بلا شك عظمة تاريخها ومجد حضارتها، هي عطر الشرق، وجسور من التواصل الحضاري مع الضفة الشرقية للمتوسط.

    لن تستغرق الزيارة أكثر من ساعات معدودات، فميلوني ستتواجد في بروكسل في نفس اليوم الأربعاء17 والخميس18 أفريل لحضور الاجتماع الاستثنائي للمجلس الأوروبي .

    تعد هذه الزيارة الثالثة  لميلوني إلى تونس منذ توليها رئاسة الحكومة الإيطالية في أواخر عام 2022، إذ قامت بأول زيارة في السادس من جوان 2023 تلتها زيارة أخرى في الحادي عشر من نفس الشهر رفقة رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين والوزير الأول الهولندي، مارك روته، أعلن إثرها عن اتفاق بشأن "حزمة شراكة شاملة" قبل أن يتم التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن هذه الشراكة في 16 جويلية من نفس العام.

 في تقدير موقف، ستكون هذه الزيارة الأخطر والأهم إن لم تكن الأخيرة باعتبار أن ايطاليا عشية حدث انتخابي مهم قد يكون له تأثير على مصير رئيسة وزراء ايطاليا نفسها .

 يعدّ ملف المهاجرين وموقف تونس منه ورقة انتخابية مهمة جدا في حملتها الانتخابية كما أن  كلّ أحزاب اليمين في أووربا غدت ترفع ورقة   "الهجرة العكسية" وطرد مئات آلاف المهاجرين واللاجئين في سباق حملاتها لكسب الأصوات .

 بفضل هذه السياسات وكما تؤكد استطلاعات الرأي فإن الأحزاب اليمينية المتطرفة قد قويت شوكتها بشكل لافت في 12 دولة من دول الاتحاد، مع مؤشرات بإمكانية زيادة نفوذها في تحديد السياسات الأوروبية الخارجية  العامة وتمرير أجنداتها.

     تكمن أهمية هذه الزيارة لميلوني لبلادنا الثالثة لها كما اشرنا في أقل من سنة أنها ستنقل وجهة النظر التونسية إلى اجتماع المجلس الأوروبي المقرر في نفس اليوم، بمعنى سيكون هنالك موقف أوروبي مشترك وحاسم هذه المرة بخصوص قضية الهجرة.

     إنّ الخطأ ليس أن نعيش حياة لا نرضاها،  لكن الخطأ هو ألا نحاول تغييرها إلى الأفضل دائماً.

حكاياتهم  .. ميلوني ..!.

 

يرويها: أبو بكر الصغير

  بين قرطاج وروما  حكاية طويلة، حكاية  صراع وتنافس  بين أعظم قوتين كبيرتين آنذاك في العالم، عرفت العلاقة بينهما سلسلة من الأحداث المدهشة، غيّرت تاريخَ المنطقة،  أثّرت في مستقبل البشرية ككلّ .

    يذكر  أرسطو، إن قرطاج التي تأسست قبل الإمبراطورية الرومانية بثلاثة قرون والتي تمثّل رمزاً لتاريخ طويل، طالما كان اسمها عنوانا  لإحدى أعرق  الحضارات وأعظم  الإمبراطوريات .

   هي أول جمهورية في التاريخ الإنساني، بل هي أعظم الدول في عصرها، الأهم أول تجربة حكم ديمقراطي إذ لم يكن يوجد حاكم أو ملك أو طاغية على رأسها، إنما الحكم فيها مزدوج على رأسه قائدان  كبيران يُطلق عليهما اسم “شفط”،  تعني القاضي الحاكم،  منتخبان لفترة يحددها مجلس الشيوخ،  يسيطر على كلّ ذلك  مجلس شعبي يصعّده المواطنون .

 هنالك حوالي 100 مدينة وموقع في العالم، يحمل اسم قرطاج أو قرطاجنة، وهو أكثر اسم يتم تداوله.

    لم يحصل أن اهتمت شخصية أوروبية ببلادنا كما حصل مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، التي تحلّ بيننا اليوم 17 أفريل، وفق ما أعلنت عنه الحكومة الإيطاليةُ.

    تحطّ ميلوني الرحال على ارض تدرك بلا شك عظمة تاريخها ومجد حضارتها، هي عطر الشرق، وجسور من التواصل الحضاري مع الضفة الشرقية للمتوسط.

    لن تستغرق الزيارة أكثر من ساعات معدودات، فميلوني ستتواجد في بروكسل في نفس اليوم الأربعاء17 والخميس18 أفريل لحضور الاجتماع الاستثنائي للمجلس الأوروبي .

    تعد هذه الزيارة الثالثة  لميلوني إلى تونس منذ توليها رئاسة الحكومة الإيطالية في أواخر عام 2022، إذ قامت بأول زيارة في السادس من جوان 2023 تلتها زيارة أخرى في الحادي عشر من نفس الشهر رفقة رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين والوزير الأول الهولندي، مارك روته، أعلن إثرها عن اتفاق بشأن "حزمة شراكة شاملة" قبل أن يتم التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن هذه الشراكة في 16 جويلية من نفس العام.

 في تقدير موقف، ستكون هذه الزيارة الأخطر والأهم إن لم تكن الأخيرة باعتبار أن ايطاليا عشية حدث انتخابي مهم قد يكون له تأثير على مصير رئيسة وزراء ايطاليا نفسها .

 يعدّ ملف المهاجرين وموقف تونس منه ورقة انتخابية مهمة جدا في حملتها الانتخابية كما أن  كلّ أحزاب اليمين في أووربا غدت ترفع ورقة   "الهجرة العكسية" وطرد مئات آلاف المهاجرين واللاجئين في سباق حملاتها لكسب الأصوات .

 بفضل هذه السياسات وكما تؤكد استطلاعات الرأي فإن الأحزاب اليمينية المتطرفة قد قويت شوكتها بشكل لافت في 12 دولة من دول الاتحاد، مع مؤشرات بإمكانية زيادة نفوذها في تحديد السياسات الأوروبية الخارجية  العامة وتمرير أجنداتها.

     تكمن أهمية هذه الزيارة لميلوني لبلادنا الثالثة لها كما اشرنا في أقل من سنة أنها ستنقل وجهة النظر التونسية إلى اجتماع المجلس الأوروبي المقرر في نفس اليوم، بمعنى سيكون هنالك موقف أوروبي مشترك وحاسم هذه المرة بخصوص قضية الهجرة.

     إنّ الخطأ ليس أن نعيش حياة لا نرضاها،  لكن الخطأ هو ألا نحاول تغييرها إلى الأفضل دائماً.

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews